أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
مروم : نعت مجرور لشرف
النجوم : مضاف إليه مجرور
يقول : إذا كان لك مطمح تريد الوصول إليه فليكم مطمحا عظيما لأنك إن مت وأنت تحاول الوصول إليه أفضل من أن تموت وأنت تسعى للمطمح الهزيل والميتة واحدة ، وإذا كان ذلك كذلك فلتكن الميتة فس سبيل هدف رفيع .
الأبيات للمتنبي وهي من الأبيات التي تعتبر من الحكم. هنا الشاعر يدعو الإنسان وينصحه بأنه إذا طلب شرفا فلا يقنع بما دون أعلاه والمغامرة تعني الدخول في المهالك. فالموت لا يصير حقيرا بحقارة المطلب. ولا يعظم بعظمته. وإنما طعمه واحد في الحالتين. وإذا كان ذلك. فلا وجه للمخاطر إلا أن يقصد أسمى الأمور. أي هو ينصح الإنسان الطموح بالجد والاجتهاد للوصول إلى الهدف المروم وعدم قبول الهزيمة. كما أنه يستهين بالموت مهما كانت أسبابه. إذا يتجلى تأثر الشاعر في المنطق فهو يعطي عبرة وحكمة قد استخلصها من الواقع والمنطق ويحاول أن تصل إلى ذهن القارئ ليستفيد ويعتبر. فنجده يضيف لطائف الفلاسفة إلى معانيه الإنسانية ليرتقي بها .فالشاعر هنا ينسج معانيه والفاظه بما يخدم فكرته وموضوعه فهو لم يتطرق إلى الوحشي الغريب بل جاء بكلمات سلسة وواضحة ذات معنى موحى لتطرق مسمع المتلقي دون مقدمات. فقوله .. شرف. .مروم. .النجوم. .الموت. .عظيم. .فنلاحظ كلها كلمات سهلة وواضحة قد رصفت بصورة مبدعة وخدمت الموضوع الذي تناوله. إذا هنا المبنى وافق المعنى. أما من ناحية الأسلوب فالشاعر هنا يمزج بين الأسلوب الخبري و الإنشائي ففي البيت الأول نجد أسلوب خبري. وفي الشطر الثاني نجد أسلوب إنشائي. نهي. في قوله فلا تقنع. إذا هو يريد من ذلك إقناع القارئ والأخذ به إلى الطريق الصحيح. فهو يدرك أن الأسلوب الإنشائي له أثر كبير في نقل أفكاره إلى ذهن السامع بطريقة مباشرة. ثم يعطي مثالا على ذلك. فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم. وهنا يلجأ ثانية إلى الأسلوب الخبري لأنه أراد أن يصيغ كلامه بقالب حكيم حتى يشعر القاريء بلذة قوله. ويستقبله بوقع وانجذاب. وخاصة انه استطاع أن يحسن الفصل والوصل بين جمله والتخلص لذلك لا نجد نفورا أو عدم انسجام في صياغته لمعانيه والفاظه بل ربط بينهما بما يتوافق مع أفكاره. أما من الناحية البلاغية هنا الشاعر استخدم بعض الصور ذات القدرة الحسية والصوتية التي تؤكد على ثقافة الشاعر المنفتحة وخياله الوثاب فالشاعر هنا جعل صوره قريبة من الإدراك وذهن السامع والتي تتناسب مع المعاني والأفكار العامة. فقوله اذا غامرت بشرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم. هنا نجد استعارة تصريحية. حيث شبه ارتفاع الطموح والآمال بإرتفاع النجوم. فحذف المشبه وصرح بالمشبه به. وقوله فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم. هنا نجد مقابلة بين الشطرين بين طعم الموت في الأمور الدونية القبيحة وبين طعم الموت في الأمور العظيمة. كما نجد هناك طباق في قوله. حقير وعظيم. وهنا أيضاً لا بد أن ننتبه إلى جمال الموسيقا وملاءمتها للمعاني والألفاظ حيث توافقت مع أصوات الحروف في الكلمات وشكلت نغما ينساب انسيابا ويكمن ذلك في حسن اختياره لكلماته فجاءت متالفة الحروف لا تنافر فيها ويسهل النطق بها ويهديه ذوقه الفني وقدرته الأدبية وثراء معجمه اللغوي إلى ذلك. مروم. صفة شرف. مجرورة مثلها بالكسرة الظاهرة على آخره. النجوم. مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.
الشعر هو المتنبي وينتمي إلى العصر عباسي وعدد الأبيات 9 وهي من البحر وافر / لتكن الرفعة هي هدفك دائما فتطلع أن تكون ذا منزلة عالية لأن الشجاع عظيم في كل ما يفعل والكل سيموت ولكن موتك شجاعا أفضل لك/ مروم نعت مجرور/ النجوم مضاف إليه مجرور
شكرا على الدعوة واتفق مع الأستاذ يحيى