أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
يتحدث معروف الرصافي في قصيدته الرائعة 'الأرملة المرضعة'، وأعتبر شخصيا هذه القصيدة الأخيرة- حسب ما قرأت من الشعر- من أرفع وأجود القصائد في الشعر العربي برمته من الناحية الإنسانية والأخلاقية والتصوير الفني الواقعي:
لَقِيتُـــــــــــــــهَــــــــا لَيْتَـــــنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَـــــــــاهَــا تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَـمْشَــــــــاهَـا
أَثْـــوَابُـهَا رَثَّـــــــــــةٌ والــــرِّجْــــــــــــــــــلُ حَـــــــــــــــافِيَّـةٌ وَالدَّمْـــــــــــعُ تَـــــذْرِفُهُ في الـخَـــــــــدِّ عَــيْنـــَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْـــرِ فَاحْـمَـرَّتْ مَدَامِعـُـــهَـا وَاصْفَرَّ كَالـــــــوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُـحَيَّاهَـا
مَاتَ الَّذِي كَانَ يَـحْمِيهَا وَيُسْعـِـــدُهَا فَالــــدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالـــفَــــقْرِ أَشْـــــقَاهَـا
الـمَوْتُ أَفْــــجَعَــــــهَـا وَالفَقــــــــْرُ أَوْجَــــعَــــهَا وَالـهَـــــــــــمُّ أَنْـحَلَـــــــهَا وَالغَـــــــــــمُّ أَضْـــــــــنَاهَـا
فَمَنْظَـــــرُ الـحُـــــــــــزْنِ مَشْهُودٌ بِـمَنْظَـــــــرِهَـا وَالبُــــــؤْسُ مَـــــــرْآهُ مَقْـــــــــــرُونٌ بِـمـَــــــــــــــــرْآهَـا
كَــــرُّ الـجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبــــــــَاءَتَـــــــهَـا فَانْشَقَّ أَسْفَلُــــــهَا وَانْشَقَّ أَعْــــــــــــــــــــلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ وَيْـــــــلَ الدَّهْــــــرِ مِئْــــــــــــــزَرَهَا حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّــــــوْبِ جَـنْبَاهَا
تَـمْشِي بِأَطْمَـــــارِهَا وَالـــــــــــبَرْدُ يَلْسَعُـــــهَـا كَأَنَّـــــــــــــهُ عَـــــــقـْـــــــــرَبٌ شَـــــــالَـتْ زُبَــــانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُــــــرْتَـجِــــفَاً كَالغُصْنِ فِي الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَـمْشِي وَتَحْمِـــــلُ بِاليُسْرَى وَلِيـــــــدَتَــــــهَا حَمْلاً عَلَى الصَّــــــــدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّـــــطَــــــــتْهَا بِأَهْــــــــــــدَامٍ مُـمــَــــــــــــزَّقَـــــةٍ فِي العَــــــيْنِ مَنْشَــرُهَا سَـمْـــــــجٌ وَمَطْـوَاهَـا
مَا أَنْسَ لاَ أنْسَ أَنِّي كُـــنْتُ أَسْمَـعُــــهَا تَشْكُو إِلَى رَبِّـــــــــــهَا أوْصَـــــــابَ دُنْيــــَاهَـا
تَـــقُـــــولُ يَا رَبِّ لاَ تَــــــتْــــــرُكْ بِلاَ لَبَـــــــنٍ هَـــــــذِي الرَّضِيـــــعَةَ وَارْحَــــــــــمــْنِي وَإيَّـــــاهَـا
مَا تَـــصْنَـــعُ الأُمُّ في تَـــــــرْبِيبِ طِفْلَـــتِهَا إِنْ مَسَّهَا الضُّــرُّ حَتَّى جَفَّ ثَــــــــدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِــــيلَتِي فِيـــهَا وَقَدْ ذَبُــــلَتْ كَزَهْرَةِ الـــرَّوْضِ فَـــــقْدُ الغَــــيْثِ أَظْـــمَاهَا
مَا بَالُـهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْــــــلِ بَـــــاكِــــيَّةٌ وَالأُمُّ سَـــــــــــاهِرَةٌ تَبْـــــــــكِي لِمَبْـــــــــكَــــــــــاهَـا
يَكَـــــــادُ يَنْــقَـــدُّ قَلْبــــِي حِينَ أَنْظُــــــــرُهَـا تَبْكِي وَتَفْتَحُ لــِي مِنْ جُـــــــــوعِهَا فَاهَا
وَيْـــــلُمِّــــهَا طِـــــفْـــــلَـــــــةً بَاتَـتْ مُــــــرَوَّعَــــــــةً وَبِتُّ مِنْ حَــوْلِـــــهَا في اللَّــيْلِ أَرْعَـــــاهَـا
تَبْـــــكِي لِتَشْكُـــــوَ مِنْ دَاءٍ أَلَـــمَّ بِــــــــهَـا وَلَسْتُ أَفْهَــــمُ مِنْهَا كُــنْـــهَ شَكْـــــــوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَــجْمَاءِ أَرْحَمُهَـا وَلَسْــــــــتُ أَعْلَـــمُ أَيَّ السُّقْـــــــــــــمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الــــدَّهْرِ رَوَّعَــــــهـَا بِالفَـــــقْـــــــــرِ وَاليُــــــتْـــــمِ آهـاً مِنْهُمَا آهَــــــا
كَانَتْ مُـــصِيـــبَتُهَا بِالفَـــــــقْرِ وَاحَـــــــدَةً وَمَــــــوْتُ وَالِـــــــــــدِهَـا بِاليُــــتْــــــــــمِ ثَـــــــنَّــــاهَـا
هَذَا الَّذِي في طَـــــرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ مِنْهَـــا فَأَثَّـــــــرَ في نَــــفْسِي وَأَشْجَــــــــاهَـا
حَتَّى دَنَـــــــــــوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَـــــاشِيَّــــــةٌ وَأَدْمُــعِي أَوْسَـــعَتْ في الخَــــدِّ مَجْـــرَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْــــتُ مَهْـــلاً إِنَّنِي رَجُـــــلٌ أُشَـــــــارِكُ النَّـــاسَ طُـــــرَّاً في بَــــــــــــلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا فِي قَــــالَةٍ أَوْجَـــعَتْ قَـــــلْبِي بِفَحْــــــــوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا مَا فِي يَــدِي الآنَ أَسْتَــــرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَـــفَتِي دَرَاهِــــــــماً كُنْـتُ أَسْــــتَـــــــبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَـــــــــنٍّ تَــــــغَــــــشَّــــــــاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْـــــــرَةً رَعْــــشَــــــــــاءَ رَاجِـفَــــــةً تَرْمِي السِّــــهَــامَ وَقَــــلْبِي مِنْ رَمَــايَـــاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَـــــــــرَاتٍ مِنْ جَـــــوَانِـحِــهَـا كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْـــــشَاهَـا
وَأَجْهَــــشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِـــــــيَّــةٌ وَاهَـــــاً لِمِثْلِـــــــكَ مِنْ ذِي رِقَّـــــــــةٍ وَاهَـــــا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي مَا تَاهَ في فَــــــلَـــــوَاتِ الفَقْـــــرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَـــافٌ وَمَرْحَمَةٌ لـَمْ تَشْـــــكُ أَرْمَـــلَـــــةٌ ضَـــنْـكاً بِدُنْيَــاهَـا
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُـــــــرُهَا وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْـــرَارِ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَـــــــــــلَـــــةٌ وَأَشْــرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالــمَالِ وَاسَاهَـا.ففي هذا البيت الذي طرحته يصف الشــاعـر تـأثيـر مـوت زوجـهـا ، الذي جعل حالتها تتراجع وتزداد سوءا إلـى درجة الـبـؤس .إعراب الجملة في محل رفع خبر للمبتدأ الدهر.
شكرا للدعوة انا في انتظار اجابات الخبراء في هذا المجال
شكرا للدعوة وفي انتظار اجابة الخبراء للاستفادة من هذا الشعر الرائع
شاكر الدعوة
اعتذر عن الإجابة لعدم الاختصاص .......................
الحب الحقيقي والماية الني يوفرها المحب لمحبوبه
اترك الاجابة لاهل الاختصاص
أشكرك علي الدعوة الكريمة
أتفق في إجابتي مع السادة الزملاء لهم مني كل التقدير والاحترام
صاحب هذا البيت هو الشاعر العراقي معروف الرصافي، قاله عندما رأى أرملة وابنتها في حالة من الفقر والجوع يرثى لها، والشاعر يقصد بالذي يحميها زوجها .
إعراب (أشقاها) فعل ماضي مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والكلام فيه تقديم وتأخير، وتقدير الكلام أن يقال
فالدهر أشقاها من بعده بالفقر.