أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
Open Unemployment
يُقصد بـ"البطالة السافرة"، حالة التعطل الظاهر التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة، أي وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه، وباحثين عنه عند مستوى الأجر السائد، ولكنهم لا يجدون عملاً، ولهذا فهم في حالة تعطل كامل لا يمارسون أي عمل لفترة قد تطول أو تقصر حسب ظروف الاقتصاد القومي، مثل بطالة الخريجين الجامعيين.
وقد تكون هذه البطالة دورية او احتكاكية او هيكلية او موسمية
تصيب البطالة شُريان المُجتمع «الشباب»، وأسبابها يختلف من مجتمع إلى آخر حسب طبيعة البلد، ومؤشراتها مرتفعة في الدول النامية بسبب معوقات اجتماعية واقتصادية، فهي من أكبر التحديات التي تواجه اقتصاديات الدول العربية، والبطالة تعني التزايد المستمر المطرد في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه. وفي تعريف آخر للبطالة أوصت به منظمة العمل الدولية والذي ينص على أن « العاطل عن العمــل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بلا عمل و هو قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه عند مستوى أجر سائد لكنه لا يجده». ومن أجل أن نبحث في ظاهرة البطالة وإيجاد حلول لها لابد أن نتعرف بشكل مبسط على أنواعها، وكما جاء في بحث عن: البطالـــة في الوطن العربي.. أسباب وتحديات لـ أ.الوافي الطيب، أ.بهلول لطيفة، جامعة تبسه، حيث ذكرا النوع الأول من البطالة وهي الاحتكاكية وتحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة الناتجة عن تغيرات في الاقتصاد الوطني. ونتيجة لنقص المعلومات الكاملة لكل الباحثين عن فرص العمل وأصحاب الأعمال، أيضا تنشأ عندما ينتقل عامل من منطقة أو إقليم جغرافي إلى منطقة أخرى. النوع الثاني البطالة الهيكلية وهذا النوع من البطالة يحدث بسبب الاختلاف والتباين القائم بين هيكل توزيع القوى العاملـــة وهيكل الطلب عليها. يقترن ظهورها بإحلال الآلة محل العنصر البشري مما يؤدي إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمال. النوع الثالث البطالة الدورية أو الموسمية وهذا النوع من البطالة يحدث نتيجة لتذبذب الدورات الاقتصادية، أي أن مستوى التوظيف والاستخدام يتقلب مع تقلب الدورات التجارية أو الموسمية بين الانكماش والتوسع. وهناك تصنيفات أخرى للبطالة يذكرها الاقتصاديون متمثلة بالآتي: البطالة الاختيارية والبطالة الإجبارية، فالاختيارية هي أن يترك العامل عملة بمحض إرادته دون تدخل الغير، أما الإجبارية فهي التسريح من العمل بأوامر من الإدارة العليا. أما البطالة المقنعة والبطالة السافرة، فالمقنعة تأتي بمعنى وجود تكدس في العمالة فائض عن الحاجة في المنظمة بلا إنتاجية تذكر. أما السافرة فتعني وجود عدد من الأشخاص القادرين والراغبين في العمل عند مستوى أجر معين لكن دون أن يجدوه، فهم عاطلون تماماً عن العمل، وهي في الدول النامية تكون أشد قسوة نتيجة عدم وجود نظم لإغاثة البطالة وغياب أو ضآلة برامج المساعدات الاجتماعية الحكومية. وتأتي البطالة الموسمية وبطالة الفقر، فالموسمية تحدث مثلاً في موسم السياحة فهي تتطلب أعداداً كثيرة من العمال وبانتهاء الموسم ينتهي عملهم، أما بطالة الفقر فهي التي يتسبب بها ضعف التنمية في البلد وخاصة في الدول ذات الاقتصاد المتوتر والمتعب. أما البطالة الطبيعية وتنشأ عندما يكون الطلب على العمل مساوياً لعرضه. وبعد أن استعرضت أنواع البطالة بشكل موجز، نتطرق إلى أسباب البطالة في السعودية التي أبدأها بالتضخم والانفجار السكاني، وزيادة عدد الخريجين من الثانوية العامة مع غياب التخطيط الصحيح لهذه المتغيرات، أيضا التعثر الملموس في عدم وجود سياسة تعليمية تتمثل بـ المواءمة بين سوق العمل والمخرجات التعليمية. عدم التوسع في نشر الخدمات الحكومية في جميع مناطق المملكة بدل أن تتكدس في منطقة واحدة أو منطقتين مما يؤدي إلى الهجرة العشوائية إلى المدن الآهلة بالخدمات الحكومية، أيضا أحد أسباب البطالة في مجتمعنا السعودي هو الدور التربوي للأسرة في تنشئة أبنائها على حب العمل وجعله قيمة في الحياة يستمد منها الابن والابنة ثقتهما بأنفسهما وليصبح العمل جزءاً أساسياً في الحياة وليس هامشياً أو شكلياً، أي لتحقيق شرط من شروط الانتماء للمجتمع «ثقافة العمل»، فالتركيز عليها وجعلها قيمة للفرد وليست وسيلة للحصول على المال هو ما يعزز قيمتها، أيضا إحلال البديل الأجنبي نيابة عن السعودي وهذا له تبعاته طويلة المدى على البلد،أيضاً طبيعة التعليم التي لا تستطيع أن تتجاوب أو تواكب التطورات التكنولوجية السريعة الجارية في عالم اليوم. والكثير من الأسباب المتشابكة بعضها ببعض ككرة الصوف، إلا أن التركيز يجب أن يكون على عمل المزيد من الدراسات وإيجاد الحلول الواقعية وتطبيقها بشكل صحيح والتي من شأنها أن تسهم بشكل فعال في حل الكثير من هذه العوائق.
بكل بساطة
البطالة السافرة هي وجود عمالة قادرة على العمل ولكنها لا تجد عمل مثل الخريجيين الجامعيين العاطلين عن العمل