أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
نعم هناك فرق كبير بين أهمية التواصل في الغرب والشرق ويكمن هذا الاختلاف في الفروق بين الثقافة الغربية والشرقية. مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي كـ (فيس بوك وتويتر وإنستجرام.. إلخ) أصبحت من الأشياء المهمة فى الوقت الراهن للجميع، حيث يتعاظم الدور الذي تلعبه يوماً بعد يوم، ويتزايد أثرها في حياة المجتمعات والأفراد، ورغم الفوائد والفرص الكبيرة التي باتت تمنحها تلك الوسائل لمستخدميها، فإن مخاطر وتهديدات متزايدة تنشأ عن سوء استخدامها بعكس ما يحدث في العالم الغربي.
عادة ينظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي في الوطن العربي على أنها تتضمن العديد من الجوانب الإيجابية، مما يعزز نوعية حياة الأفراد، وتحقيق الربحية للأعمال والتفاعل الحكومي مع الجمهور، حيث يرى المستخدمون أنها جعلت العالم أصغر، وذلك بربط الناس مع بعضهم البعض بالرغم من المسافات الجغرافية والفروق الثقافية التي قد تفصل بينهم، حيث يعتقد البعض بأن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً في تسهيل اتصال الناس يبعضهم البعض، وغيرت العالم الذي نعرفه. وفي الوقت نفسه يظهر المستخدمون عدم الثقة في وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنهم يعتقدون أن لها آثاراً سلبية على العادات والثقافة المحلية فالبعض يعتقدون بأن “وسائل التواصل الاجتماعي تساعد على الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا”، وأن “لديهم ثقة في وسائل التواصل الاجتماعي. ”
ولكن دعينا نتكلم بصراحة الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب! ليس أحدهما أفضل أو أسوء من الآخر. الفلسفات والمعتقدات ليست مطلقة ونحن نعيش يومنا هذا في عصر العولمة. ولكن لنقول الحقيقة, الاختلافات موجودة بنسب متفاوتة حيث تختلف طريقة التعامل مع الحياة, ومن اجل أن نكون أكثر وضوحا, لقد تم افتراض أن أسيا والشرق الأوسط يمثلان الشرق بينما أوروبا وأمريكا الشمالية يمثلان الغرب. وهذه هي الفروق بين الحضارتين التي تؤثر علي التواصل بين الأفراد:
1-استخدام وسائل التواصل لعمل علاقات اجتماعية وعاطفية
العلاقات في الثقافات الشرقية تتمحور حول الأسرة. الأزواج على سبيل المثال يحتاجون الى موافقة العائلة قبل الانتقال الى خطوة أكثر خصوصيّة وأهميّة مثل الزواج. ولهذا السبب نجد أنّ الزواج المخطّط له لازال شائعاً في المجتمعات الشرقيّة. في الحضارات الغربية، الذات تعطى قدراً تفضيلياً أعلى من العائلة ولهذا فإنّ القرارات والأولويّات ومدى شرعيّة العلاقات هي فرديّة. وهذا حقيقةً أحدُ أكثر الفروقات جوهريّةً بين الثقافات الغربيّة والشرقيّة فاستخدام وسائل التواصل لعمل علاقات مرفوض في الحضارة الشرقية بعكس الحضارة الغربية.
2- استقلالية الفرد
فكرة الاستقلالية في مضمونها الصحيح توجد فقط في المجتمع الغربي. في الشرق, الاستقلالية تأتي ولكن بشروط وتحفظات أو مثقلة بظروف أخرى. لا يمكن لأي فرد أن يكون مستقلا بصورة كاملة في الشرق لأن الرابط العائلي يفوق في أهميته ما يتعلق بالذات. فشئ أساسي مثل مغادرة الأبناء بعد سن معين منزل العائلة جدا شائع ومجاز في الغرب بينما يعتبر اهانة للعائلة في المجتمع الشرقي لذا فإن البنت أو الولد علي حد سواء في المجتمع الشرقي ليس لهم حرية التواصل إلا بشروط في نطاق القيم والمبادئ الشرقية التي تكون متحفظة أحيانا علي العلاقات الشخصية .
3. الصراحة
الغرب معروف بانفتاحه وتساهله مع عدد من المواضيع التي يناقشها الأجيال عبر الزمن. مناقشة شئ أساسي ومهم مثل كيفية الولادة او الانجاب او الجنس لا يزال من المحرمات في الشرق بينما يعامل الموضوع على قدر كبير من الصراحة في الغرب. نقص الانفتاح والنظرة المتحفظة هي أحدى العقبات في جعل التثقيف الجنسي ضروريا في الشرق بينما هذا الأمر يستمر بلا أي تعطيل في المجتمع الغربي.
4. النظرة أو الموقف
عندما يتعلق الأمر بالموقف أو النظرة. يمن اعتبار الغرب تحليلي ومفصل فيما يتعلق بالنظر نحو الأمور. التركيز على المشكلة من ناحية والوصول الى نتيجة استنادا الى الايجابيات والسلبيات المترتبة في تلك المشكلة. الشرق, غالبا معروف بنظرته الشمولية. فتفضيل هذه النظرة يؤدي الى الوصول الى حل متكامل وشامل ليطبق على كافة الأمور.
5. المعتقدات الراسخة
الناس في الشرق يمتلكون معتقدات وايديلوجيات راسخة. بالنسبة لهم, الحقيقة هي ما كانت قبل ألاف السنين ولا يجب تحديها بغض النظر عن شرعيتها المتلاشية في العصر الحديث. بينما في الغرب, فان الامور ينظر لها من منظار عقلاني والقرارات والأفعال ليست محركة عاطفيا.
هذه الفروق بين الحضارتين الشرقية والغربية حتما تؤثر علي نوعية وأهمية التواصل في المجتمعين الشرقي والغربي فالخلاصة أن هناك قيود علي حرية التواصل في الشرق بعكس الحرية المطلقة في الغرب.
نعم اكيد هناك فرق لان كل مجنمع يتفاعل مع بعضه بحسب البيئة التي يعيش فيها و المعتقدات و التقاليد