أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
طبعاً لا فهذا لا ينعكس على الإدارة المدرسية. تهتم كتب الإدارة بصفة عامة بتناول الصفات الشخصية للنجاح في العمل الإداري وتطبيق هذه الصفات على العاملين في الإدارة التعليمية بصفة عامة. وتتفق مع هذا أيضاً كتب الإدارة التعليمية والمدرسية في تناولها للصفات الشخصية لمدير المدرسة.ومن أهم هذه الصفات توفر الصحة الجيدة بجانبيها الجسمي والنفسي، إذ أن ذلك يزيد من فرص نجاح مدير المدرسة في دور القيادة. وهناك ارتباط وثيق بين الصحة الجسمية والصحة النفسية للفرد لان كل منهما قد يؤثر على الجانب الآخر ويتأثر به.وتساعد الصحة الجسمية الفرد على تحمل ضغط العمل الشديد لفترة طويلة كما تساعد صحته النفسية على الاحتفاظ بأعصابه سلمية تحت هذا الضغط الشديد واحتفاظه بقدرته على التركيز في التفكير وإصدار الأحكام السليمة.كذلك يلزم مدير المدرسة أن يهتم بمظهره الشخصي ويعتني به. فهذا المظهر ضروري لأنه عامل هام في التأثير على الآخرين وإعطائهم انطباع طيب. ومن الصفات الهامة التي ينبغي أن تتوفر في مدير المدرسة الطلاقة اللفظية والقدرة على التعبير لأنها وسيلته الهامة في نقل أفكاره إلى الآخرين.كما أن قوة شخصيته وقدرته على التأثير في الآخرين وجذب ثقتهم فيه من الصفات الهامة اللازمة لنجاح مدير المدرسة. يضاف إلى ذلك قدرته على تكوين علاقات إنسانية نشطة والقيادة الديمقراطية الرشيدة وميله إلى التجديد والتغيير المتمهل المدروس. ومما يساعد مدير المدرسة على النجاح في عمله أيضاً أن يتمتع بكفاءة عالية وان يكون مشهوداً له بحسن السمعة والماضي والشرف. وان يكون قادراً عل الحسم والبت في الأمور والوصول إلى قرارات سليمة وحكيمة.
وظيفة مدير المدرسة وواجباته:
تقتضي النظرة الشاملة إلى وظيفة مدير المدرسة وواجباته إدراك جوانبها الحقيقية في ارتباطها الكلي بعضها ببعض. وهناك جوانب ثلاثة تمثل الإطار العام لوظيفة مدير المدرسة. الجانب الأول منها يتعلق بالهدف الذي يحاول أن يحققه من خلال وظيفته. فهدف مدير المدرسة يتركز بالطبع حول الوصول بمدرسته إلى تحقيق الأهداف والغايات المنشودة من تربية النشء حتى يكونوا مواطنين نافعين منتجين لديهم الاتجاهات الصحيحة نحو أنفسهم ونحو مجتمعهم. وهو ما يتطلب من المدرسة الاهتمام بتربية عقول الناشئة ونفوسهم وضمائرهم وأجسامهم على السواء.
والجانب الثاني يتعلق بالواجبات التي ينبغي أن يؤديها مدير المدرسة من اجل الوصول إلى هذا الهدف. والجانب الثالث يتعلق بالطريقة التي تؤدي بها هذه الواجبات. وهذا يعني مفهومه عن العملية الإدارية.
ويعتبر مدير المدرسة المسئول الأول عن حسن سير العمل بمدرسته من جميع الوجوه. ومن هنا يمكن أن ندرك كبر حجم المسئولية الملقاة على عاتق مدير المدرسة. ولاشك أن واجبات مدير المدرسة متعددة ومتنوعة وتتداخل فيما بينها. إلا انه يمكن تصنيف هذه الواجبات إلى قسمين رئيسيين:
القسم الأول: يشمل الواجبات التي يغلب عليها الطابع الإداري والتنظيمي.
القسم الثاني: يشمل الواجبات التي يغلب عليها الطابع الفني والمهني.
وسنتناول كل قسم من هذه الواجبات بالمناقشة والشرح فيما يلي:
أولاً: الواجبات الإدارية والتنظيمية:
تشغل الواجبات الإدارية والتنظيمية عادة معظم وقت رجل الإدارة وينطبق هذا الكلام أيضاً على رجال الإدارة التعليمية ومن بينهم بالطبع مدير المدرسة. ومن الشكاوي الشائعة بين العاملين في ميدان الإدارة التعليمية أن معظم وقتهم يضيع في الأعمال الإدارية الجانبية والروتينية وأنهم لذلك لا يجدون من الوقت ما يسمح لهم بدراسة الأشياء التي يعتقدون أنها تمثل الأهمية الكبرى في عملهم ويعنون بها الجوانب الفنية التي تتعلق بتحسين العملية التربوية بجوانبها المختلفة. وهناك من رجال الإدارة التعليمية من يتصور خطأ أن مسئوليته الكبرى هي في تصريف العمل الإداري وان العمل الفني يأتي في المرتبة الثانية وهذا تصور غير صحيح لأنه يضع الأمور في غير نصابها. ذلك أن لب العملية التعليمية يتعلق بالجوانب الفنية. فوظيفة المدرسة هي أن تربي النشء وتعلمهم وهي في أساسها عملية فنية تقوم على أصول ومبادئ تربوية وتصبح كل العمليات الإدارية والتنظيمية في خدمة الجانب الفني وعلى هذا يجب أن ينظر إلى المسائل الإدارية والمالية على أنها تابعة للمسائل الفنية وليست قيداً عليها.
وتشمل الواجبات الإدارية والتنظيمية لمدير المدرسة المجالات الآتية:
1-ما يتعلق منها بالتنظيم العام للمدرسة من حيث الأهداف الكبرى للمدرسة في ارتباطها بأهداف المجتمع الكبير الذي تخدمه. وهذا يعني بالنسبة لمدير المدرسة أن يكون متفهماً للسياسة التعليمية في بلده ودور مدرسته في تحقيق هذه السياسية. كما يجب عليه أن يكون متفهماً لرسالة مدرسته حتى يستطيع أن ينقل هذا الفهم الواضح للآخرين.
2-ما يتعلق بالتنظيم الداخلي للمدرسة من حيث توزيع العمل على المعلمين والموظفين وتنظيم اليوم المدرسي والأنشطة المدرسية وعمل الجدول وتوفير الكتب والأدوات والتجهيزات اللازمة لمدرسته وإرساء نظام جيد للاتصال يحقق المرونة والسرعة في توصيل التعليمات للآخرين وتلقي المعلومات أو البيانات المطلوبة منهم وكذلك الاحتفاظ بسجلات منظمة للتلاميذ.
3-ما يتعلق بالنواحي المالية وما يرتبط بها من إعداد ميزانية المدرسة بإيراداتها ومصروفاتها.
4- ما يتعلق بالمعلمين والعاملين و ما يتعلق بالتلاميذ وآبائهم من مواجهة المشكلات المدرسية اليومية التي تنشأ من خلال العمل. وفي مقدمة هذه المشكلات الغياب أو التأخير – الخروج على النظام المدرسي أو عدم احترامه – التقصير في أداء الواجبات – إتلاف الأجهزة والأثاث ودورات المياه وما شابهها.
5-ما يتعلق بتعزيز ارتباط المدرسة بمجتمعها المحلي والقيام بدورها في النهوض بهذا المجتمع، وهذا يتطلب من مدير المدرسة العمل على أن يكون لها برنامج جيد تستطيع المدرسة من خلاله أن تكون مصدر إشعاع ثقافي وتربوي لخدمة البيئة من محاضرات وندوات وأفلام وأنشطة ترويحية ورياضية متنوعة.
ثانياً: الواجبات الفنية:
تمثل الواجبات الفنية لمدير المدرسة أهمية كبرى في نجاح إدارته للمدرسة وتتركز هذه الواجبات حول العمل على كل ما من شانه أن يساعد في تحسين العملية التربوية والارتفاع بمستواها.
ويأتي في مقدمة هذه الواجبات وقوف مدير المدرسة باستمرار على حالة التعليم والتدريس في مدرسته وما يرتبط بذلك من أسس علمية لتنظيم الفصول وتوزيع التلاميذ على أساس متجانس أو غير متجانس وتطوير أساليب الأداء والتدريس وتطوير البرامج والأنشطة التعليمية ومساعدة المعلمين القدامى على زيادة مستوى كفاءتهم وأدائهم وكذلك مساعدة المعلمين الجدد على الاندماج في أسرة المدرسة والأخذ بيدهم في أول خطواتهم في المهمة.