يكاد سنا برقه أي ضوء ذلك البرق الذي في السحاب يذهب بالأبصار من شدة بريقه وضوئه . قال الشماخ :
وما كادت إذا رفعت سناها ليبصر ضوءها إلا البصير
وقال امرؤ القيس :
يضيء سناه أو مصابيح راهب أهان السليط في الذبال المفتل
فالسنا ( مقصور ) ضوء البرق . والسنا أيضا نبت يتداوى به . والسناء من الرفعة ممدود . وكذلك قرأ طلحة بن مصرف ( سناء ) بالمد على المبالغة من شدة الضوء والصفاء ؛ فأطلق عليه اسم الشرف . قال المبرد : السنا ( مقصور ) وهو اللمع ؛ فإذا كان من الشرف والحسب فهو ممدود وأصلهما واحد وهو الالتماع . وقرأ طلحة بن مصرف ( سناء برقه ) قال أحمد بن يحيى : وهو جمع برقة . قال النحاس : البرقة المقدار من البرق ، والبرقة المرة الواحدة . وقرأ الجحدري ، وابن القعقاع ( يذهب بالأبصار ) بضم الياء وكسر الهاء ؛ من الإذهاب ، وتكون الباء في بالأبصار صلة زائدة . الباقون يذهب بالأبصار بفتح الياء والهاء ، والباء للإلصاق . والبرق دليل على تكاثف السحاب ، وبشير بقوة المطر ، ومحذر من نزول الصواعق .
من قبل
مها شرف , معلمة لغة عربية , وزارة التربية السورية
سنا ) سنت النار تسنو سناء علا ضوءها والسنا مقصور ضوء النار والبرق وفي التهذيب السنا مقصور حد منتهى ضوء البرق وقد أسنى البرق إذا دخل سناه عليك بيتك أو وقع على الأرض أو طار في السحاب قال أبو زيد سنا البرق ضوءه من غير أن ترى البرق أو ترى مخرجه في موضعه فإنما يكون السنا بالليل دون النهار وربما كان في غير سحاب ابن السكيت السناء من المجد والشرف ممدود والسنا سنا البرق وهو ضوءه يكتب بالألف ويثنى سنوان ولم يعرف الأصمعي له فعلا والسنا بالقصر الضوء وفي التنزيل العزيز يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار وأنشد سيبويه:$$ ألم تر أني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناهما $$وسنا البرق أضاء قال تميم بن مقبل لجون: شآم كلما قلت قد ونى سنا والقواري الخضر في الدجن جنح--- وأسنى النار رفع سناها واستناها نظر إلى سناها عن ابن الأعرابي وأنشد:/ ومستنبح يعوي الصدى لعوائه تنور ناري فاستناها وأومضا/.. أومض نظر إلى وميضها وسنا البرق سطع وسنا إلى معالي الأمور سناء ارتفع وسنو في حسبه سناء فهو سني ارتفع ويقال إن فلانا لسني الحسب وقد سنو يسنو سناء ممدود والسناء من الرفعة ممدود والسني الرفيع وأسناه أي رفعه وأنشد ابن بري:( وهم قوم كرام الحي طرا لهم حول إذا ذكر السناء).. وفي الحديث" بشر أمتي بالسناء "..أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله وقد سني يسنى سناء أي ارتفع وأما قراءة من قرأ يكاد سناء برقه ممدود فليس السناء ممدودا لغة في السنا المقصور ولكن إنما عنى به ارتفاع البرق ولموعه صعدا كما قالوا برق رافع وسناه أي فتحه وسهله وقال وأعلم علما ليس بالظن أنه إذا الله سنى عقد شيء تيسرا قال ابن بري هذا البيت أنشده أبو القاسم الزجاجي في أماليه:" فلا تيأسا واستغورا الله إنه إذا الله سنى عقد شيء تيسرا" معنى قوله استغورا الله اطلبا منه الغيرة وهي الميرة وفي حديث معاوية أنه أنشد إذا الله سنى عقد شيء تيسرا يقال سنيت الشيء إذا فتحته وسهلته وتسنى لي كذا أي تيسر وتأتى وتسنى الشيء علاه قال ابن أحمر" تربى لها وهو مسرور لغفلتها طورا وطورا تسناه فتعتكر "
( * قوله « تربى إلخ » هو هكذا في الأصل بدون نقط ولا شكل )
وتسنى البعير الناقة إذا تسداها وقاع عليها ليضربها الفراء يقال تسنى أي تغير قال أبو عمرو لم يتسن لم يتغير من قوله تعالى من حمإ مسنون أي متغير فأبدل من إحدى النونات ياء مثل تقضى من تقضض والمسناة العرم وسنا سنوا وسناية وسناوة سقى والسانية الغرب وأداته والسانية الناضحة وهي الناقة التي يستقى عليها وفي المثل سير السواني سفر لا ينقطع الليث السانية وجمعها السواني ما يسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره وقد سنت السانية تسنو سنوا إذا استقت وسناية وسناوة وسنت الناقة تسنو إذا سقت الأرض والسحابة تسنو الأرض والقوم يسنون لأنفسه.