أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
أشكر لك دعوتك، قد تكون الإجابة صادمة إذا نحينا العاطفة جانبا ولكن لإيجاد حلول لابد أن نختبر الواقع بعين الحياد .... أسف على ما سأقول
بدراسة أسباب نهوض العرب يمكن أن نعطى دور الحكام أقل مما نظن، فقد مر على العرب الكثير من الظالمين ومع ذلك لم ينحدر مستوى الشعوب العربية إلى ما هى عليه الأن، فقد كان الحكام شذوذ عن قاعدة الشعوب السوية، كذلك الأسباب المادية من فقر أو كوارث طبيعية أو غير ذلك لم تغير من صدارتهم وبروز ثقافتهم حتى بعد المجاعات التى قضت على أكثر من نصف الشعوب وجدناه ينهض بعدها وأكمل المسير، إذا ما المشكلة؟ الإنسان أو الشعوب هى المادة الخام لأى تطور أو حضارة، تستطيع الشعوب إن أحسنت أن تبتلع المسيئين وإن كانوا حكاما، والإنسان عبارة عن مكون مادى (الجسد) ومكون ثقافى (المعتقدات والأفكار)، والثقافة هى المحرك الأساسى للإنسان وبالتالى للشعوب.
الشعوب العربية الأن لا تتفق على ثقافة واحدة، أقصد ثقافة بكل معانيها التى لا تقتصر على اللغة، فهذا عربى بثقافة غربية وذاك عربى بثقافة مادية أو لاهوتية أو غير ذلك ... تعدد الثقافات فى الوطن الواحد لا يجعل منه وطن أصلا، فالأوطان أو المجتمعات البشرية لابد لها من حيز مشترك من الثقافة بين أفرادها حيث تزداد قوة المجتمع بزيادة الحيز الثقافى المشترك.
الأنفة الثقافية تغيب من مجتمع العرب، لكى تكون الثقافة فاعلة لابد من درجة عالية من الثقة فى تلك الثقافة وفى قدرتها على التعبير عن الإنسان وكفايته من الناحية الفكرية، للأسف أغلب العرب لا يرى ثقافته ذات إحترام - وإن قال غير ذلك- ففاعلية الثقافة فى تأثيرها على السلوك وليس فيما نعلنه بالألسن، فالثقافة العربية تعانى من تسفيه وتقليل ووصفها بالعجز من العرب نفسهم قبل غيرهم.
ليست الصورة قاتمة إلى هذا الحد، فالحلول ليست مستحيلة، ولا تبدأ إلى من الإنسان العربى نفسه بأن يتعلم ثقافته بعدما نسيها ثم يعود إليها، الثقافة العربية بها كل مقومات النجاح، ففيها إعلاء قيمة العمل وفيها ذم للمتكاسل وفيها إعلاء قيم الخلق الحسن وذم الكذاب والمرتشى والمتواكل، أعتقد أن ذلك كافى للنهوض، فالعربى لا يصلح إلا بعروبيته وإن إقترض كل الثقافات الأخرى فلن ينجح حتى يتوافق مع نفسه وثقافته.
البلاد العربية تمتلك كوادر وكفاءات عالية والدليل على ذلك أن الغرب يزخر بالعقول العربيةالتي هاجرت بحثا عن غد أفضل ولتوفر الظروف والمناخ العملي الممتاز وهروبا من السياسات الإصلاحية الفاشلة التي حالت ونهوض الأمة العربية ، لكن في حالت راجعت الدول سياسياتها وشجعت وتبنت الطاقات الشبانية وفتحت أمامها أبواب العمل فحتما سيكون هناك فرق واضح وجلي ، فقط علينا أننثق بأنفسنا وأن الغرب لم يتفوق بمعجزات ووإنما شجعوا شعوبهم حتى تقدموا
قادرة ان شاء الله اذا ركزت على الأهداف المشتركة ونبذت الخلافات واصبحت النظرة بعيدة ومليئة بالاخلاص والعمل الجاد ،,.
واصبحت الشعوب محل الاهتمام الأول وليست الكراسي !!
المشكلة في الشعب وفي اختياره لممثليه من حكامن نوّاب ووزراء. رغم وجود كفاءات عالية في الدول العربيّة، تغيب الجمعيات الاهليّة الفاعلة التي تستطيع أن تلعب دوراً مهماً الى ايصال هؤلاء الى مراكز السلطة والقرار
وطالما الثقافة السياسيّة غائبة عند الشعب ، سيتم دائماً استغلالهم واستدراجهم نحو انتخاب ما لا يمثّل مصالحهم ومصلحة البلد