أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
أسباب الانحراف ونشأته :· ضعف الوازع الديني : من جهل في تعاليم الدين أو الفهم الخاطئ والسقيم ولوي أعناق النصوص والابتعاد عن منبع الدين الحقيقي الكتاب والسنة الصحيحة وتصديق الاتهامات بأنهما هما مصدر الإرهاب ، والسبب الرئيسي في هذا الانحلال هو البعدعن منهج الله الواحد ذي الجلال، فقد جعل الله تعالى شريعته عصمة من الخطأ، ونجاة منالزلل، فهي خير كلها وبركة كلها، وسعادة كلها، بها بقاء العالم وسعادته، فيها رشدهوسلامته، ويبدأ الانحلال الأخلاقي من بداية تكوين الأسرة، فالخطأ الذي ينشأ عناختيار الزوجة يؤدي إلى الإضرار بالأبناء والبنات، والأبناء والبنات هم أملالمستقبل وأساس الأمة، فإذا فسدوا كانت الأمة بلا أخلاق.· غياب القدوة الصالحة والصفات الحميدة وتغليب السيئ على الحسن بشعار بالحرية الشخصية.ومما يؤدي إلى الفسادكذلك: ترك المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفساد مناهج التعليم وفقرهامن التوجيهات الربانية والحكم الإلهية، وفقد المسلمين القدوة الصالحة التي بهايتشبهون وبمنهجها يأتسون.· الفراغ : ونشأة الانحراف فيه استيلاء الوساوس والأفكار الرديئة و الانحرافات ومن ثم البحث عن متنفس لهذا الكبت ومن هنا تحصل الأشياء من الانحرافات الفكرية والسلوك الشاذ و مالا تحمد عقباه .· النفس الأمارة بالسوء وشياطين الإنس والجن : فالنفس الأمارة بالسوء فهي الموردة للمهالك،الشيطان لقد توعد بني آدم بقوله(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ (82)سورة ص) ،الإنس : فإما أن يكون صاحب هوا أو مريض القلب أو له مصلحه من نشر الانحرافات أو من تصبغ بصبغة الحضارة المنحرفة و التغرر بها وتزيينها للناس .· فالظلم ، الجهل ، القفر ، الكبر، الغنى الفاحش وغيرها من الصفات هي منبع بعض الانحرافات .· وسائل الإعلام المختلفة المرئية ،والمقروءة ،والمسموعة التي ساهمت في نشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)سورة النور) منها أصابع خفية لانراها، هذه الأصابع تسهر لتصل إلى أفضل الطرق، لكي تسيطر على المجتمع، كإغراقالأسواق بأفلام الفيديو، وبث المسلسلات، ويجعلون للفساد أفضل الموديلات بقصدالإلهاء والانحراف ومن طرقهم في نشر الانحراف : تشجيع الناس على النظر إلى الحرام ، تزيين الحرام وتجميله من خلال، تيسير الحرام وتيسير الوقوع فيه، طرح وسائل جديدة لفعل الحرام، غرس حب الفاحشة في النفوس ، ألف المعصية والاعتياد على رؤية المحرم، نشر القدوة السيئة بين الناس ، إلباس الحق بالباطل ، الحلول الجاهلية عند عرض المشكلات الحياتية ومع منع المفكرين والوعاظ المؤثرين في حياة الناس ، تضييع المعاني الإسلامية،وكذلك التطور الهائل فيالتكنولوجيا والاتصالات حيث أصبح بمقدور الشخص ان يدخل متاهات كثيرة متوفرة لهمثل الانترنت بمغرياتها التي لا تنتهي والمحطات الفضائية التي لا تحترم لا دين ولاعرف والانتشار الهائل للمواقع الإباحية والمحطات الفضائية الإباحية ساهم بقوة فيفساد الشباب وللأسف لا رقيب ولا محاسب.إضافة لما يفعله الإعلام الحديث من آثار مدمرة على الأطفال أهمها :1. يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز .2. يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه .3. التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير .4. يستفرغ طاقات الطفل وقدراته الهائلة على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها .يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في النفوس التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية .5. يقوم بإثارة الغرائز البهيمية لدى الطفل مبكرا وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج إضرابات عقلية ونفسية وجسدية .6. يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق .7. له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العُجمة وإشاعة اللحن .تغير أنماط الحياة إلى الإفراط بالسهر ، مع تقديس الفنانين بدلاً من العلماء..· العلمانية والحداثة والشعارات التي تقودها هذه الأحزاب التي وضعوا بيننا ويتكلمون بلغتنا وهم على آثار أسلافهم المؤسسين لهذا الأحزاب مقتدون التي تفتك في جسد مجتمعنا .فهؤلاء تخطيط.. تدبير.. اجتماعات،وحتى هذه اللحظة التي تقرأ فيها، لا يفتئون عن تخطيطهم الخبيث، وذلك لتدمير الشبابالمسلم، إنهم حاقدون كارهون لنا، إنهم اليهود والنصارى، والمنافقون والفاسقون،وأصحاب المبادئ الهدامة..ومن هذه الشعارات التي يطلقونها :عمل المرأة ، حقوق المرأة ، الاختلاط ،قيادة المرأة للسيارة ،التهكم بالدين ورجاله ، من عمل به أو تعلمه ووصفهم بالأوصاف القبيحة ، إنقاص من قدرهم بزعم حرية الرأي و النقد ، وغيرها من الشعارات المغرضة .· تغيير المجتمع بأن صار يلهث خلف الموضة وموضة الوقت والتشبه بالفساق والكفار هي شبيه بالانحلال ، وكذلك المناهج الدراسية: فقد حرصوا أن تكون المناهج بعيدةعن غرس الإيمان الحقيقي، الإيمان المحرك للنفس، الدافع لتكوين السلوكياتالمثالية، جعل الوسائل أهداف: فالسيارة مثلاً هي وسيلة للتنقل،ولكن الآن أصبح اللون ونوع السيارة وسرعتها وثمنها هو الأهم من وسيلةالتنقل ، إن استهدافهم للشباب، لأن الشباب همالطاقة الفاعلة للمجتمع حتى يسيطروا عليك تكون حاجتك عندهم، وخوفهم المستمر من أنتهز أركان عروشهم عندما تستيقظ الأمة الإسلاميةبشبابها .من مظاهر الانحراف الأخلاقي (الخلقي):§ التهاون بالشعائر الدينية .§ سوء التربيةالأسرية.§ ضعف المناهج التربوية من ناحية التربية الأخلاقية.§ التفكك الأسري وعدم وجود رابط وحضن الأسرة .§ إهدار الأوقات وعدم تقدير قيمة الوقت .§ الإسراف والتبذير والكبر والغرور .§ التشبه بالكفار والفساق .§ حب الراحة وعدم الجدية في العمل وغيره.أن الانحراف له أسباب ذاتية وموضوعية وعلاجه يكمن في رسم إستراتيجية حضارية شاملة يلتقي فيها النص الشرعي واحتياجات العصر والإنسانوالعلاج ليس تسكيناً للألم بل لا بد من الإسهام الإيجابي في البناء الحضاري الذي يقي من الانحراف. ومن مقومات تلك الإستراتيجية ما يلي:أ ـ تطوير المدرسة لتستجيب لتحديات المرحلة واحتياجات المجتمعب ـ تطوير المسجد لتمكينه من أداء رسالته التربوية والاجتماعية والعلمية والتعبدية وإنشاء الرياض القرآنية التابعة للمسجد مع تعيين مربين ذوي خبرة علمية وتربوية يساعدون على تحصين الطفل وتزويده مبكرا ببعض القيم وبعض الخبرات المناسبة لسنه.ج_تطوير الخطاب المسجدي ليرتفع إلى مستوى متطلبات المرحلة والعصرنشر الوعي الاجتماعي الإسلامي ليستعيد المسلم الوعي بقيمة العملـ رفع مردود المؤسسات الاقتصادية لتوفير الأموال لتشغيل الشباب في قطاعات الخدمات المختلفةـ إحياء الضمير الجماعي في الأمة لاستعادة التلاحم بين أفراد المجتمع فبذلك تحيا وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتكافل الاجتماعي.ومن طرق العلاج أيضا ما ذكره فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ونلخص بعض من ما ذكر في هذه الأسطر :1_الألفة بين أطراف المجتمع وأن يعتقد الجميع بأن المجتمع بشبابه وكباره كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو أدى ذلك إلى فساد الكل..2_على الشباب والفتيات أن يتنبهوا في اختيار الصحبة من كان ذا خير وصلاح وعقل ، من أجل أن يكتسب من خيره وصلاحه وعقله ، فيزن الناس قبل مصاحبتهم بالبحث عن أحوالهم وسمعتهم، فإن كانوا ذوي خلق فاضل ودين مستقيم وسمعة طيبة فهم ضالته المنشودة وغنيمته المحرزة فليستمسك بهم وإلا فالواجب الحذر منهم والبعد عنهم..3_قراءة بعض الكتب النافعة وأهم الكتب النافعة كتاب الله ، وما كان عليه أهل العلم من التفسير بالمأثور الصحيح والمعقول الصريح ، وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ما كتبه أهل العلم استنباطاً من هذين المصدرين أو تفقهاً . ظن بعض الشباب أن الإسلام تقييد للحريات وكبت للطاقات فينفر من الإسلام و يعتقده ديناً رجعياً يأخذ بيد أهله إلى الوراء ويحول بينهم وبين التقدم والرقي .وعلاج هذه المشكلة : أن يكشف النقاب عن حقيقة الإسلام لهؤلاء الشباب الذين جهلوا حقيقته لسوء تصورهم أو قصور علمهم أو كليهما معاً .ومن يكُ ذا فم مر مريض يجد مراً به الماء الزلالفالإسلام ليس تقييداً للحريات ، ولكنه تنظيم لها وتوجيه سليم حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود ، لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود إلا كانت حريته هذه على حساب حريات الآخرين ، فيقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى ويحل الفساد
مازالت مجتمعاتنا تحمل الوعي الكافي بقضية الأخلاق ، وبالعكس يوما بعد يوم تكثر المراكز والمؤسسات لرعاية الشباب و احتوائهم من مخاطر الانحلالهذا و لأن مجتمعاتنا تتميز بسمو الأخلاق فهي مجتمعات العفة والنزاهة فان القلة القليلة الفاسدة من المجتمع ، يجب أن نعتني بها ونحاصرها قبل أن تؤثر وتفسد المجتمع.