أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
نعم لان التربية البدنية تعمل على تنشيط خلايا العقل فبذلك تزيد قدرته على التحصيل
نعم يمكن التأثير على التلميذ بالإيجاب عن طري ق الإستيعاب الجيد للمعلومات و الفهم الجيد لأكثر من جانب و إيجاد الحلول الممكنة في برهة من الزمن لدى جميع مستوياته التعليمية و التدريبية الرياضية
ففي هذه المرحلة تنمو قدرات الطفل وتتضح مواهبه ويكون قابلا للتأثير والتوجيه والتشكيل. لذا فإن العناية بالطفولة والاهتمام بأنشطتها من أهم المؤثرات التي تسهم في تقدم المجتمعات. ويؤكد ويرنر (Werner, 1994)بأن أطفال المجتمعات المتقدمة يتصفون بنمو جسمي وعقلي وانفعالي سليم. كما أنهم أكثر تعليما وأكثر ثقافة بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى. لذلك على القائمين بالعملية التعليمية التربوية لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية العناية بتخطيط وتصميم البرامج التعليمية والتربوية التي تشمل أنوع مختلفة من الخبرات التي تهدف إلى النمو المتكامل من جميع النواحي. التربية الحركية وبرامجها المختلفة من أنجع الوسائل التربوية التي تهدف إلى تحقيق النمو المتكامل للطفل، حيث يرى جالهيو (Gallhue, 1996) ان الحركة إحدى الدوافع الأساسية لنمو الطفل, فعن طريقها يبدأ الطفل التعرف على البيئة المحيط به. وهذا الميل الطبيعي للحركة هو إحدى طرق التعليم فالطفل يتعلم من خلال الحركة وهي عبارة عن مدخل وظيفي لعالم الطفولة ووسيط تربوي فعال لتحسن وتطوير النمو الحركي والعقلي والاجتماعي للطفل.والتربية عن طريق الحركة المدخل الطبيعي لنظام تربوي مبني على أساس حاجة الطفل الطبيعية للتعلم, وما دام جسم الطفل هو الإطار المادي الملموس لمعنى الوجود فإن- الطفل يعمد من خلال جسمه – إلى فهم ذاته من خلال ممارسته للنشاط الحركي الموجة، حيث تهدف التربية الحركية أو التربية من خلال الحركة إلى إخراج التعليم المدرسي التقليدي إلى أساليب أكثر إيجابية وفاعلية في تكوين الطفل وتنميته إلى أقصى ما تؤهله إمكانياته وقدراته ومواهبه.وعموما تتعدى التربية الحركية مفهوم إكساب الأطفال المهارات الحركية أو تنمية الأنماط الحركية, إذ أن تعلم الحركة يعني مجرد العملية الجزئية المتعلقة بالتعلم, إلا أن الإطار المعرفي للتعلم الحركي ثري بمختلف الخبرات الإدراكية والمعرفية, فمن خلال الحركة ينمي الطفل ملاحظاته ومفاهيمه ، وقدرته الإبداعية ، وإدراكه للأبعاد والاتجاهات كالإحساس بالتوازن, والمكان، والزمان,ويكتسب المعرفة بكل مستوياتها فيتعود على السلوك المنطقي وحل المشكلات وإصدار أحكام تقويميه(Sayres & Gallagher, 2001).وبلغة بسيطة نقول إن التربية الحركية هي مجموعة من الأنشطة المتخصصة المقصودة الموجهة التي تندرج تحت مقولة "الحركات البدنية من خلال دروس التربية البدنية",إلا أن تلك الدروس لا تكون قاصرة على تعلم الحركة, بل أن الحركة الوسيلة التي من خلالها يتم تحقيق النمو السليم المتكامل للطفل في جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية والانفعالية، فكل حركة لا يمكن أن تنفذ بغير إدراك عقلي (النمو المعرفي), وبغير ميل ورغبة (النمو الانفعالي) وبغير مشاركة الآخرين (النمو الاجتماعي),باعتبار أن التربية الحركية طريقة يفترض فيها إثارة دوافع الأطفال، وطاقاتهم نحو التعلم. ونظرا لأهمية الحركة للطفل، فقد ظهرت العديد من البرامج الحركية التي تعتمد على أنشطة حركية خاصة تهدف إلى تحقيق مبدأ الشمولية فلا تقتصر على تحقيق التنمية الحركية فقط, أنما تسهم أيضا في تنمية الجوانب المعرفية والوجدانية معتمدة على الإمكانيات الحركية الطبيعية والأساسية المتاحة للطفل.ويؤكد فزاري (2002) إن مرحلة التعليم الأولى تلائم فترة النمو الفسيولوجي والإدراكي والحركي للطفل, حيث يبدأ خلالها في التدرج من مستوى الإدراك الكلي العام والشامل، إلى مستوى التحديد والثبات والتحليل حيث تنمو لديه أجهزة التحكم في العضلات والتنفس, وهذه العمليات تحتاج إلى رعاية وإلى تنظيم قصد المساعدة على تحقيق ترابط إجمالي لنضجه العضوي ولخبرته العصبية والحركية مما يساعده في إعداده لتعلم القراءة والكتابة والرياضيات.فالتربية الحسية الحركية أساس كل تعلم ومعرفة، فهي تسمح للطفل لاكتشاف ذاته وفق تسلسل منظم. ويتلخص موضوع البحث في توضيح بعض الأبعاد الرئيسة التي يقوم عليها مفهوم التربية الحركية, وإبراز أهميتها في إعداد الطفل بدنيا وعقليا واجتماعيا وصحيا, حيث يتناول البحث الحالي عرض وتحليل ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات السابقة بغرض الإجابة على التساؤلات الآتية: ·ما هي التربية الحركية؟·ما مفهوم التربية الحركية؟·ما هي أهداف التربية الحركية ؟·ما هو واقع منهاج التربية الحركية في التعليم؟التعريف بالتربية الحركية:لقد قام العديد من الباحثين بتعريف التربية الحركية نذكر منها:يعرف اتحاد التربية البدنية للرياضة والترويحوالإيقاع الحركي AAHPER التربية الحركية على أنها "تلك الظروف الخصبة التي تتيحها التربية البدنية لإكساب الأطفال النواحي المعرفية والوجدانية واللياقية البدنية والحركية والصحية عن طريق الحركة".كما يعرفها فري وكيفارت بـأنها ذلك "الجانب من التربية البدنية أو التربية الأساسية التي تتعامل مع النمو والتدريب لأنماط الحركة الطبيعية الأساسية باعتبارها تختلف عن المهارات الحركية الخاصة بالأنشطة الرياضية".بينما يعرف جالهيو (1996) التربية الحركية على أنها:تربية تتم عن طريق الحركة البدنية, فهي تعرف الطفل ما يتصل بنفسه وبجسمه, ومن خلالها ينمي لياقته ومفاهيمه وقيمه, على جميع المستويات العقلية والبدنية والانفعالية والحركية, وهو مفهوم أقرب ما يكون للتربية البدنية. إما عثمان (1985) فتعرف التربية الحركية على أنها"تربية الأطفال عن طريق ممارسة النشاط الحركي الذي يتناسب وقدراتهم الحركية والبدنية والعقلية, وما ينتج عنه من اكتسابهم لبعض الاتجاهات السلوكية".بينما يعرف الديري (1999) التربية الحركية على "أنها ذلك الجزء من التربية الذي يتم عن طريق النشاط البدني الذي يستخدم الجهاز الحركي لجسم الطفل, وما ينتج عنه من اكتساب الفرد لبعض الاتجاهات السلوكية".ويعرف الخولي وراتب (1998) التربية الحركية على"أنها نظام تربوي مبني بشكل أساسي على الإمكانات النفس حركية الطبيعية المتاحة لدى الطفل".والخلاصة ان التربية الحركية، نظام تربوي مبني بشكل أساسي على الإمكانات النفس حركية الطبيعية المتاحة لدى الطفل, وهي جزء من التربية العامة, تتم عن طريق ممارسة النشاط البدني أو الحركي, فهي تعرف الطفل بنفسه وبجسمه, ومن خلالها ينمي لياقته البدنية والصحية ، ومفاهيمه وعلاقاته وانفعالاته ومعارفه في ضوء الظروف البيئية المحيطة به. مفهوم التربية الحركية:تعتبر التربية الحركية المرحلة الأساسية لتعليم الأطفال المهارات الحركية والبدنية والعقلية والصحية, فهي جزء أساسي مكمل للعملية التعليمية والتربوية. والتربيةالحركية وأن كانت بدنية أو حركية أو جسمية في مظهرها العام, إلا أنها عقلية واجتماعية انفعالية في أهدافها وأغراضها, لذلك كان من الواجب علينا اختيار الأهداف الواضحة التي تحدد طرق إعداد المعلم, ووضع المنهاج المناسب, وطرائق التدريس المناسبة بما يتناسب والإمكانيات المتوفرة. والتساؤل الذي قد يطرح هنا هلالتربية الحركية مادة أو طريقة, أو أسلوب بديل عن ما هو قائم في التربية البدنية؟التربية من خلال الحركة منحى أو اتجاه جديد في التربية بقصد إخراج التعليم المدرسي من الأسلوب التقليدي في طرق التعليم إلى أسلوب أكثر إيجابية وفاعلية في تكوين الطفل وتنميته إلى أقصى ما تؤهله قدراته وإمكانياته. حيث يرى جالهيو (Gallhue,1996)وعثمان (1998)ان التربية الحركية أو التربية من خلال الحركة تندرج تحت مفهومين فرعيين متصلين متداخلين هما: تعلم الحركة,والتعلم من خلال الحركة. ومن الصعب الفصل بين المفهومين حيث يحتاج الطفل من خلال الحركة وإتقانها,إلى زيادة معارفه وخبراته المعرفية، بالإضافة إلى اكتساب اللياقة البدنية والصحية.ويقصد بالمفهوم الأول التعلم الحركي أو تعلم الحركة, أن تكون الحركة موضوع التعلم وأن تكون المهارة الحركيةواللياقة البدنية هدفان أساسيان من التعلم, بعبارة أخرى أن تعلم الحركة أو المهارة هو الهدف الأساسي من التعلم.وهذا بالطبع يتطلب الاستعانة بالعديد من العلوم الحركيةالأخرى كالتعلم والتطور الحركي وعلم الفسيولوجيا وعلم النفس والاجتماع الرياضي وغيرهم من العلوم. أما المفهوم الثاني للتربية الحركية وهو التعلم عن طريق الحركة, وفيه تتسع دائرة التعلم فتشمل جميع جوانب نمو الطفل وتكون الحركة أداة لتحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة في النمو الجسمي والنمو الاجتماعي والنمو الانفعالي. أنظر الشكل رقم (1). يتضح من الشكل رقم (1) أن تعلم الحركة هو نتاج مرور الطفل بمرحلة الحركات الأولية والحركات الأساسية، وهي مجموعة من الحركات يمر بها ويمارسها الطفل ليدرك إمكانياته الحركية, ويمكن تقسيم الحركات الأولية والحركات الأساسية كما في الجدول رقم (1).يتضح من الجدول رقم (1) إن أسفل كل محور من مكونات الحركات الأولية و الأساسية تأتي مجموعة من المهارات والحركات يقوم بها الطفل عن طريق استكشافه لإمكاناته وقدراته, حيث يتمثل دور المعلم في الاستثارة والتوجيه والمساعدة الفردية والجماعية من أجل تمكين الأطفال من الاستكشاف والتدريب والإتقان في ضوء أمكانتهم البدنية واللياقية , ويمكن ن تلخص في الخطوات الآتية:·تحديد المهارة أو المهمة الحركية مثل القفز أو الطيران من قبل المعلم.·استكشاف الأطفال الأساليب المختلفة للقيام بتعلم وممارسة الحركات واختباراهم لقدراتهم.·توجيه الأطفال للحركات والأساليب التي يمكن بمقتضاها حسن الأداء في نطاق المهمة التعليمية التي تم اختيارها.·التكرار والتدريب للحركات التي تم اختيارها.·الصقل والإتقان للحركات من خلال التدريب. ومن هذا المنطلق, تتضح إن التربية الحركية ما هي إلا جزءا لا يتجزأ من التربية البدنية التي ينبغي أن تكون النظرية الموجهة للحياة المدرسية ككل سواء داخل الصف وخارجه. من ناحية أخرى فإن استمرار الطفل في المدرسة الابتدائية يتطلب اكتساب مهارات نفس-حركية أكثر تعقيدا لمواجهة متطلبات مستويات التعلم الأكثر تقدما، بينما عدم اكتساب مثل هذه المهارات يؤدي إلى انخفاض مستوى التحصيل في عملية التعلم. فالتعليم أو التربية التقليدية أعطت العقل والمعلومات والمعارف كل اهتمامها, وأهملت النشاط الحركي, وهذا لا شك يتعارض مع مفهوم التربية الحركية الحديثة التي تؤكد على أهمية التوازن فاتخذت من حركة الجسم مدخلا أساسيا لتنمية جميع الجوانب البدنية والنفسية والاجتماعية والعقلية.