أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
صور المساهمة الجنائية
المساهمة الأصلية و المساهمة التبعية
تتردد عبارتي المساهمة الاصلية او التبعية كثيراً ، وبعد ان توضحت صورة المساهمة يتوجب ان نبسط صورتي هذه المساهمة والمساهمة في الجريمة كما عرفنا تعني تحقق اركان الفعل الجرمي المادي والمعنوي في العمل الجرمي سواء كان الفاعل أصلياً أو شريكا أو بمقتضى أتفاق جنائي ، وتكون على صورتين ، اما ان تكون مساهمة أصلية أو مساهمة تبعية .
المساهمة الأصلية : اذا انفرد الشخص بارتكاب الجريمة لوحده دون مساعدة من احد عد فاعلا منفرداً وأصلياً للفعل الجرمي ، وهو على هذا الاساس كل شخص يرتكب لوحده دون مساعدة او يدفعه احد لارتكاب الجريمة وانتجت نتائجها الاجرامية دون فاعل معنوي او مساعد يعتبر الشخص المذكور فاعلا منفرداً . فالفاعل الاصلي من ارتكبها لوحده ومن ساهم في ارتكابها اذا كانت تتكون من جملة اعمال . فالمساهمة الأصلية تعني ارتكاب الفاعل للجريمة بفعله المنفرد ودون مساعدة او تخطيط او مساعدة من أحد ، يعني أن جميع الأفعال التي صاحبت توجيه الفاعل ارادته لأرتكاب الفعل الجرمي كانت بفعل منفرد ، وهناك صورة أخرى من صور المساهمة الأصلية فالفاعل حين يريد ارتكاب جريمته بأستغلال عدم معرفة وسيط أو دفعه شخص دون علمه لأرتكاب الجريمة ، فأن القصد الجرمي غير متوفر لدى الوسيط بينما يكون ثابتا وواضحا لدى الجاني ، فمن يقدم مسدساً محشواً ومهياً للأطلاق لمجنون أو صغيردون سن المسؤولية ويوجهه على اساس انه مسدس كاذب ليطلق النار على المجني عليه يكون هو الفاعل الاصلي ، كما أن من يطلق كلب أو حيوان مفترس أو متوحش على أخر ليقتله يكون مسؤول مسؤولية أصلية عن فعل القتل والنتيجة الأجرامية التي حدثت ..
أما المساهمة التبعية : فتعني الأعمال غير المباشرة في تنفيذ الفعل الجرمي ، فالأعمال التحضيرية والتخطيط للتنفيذ جميعها أعمال تحضيرية تسبق تنفيذ الفعل ، وصورة المساعدة التي يقدم عليها الشريك في التحريض على ارتكاب الجريمة ( التي وقعت الجريمة ) فعلاً ماديا بناء على هذا التحريض يكون مساهمة تبعية للفاعل ويجعله القانون شريكا في فعلها ، كما يعد الأتفاق على ارتكاب الجريمة ، ووقوع الجريمة فعلا بناء على هذا الأتفاق ، وكذلك من سلم الفاعل سلاحاً او الات أو اي شيء آخر مما يستعمل في ارتكاب الجريمة ( ويشترط علم الشريك بهذه المساعدة والغرض منها ) ، وكذلك التعمد باعطاء المساعدة في جميع الأعمال التي ساهمت وسهلت ومهدت على ارتكاب الفعل ( أذا قدمت عمداً ) أي بعلم الشريك ، جميع هذه الأفعال تعد من المساهمات التبعية . ولو قام الشخص بأعمال تحضيرية اوتجهيزية للفاعل كمن يقوم بأعداد السم لتقديمة للمجنى عليه من قبل الجاني يعد شريكا ، ولو قام أخر بشراء مسدس وتقديمة للفاعل بقصد ارتكاب الجريمة يعد شريك ايضاً
صور المساهمة الجنائية
يميز الفقه الجنائي بين صورتين للمساهمة الجنائية: الاولي: صورة المساهمة الاصلية وتتحقق في الاحوال التي يقوم المساهم فيها بدور رئيسي في تنفيذ الجريمة يجعله فاعلا فيها مع غيره من الفاعلين ، وتعرف هذه الصورة بـ" تعدد الفاعلين"
الثانية: صورة المساهمة التبعية الثانوية وتكون عندما لا يقوم المساهم بدور رئيسي في التنفيذ، وانما يقوم بدور ثانوي فيها يعين فاعلها علي اداء دوره الرئيسي ويجعله شريكا تبعيا له ، واذا كان الامر كذلك فلا يكون متصورا وجود شريك أو اكثر بغير فاعل واحد بالاقل يقوم بالعمل التنفيذي الرئيسي في الجريمة، وهو هنا يقوم بدور ثانوي غير مجرّم بذاته .
وقد عرفهما المشرع واخذ بفكرة الاستعارة في تجريم سلوك الشريك حيث استلزم لذلك تبعيته لفعل اصلي يعد جريمة، كما قرر للشريك نفسه عقوبة الفاعل كقاعدة أصلية .
المساهمة الاصلية (تعدد الفاعلين)
نكون بصددها في الاحوال التي ترتكب فيها الجريمة الواحدة من قبل اكثر من جان يقوم كل منهم بدور رئيسي في التنفيذ يجعله فاعلا لها مع غيره من الفاعلين
**اركان المساهمة الاصلية
تقوم صورة المساهمة الاصلية في الجريمة علي ركنين:
اولهما:الركن المادي: لمتمثل في صورة النشاط أو النمط السلوكي الذي ياتيه المساهم ويجعله فاعلا في الجريمة . ثانيهما: الركن المعنوي: المتمثل في قصد الفاعل في ارتكاب الجريمة جنبا إلي جنب مع غيره من الفاعلين وهو ما يعرف بـ" قصد التداخل في الجريمة "