أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
آنستي الكريمة، تحية طيبة، وبعد:
كما أسلف الأساتذة الكرام صحيح أنّ جيل اليوم ليس بمواصفات الأجيال الماضية، ولكن طريقة التعامل مع البشر عموما ومع الطلاب خصوصاً لا تختلف كثيراً من زمنٍ لآخر، لأنّ كل زمن يوجد فيه الأخيار والأشرار، والسيطرة على الطلاب داخل الصف تكون أولاً من خلال مخاطبتهم بلغة القلوب وهي لغة المحبة، وقوة الشخصية والتمكّن العلمي من المادة التي تقومين بتدريسها، هذه أدوات ضرورية ينبغي أن يمتلكها المدرّس حتى يفرض وجوده وحضوره على الطلاب داخل المدرسة وخارجها، هذه إجابتي ولك جزيل الشكر
سيدتي، يخلق الطفل بريء ونحن من يجعله على ما هو عليه
سيدتي، المشكلة فينا نحن كتربويين، اذ نستورد الافكار ونستبفها ونناقش بها ونرسم لها التوجيهات وقد تكون هذه الافكار بالأساس غير موجودة - اذا تبنيتي فكرة أن الجيل الجديد صعب ضبطه والتعامل معه، تكونين قد حكمتي عليه قبل معرفته _ أنا عندي طالب ، هل تستطيعين مثلاً تحديد طباع كل واحد- طبعا لا - لأنك بكل بساطة لا تعرفينهم، لم تبني علاقة احترام معهم، لم تشاركيهم وترشديهم وتوجهينهم وتتفاعلي معهم وتشاركيهم نشاطاتهم الاكاديميّة وغير الاكاديميّة أحياناُ
العالم تطوّر وهناك انغتح وقد يرغب الطلاب سلوك بعض التصرفات الغريبة عن مجتمعنا ولكن لا يجب أن ننسى أن السلوكيات الغريبة أو العربيّة مثلاً ليست مخفيّة عنا ونحن أيضاً كتربويين نعايش التطور كما أننا جزء منه ودورنا مع الطلاب يقتصر على أخذ ما يناسبنا من أفكار ورفض الغير المتاسب
لذلك من وجهة نظري، محم من يتحكم بالجيل الجديد وعندما نهما دورنا فمن الطبيعي أن يسلك بعض الاولاد الطريق الخاطئ مع غياب الدور المسؤول للأهل والمجتمع
أمريكا اختارت اسلوب حياة خاص بها ويختلف عن الاسلوب النتبع في بلد آخر - تضهر عندهم فكرة تتناول الاولاد في ست المراهقة وكيف أن الولد يخالق اهله ويتمرد ويدخن الحشيش ويشرب الكحول ويمارس الجنس - العفو - وغير ذلك من السلوكيات السيّئة من وجهة نظرنا، هم اختاروا ذلك لكن هذا لا يعني أن تلك المعايير يجب أن يمر بها أولادنا - هذه فكرة في عقولنا لأننا نحت وضعناها وطالما هي موجودة فالمجتمع سيتحرك طلقائياً اتجاهها لذلك طالما هي ليست موجودة فلنغيها من التداول ولنربي أولادنا بما يتناسب مع ديننا وتقاليدنا
اتفق معك ان التعامل مع الأجيال الحالية بات صعبا، فالهوة التكنولوجية بيننا و بينهم آخذة في الاتساع و للأسف فنحن من جلبها لهم دون الأخذ بعين الاعتبار لتداعياتها المستقبلية و آثارها. على اي حال، فإنني أرى ان الأداراة و صناع القرار هم الفيصل في هذا الموضوع. و مدى تقديرهم و احترامهم لموظفيهم و للمعلمين بصفة خاصة. فإن كان كل همهم هو جمع الأموال -لا سمح الله- أو استرضاء اولياء الأمور على حساب المعلم نفسه فلا قيمة لأي أجراء سيتبعه المعلم بعد ذلك لضبط طلابه و سلوكهم.
والآن لنفترض ان ما قلته في مقدمتي قد توفر و حصل، فإن هنالك عدة طرق يستطيع من خلالها المعلم ضبط طلابه منذ الحصة الأولى:
1. فرض روتين أو نظام يجب على الطلاب اتباعه من بداية الحصة الى نهايتها
2. اعلام الطلاب بحقوقهم و واجباتهم و أخذ تواقيعهم على "هذه الأتفاقية" او تواقيع اولياء أمورهم
3. دراسة تشخيصية يقوم بها المعلم لجميع طلابه و التعرف على اسباب النفور او التصرف الاشكالي عند بعض الطلاب - ان وجد
4. وضع قوانين لسير الحصة تعلق في الصف يراها الجميع تشمل العقاب و الثواب
و جدير ذكره أن التركيز على الثواب دون العقاب طوال الوقت من شأنه أيضا ان يعزز بعض السلوكيات السلبية عند الطلاب و الاستهتار، فيجب عدم أغفال العقاب كوسيلة ضبط تكفل القضاء على الاستهتار
يسعد ربي مساك
لاسباب كثيرة منها العولمة التي افقدت المجتمعات السيطرة على اي شئ وعلى كل شئ
اصبح من الصعب التعامل مع هذاالجيل حتى من اؤلياء الامور فمابالك بالمعلم ولكن
طريقة المصاحبة والاحتواء والصبر والتعليم بالقدوة ثم الاهتمام ثم اتباع الثواب والعقاب يؤتي ثماره ان شاء الله تعالى
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم نصف الدواء لذى السقام وذى الضنى كيما يصح به وأنت سقيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه ,فأنت حكيم فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى بالقول منك , ويقبل التعليم لا تنه عن خلق وتأتى مثله عار عليك إذا فعلت عظيم” لك تحياتي