من قبل
مستشار/ عيسى حسن السعيد , مستشار إحصاء و ديموجرافيا، ودراسات جدوى , مركز الدكتور جلال الصياد للاستشارات الإحصائية والاقتصادية والتنظيم
السؤال: هل تعتقد أن قوة الدول تنبع من توافر البيانات والمعلومات فيها من خلال أن تكون تلك البيانات والمعلومات ذات درجة جودة عالية وحديثة ومتوفرة للجميع؟ طارق محمود محمد عبد اللطيف دراز
الأخ الكريم .. الأستاذ/ طارق محمود محمد عبد اللطيف دراز ... حفظه الله
إن الإجابة على هذا السؤال ليست بالأمر السهل المباشر؛ فهي ينبغي أن تأتي من خلال ما يعرف "بمنظومة مقومات تقدم الدول".
وهذه المنظومة كالآتي:
قوة الدول هي نتيجة لمجموعة من العوامل:
1- منها عوامل أساسية لابد منها (عوامل قائدة): وهي تتمثل في عاملين أساسيين، هما: إرادة سياسية، الديمقراطية:
- إرادة سياسية للحكام بتقدم الدولة،
- تدعمها الديمقراطية. والديمقراطية تضمن المشاركةالشعبية. والأخيرة تضمن تضافر جهود أبناء الشعب للتقدم والرقي.
2- ومنها عوامل داعمة: هي أساساً العوامل الاقتصادية الأربعة (التنظيم/ الموارد البشرية/ الموارد الطبيعية/ رأس المال)، يضاف إليها بعض العوامل الأخرى مثل الاستقرار السياسي والتوافق المجتمعي...الخ.
نأتي للإجابة على السؤال.
إذا ما أخذت الدولة بمقومات التقدم السابقة، فإنها تكون في حاجة إلى الإحصاء خلال فترة الانطلاق، من البداية وحتى النهاية.
إن الدولة، وهي في سبيلها للتقدم، في حاجة – في كل وقت – لتوصيف وضعها من أجل كل من التخطيط والتنفيذ.
التخطيط: هي في حاجة لتوصيف وضعها من حيث تقدير مقدراتها من عوامل الإنتاج. وبالتالي تستطيع التخطيط في حدود هذه العوامل. ومن ثم تحتاج إلى الإحصاء لجمع وتحليل البيانات واستخراج مقاييس ومؤشرات تستطيع بهما قياس مقدراتها.
التنفيذ: هي في حاجة لتوصيف عملية التنفيذ، لتتأكد بأن التنفيذ يسير حسب المخطط له.
خلاصة القول:
أنه ليس بالإحصاء وحدها ترقى الدول، فلابد أن تعمل الإحصاء من خلال المنظومة السابقة.
ومن الجانب الآخر، الأخذ بالتنمية دون إحصاء يفقد الدولة الكثير وحيث يزيد الهدر في الموارد، ويقلل كفاءة التنفيذ.
تقبل تحياتي
أخوكم/ عيسى السعيد
مستشار الاقتصاد – خبير الإحصاء