ابدأ بالتواصل مع الأشخاص وتبادل معارفك المهنية

أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.

Sadiq Alrkwzy
من قبل Sadiq Alrkwzy

من اجل اضهار المشاعر كمثل الذي يستخدمونها في المحدثات في مواقع التواصل الاجتماعي

Amine Neki
من قبل Amine Neki

الصور التعبيرية هي عبارة عن ايقونات صغيرة يمكن استخدامها في مواضيعك او ردودك للتعبير عن العواطف والمشاعر

MOHAMMED AWAD MOHAMMED MUTWALI
من قبل MOHAMMED AWAD MOHAMMED MUTWALI , خبير إقتصادى مشارك , المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول

  يرتبط مفهوم الصورة في العرف العام  بالإدراك البصري لهياكل الأشياء ، فالذي يتبادر إلى الذهن عندما ننطق بكلمة "صورة" إنما هوالهيكل الخارجي المادي  الظاهر ، كالشكل واللون والحجم ،فيقال مثلا هذه صورة شجرة إذا أردنا منظرا مكونا من ساق وفروع وأغصان وأوراق لونها أخضر ، وهذه صورة إنسان إذا لمحنا منظرا لكائن له رأس ورقبة وصدر وذراعان ورجلان  ،واستقر هذا المفهوم عن الصورة حتى غدا أشبه بالمسلمة التي لا يحتاج إثباتها إلى برهان ، حتى بدا من البدهي أن يقال: لا يعقل أن تكون  هناك  صورة غير مدركة إدراكا بصريا ، حتى لو رسمت بواسطة عناصر أخرى غير مرئية بالعين المجردة ،مثل الصورة الذهنية التي ترتسم في المخيلة نتيجة للتأمل أوتلك التي تتصور نتيجة  لسماع  الأصوات المنبعثة من حفل  أو التي تحدث عند انبعاث الروائح أو لمس المجسمات ، إذ يظل الإدراك البصري هو الأساس لكل صورة.

منابع التعبير التصويري .

لا ينكر أحد أن الناس قد يتواصلون فيما بينهم  ويتناقلون أفكارهم بغير اللغة ، أي عن طريق وسائط أخرى غير لغوية ، مثل الإشارات والإيماءات وحركات الجسد، فالإشارة بالأصابع قد تعبر عن النصر، وقد تدل على العدد ، و الإشارة بالرأس قد تدل على الموافقة أو الرفض أو التحية ، وقد تدل مشية ما على التكبر ومشية أخرى على التواضع ومشية ثالثة على الخوف ورابعة على القوة وهكذا .وقد يتواصل الناس عن طريق الرسم أي رسم الصور الملونة بالأصباغ  أو النحت أي رسم الصور المجسمة  أو التصوير أي نقل الهيئات .

ولكل وسيط من هذه الوسائط غير اللغوية ميزاته وله أيضا عيوبه ، فمن ميزات لغة الإشارة  وحركات الجسد وأحوله  أنها لغة حميمة مشبعة بالعواطف والانفعالات وجدة الحضور ، وهي مصحوبة بعلامات حسية لها تأثير سحري فيمن يتلقى الإشارة ،لأنها تربط بين المرسل والمستقبل برباط عاطفي أو وجداني خفي ،يظهر ذلك إذا قارنا حالة التأثر التي يشعر بها  المستمعون لمتحدث غاضب يعبس ويحمار وجهه وترتعش أطرافه ملوحا بالتهديد والوعيد ،و حالتهم عندما لا تتاح لهم مشاهدته ، بل مجرد القراءة عنه، وكذلك الحال بالنسبة للخائف الرعديد والحزين الباكي والفرح  وغير ذلك ،فمرأى أم ثكلى تنوح على وليدها  أو طفل يبكي يبعث من المشاعر مالا تبعثه مئة قصيدة من شعر الرثاء أو العطف على الأطفال ، لكن المشكلة أن لغة الإشارة و لغة الجسد رغم ثرائهما الهائل  ظلتا منذ القدم محصورتين بطبيعتهما في حيز مكاني وزماني محدودين بحدود الحدث الحقيقي الذي وقعتا فيه ،أي أن العلامات الحية للأجساد الغاضب والخائف والحزين يصعب الاحتفاظ بها أو نقلها من مكان إلى آخر أو من جيل إلى جيل أو من زمان إلى آخر ،كما يصعب إعادتها   والتحكم في استخدامها باعتبارها وسيطا مستقلا عن الوسائط الأخرى ، كما تستخدم الخطوط والألوان وحركات الممثلين في المسرح واللغة في السرد والشعر ،من أجل ذلك استخدم الإنسان الصورة ، لتستغل هذه الإمكانات الهائلة الموجودة في لغة الجسد وحضور المشهد ، سجل ذلك بالألوان والخطوط في اللوحات الفنية مصحوبا بالمشاعر الذاتية للفنان ، وسجله في الشعر وفي القصص ، فلما جاء العصر الحديث محملا باكتشافاته المذهلة في نقل الصور الحية كما هي و تجسيدها بكل أبعادها  انفتحت  مغاليق هذا الكنز الهائل الزاخر بالطاقات التأثيرية الصارخة ، حتى باتت اللقطة الحية المبثوثة بواسطة شاشة التلفزيون أو الإنترنت ، بمثابة الثورة في مجال الدعاية والتأثير الموجه .

على أن الفنون التشكيلية والأدبية تمكنت من توظيف الدوال والمؤثرات الحركية التي يملكها هذا الوسيط البدائي الثري ،فلم تعد مجرد ناقل للمشاهد والأحداث بل انتقلت بها من كونها مجرد استجابات فطرية تلقائية قائمة على التعاطف الإنساني الخالص والمشاركة الوجدانية التي تدفع الإنسان إلى البكاء إذا رأى الناس حوله يبكون وإلى الضحك إذا ما رآهم يضحكون بل إلى النوم والتثاؤب إذا ما رآهم يتثاءبون ويتناومون ،انتقلت بها لتستخدمها بوصفها تقنية فنية مركبة يعبر بها الرسام عن أفكاره هو وعواطفه ورؤاه ، فعن طريق استخدام الألوان يقتنص الأشكال المعبرة عن  الفرح أو الحزن أو الغضب أو الحنين وغيرها  وتكوين لوحات فنية جميلة من مفرداتها ،ومن ثم يتجاوز بها الحدود المكانية و الزمانية ، أي أن الفنان استخدم العناصر الواقعية باعتبارها مجرد مفردات أو حروف.

وظائف الصورة الفنية ؟

أيا كان الأمر فإن الصورة مهما كان نوعها ومهما كانت استخداماتها فإنها تتميز بميزة تفوق بها نظائرها من أدوات التعبيرالأخرى ، ألا وهي التأثير، قد تتفاوت الصور في درجة تأثيرها لكنها لا تخلو منها أو من ظلالها ، فكل صورة مؤثرة سواء أكانت صورة فنية مرسومة في لوحة أم كانت صورة في قصيدة أم كانت صورة في إعلان تلفزيوني ، وهذا التأثير إذا اشتدت وطأته - لدى كل من المنشئ والمتلقي - فإنه يحبس صاحبه في قفص ذهبي من الإدراك الحسي المباشر، ويحول بينه وبين التأمل التجريدي العميق ، يجعله يفكر بالمحسوسات  .

فمما يحكى عن المعلم اليوناني الشهير (ديمقريطس) أنه فقأ عينيه حتى لا يشغله النظر عن التأمل والتفكير ، ويروي أنس بن مالك رضي الله عنه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كان معها (قرم) أي ستارة فيها تصاوير فسترت به جانب بيتها، فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي))  رواه البخاري. وعندما سئل الإمام البخاري عن علة النسيان قال :"إدمان النظر " أي إطالة النظر إلى صور العورات.

هذه الآثار تؤكد حقيقة التأثير القوي الذي تحدثه الأشكال البصرية التصويرية في النفس الإنسانية ، فهي عند عبورها حدقة العين تنطبع في الذاكرة وتهدد جميع مكونانتها الأخرى بالزوال أو الاضطراب .

المزيد من الأسئلة المماثلة