أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
الكتابة للأطفال ليست كلمات و حروفا مزخرفة، و ليست تعابير إنشائية منمقة، فالكلمة رسالة و قضية و من ثم فن. فهي رسالة لأنها تحوي مضامين تربوية و أخلاقية و تثقيفية، و هي قضية لأنها ملتزمة بالمبادئ و المعايير و القيم و فن لأن للكلمة قدرتها العجيبة على إعادة صياغة الواقع في جو سحري مشبع بالخيال. فالحياة بالنسبة للصغار قصة طويلة محبوكة على شكل قصص صغيرة تصغر و تصغر كلما اقتربنا من نقطة المركز، و عندما يغدو الأطفال كبارا لا ينسون ذلك كله بل يبقى حبيسا في أعماق نفوسهم و ذاكرتهم إلى أن يأتي الوقت فيعبرون عنه إما بالكلمة أو بالكتابة.
و كما أن الإنسان بحاجة إلى الغذاء و الماء لكي يعيش، فهو بحاجة إلى الكلمة التي تعطيه معنى الحياة، و لا يكون الطفل صحيح الجسم و البدن بالتغذية الجيدة فقط، بل هو في حاجة أيضا إلى من يهمس في أذنيه و يغذي مشاعره بكلمات مؤثرة و جميلة، و يوفر له مجالات المعرفة و التسلية و الترفيه، فالطفل إنسان صغير لديه الرغبة في معرفة أسرار العالم و رموزه.
و لعل من بالغ الأهمية أن تكون هناك كتابات أدبية متنوعة تتصل بثقافة الطفل في سبيل تطوير عالم الطفولة عقليا، و مهاريا، و وجدانيا، و أدبيا، و ترفيهيا، و لن يتأتى ذلك إلا بوسائل الاتصال المتنوعة كالمقال ، و الخاطرة، و الحوار، و التحقيق الصحفي،و الأسطورة، و القصة، و الشعر، و المسرح. كل هذه العناصر التي يتشكل منها المفهوم العام للكتابة للطفل تكاد تكون معدومة في الوسط الثقافي لأننا لا نمتلك صحافة طفلية متخصصة.
ويمكن تشجيعه بقراءة القصص والروايات والمسرحيات عليه والطلب منه بسردها بطريقة تفاعلية وهنا يمكن أن ينسج أمورا من خياله قد لا تكون موجودة بالقصص. وبذلك يصبح لديه القدرة على الكتابة.
تنمية مواهبهم ومعرفة ميولهم وحث النشاط الابداعي والثقافي لديهم
أتفق مع إجابة الأستاذة مها فقد أفاضت
شكرًا للدعوة الكريمة
أتفق مع إجابة الأستاذة مها
أشكرك علي الدعوة الكريمة
أتفق مع إجابة الأستاذة مها شرف
فقد أحسنت وأتقنت
ان تعليم الكتابة للطفل في سن مبكرة كتعليم أي مهارة له يزيد من ترسيخها لديه وحبه فيها كما يمكن معرفة أو إكتشاف الاخطاء والعوائق لديه وعلاجها في سن مبكرة حيث سيكون ذلك أسهل بكثير. ويمكن تنميتها بتكرار المحاولة معه والجلوس معه أثناء المحاولة وجعل وقت الكتابة وقت ممتع ويمكن بدءها بالرسم ثم التطور لكتابة الحروف مع ربطها بالصور كما أن الكتابة تنمي لديه العضلات الصغيرة في يده والتي تساعده في اللعب والامساك بالاشياء وغيره
أفاض الجميع وأنا أتفق مع إجابة الأساتذة الأفاضل
إن تعريض الطفل لخبرة اللغة الأم في أطر الطفولة المبكرة يعتبر بمنزلة حجر الأساس الذي تبنى عليه مختلف الخبرات ، ذلك أن تربية الفرد لغويا تلعب دورا مهما في تنمية فكره، وتكوين علاقاته الاجتماعية، وتواصله الفاعل مع مختلف أنواع المعارف، لذا فإن البحث في هذا الموضوع يحظى بأهمية متزايدة لدى الباحثين من جهة، ولدى العاملين في حقل الطفولة من جهة ثانية، ولدى أولياء أمور الأطفال من جهة ثالثة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض مواد هذه الدراسة هي جزء من "برنامج نور لتنمية مهارات التواصل اللغوي"[2] والذي يطبق منذ ثلاث سنوات في روضة الإيمان التابعة لجمعية لجنة العلوم والثقافة الإسلامية في مدينة القدس (نيروخ، 2005).
نتوجه في دراستنا هذه إلى أولئك المعنيين بتربية الطفل لغويا من أولياء الأمور وجمهور المعلمين والطلبة والمهتمين في حقل الطفولة المبكرة، ونتوجه على وجه الخصوص إلى معلمات رياض الأطفال، ذلك أن معظم معلمات هذه المرحلة تضعن قضية تعليم اللغة في رياض الأطفال في الترتيب الأول من الأهمية، خاصة القضايا المتعلقة بتعليم القراءة والكتابة. ويشير واقع بعض رياض الأطفال كما نلاحظ في الحقل إلى أن معلمة الروضة تقوم بتكليف الطفل بمهمات القراءة والكتابة قبل أن يكتسب الطفل أدنى المهارات اللازمة للقيام بتلك المهمات، وقبل أن يكون قادرا عليها، وغالبا ما يعود السبب في ذلك إلى إلحاح ورغبة أولياء أمور الأطفال بتعليم ابنهم مهارات القراءة والكتابة ، كما ويعود السبب إلى احتجاج وتذمر بعض معلمات الصف الأول الابتدائي من أن الطفل القادم من رياض الأطفال لا يعرف مبادئ القراءة والكتابة بشكل كاف يؤهله لأن يبدأ السنة الدراسية بيسر ونجاح.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة بشكل عام إلى عرض رؤية تربوية حول قدرات الأطفال الفطرية على اكتساب اللغة واستعدادهم الفائق للانخراط في تدريبات الأنشطة السمعية والكلامية، وأثر ذلك على تهيئتهم للبدء بتعلم مهارة القراءة بيسر، كما وتهدف هذه الدراسة إلى توظيف هذه المعارف مجتمعة في وضع مقترح لتخطيط وحدة تعليمية متوازية.
وتعالج هذه الدراسة موضوع تنمية مهارتي الاستماع والوعي الصوتي في أطر الطفولة المبكرة من منظورين، يتناول المنظور الأول نتائج بعض الأبحاث الميدانية والدراسات النظرية والتجارب الخاصة في هذا الميدان، ويقترح المنظور الثاني خطة عملية حول كيفية استثمار المعارف التي توصلت إليها الدراسات والتجارب الميدانية في تنمية مهارات اللغة لدى الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة ، ونخص بالعرض والنقاش الدراسات التي أولت مهارة الاستماع والوعي الصوتي قيمة خاصة، ذلك أن مهارة الاستماع تعتبر وسيلة الطفل الوحيدة في سن الروضة إلى التمييز السمعي وفهم المسموع والاتصال بينه وبين محيطه في البيت والروضة ، ولأن مهارة الوعي الصوتي تلعب دورا حاسما في اكتساب مهارتي القراءة والكتابة عند التحاق الطفل بالمدرسة[3].
قدرات الأطفال الفطرية على اكتساب اللغة:
تعتبر الأذن أول وسيلة تعمل عند الجنين وأول وسيلة يستقبل بها العالم الخارجي عند ولادته وذلك قبل حاسة البصر، قال تعالى: "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" (النحل/87). فالسمع هو وصول الصوت إلى الأذن أما الاستماع في اللغة فيعرفه عبد الهادي وزملاؤه بأنه "استقبال الصوت ووصوله إلى الأذن بقصد وانتباه " (عبد الهادي وآخرون، 2003، ص 156).
لقد أدرج عبد الهادي مهارة الاستماع في أوليات مهارات اللغة وذلك لمجموعة مبررات منها: "إن أداة الاستماع الأذن تعمل في جميع الاتجاهات، فالإنسان يسمع من يتكلم وراءه، ومن يتكلم أمامه، وعن يمينه، وعن شماله، كما يستطيع أن يسمع البعض وهم في أماكن أخرى ولا يراهم. .... وتعمل باستمرارية في اليقظة والمنام ... وإن الإنسان يسمع أكثر مما يقرأ أو يتكلم أو يكتب، ... وحاسة السمع لدى الإنسان ترتبط بتعلم الكلام، وهي الحاسة المهمة لتطور المدركات العقلية والفكرية ونموها، فضلا عن الحصول على المعلومات، ولذلك إذا فقد الطفل السمع بعد ولادته مباشرة فقد معه القدرة على نطق الكلام" (عبد الهادي ، 2003، ص 156).
ونلاحظ من التعريف والخصائص أعلاه أن الاستماع من المنظور الوجداني يتغلغل في أحاسيس المستمع، فيستمتع بما يسمع وبمن يستمع إليه، كما ويتطلب الاستماع من المستمع من المنظور الذهني أن يكون مستمعا نشطا أي منتبها إلى المتحدث، ومنصتا إلى كلامه، ومتأملا في كلام المتحدث من أجل فهم كلامه، واستيعابه وتفسيره، وقراءة مشاعره وحركاته واستشعار الحاجة إلى التواصل مع الشخص المتحدث. ونجمل ذلك بأن الطفل بحاجة إلى أن يكون متعلما نشطا لكي يتفاعل مع ما يستمع إليه، ومستمعا نشطا من خلال انتباهه للمتحدث وتركيزه على حركاته ومشاعره وبالطبع تذوق فحوى ما يستمع إليه مما يحفزه على استمرارية الانتباه والتركيز واستثمار ما يستوعبه من والديه ومعلمته ومحيطه.
أظهر عدد من الدراسات العلمية والتجارب الميدانية أن الطفل يمتلك قدرة فطرية فائقة لاكتساب اللغة (2004، Parlakian ؛ الطحان ، ب 2003؛ يعقوبي وآخرون، 3/2002؛ الدنان، 1999؛ نيروخ، 2005). أكدت الطحان في دراستها التي هدفت إلى فحص طبيعة العلاقة بين مهارتي الاستماع والتحدث لدى أطفال رياض الأطفال على عينة من أطفال مصر، أن الأطفال في عمر أربع وخمس سنوات على استعداد فطري لتطوير مهارة الاستماع والتفاعل مع اللغة فيما إذا تواجد الطفل في بيئة تعلمية شائقة (الطحان، ب2003). كما وأكد يعقوبي وفريقه من أن القدرات اللغوية الأساسية للطفل "تكتسب بشكل طبيعي في جميع مستويات مركبات اللغة"، (يعقوبي وآخرون، 3/ 2002 ص، 590).
وفي سياق قدرات الطفل الفطرية على اكتساب اللغة وتعلمها لا بد من استعراض التجربة الذاتية التي قام بها الدنان على الصعيد الشخصي وكذلك الأمر مشروعه الحضاري في العالم العربي (1999). يعرف الدنان في مواقع شبكة المعلومات المختلفة ب "صاحب التجربة الرائدة في تدريس العربية الفصحى لأطفال الروضة" في البلاد العربية ، فقد انطلق الدنان في مشروعه الحضاري من الأساس النظري الذي توصل إليه علماء اللغة من أن نمو لغة الفرد تبدأ مع خلقه، وأن الطفل مزود بجهاز اكتشاف اللغة منذ ولادته، وأن لغته تكون في ذروتها في سني حياته الأولى وذلك قبل سن السادسة حيث يمتلك في دماغه قدرة فطرية هائلة على اكتساب اللغة ، وتبدأ بالضمور والاضمحلال بعد سن السادسة. لذا نادى الدنان بالدعوة إلى استغلال القدرة الفطرية لدى أطفال هذه المرحلة لإكسابهم اللغة الفصحى نظرا لأن الطفل في هذه المرحلة مستعد ومتفرغ ذهنيا لتطوير لغته قبل أن ينتقل إلى المدرسة وينشغل بالحصص المدرسية في تعلم القواعد والنحو والإعراب.
وقد قام الدنان شخصيا بتجربة ذلك على طفليه باسم ولونة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، وقرر أن يعرِّض طفليه باسل ولونة في سني عمرهما الأول للغة العربية الفصحى سماعاً وتحدثا ، حيث بدأ يخاطب ابنه باسل باللغة العربية الفصحى عندما كان في سن أربعة أشهر، وعندما بلغ باسل الثالثة من العمر بادل والده الحديث باللغة الفصحى، وكذلك الأمر كرر الدنان تجربته مع ابنته لونة عام 1980 والتي بدأت تتواصل مع والدها باللغة العربية الفصحى منذ أن كان عمرها سنة ونصف.