أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
إن دور تقنية المعلومات والاتصالات دور مهم في كل مناحي الحياة، فقد ساعدت على إحداث نقلة حضارية كبيرة، ولم تعد هناك حواجز مكانية أو زمانية بين أفراد المجتمع الواحد، أو بين أفراد مجتمع وآخر، وأصبح العالم قرية إلكترونية صغيرة؛ يستطيع الفرد التجول فيها والتعرف إلى كل ما فيها. لقد برز دور تقنية المعلومات والاتصال في العملية التعليمية منذ منتصف القرن العشرين، فهي تساعد المعلمين على التخطيط والتحضير لدروسهم، وذلك لتقديمها للطلبة بصورة مشوقة وفاعلة (Leach, 2005)،كما تساعد الطلبة على التعلم الفعال (-Sut ton, 2006)، وبنظرة موجزة للدراسات السابقة يشير الناعبي(2010)، إلى أن هناك عدداً من الدراسات والتقارير التي تؤكد تأثير استخدام تقنية المعلومات والاتصال في تحصيل الطلبة وزيادة دافعيتهم للتعلم، وتنمية قدرات التفكيرالابتكاري، والقدرة على حل المشكلات، وتقليل زمن التعلم، وتنفيذ عدد من التجارب الصعبة، وتثبيت المفاهيم وتقريبها، وحفظ ً الحقائق التاريخية، وتعزيز مبدأ التعلم الجماعي، فضلا عن الخدمات والتسهيلات التي تقدمها للمعلمين مثل: الإدارة وحفظ سجلات الطلبة وعلاماتهم، بالإضافة إلى التواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم، كما أنها مصدر من مصادر وسائل الاتصال مع زملائه المعلمين، وذوي .(Wheeler, 2001, Forcheri & Molfino, 2000) تخصصه مجال في الخبرة وانعكس ذلك التطور الهائل على منظومة التعلم، إذ بحث التربويون عن طرق واستراتيجيات وأساليب وتقنيات ونماذج جديدة لمواجة التحديات التي تواجه العملية التعليمية، وذلك للوصول إلى أفضل النتائج التعليمية، فظهر ما يسمى بالتعليم الإكتروني .(2010 ،التركي)(E-learning) التعليم الإلكتروني (مفهومه، أهميته، مزاياه) وقد تعددت تعريفات التعليم الإلكتروني، فيعرفه الموسى والمبارك (2005) كما ورد في التركي (2010) بأنه: "طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء أكانت عن بعد أم في الفصل الدراسي، وهو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة". ويعرفه عزمي (2008) وعبد الحميد (2005): بأنه: "نظام تفاعلي للتعليم عن بعد، يقدم للمتعلم وفقاً للطلب ، ويعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة، تستهدف بناء المقررات وتوصيلها بواسطة الشبكة الإلكترونية، والإرشاد والتوجيه، وتنظيم الاختبارات". ويمكن تلخيص أهمية التعليم الالكتروني كما أوردها التركي(2010) عن ((الموسى والمبارك، 2005)، (التودري، 2004)، (سالم، 2004)) في ما يلي: - خلق البيئة التعليمية التفاعلية من خلال التقنيات الإلكترونية الجديدة، والتنوع في مصادر المعلومات والخبرة. - زيادة فاعلية عملية التفاعل بين الطلاب والمعلمين من خلال تبادل الخبرات التربوية والآراء والمناقشة والحوار والمعارف بالاستعانة بقنوات الاتصال المختلفة مثل البريد .(E-Mail) الإلكتروني - رفع قدرات التفكير العليا لدى الطلبة. - إكساب المعلمين والطلاب المهارات التقنية والكفايات اللازمة لاستخدام التقنيات التعليمية الحديثة. - توسيع دائرة اتصالات الطالب من خلال شبكات الاتصالات العالمية والمحلية، مما يؤدي إلى زيادة مصادر المعرفة، وذلك بربط الموقع التعليمي بمواقع تعليمية أخرى. - تقديم التعليم المناسب لكل فئة عمرية مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة. - يساعد التعليم الإلكتروني على التعلم من خلال محتوى علمي، يقدم من خلال وسائط إلكترونية حديثة مثل الحاسوب والإنترنت دون الالتزام بالحضور إلى قاعات الدراسة في أوقات محددة. وعلى الرغم من تعدد مزايا التعليم الإلكتروني، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن التعليم الإلكتروني مفهوم واسع ومعقد يؤثر في عدد من النواحي الحياتية، ويتطلب تضافر عناصر مختلفة لتحقيق هذه الأهداف والفوائد التي تم ذكرها، فالتعليم الإلكتروني له متطلبات ومرتكزات أساسيه من أهمها المنهج، الذي يجب أن يشتمل على العروض الإلكترونية للدروس، مدعومة بالأنشطة المساندة التي تنتقل بالمنهج من أسلوب العرض التقديمي ً التقليدي إلى أسلوب أكثر واقعية وتفاعلا (الظفيري، 2004). وهنا لا ننسى أن على الطالب في بيئة التعليم الإلكتروني أن يكون لدية القدرة الأكاديمية والمقدرة على استخدام تقنيات تقنية المعلومات والاتصال، وأن يفهم ويجيد مهارات التفاعل الاجتماعي والتعلم التعاوني، ومن أجل دعم وتشجيع تلك الصفات والمهارات بشكل فاعل، يجب على مصممي بيئات التعلم الإلكتروني والمعلمين أن يركزوا على تصميم البرامج والبيئات الاكتشافية والتحاورية التي تتطلب من المتعلم استخدام مهارات الاتصال والتعاون والتعلم الذاتي (Dabbag, 2007). يتضح مما سبق أن نجاح أي جهد للتعليم الإلكتروني يعتمد على قدرة وكفاءة المعلمين المنوط بهم تقديم هذا النوع من التعليم والتعلم، مما يعني أن تطبيق التعليم الإلكتروني المناسب، يتطلب المعلمين القادرين على تنفيذه، إضافة إلى توفير البيئة التعليمية المناسبة (التركي، 2010). وعلى الرغم من إيمان الكثير من رجال التربية والتعليم بالأهمية الكبرى التي تمثلها تقنية المعلومات والاتصال، نجد بعض العوائق ما زالت تقف حجر عثرة في سبيل إدخالها في العملية التعليمية، وأهمها كما جاء في عبد الحفيظ (2011): - قضايا الملكية الفكرية، والخوف من فقدان الخصوصية. - كثرة مراكز البحث وأدواته، وعدم دقة المعلومات وصحتها المتوافرة على مواقع شبكة الإنترنت. - المشاكل المالية التي تتمثل في قلة الدعم المادي. - المشاكل الفنية والمتمثلة في بطء الاتصال وانقطاعه. - عدم امتلاك الطلبة والمعلمين المهارات الفنية والكفايات اللازمة لاستخدام تقنية المعلومات والاتصال في العملية التعليمية.
بنظرة موجزة إلى الدراسات السابقة، وفي ضوء الاستعراض السابق لدور تقنية المعلومات والاتصال في العملية التعليمية، والبرامج التطبيقية لتقنية المعلومات والاتصال المستخدمة من معلمي ومعلمات المدارس، بالإضافة إلى المهارات والكفايات التي ينبغي أن يمتلكها المعلمون لتوظيفها في العملية التعليمية، والعوامل التي قد تساعد أو تعيق هذا الاستخدام، يتضح أن استخدام المعلمين لهذه التكنولوجيا لم يصل إلى المستوى المطلوب، وأن هناك عوائق ما زالت موجودة تحد من استخدام المعلمين لها . ولافتقار المكتبة العربية عامة، والمكتبة الأردنية خاصة لمثل هذه الدراسة، فقد 119 ارتأى الباحث أن يقوم بهذه الدراسة لمعرفة مدى امتلاك المعلمين والمعلمات في مدارس تربية لواء الشوبك للوسائل والمهارات الأساسية في تقنية المعلومات والاتصال، ومدى توظيفهم لها في المواد التي يدرسونها، ومحاولة التعرف على العوائق التي تحول دون استخدامهم لها.
تشير نتائج الدراسات إلى أن عدم توافر الحاسوب في القاعات الدراسية بالعدد الكافي" و "عدم وجود الوقت الكافي لتوظيف تقنية المعلومات والاتصال في التدريس" و "عدم توافر البنية التحتية المساندة لتوظيف تقنية المعلومات والاتصال في التدريس" و "عدم وجود البرمجيات التعليمية التي تخدم المادة التي أقوم بتدريسها" 129 بالإضافة إلى " ضعف التدريب في كيفية توظيف تقنية المعلومات والاتصال في التدريس"، قد تصدرت المعوقات التي تحول دون توظيف المعلمين والمعلمات لتقنية المعلومات والاتصال في أغراض التدريس واستخدامهم لها، حيث بلغت متوسطاتها الحسابية .(3.31 ،3.6 ،3.9 ،3.97 ،4.0) التوالي على ومن البديهي أن وجود مثل هذه العوائق خصوصاً عدم توافر أجهزة الحاسوب في القاعات الدراسية بالعدد الكافي، وكذلك ضعف التدريب في كيفية توظيف تقنية المعلومات والاتصال واستخدامها في التدريس، بالإضافة إلى عدم توافر البيئة الصفية المناسبة في مختبرات الحاسوب بمتوسط حسابي بلغ (3.17)، وانحراف معياري (1.30)، كل ذلك أدى إلى الحد من استخدام المعلمين والمعلمات لتقنية المعلومات والاتصال في التدريس. لذلك فإن تدريب المعلمين والمعلمات على استخدام الحاسوب والبرمجيات المختلفة لتقنية المعلومات والاتصال، لا تكفي في ظل عدم توافر هذه الوسائل في المدارس، أضف إلى ذلك، عدم توافر الكفايات والمهارات اللازمة لدى المعلمين والمعلمات على استخدام هذه البرمجيات وتوظيفها في أغراض التدريس. كما أن عدم توافر الوقت الكافي بسبب زخم المواد الدراسية، وازدحام جداول المعلمين والمعلمات بالحصص المدرسية، لا يتيح الفرصة أمامهم لتوظيف هذه التكنولوجيا واستخدامها في أغراض التدريس، وبذلك يلجأ هؤلاء إلى استخدام الوسائل التقليدية الأخرى في التدريس، والتي تتطلب وقتاً وجهداً أقل، وتنسجم هذه النتيجة مع نتائج دراسة كل من: (الناعبي (2010)، الفهد والهابس(Sherwood,1993) ،(2000))، حيث أكدت هذه الدراسات على أن قلة عدد أجهزة الحاسوب في المختبرات والغرفة الصفية، وضعف البنية التحتية، وعدم توافر الوقت الكافي لدى المعلمين والمعلمات بسبب ازدحام الصفوف الدراسية، وازدحام المواد الدراسية، كل ذلك أدى إلى الحد من استخدام المعلمين والمعلمات لتقنية المعلومات والاتصال في التدريس. أما بقية العوائق فقد تراوحت متوسطاتها الحسابية (3.1 – 2.36)، وهي عوائق لا يمكن استثناؤها، إلا أن آراء المعلمين والمعلمات كانت متفاوتة حول هذه العوائق ، وقد 130 ُعزى ذلك إلى عدم تجانس التخصصات العلمية لأفراد عينة الدراسة، كما أن عدم توافر ي الوقت اللازم للمعلمين والمعلمات، وعدم توافر التجهيزات اللازمة (البنى التحتية)، جعل المعلمين والمعلمات لا يلتفتون إلى العوائق الأخرى رغم وجودها. كما تشير نتائج الجدول (5) إلى أن الفقرتين (18 ،17)، اللتين تنصان على أن: " إحساسي بأن استخدام الحاسوب في التعليم يفقد العملية التعليمية طابعها الإنساني" و" عدم وجود قناعة لدي بأن تقنية المعلومات والاتصال تخدم المادة التي أقوم بتدريسها"، جاءتا بمتوسطات حسابية (2.36 ،2.52) على التوالي، مما يشير إلى أن اتجاهات المعلمين والمعلمات كانت إيجابية نحو استخدام تقنية المعلومات والاتصال، وهذا يؤكد أن أفراد عينة الدراسة لديهم الرغبة في استخدام هذه التكنولوجيا في التدريس، ولديهم القناعة بأهميتها، وهذا يعني أن عدم استخدام تقنية المعلومات وتوظيفها ، ليس ناتجاً عن اتجاهاتهم السلبية لهذه التكنولوجيا، وإنما لوجود عوائق أخرى تعيق استخدامها في أغراض التدريس. واتفقت نتائج الدراسة مع دراسة الناعبي(2010)، ولم تتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة اسكندر وغزاوي(1994)، التي أكدت على أن عدم استخدام تقنية المعلومات والاتصال في التدريس كان ناتجاً عن عدم قناعة المعلمين بأهمية التقنيات التعليمية الحديثة في التدريس.
المصدر: رسالة د. عودة سليمان عودة مراد
رابعا: عدم ثقة المسؤولين في هيئة التدريس والمدرسين في هذا الجانب لأنه ليس هناك تكوين على استعمال هذه التقنيات ولهذا ليس هناك ما يشجع المسؤولين على ادراجها
خامسا: قلة التوعية بدور هذه التقنيات في الأوساط التعليمية
سادسا: الخوف من الفشل حتى وإن كان أغلب البرامج التعليمية في الدول العربية تجريبية قابلة للتغيير في أي لحظة
وهناك عوائق من جهة المعلمين أنفسهم وعوائق من جهة المتعلمين فالمسألة تحتاج دراسة وتتبع.
أولا : العقلية الجامدة التي تسيطر على المعلمين القدامى
ثانيا : قلة الإمكانات
ثالثا : قلة الخبرة
نقص الموارد المالية - عدم أهلية المعلمين والقائمين على العملية التعليمية
1- معوقات ذاتية: رفض الموظف الإداري (مدير، وكيل، موظف)، لفكرة استخدام التكنولوجيا في عمله ويفضل استخدام الطرق التقليدية، وبذلك ينعكس عليه بعدم الرغبة في التعلم والتدريب والإبداع. وسلبية المتعلم وعدم احساسه بجدوى ما يتعلمه من تكنولوجيا تعليمية.
2- معوقات إدارية: جمود النمط الإداري الحالي في المؤسسات التعليمية, وعدم استيعابه الطرق والأساليب الحديثة التي تفرضها استخدامات تكنولوجيا المعلومات. وضعف الوعي لدى بعض مخططي السياسات التربوية بالهدف والفلسفة التربوية التي تكمن وراء الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا المعلومات داخل العملية التعليمية.
3- معوقات مادية: عدم توفر رؤوس الأموال الكافية لدعم المدارس بأفضل الوسائل التكنولوجية الحديثة أو غلائها, وبالتالي شراء جزء بسيط منها فينعكس على العمل الإداري ويقلل من كفائتة. ويشير المحيسن أن من المعيقات المادية عدم انتشار أجهزة الحاسب الآلي، ومحدودية تغطية الإنترنت وبطئها النسبي وارتفاع سعرها. وعدم دفع بعض الإدارات المدرسية لتدريب الموظفين على التقنيات الحديثة. وعدم وجود حوافز مادية ومعنوية للموظفين تدفعهم للتدريب والتأهيل.
5- معوقات فنية: عدم توفر الفنيين المؤهلين المناسبين لإصلاح الأضرار التي تلحق بالأجهزة الإلكترونية أو التي تتعلق ببرمجة البرامج وقواعد البيانات في أجهزة الحاسوب، وإن وجدت بعض الشركات المتخصصة لكنها تكلف الكثير.
4- معوقات أمنية: إن أمن المعلومات من أهم المعوقات التي تواجه مستخدمي التكنولوجيا بشكل عام في شتى المجال، حيث هناك مجموعة من الأساليب لاختراق المنظومة المعلوماتية وهذا يترتب علية فقدان الخصوصية والسرية، ومن جوانب الأمن المعلوماتي .
- الجانب الأمني التقني: ويتعلق بالأنظمة التقنية والشبكة والأجهزة والبرامج المستفادة منها.
- الجانب الإنساني: ويتعلق بتصرفات الإنسان المستفيد والمستخدم.
- الجانب البيئي: ويقصد به البيئة المحيطة بالتقنيات المستخدمة, ومن أمثلة هذه التهديدات المالية والاختراقات الأمنية والقرصنة….، وبذلك يجب أن توفر الإدارة أفضل البرامج الأمنية المحكمة للحفاظ على معلوماتها وبياناتها الموثقة وحمايتها من الاطلاع.
ضعف الامكانات المادية وتكلف الصيانة المرتفعة
شكرا للدعوة اتفق مع اجابات البقية .
جهل وضعف المدرسين من جهة
ضعف السيولة النقدية المتوفرة للعملية التعليمية ببعض البلدان من الجهة الاخرى
في ضوء التقدم التكنولوجي أمراً مهماً وضرورياً، واعتماد تقنية المعلومات في التعليم هو المدخل لتحقيق ذلك.([1])
لذا أصبح من المحتم مواجهة المتغيرات المتعددة التي يموج بها العالم اليوم، فالتعليم هو أهم وسيلة لبناء الشعوب ومواجهه المتغيرات الهائلة والتحديات الكبيرة فهو البداية الحقيقة للتقدم، فالعالم الجديد الذي يحيط بنا يدفعنا من كل اتجاه لمزيد من التعلم، حيث لا يمكن الهروب منه أو الابتعاد عنه، ولا يمكننا أن نتعلم بكفاءة بعيدا عن تقنيات التعليم العصري بكل منافعها وفوائدها الجديدة وبكل الآثار المترتبة على تقدمها المتسارع والمذهل، فالمتتبع للدراسات التي اهتمت بالثورة التقنية بصفة عامة والثورة التقنية في مجال الاتصال والمعلومات بصفة خاصة، يجد في سياقها اتفاقا عاما يشيد بالتطور الهائل في تقنيات الاتصال وخدمات المعلومات السريعة، التي أسهمت بشكل كبير في تحويل العالم إلى ما يسميه بعضهم بقرية كونية Global village وحتى أن هذا التشبيه الضيق لعالم اليوم لم يعد كافيا للتعبير عن ضيق الحيز المكاني الذي تعكسه ثورة وسائل الاتصال الحديثة وقوتها في نقل المعلومات. وتأتي التقنيات المستخدمة في التعليم عن بعد لتصبح أداة ووسيلة مهمة من وسائل التغير الذي يجب أن يحدث في التعليم.
كما أن الاتجاه نحو إنشاء وتطوير أنظمة التعليم العالي لتكون أكثر مواءمة وملاءمة لمتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وكذلك الاتجاه نحو ديموقراطية التعليم والتأكيد على أهمية التعليم المستمر، كل هذه المفاهيم والاتجاهات تؤكد على ضرورة تجديد وتحديث نظام التعليم العالي العربي في بنائه ومحتواه وطرائقه وإدارته([2]) وإذا كانت الاتجاهات الحديثة تؤكد على أهمية التعليم المستمر فمن المهم التأكيد على أن مجالات التعليم عن بعد لا تقتصر على برامج التعليم المستمر والجامعات المفتوحة، فهناك العديد من المعاهد والمؤسسات الأخرى بل والجامعات التقليدية تقدم برامج للتعليم عن بعد. فقد أدخلت المملكة العربية السعودية بعض أساليب التعليم عن بعد في نظامها التعليمي منذ السبعينات، وكان ذلك لحل مشكلة الطالبات وعدم وجود أماكن لهن، وندرة وجود هيئات تدريس من العنصر النسائي في ذلك الوقت. وكان هذا عن طريق استخدام الشبكات التلفزيونية المغلقة في جامعة الملك عبد العزيز في مكة وجدة ثم انتشر هذا الأسلوب في جميع جامعات المملكة التي تقدم تعليماً عالياً للبنات والكليات التابعة لوزارة التربية والتعليم – شئون الطالبات. أما الأسلوب الآخر فهو نظام الانتساب الموجود في بعض جامعات المملكة للطلاب والطالبات، لتوفير التعليم لبعض الفئات الغير ملتحقة بالتعليم النظامي إما لارتباطها بالعمل أو لأسباب اجتماعية أو لأسباب جغرافية، وقد تقلص نظام الانتساب وأُلغي في بعض الجامعات مثل جامعة الملك سعود. وتوسعت فيه جامعة الملك عبد العزيز حتى أن عدد الطلاب في بعض الفترات بلغ 12 ألف طالب(2).
إن تزايد الاهتمام بالجودة في التعليم بشكل مفاجئ في منتصف السبعيناتمن القرن العشرين وخاصة في الثمانينيات كان بسبب العديد من العوامل التي فرضتها ظروف هذهالفترة ومن أهمها: التغيرات الاقتصادية المصاحبة للانفجار العلميوالتقني، وعدّت مالكوفا 1989م
([1]) سعيد المليص، استخدام تقنية المعلومات والحاسوب في التعليم العالي، (الرياض: مكتب التربية العربي لدول الخليج، 1423هـ)، ص20.
([2]) عبدالله بوبطانة وهدى معوض، تجديد التعليم العالي في الوطن العربي، سلسلة دراسات ووثائق حول التعليم والتنمية في الوطن العربي، مكتب اليونسكو الإقليمي، ع 9، (1985م)، ص 96.
(2) فائقة سعيد علي حبيب، نظام إداري مقترح لتعليم جامعي عن بعد في المملكة العربية السعودية في ضوء بعض الخبرات المعاصرة، رسالة دكتوراه، جامعة عين شمس، القاهرة (1419هـ=1998م)، ص 6.
بسبب بعض الدول العربية ليس لديها امكانية اقتصادية وكذللك تقصير في اهتمام لغة الانجليزية وعدم اهتمامها في مراحا الابتدائية
الخوف من مساوئها وتبعاتها من قبل إدارة المدارس ومن أولياء الأمور.. بالرغم من أنها حاضرة وبقوة لدة الطلاب بجميع الأعمار ولكن بشكل غير رسمي. لذلك تقنينها وتقديمها أمر حتمي حتى لا تتأخر الأنظمة التعليمية عن واقع الحال