أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
اختلف الالسن اية من ايات الله فبعض الناس يتكلمون لغة والاخر بالهجة
بالرجوع إلى معاجم اللغة: نجد الخليل يعرف اللغة في العين بقوله: "اختلافُ الكلامِ في معنىً واحدٍ". وعند ابن الحاجب في مختصره "حدُّ اللغة كلُّ لفظٍ وُضعَ لمعنى". وتبقى هذه التعريفات قاصرة حسب المنظور الحديث الذي يعتبر تعريف ابن جني 392هـ تعريفا حديثا سابقا لزمانه، فيقول: "حدُّ اللغة أصواتٌ يعبّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم". ونقل السيوطي 911هـ في المزهر تعريفه. ويزيد ابن خلدون 808هـ تعريف ابن جني تفصيلا أكثر فيقول: "اعلم أن اللغة في المتعارف هي عبارة المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل لساني ناشئ عن القصد بإفادة الكلام، فلابد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها وهو اللسان وهو في كل أمة بحسب اصطلاحاتهم".ومثل هذا التعريف لا نكاد نجده إلا عند الغربيين[1]. يقول يسبرسن: إن اللغة ينظر إليها عن طريق الفم والأذن لا عن طريق القلم والعين. وفي دائرة المعارف البريطانية تحت مادة لغة: أنها نظام من الرموز الصوتية. ويشبه هذا التعريف تعريف اللساني فردنالد دي سوسير حيث اعتبرها مجموعة من العلامات اللسانية المنظومة في نسق معين موضوعة للتفاهم والتواصل.أما اللهجة: ففي العين للخليل: واللّهجة طَرَف اللّسان ويُقالُ: جَرْس الكلام، ويُقال فصيح اللَّهْجَة. واللَّهَجة وهي لغته التي جُبِلَ عليها فاعتادها ونشأ عليها.قال الزبيدي إثر نقل هذا المعنى: "وبهذا ظهرَ أَنَ إِنكارَ شَيخنا علَى مَن فَسَّرها باللُّغة لا الجَارحة وجَعْله من الغرائب قُصورٌ ظاهرٌ كما لا يَخْفَى". يفهم من معنى اللهجة في المعاجم العربية أنها طريقة أداء اللغة أو النطق، أو جرس الكلام ونغمته. ويعرفها المُحْدَثون بأنها: الصفات أو الخصائص التي تتميز بها بيئة ما في طريقة أداء اللغة أو النطق. كما عند عبد الواحد الوافي وغيره.فالعربية لغة الشعوب العربية كلهم، لكنهم في تطبيق هذه اللغة يختلف قطر عن قطر في أصوات الحروف وصفاتها من تفخيم وترقيق وإمالة وغير ذلك، فكيفية النطق عند المصريين تختلف عن كيفيته لدى المغاربة أو العراقيين وهكذا. نستخلص: أن اللغة كانت لغة تواصل ناطقة تختلف من قوم إلى قوم. وأن اللهجة لم تكن معروفة عندهم بالمعنى الحادث، وإنما كانت تختص بجرس اللسان لكل أحد وكيفية استعماله للغة الأم، فيقال فلان فصيح اللهجة. ولم يكن معروفا عندهم درس اللهجات كما يتوفر على درسها المحدثون، ولم يستعملوا مصطلح اللهجة على النحو الذي نعرفه في الدرس اللغوي -يقول عبده الراجحي-، ومع ذلك فإن كتبهم تعرضت لما نسميه لهجات القبائل العربية كعنعنة تميم وكشكشة ربيعة ونحوها، ولم تكن تسميها لهجة؛ بل كانت تسميها لغة. كما نجد ذلك في العين كقول الخليل: الخَبْعُ : الخَبْءُ في لغة تمَيمٍ يجعَلُون بَدَلَ الهمزة عَيْناً. وعند ابن فارس في الصاحبي حيث عقد بابا للغات المذمومة. وعند السيوطي في المزهر.وحتى ما ظهر من لغات تخالف اللغة الأم في الإعراب والحركات وبعض المفردات، فإنها لغة حسب الأقدمين لا لهجة. يقول ابن خلدون: "اعلم أن عرف التخاطب في الأمصار وبين الحضر، ليس بلغة مضر القديمة، ولا بلغة أهل الجيل؛ بل هي لغة أخرى قائمة بنفسها بعيدة عن لغة مضر وعن لغة هذا الجيل العربي الذي لعهدنا، وهي عن لغة مضر أبعد، فأما أنها لغة قائمة بنفسها فهو ظاهر يشهد له ما فيها من التغاير الذي يعد عند صناعة أهل النحو لحنا، وهي مع ذلك تختلف باختلاف الأمصار في اصطلاحاتهم فلغة أهل المشرق مباينة بعض الشيء للغة أهل المغرب، وكذا أهل الأندلس عنهما، وكل منهم متوصل بلغته إلى تأدية مقصوده والإبانة عما في نفسه، وهذا معنى اللسان واللغة، وفقدان الإعراب ليس بضائر لهم".
شكرا للدعوة وأتفق مع إجابات الأساتذة
اللغة هي طريقة التواصل الأولى والتي نتميز بها عن باقي الكائنات الحية، وهي أحد العوامل المشتركة التي تجمع الأمم مع بعضها البعض وقد تكون بلا صوت ولا نطق ولا كلام، وأمّا اللهجة فتنشأ بعد نشوء اللغة، وهي التي قد تختلف في البلد الواحد أيضاً، فقد تتميز كلّ منطقةٍ في البلد الواحد بلهجةٍ مختلفة، فيكون في البلد الواحد لغةٌ واحدةٌ وعشرات اللهجات.
إذا كانت هناك عائلات لغوية ؛ فإن اللغة هي الأم واللهجات بناتها ، وهؤلاء البنات عند كبر سنهن يأخذن دور الأمهات ، فيتحولن إلى لغات لها لهجات وهكذا .
ولنطبق ذلك على الواقع نقول ، أن اللغة السامية هي أم كل لغات الشرقيين ، واللغة اللاتينية هي أم لغات الغربيين ، وقد تفرع عن اللغة السامية اللغة العربية واللغة السريانية واللغة الأردية وهكذا ، وتفرع عن السريانية اللغة العبرية القديمة .
وتفرع عن اللغة اللاتينية اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها من اللغات ، وقد كانت كل هذه اللغات لهجات للغة اللاتينية القديمة ، ثم بتقادم الزمن وتفرق المجتمعات أصبحت كل لهجة لغة بذاتها لها مجموعة من اللهجات تختلف عن غيرها من اللهجات تبعا لاختلاف البيئة التي تتحدث بها ، واختلاف الثقافة التي تنتجها .
وهذا ما حدث تماما مع اللغة العربية ، فقد كانت في القديم لهجة للغة السامية ثم انعزل العرب في شبه الجزيرة العربية فصارت لغة قائمة بذاتها ، ثم تفرق العرب في كافة أنحاء الجزيرة العربية فاختلفت اللهجات العربية تبعا لذلك ، فكانت شنشنة أهزل ، وعجعجة قضاعة ، وطمطمانية حمير وهكذا مما كان معروفا عند العرب في وقت نزول الوحي ، ولذلك نطق بها الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ثم دخل غير العرب في الإسلام وأرادوا تعلم لغة القرآن ، فوجد بسبب ذلك العاميات المشهورة الآن ، كالعامية المصرية والعامية السورية والعامية الخليجية ، وغيرها ، ثم أصبح لأصحاب القطر الواحد عاميات مختلفة عن بعضها ، ففي مصر لهجة البدو تختلف عن لهجة الصعيد تختلف عن لهجة الوجه البحري والأخيرة تختلف عن لهجة القاهرة والإسكندرية .
ولكن في النهاية الأمر في اللغة العربية لم يفرق كثيرا كما يحدث مع اللغات الأخرى ، وذلك بفضل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، ولذلك يحرص كل المسلمين من عرب وعجم تعلم هذه اللغة كما كانت وقت نزول الوحي لفهم تعاليم دينهم ، وحتى العاميات السالفة الذكر لم تخرج عن محيط اللغة العربية الفصيحة كثيرا ، فلكل كلمة في العامية أصل في اللغة الفصيحة ، وهذا من تمام منة الله على أهل العربية .
اللغة هي عامة وتشمل نطاق واسع من المجتمعات اما اللهجـة فهي متفرعة عن اللغة الام ومتاثرة بها وان كان تشويها او تحريفا لها
اللغة هي الأم أو الأصل واللهجة هي الفرع، وعادة ما تتعلق اللجنة بما يسميه البعض "اللكنة" أو طريقة التحدث، فنحن لدينا مثلا لغة عربية واحدة (فصحى) وعدة لهجات تختلف من بلد إلى آخر، وقد تجد في البلد الواحد عدة لهجات تتعلق بطريقة النطق للحروف، ففي سوريا مثلا هناك "لهجة شامية" تتعلق بسكان دمشق وأخرى "حلبية" و"ساحلية" و"حمصة"...إلخ وعموما لكل مدينة سورية تقريبا ثمة لهجة مختلفة، كما أنه داخل المدينة الواحدة يمكن تمييز لهجتين مختلفتين (بين سكان الريف والمدينة)، لكن اللغة واحدة عموما، فأغلب السوريين يتحدثون العربية وثمة بالطبع لغات أخرى في سوريا كالكردية والأرمنية وغيرها، وباختصار: يمكن القول إن ثمة لغة تميز سكان هذا البلد، وثمة لهجات محلية خاصة بكل منطقة أو مدينة داخله، وهذا المثال يمكن تعميمه على جميع الدول العربية.
مودتي