أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
استمر النقاش المحتدم حول تأثير الاعلام الاجتماعي على العالم العربي خالل عامي 2011 و2012. ولكن مع نهاية العام 2012 تخطى هذا النقاش إلى حد كبير التصور الكالسيكي النمطي الذي يؤمن بحتمية التكنولوجيا، كما تخطى أيضاً وجهات النظر املفرطة في رومانسيتها والتي تركز حصراً في فهمها لألحداث على ”قوة الشعب“. وفي نهاية املطاف، انتقل هذا النقاش الصحي، الذي طغى ألكثر من عام، على النقاشات الدائرة بشأن السياسات والتأثير اجملتمعي الستخدام الاعلام الاجتماعي من تساؤل حول ”إذا“ إلى ”كيف“، ومن ”ملاذا“ إلى ”ما هو التالي“. كانت سلسلة تقرير الاعلام الاجتماعي العربي خالل العامني املاضيني مساهماًة اإلقليمي الوحيد رئيسياً في هذا النقاش العاملي، وكانت مبثابة مصدر األبحاث الكمي التي تتناول منو وتوجهات استخدام الاعلام الاجتماعي في املنطقة العربية، كما أجنزت استبيانات نوعية بحثية سبرت بعمق التصورات اإلقليمية لتأثير الاعلام الاجتماعي على اجملتمعات العربية. وغطت النتائج التي توصلت إليها سلسلة التقارير مواضيع تنوعت بني تأثير الاعلام الاجتماعي على حرية التعبير وسلوكيات االستهالك اإلعالمي، إلى متكني الشباب واملرأة عربياً، إلى دور الاعلام الاجتماعي في احلركات املدنية الشعبية. ونركز في هذا اإلصدار الرابع من التقرير على استكشاف التحوالت اجملتمعية والثقافية اجلارية في املنطقة العربية، التي تأثرت بالنمو االستثنائي املتواصل لإلعالم االجتماعي. كما نقدم في هذه الطبعة من التقرير إحصائيات إقليمية حول مزيد من منصات التواصل االجتماعي، باإلضافة إلى فيسبوك وتويتر؛ ومنها للمرة األولى، حتليل حول موقع لينكدإن )LinkedIn(. وتهدف النتائج التي توصل إليها االستبيان اإلقليمي، واملقدمة هنا، إلى تقييم التصورات التي تكونت لدى مستخدمي الاعلام الاجتماعي في العالم العربي حول الهوية والثقافة، وهو موضوع يتصل اتصاالً وثيقاً بعدة مسائل هامة تتعلق بالسياسات في املنطقة، ويحتاج إلى إجراء مزيد من األبحاث على مستويات مجتمعية فردية وإقليمية. 1- املقدمة لقد أسهمت احلركات املدنية والشعبية اجلارية في العالم العربي في متكني قطاعات واسعة من سكان املنطقة. وتواصل دوائر صنع السياسات مناقشة تأثير الاعلام الاجتماعي على مستوى املنطقة العربية والعالم. ويشير النمو الكبير املتواصل في استخدام الاعلام الاجتماعي، وتنوعه وارتفاع شعبيته في املنطقة بأكملها خالل النصف األول من 2012، أي بعد ذروة ما سمي بـ“الربيع العربي“ بوقت طويل، إلى أن احلركات الشعبية التي جتتاح املنطقة لم تكن العامل الوحيد الذي أسهم في هذا النمو، وأن منواً أكثر عضوية يحدث، ويؤثر على صالت العرب مبجتمعهم. على وجه التحديد، وبعد أن شهدنا في السابق تغيراً في طراز استخدام الاعلام الاجتماعي في املنطقة، وذلك من االستخدام االجتماعي إلى السياسي، نشهد حالياً نطاقاً أوسع من استخدامات الاعلام الاجتماعي في املنطقة، تتراوح بني املشاركة املدنية والسياسية وجهود ريادة األعمال، والتغيير االجتماعي. وبوجود أعداد ضخمة من املستخدمني العرب في عدة بلدان، بدأت أيضاً حكومات املنطقة بتلمس إمكانات الاعلام الاجتماعي، والقبول به. وترى عدة حكومات في املنطقة اليوم في الاعلام الاجتماعي فرصة تسهم في تطوير مناذج حكم أكثر شفافية ومشاركة وشموالً لقطاعات مجتمعية واسعة. فمن مجرد أداة للتسلية والتواصل االجتماعي، تسلل الاعلام الاجتماعي حالياً إلى جميع جوانب احلياة اليومية ملاليني من العرب، مؤثراً على طريقة تفاعلهم االجتماعي، وعلى أسلوب ممارسة أنشطة األعمال، والتعامل مع احلكومات، أو املشاركة في احلركات االجتماعية املدنية. لقد بحثت اإلصدارات السابقة من تقرير الاعلام الاجتماعي العربي منو الاعلام الاجتماعي في املنطقة، وتغير طبيعة استخدامه، اللذان شجع على حدوثهما جزئياً استخدام شبكات اجتماعية كفيسبوك ويوتيوب وتويتر في احلراك الشعبي خالل العامني املاضيني. ويبني اإلصدار الرابع من هذا التقرير على هذه املواضيع التي طرحت حينها، والتي بحثت حتديداً في النمو السريع الستخدام الاعلام الاجتماعي في العالم العربي؛ ودور أدوات التواصل االجتماعي في احلراك الشعبي في العالم العربي؛ وإمكانات الاعلام الاجتماعي في متكني املرأة العربية. ويتخطى هذا اإلصدار نقاش إطار التغيرات السياسية الذي طغى على النقاشات التي دارت خالل العام املاض، والذي خبره وشهده الكثيرون من خالل االستخدامات املبتكرة لإلعالم االجتماعي، إلى االستخدام في سياق أوسع ضمن مجتمع الفرد وثقافته. وتواصل سلسلة تقرير الاعلام الاجتماعي العربي، التي ينتجها برنامج احلوكمة واالبتكار بكلية دبي لإلدارة احلكومية، حتليل توجهات استخدام أدوات التواصل االجتماعي على اإلنترنت في املنطقة العربية. ويحلل هذا اإلصدار من التقرير، استناداً إلى البيانات التي جمعت في النصف األول من 2012، بيانات مستخدمي تويتر وفيسبوك في الدول العربية االثنتني والعشرين كلها، باإلضافة إلى دول إقليمية أخرى. كما يقدم أيضاً، وللمرة األولى، إحصائيات حول مستخدمي شبكة لينكدإن في املنطقة. باإلضافة إلى ذلك، يبحث هذا اإلصدار اخلاص من التقرير في استبيان آخر، يعتبر األول من نوعه في املنطقة، تأثير الاعلام الاجتماعي على الثقافة واجملتمع والهوية. 1- منو استخدام الاعلام الاجتماعي في 2012 تركز سلسلة تقرير الاعلام الاجتماعي العربي، وهي جزء من مبادرة أبحاث أكبر ضمن برنامج احلوكمة واالبتكار في كلية دبي لإلدارة احلكومية، على املشاركة االجتماعية من خالل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت بهدف وضع سياسة أفضل في الدول العربية، وتستكشف استخدام خدمات التواصل االجتماعي في احلوكمة واالندماج االجتماعي والتنمية االقتصادية. كما تدرس املبادرة إمكانات تطبيقات التواصل االجتماعي في زيادة التعاون واملشاركة في املعرفة واالبتكار، سواء ما بني، أو ضمن الهيئات احلكومية، ومع املواطنني والقطاع اخلاص. ولم يظهر منو الاعلام الاجتماعي خالل 2012 عالمات تباطؤ، سواء على املستوى العاملي أو ضمن املنطقة العربية. وعلى الصعيد العاملي، ما يزال فيسبوك مسيطراً، مع أكثر من مليار مستخدم ”نشط شهرياً“ في العالم )في نهاية أكتوبر 2012(، قام نحو 604 مليون مستخدم منهم بالدخول إلى منصة فيسبوك باستخدام هواتفهم اجلوالة. باإلضافة إلى ذلك، . يدخل نحو 584 مليون مستخدم إلى فيسبوك يومياً، ويوجد 81 باملئة منهم خارج أميركا الشمالية1 ومن جهة أخرى، وصل عدد مستخدمي تويتر إلى 500 مليون في فبراير 22012، منهم 140 مليون مستخدم ”نشط“، ينتجون 340 مليون تغريدة يومياً. وينتج نحو 60% من املستخدمني النشطني تغريدات، بينما يدخل الـ 40% الباقني جملرد االطالع على األخبار واملعلومات. وعلى غرار فيسبوك، يعيش 70% من مستخدمي تويتر خارج الواليات املتحدة األمريكية، ويستخدم 57% من املستخدمني هواتفهم اجلوالة وهواتفهم الذكية للدخول إليه. باإلضافة إلى ذلك، يستخدم أكثر من 60,000 مطور حول العالم واجهة برمجة تطبيقات تويتر )Twitter API( إلنشاء أدوات وخدمات عامة. كما أن اللغة العربية هي أسرع لغة منواً على اإلطالق في تويتر، من بني 25 لغة مختلفة أخرى مستخدمة في املوقع. الستيعاب هذا النمو، بادر تويتر مؤخراً إلى طرح واجهة باللغة العربية. اعتباراً من مارس 2012، أصبح لينكدإن يقدم أكبر شبكة اجتماعية مهنية في العالم على اإلنترنت من خالل 161 مليون عضو في أكثر من 200 بلداً ومنطقة، يعيش 61% باملئة منهم خارج الواليات املتحدة األمريكية. وقام أعضاء لينكدإن بنحو 4.2 مليار عملية بحث موجهة مهنياً على املنصة خالل 2011. ويتوفر لينكدإن حالياً بسبع عشرة لغة ال تشمل اللغة . العربية. ويعتبر الطالب وخريجو اجلامعة اجلدد أسرع الفئات منواً في لينكدإن.
كما تشهد مواقع الاعلام الاجتماعي األخرى منواً كبيراً على املستوى العاملي. فمثالً، وصل عدد مستخدمي جوجل بلس )+Google( في يونيو 2012 إلى أكثر من 170 مليون مستخدم، وتتم فيه مشاركة أكثر من مليار بند يومياً. على نحو مشابه، حقق يوتيوب أكثر من 800 مليون زيارة فريدة للمستخدمني شهرياً، أدت إلى رفع 60 ساعة من مقاطع الفيديو كل دقيقة. وتتوفر منصة املشاركة مبقاطع الفيديو بستني لغة وفي 42 بلداً، وحتظى بأكثر من أربعة مليارات عملية مشاهدة يومياً . )بارتفاع بنسبة 50% عن العام املاضي(4 2- الاعلام الاجتماعي في املنطقة العربية – جتاه التغيير االجتماعي واجملتمعي بحثت سلسلة تقرير الاعلام الاجتماعي العربي، وحللت توجهات استخدام الاعلام الاجتماعي، ووثقت كل من النمو السريع في عدد مستخدمي الاعلام الاجتماعي في املنطقة، وكذلك التغير امللحوظ في توجهات استخدامه من توجهات ذات طبيعة اجتماعية إلى توجهات ذات طبيعة سياسية ومدنية(5 بصورة أكبر. لقد أسهمت احلركات الشعبية في العالم العربي بإحداث هذا التغيير إلى حد بعيد، مع أن أبحاثاً أخرى حول تأثير الاعلام الاجتماعي في املنطقة ما بعد »ذروة« هذه األحداث6 تدل على أن التغير والنمو املتواصل قد جتاوز األحداث السياسية التي وقعت في العام املاضي. ويواصل عدد مستخدمي الاعلام الاجتماعي في املنطقة منوه السريع، كما تقدم استخدامهم لإلعالم االجتماعي، الذي تأثر بإحساس التمكني وبقدرتهم على إحداث التغيير ضمن بالدهم، ليشمل جهوداً ملعاجلة قضايا مجتمعية، وليؤثر على التغيير االجتماعي واملواقف الثقافية على مستوى اجملتمع في جزء كبير من اجملتمعات العربية. للبحث في هذا التطور املتواصل في استخدام الاعلام الاجتماعي في املنطقة، أجري استبيان إقليمي على اإلنترنت في ثمانية بلدان عربية )البحرين ومصر واألردن والكويت ولبنان وعمان واململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة(7، لدراسة استخدام الاعلام الاجتماعي، وحتديداً، التصورات بشأن تأثيره على الثقافة واجملتمع في املنطقة. وتعكس الفئة السكانية التي يستهدفها االستبيان التكوين السكاني لكل بلد. وبالتالي، كانت الصورة النموذجية للمشارك املثالي في االستبيان مهنياً شاباً )كانت أعمار 70% من املشاركني في االستبيان تتراوح بني 18 و30 عاماً(، يعمل بصورة أولية في القطاع اخلاص، رغم متثيل القطاع العام والقطاع املشترك ومالكي الشركات، باإلضافة إلى طالب اجلامعة والعاطلني عن العمل. وكان تقسيم النوع االجتماعي بنسبة 50 /50 تقريباً. وأجري االستبيان ما بني مارس ومايو 2012، وتلقى 4754 إجابة، مبتوسط استجابة بلغ 86.4%. وبحثت عدة أسئلة في االستبيان الصلة بني منو الاعلام الاجتماعي والتأثير الناجت عن هذا النمو على آراء املستخدمني مبجتمعاتهم وتفاعلهم معها.
ومن الالفت للنظر، فقد كان هذا الشعور بالتمكني شديد الوضوح حتى في البلدان التي لم يكن لإلعالم االجتماعي فيها صلة مباشرة باحلركات الشعبية أو السياسية، كالكويت ولبنان، وهو ما يشير إلى أن هذه احلركات لم تكن العامل الوحيد الذي أسهم في تطور استخدام الناس لإلعالم االجتماعي، بل أسهم فيه أيضاً حدوث تغيير مجتمعي عضوي لدى مستخدمي الاعلام الاجتماعي. وقد يكون مثاراً للجدل والنقاش أن التدفق احلر للمعلومات على اإلنترنت، واالتصال العابر للحدود، وتأثير مستخدمي الاعلام الاجتماعي في املنطقة العربية، قد أسهموا في تكوين هذا اإلحساس بالتمكني لدى فئات واسعة من اجملتمع على مستوى إقليمي.
كن الاعلام الاجتماعي الناس من إحداث تغيير اجتماعي فحسب، بل أحدث تغييراً في مواقفهم، باإلضافة إلى ذلك، لم مي كما قال املشاركون في االستبيان، وجعلهم أكثر انفتاحاً وتسامحاً مع وجهات نظر اآلخرين.
بالتركيز على البلدان الثالثة التي تضم أكبر عدد من مستخدمي الاعلام الاجتماعي، من حيث االنتشار واألعداد، )مصر واململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة(، نالحظ أن املشاركني في االستبيان في البلدان الثالثة يجمعون على أن تواصلهم مع أبناء بلدهم ومجتمعاتهم ومساهمتهم فيها وتفهمهم لها أصبح أفضل وأسهل من خالل استخدام أدوات الاعلام الاجتماعي. وتتمتع مصر بأعلى نسبة من اإلجابة باملوافقة على العبارات الثالث، تليها اململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة، مما يشير إلى ارتباط محتمل بني االستخدامات السياسية لإلعالم االجتماعي أثناء احلركات الشعبية، وتأثير الاعلام الاجتماعي على وجهة نظر الفرد باجملتمع.
الاعلام الاجتماعي، بعد عام من النمو: النتائج واالستنتاجات الرئيسية بالرغم من تأثر استخدام الاعلام الاجتماعي باألحداث السياسية التي جرت في العام املاضي، ولكن منوه السريع والتغير في نوعية استخدامه ليسا ناجتني عن هذه األحداث احمللية لوحدها، ألنه واصل منوه بعد نهايتها في عدة دول. لقد شهد هذا العام منواً متواصالً في أعداد مستخدمي الاعلام الاجتماعي في املنطقة العربية، كما تخطى التطور في أنواع هذا االستخدام، الذي استند إلى التمكني السياسي الذي حققه الاعلام الاجتماعي في بلدان عربية عدة، وشهدته بلدان أخرى، ذلك إلى التأثير على التصورات بشأن الثقافة والهوية والقدرة على التأثير على التغيير االجتماعي. التأثير على اجملتمع: أصبح استخدام الناس لإلعالم االجتماعي، الذي شجع عليه التغييرات السياسية الذي حدثت في ً 2011، أوسع انتشاراً وأشد تأثيراً على اجملتمعات في املنطقة العربية. ويحمل مستخدمو الاعلام الاجتماعي عموماً آراء إيجابية بشأن تأثيره على التغيير االجتماعي، وبشأن إمكانية إحداث هذا التغيير. وفي نهاية املطاف، فقد بات الاعلام الاجتماعي يعتبر ويستخدم وسيطاً للتغيير. التأثير على املواقف الثقافية: على مستوى شخصي، ال يعتبر أن استخدام الاعلام الاجتماعي سيحدث التغيير ضمن اجملتمعات فحسب، وإمنا لدى الناس أنفسهم. ويزعم كثيرون أن استخدام الاعلام الاجتماعي، وبالتالي قدرته على إطالع الناس على تنوع من األفكار واآلراء، قد أدى إلى جعلهم أكثر انفتاحاً وتسامحاً مع هذه اآلراء. التأثير على الهوية: لم تشجع قدرة الاعلام الاجتماعي على تأمني التواصل بني الناس، ومساعدتهم على تبادل اآلراء والتجارب في العالم بأسره، على إحداث تغيير في مواقف مستخدمي الاعلام الاجتماعي جتاه اآلخرين فحسب، بل عززت أيضاً إحساسهم بالهوية ضمن هذا اجملتمع االفتراضي اجلديد املتشابك. وبالرغم من أن اجلانب األكثر أهمية أو »نوع« الهوية الذي عززه الاعلام الاجتماعي حسب العينة املستطلعة، كان اجلانب الوطني، فقد احتل الشعور بأنك »مواطن عاملي« املرتبة الثانية بفارق ضئيل، وقد أتت الهوية الدينية في املرتبة األدنى، ما قد يعني أن الاعلام الاجتماعي قد يكون له، في الوقت احلالي، القدرة على التأثير على مجتمع معولم بصورة أكبر من خالل تقليل التركيز على االختالفات الدينية، وهو أمر يحتاج املزيد من البحث.
المصدر: كلية دبي للادارة الحكومية
شكراً علي كريم الدعوة الطيبة ... أعتقد إن تأثيره سيكون سلبي لأن السواد الأعظم وسائل الإعلام مملكوكة ومدارة بعقلية وخلفية إجتماعية وإقتصادية وثقافية تختلف عن طبيعات النسيج الإجتماعي لدول الوطن العربي , فحتي في الوطن العربي وداخل الدولة الواحدة تختلف الثقافات والممارسات الإجتماعية والتعاطي مع قضايا وأنشطة الإقتصاد بصور مختلفة , ناهيك عن كونها تأتي من مجتمعات تختلف حتي في البيئة الجغرافية والطبيعة التضاريسية فكيف بها تساهم في تطوير إجتماعيات وإقتصاديات البلدان العربية , فالبلدان العربية تحتاج إلي آليات تطور تنبع من واقع معطيات كثيرة جداً تتلاقي وتتباعد تبعاً للمنظور الذي يراه كل واحد من مواطني الوطن فمثلاً نجد الديانات بمختلف أنواعها وكذلك المرجعيات الدينية (الشافعية , المالكية , الحنابلة ... إلخ) وحتي الإنتماء الديني لطائفة دون أخري وأيضاً العادات والتقاليد والأعراف التي تحكم هذه المجموعات وكذلك الإقتصاديات التي تحكمها ونوع وطبيعة الإقتصاد .... إلخ.
له تاثير ايجابي علي المجتمع لان لولا الاعلام لاصبح المجتمع في دائرة مغلقة لا يعرف ما يدور حوله
أعتقد أن دور الاعلام الاجتماعي غائب في أغلب الأقطار العربية وليس له تأثير في العديد منها وتأثيره ضعيف في بعض الدول ولا يحفز الشباب على الاهتمام بالجانب الاقتصادي الذي يعد العمود الفقري للنهوض بمختلف المجالات
تأثير سلبي/ مدام الاعلام تحت سلطة الحكومات
تعد وسائل الاعلام – سواء كانت التقليدية ( كالصحف أو التليفزيون أو الإذاعة ) أو الوسائل الحديثة كالصحافة الالكترونية ومواقع الاخبار والمعرفة المختلفة على شبكة الانترنت، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر والتي تعد الان أحد وسائل نقل الاخبار والأكثر شهرة فى العالم، وكل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الادراكى والمعرفى للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة والقدرة على تحليلها واستيعابها للاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، فوسائل الاعلام أيضا قادرة على تغير سلوك وأنماط المجتمع.
وقد يكون تأثير وسائل الاعلام فى بعض الاحيان قويا جدا وقادر على نشر نمط سلوكى وثقافي واجتماعى ينتهجه الفرد أو المجتمع، وفى بعض الاحيان يكون تأثير وسائل الاعلام أقل تأثيرا ويستطيع الفرد أو المجتمع الخروج من النمط الفكري والمجتمعى والسياسى الذي ترسمه وسائل الاعلام، ويتوقف ذلك على مدى رغبة الفرد أو المتلقى للتعرض للرسائل والمعلومات التى تبثها وسائل الاعلام المختلفة فكلما كان الفرد أو المتلقى لديه رغبات واشباعات حول معلومات أو قضايا معينة فانه يتجه إلى وسائل الاعلام لاشباع رغباته وتطلعاته بما يسمى نظرية التعرض الانتقائي بمعنى ان الفرد او المتلقى يبحث دائما فى وسائل الاعلام عما يتفق مع افكاره واتجاهاته حتى لو كان ما يبحث عنه المتلقي هو مشاهدة أفلام سينمائية او أغاني فيديو كليب فذلك يدخل ضمن اشباعات ورغبات المتلقين .
ولكن فكرة أن وسائل الاعلام دائما ماتكون ايجابية فيما تقدمه من معلومات ليست صحيحة فى المطلق فيؤكد عدد كبير من علماء الاعلام والاتصال أن عدد كبير من الدول والانظمة السياسة تسعى للهيمنة على وسائل الاعلام ليبث من خلالها أفكار واتجاهات بغرض التأثير على الجمهور لصالح النظام السياسى أو المهيمنين على وسائل الاعلام ومن الممكن ان تكون هذه الأفكار مشوهة بغرض ايجاد حالة من الانقسام بين المواطنين تجاه قضايا معينة.
وهناك دراسات تؤكد أن الفرد الذي لايشاهد التليفزيون بصورة كبيرة تكون لديه مصادر متنوعة لعدد كبير من الاخبار بينما من يتعرض بصورة كبيرة للتليفزيون تكون لديه مصادر محدودة للمعلومات، ولذلك الاعتماد على التليفزيون أو وسيلة إعلامية واحدة كمصدر وحيد للمعلومات ليس صحيحا لتكوين رؤية شاملة ومتنوعة، فالقراءة والاطلاع فى خلفيات الاحداث أمر هام سواء لتكوين بناء فكرى متميز ومتنوع، وفى نفس الوقت يكون قادر على معرفة إذا كان الاعلام يضلله ويوجه لصالح الدولة أو النظام السياسى أو المهيمنين على الاعلام سواء من رجال الأعمال أو من المقربين من السلطة أو فلول النظام القديم كما هو يحدث الآن فى بعض المشاهدات التي سنقوم بشرحها فى السطور التالية، أو إذا كان الاعلام بالفعل يعبر عن واقع فعلى يعيشه المواطن ويعبر عن قضاياه الأساسية ويجمعهم على القضايا المؤثرة وصاحبة الأولوية للاستكمال عملية الإصلاح التي بدأتها ثورة يناير.
ولذلك يجب أن يكون مشاهدة وسائل الاعلام وما تقدمه من معلومات تتبعها نظرة تحليلية وتفكير من المشاهد فى ما يجب أن تطرحه وسائل الاعلام من قضايا هامة تشكل فيما بعد مايسمى الرأي العام الواعي تجاه القضايا التى يجب العمل عليها فى الوقت الحالى لتحقيق مايصبو إليه كل مواطن مصرى وتنحية جميع القضايا الخلافية التى تعطل من إقامة حياة ديمقراطية وبناء دولة أخرى قوية فى جميع المجالات، وقد بدأ تاريخ مصر الجديدة في 25 يناير يوم ثورة الشعب.
الاعلام الاجتماعي ذو حدين له تاثير ايجابي وه تاثير سلبي الايجابي كنشر الثقفات والمعلومات وتبادل الافكار وسرعه انتقال المعلومه اما السلبي فاكبر مثال على خريف العربي
الاعلام الاجتماعي سلاح ذو حدين اما ان ينعكس اجابيا في حالات الشفافية والمصداقية واما ان ينعكس سلبيا في حالة التضليل
الوطن العربي لا يزال بعيدا عن الموجو ادا استثنينا بعض الدول