أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
السلام عليك ورحمة الله وبالرحمة خلقنا وبالرحمة اختلفنا.
لقد مضى هذا الزمان الذي كانت سلطة المعلم تفرض معرفتها وتغيب هوية التلميذ والطالب باعتباره مجرد فرد وفكر مؤقت يتلقى وينفد بطاعة تامة ذاخل الفصل وخارجه. كل العلوم الحديثة تقوم بتحيين مناهجها التربوية والتعليمية والثقافية حسب التطورات السياسية الأخيرة وتبني منظوماتها حول أسس جديدة مثل ثقافة الإختلاف والذي أصبح في بعض المجتمعات حق دستوري وأمر طبيعي مادام الفرد والمجتمع يضمانان تحقيقه. بذلك يصبح أساسا من الأسس التربوية داخل مجالات أجتماعية متعددة (الأسرة، المدرسة، العمل، القطاع الحكومي/الحر...) أساليب الإقصاء للآخر بدواعى أختلافه ِشيء مرفوض بتاتا حسب القانون المدني والشرعي لأنه يضمن بذلك حق الإستمرارية لهذه المجتمعات في ممارسة طبيعة فكرها ولأنها متمسكة بتاريخ فكرها وحضاراتها... فهذا لا يمنع أبدا بعض التغييرات بدعوى تغيير الأجيال. فكل جيل لع متطلباته وحقه في نهج أسلوب مغاير لنهج حق الإختلاف مادام القانون يسن بذلك. فهي معركة ودياليكتيكية التطور. رقعة التسامح في التعامل مع الإختلاف تتمدد وتضيق حسب المجال والإطار الذي يحدد لها. وهذا مبدء يستوجب اتفكير وفتح النقاش فيه في كل الأوساط الإجتماعية. أأسف لبعض الدول العربية التي تعلن عن التمسك بحق الإختلاف في دساتيرها المدنية والشرعية وتمارس إقصاء كل فرد يختلف تفكيره مع التفكير المتعارف. وعندما أزور بعض الدول العربية والغربية كثيرا ما يتحول حق الإختلاف إلى مطالبة بإخفاءة وطمسه ولو مؤقتا بخطابات خافثة ومبهمة... يدفع الكثر من المختلفين إما النضال والدفاع عن هذا الحق أو بلجؤون إلى مجالات أخرى تعترف بهم تارة ككيانات فريدة وتارة أخرى كزبناء.