أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
مثلت وسائل الاتصال الحديثة رأي الطيف الواسع من المجتمع واصبحت بمثابة سلطة جديدة تنظم الحياة وتضع اسلوب للمحاسبة والمحاججة للحكومات في ظل وضع يمكن من خلاله الوصول الى المعلومات والوصول الى الجهات العليا في سلم الحكم والمسؤولية.
الصحافة الحديثة و التي هي الانترنت و غيرها تعتبر كوسيلة جديدة في ايصال المعلومات و الحقائق التي ممكن ان تكون خفية في التلفزيون و الصحافة المكتوبة و من هدا المنطلق يعني ان هاته الوسائل تعتبر وسيلة من الوسائل الاعلامية التي تساعد الصحفي في انجاز مادته الاعلامية
شكرا على الدعوة الكريمة
لنفرق بين أمرين اساسين الاول نوع الخدمة التي توفرها الانترنيت من سرعة التواصل العالمي ونقل المعلومة وتكوين فريق عمل يتواجد في عدة بلدان يعمل على ملف صحفي.
والثاني تقنية ودقة التعامل في فن اسمه الصحافة الاستقصائية فهذه الوثائق ليست مرمية على قارعة الطريق ليلتقطها كل صحفي ، انه جهد مضني للوصول للوثائق وتحري علمي دقيق والتزام باقصى درجات الحياد وتحديدذ للمشكلة واهمية الموضوع ووضع فرضيات وتوقع حلول واستثمار وقت.
.
بالتاكيد فكما ذكر الاساتذة فقد لعبت وسائل الاتصال الحديثة دورا متعاظما في سرعة تدفق المعلومات والاخبار واصبح من السهل اتاحة الخبر ونشره وتداوله في برهة زمن .
اكثر ما ساعد في نشر وثائق بنما السرية هي هذه الوسائل مع العلم بأن الوثائق التي تم تسريبها يصل الي اكثر من احدي عشر مليون وثيقة سرية لشركة تملك منظومة مصرفية تجعلها ملاذا ضريباً مغرياً، ساعد رؤساء دول وشخصيات بارزة أخرى في التهرب الضريبي بإنشاء ملاجئ ضريبية غير قانونية وتم كشف تسرب تلك الوثائق عبر عمل صحفي استقصائي ضخم كشف أن الشركة تقدم خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لشخصيات عامة وسياسية ورؤساء دول أخرى في التهرب الضريبي حيث قام بالبحث في وثائق بنما وتحضيرها للنشر اكثر من ثلاثمائة صحفي من أكثر من سبعين دولة.
ضجت وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت) بالأمس بنشر أكبر فضيحة في تاريخ الصحافة الاستقصائية عرفت بإسم وثائق بنما، وهي كمية ضخمة من الوثائق والمستندات السرية التي تكشف تورط شخصيات كبيرة ورؤوساء وحكام دول وسياسيين في الأعمال غير المشروعة واستخدام شركات الظل ( الأوف شور ) التي تدار من الخارج لإخفاء ثرواتهم أو القيام بتلك الأعمال.
لن ندخل في تفاصيل تلك الوثائق بل سنركز على الجانب التقني للموضوع أكثر وهو محط اهتمامنا في عالم التقنية.
بفضل وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت) ومواقع الويب يمكن للصحافة الاستقصائية اليوم عرض نتائج تحقيقاتها بصورة أفضل تتيح لجمهور المستخدمين معرفة أدق التفاصيل وبشكل موثق وبطريقة عرض ملائمة أكثر مما كان عليه الحال قبل ظهور وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت) والتقنيات المتطورة.
لنقل أنك قبل 50 عام أنجزت تحقيق صحفي يكشف تلاعبات وخفايا مسؤولين فاسدين، كيف ستعرض نتائج تحقيقك؟ على الأرجح ستطبعه على الورق سواء في صحيفة أو كتاب، وإن كان لديك تمويل جيد قد تنجز فيلم وثائقي عنه.
هذه الطريقة القديمة بالعرض لن تساعدك على تقديم نتائج تحقيقك بشكل جيد. لن يمكن للمستخدم استعراض النتائج والتفاعل معها وتصنيفها كما يريد، بل سيحتم عليه أن يكتفي بالطريقة التي تعرضها أنت عليه.
اليوم بفضل وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت) ومواقع الويب يمكن نشر كمية ضخمة جداً من التسريبات وإتاحتها للجمهور بضغطة زر واحدة. يمكنهم ليس فقط الإطلاع عليها بل تصنيفها وعرضها كما يرغبون.
إن سألتك عن أضخم تسريب نشر على وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت) فإنك قد تقول ويكيليكس الذي كان حجمه 1.7 غيغابايت حينها. هذا لا يمثل شيء أمام التسريب الذي ظهر للعلن بالأمس بإسم “وثائق بنما”.تتضمن وثائق بنما مستندات عالية السرية حجمها 2.6 تيرابايت ! نعم كما سمعت، تيرابايت!. يصل عدد الوثائق إلى أكثر من 11.5 مليون وثيقة متنوعة ما بين رسائل بريد إلكتروني و مستندات قانونية وتفاصيل حسابات مصرفية وصور جوازات سفر وفواتير ومعلومات من قواعد البيانات وصور وملفات pdf وغيرها الكثير.
ليلة البارحة كانت صاخبة على موقع الإتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين الذي نشر فقط 149 وثيقة من أصل 11.5 مليون وثيقة بالأمس وتسببت ببلبلة كبيرة أطاحت برئيس الوزراء في آيسلندا. ولعدة ساعات كان الموقع غير متاحاً نظراً لحركة الزيارات الهائلة التي توجهت إليه بعد أن بدأ الإعلام يتحدث عن هذا التسريب.
خصص الموقع قسم كامل لعرض وثائق بنما وأفرد له عدة صفحات. هناك صفحة تمثل مقدمة عامة عن مشروع التحقيق وفيه الكثير من التفاصيل والمؤشرات البيانية والرسوم والمخططات التي تظهر بطريقة تفاعلية حية يمكن للمستخدم التفاعل معها بيانات هامة عن موضوع التحقيق وكيفية تغييرها خلال 40 سنة ماضية يغطيها التحقيق. وبفضل وسائل الاتصال الحديثة تم نشر هذه الوثائق على الملأ.
بفضل مواقع الويب وتقنيات الويب الحديثة يمكنك الآن إدراج رسم بياني تفاعلي وليس مجرد صورة للرسم البياني. يسمح الرسم التفاعلي للمستخدم متابعة التغييرات سنة بسنة ومقارنة عدة مؤشرات ببعضها في أي لحظة يريدها.
والقسم الأهم على موقع نشر التسريبات كان الشخصيات التي تتعلق بها التسريبات وهناك طريقة سهلة لتصفحها بحسب البلد أو المنطقة. وبالدخول إلى أي شخصية تريدها تجد لمحة عامة عن أبرز نتائج التحقيق وبعض الوثائق المسربة التي تؤكد إدعائهم وكذلك هناك مخطط تفاعلي يعرض لك شبكة علاقات الشخصية للقيام بالأعمال غير المشروعة مهما كان شكلها.
هنا صورة كمثال عن وزير الميزانية الفرنسي وشبكة تعامله مع شركات وشخصيات، وبالضغط على كل أيقونة تظهر التفاصيل المتاحة عنها وما الوثائق المتاحة كجوازات السفر وعقود تسجيل الشركة وحجم الحصة وغيرها. يبدو لا يسمح الموقع بتضمين شبكة العلاقات وتفاصيلها في مواقع خارجية لكن يمكنك تصفحها والتفاعل معها على موقع نشر وثائق بنما. بالطبع هذا مثال بسيط عن علاقات ضيقة، هناك شخصيات لديها تشعب أكبر في العلاقات والشركات الوهمية والشخصيات التي تساعدها، بدون مواقع الويب وهذه التقنيات من العرض لن يمكن تقديم الصورة كاملة. ويعود الفضل للتسريب الى وسائل الاتصال الحديثة.
اختم بالإشارة إلى حجم الجهد المبذول في هذا العمل ومع ذلك الحفاظ على سريته. استمر العمل على هذا التحقيق سنة كاملة عمل عليه حوالي 400 صحفي حول العالم وتعاونت 107 وسيلة إعلامية مختلفة من 78 بلد في تحليل الوثائق ونشر نتائجها. لا نعرف الكثير عن الآلية التي تم التواصل فيها ما بين كل هذه الأطراف الفاعلة في التحقيق، منذ بدء تسريب البيانات من قواعد شركة الخدمات القانونية Mossack Fonseca مروراً بإيصالها إلى صحيفة Suddeutsche Zeitung الألمانية التي بدأت التحقيق على هذا النطاق الكبير، والأهم هو الحفاظ على السرية حتى بدء الحديث الإعلامي عبر وسائل الاتصال الحديثة ووسائل الاعلام.
المصدر: tech-wd.com
الانترنت والصحافة كالساحبة كل الناس يستطيعون رؤيتها وهم في أماكنهم
فكل ماينشر عن طريق الانترنت والصحافة بنتشر كالنار في الهشيم وفي لحظات معدودة يصل الخبر اطراف الكرة الارضية.