أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
كيف أنني بدأت اشك فيما إذا كانت إسهاماتي تلقي تقديراً، ولم يكن من الواضح ما إذا كان المدير العام التنفيذي الجديد راضياً عن أدائي، وتساءلت عن مدى اهتمام المؤسسة بمحاولاتي لفعل الأشياء الصحيحة من أجلها ومن أجل المساهمين.
وخلال العرض الذي أقدمه، أدركت في بالغ الانزعاج أنني أنهار تحت وطأة التحدي. لقد أصبحت ضحية، وأصبحت انفعالياً؛ حيث بدأت في الانجراف نحو حالة اعتمادية تماماً، وحيث الزجاجة نصف ممتلئة دائمة. ولقد أدركت أن على أن أبدأ من جديد لأجل إثبات نفسي ومنهجي، ولكنني تساءلت عما إذا كانت لدى الشجاعة والقدرة وقوة التحمل للتعامل مع الموقف بنجاح مرة أخرى. ولدي عودتي إلى منزل، قادماً من المؤتمر، تفحصت موقفي مرة أخرى، فوجدت أنني كلما فكرت أكثر في موقفي ازدادت شجاعتي، مرة ثانية، بينما رجال شركة بابيسكو يو إس فودز جروب يقبلون التحدي، ويقومون بأداء متميز في مواجهة تغيير غير مسبوق. أخذت المبيعات تتزايد، وأخذنا نلبي التزاماتنا الربحية، وفي الوقت نفسه كنا نمد المائدة من أجل استمرار النجاح في المستقبل. كنت أستمد الحماس من جهودهم وقلت لنفسي "انتظر لحظة. إننا نفعل الأشياء الصحيحة هنا، ونوجد اختلافاً إيجابياً. إنني أعرف ذلك، ولا يهمني إذا ما كان هناك من يعرف ذلك أم لا، فقط سأقوم بالإعلان عن نفسي مجدداً في هذه البيئة الجديدة، وأواصل المسيرة".
ذكرت نفسي بأنه لم يسبق لأحد أن زعم أن القيادة ستكون سهلة، وذكرتها بأن كل شخص تنتابه لحظات من الشك، وعندما تحين لحظات الشك الخاصة بي فإنني أقوم بما أطلق عليه اسم غطستي العميقة، وأتوغل في رسالتي في الحياة وأعيد اتصالي بها، ومن أجل حذا الفرض فإنني أحتفظ بنسخة من رسالتي في الحياة موضوعة في إطار على مكتبي، وأحمل دائماً نسخة أخرى منها في حقيبة أوراقي، وإني لأركز على هذه النقطة كي أكون على صلة بقيمتي وأدواري في الحياة وأتأملها، وفي الحقيقة أنني وجدت أن مستوى طاقتي يكاد يعتمد على ذلك النوع من التأملات الذاتية كل صباح، فأنا أول من يستيقظ من أفراد أسرتي، فأقضي حوالي ثلاثين دقيقة أستجمع أفكاري فحسب، وأنا جالس في مقعد مريح أتناول قدحاً من القهوة إما في الحديقة أو داخل البيت، بعد ذلك أتريض لمدة تتراوح بين ربع ونصف الساعة، تلك هي طريقتي البسيطة لتجديد نفسي، والاتصال بالطبيعة والحياة، وفي الحقيقة فإن الأيام التي لا أمارس فيها هذه الطقوس اليومية أشعر حقاً بالفرق. لقد وجدت أنه كما يكون أداء بعض الأشياء الصغيرة في العمل مهماً، فكذلك الحاجة إلى أدائها في المنزل، فأنا أحاول توثيق صلة شخصية مع كل فرد من أفراد أسرتي يومياً.
لقد اعتدت الوجود في مكتبي في وقت مبكر كل صباح، أما الآن فإنني أظل في المنزل وأحاول أن أكون على اتصال بكل طفل من أطفالي على الإفطار، وأصحب واحداً منهم على الأقل إلى المدرسة يومياً. لقد أصبحت هذه الصلات الشخصية شيئاً مهماً بالنسبة لي، كما أحاول أن أكون على اتصال بزوجتي كل صباح، وهي عادةً ما تسهر حتى وقت متأخر كل ليلة، وهذا الوقت يمثل وقت السكينة لها، ومن ثم فهي لا تنهض مبكراً مثلما أفعل، وهذا يتيح لي فرصة عظيمة لمساعدته على بدء يومها بطريقة دافئة ووادعة، ثم أغادر المنزل، بينما أرى أن علاقتي بزوجتي والتي أوثرها أكثر من جميع علاقاتي -هي العلاقة الوحيدة التي تتأثر بالبعد أثناء النهار، ومن ثم فإننا نحاول تحقيق اتصال قصير ولكنه مهم كل صباح، وبمجرد أن أجدد الغطس مرة أخرى وأحقق انتصاري اليومي كل صباح، فإنني أكون قد جددت الطاقة اللازمة ليومي. ثمة خطوة أخرى اتخذتها من أجل الحفاظ على طاقتي وتركيزي هي أن أحصل على إجازة سنوية كل عام، حيث أمضى بمفردي كل خريف لثلاثة أو أربعة أيام ليتبدد لقائي مع رسالتي في الحياة واتجاهي المهني، وأنا أجد البيئة المعاونة حيث يمكنني الهروب من المجهود اليومي الشاق، والاقتراب من الطبيعة، وتأمل رحلة حياتي، ويا لها من تجربة منعشة على نحو مثير. ومن الناحية المهنية فإن تجربتي العملية مع نابيسكو تضمنت الصعوبة والمكافأة في الوقت ذاته، فمرات ومرات اثبت العاملون بالشركة أن لديهم القدرة على بناء ثقافة مرتكزة على المبادئ وتحقيق نتائج متميزة في العمل، وإنني لأستمد حماساً من جهودهم، وأدرك أنني أيضاً لدي نفس تلك القدرة، حتى وإن تغيرت الأمور وكان علي أن أبدأ من جديد. بكل أمانة أقول إنني لم أستطع العيش بطريقة أخرى، وأنا أبدأ الطريق من أوله متطلعاً إلى الرحلة. "وجبة الأمس لا تُشبع جوع اليوم" فإذا لم نتعهد أرصدة بنك الأحاسيس بالرعاية، ولاسيما مع الأشخاص الذين نعمل ونعيش معهم كل يوم، فمن المؤكد أن ودائع الأمس سوف تنفد، وببساطة لن تشبع حاجة اليوم. فكر في مقدار الشجاعة والصبر والإصرار التي يتطلبها هذا الرئيس من أجل ممارسة المبادئ بإخلاص. كان الأمر أشبه بالسباحة ضد تيارات هائلة من الثقافة وإطار العمل وضغوط السوق، فالمثالية والبراجماتية يأتيان معاً والمبادئ التي تتم ممارستها على الدوام لابد من ممارستها على الدوام مرة أخرى اليوم وغداً.
ذلك هو السبب في أهمية ترسيخها المبادئ في العمليات اليومية والمشاكل والأنظمة الخاصة بإحدى المؤسسات، حينئذ فقط سوف تتحرر المؤسسة من اعتمادها على ودائع القادة في رصيد بنك الأحاسيس، وبعبارة أخرى فإنك تصمم نظام التعيين والانتقاء، ونظام التدريب والتطوير، ونظام التواصل وصنع القرار، ونظام التخطيط، ونظام المعلومات، وأنظمة التعزيز لكل من التعويض النفسي والمالي، كي تكون كلها في تناغم مع المبادئ والقيم الأساسية التي تم إرساؤها في رسالة الحياة. حينئذ يمكن تعزيز مركز المبدأ وروح المؤسسة على نحو مستمر في عملياتها اليومية. السبيل الحقيقي هو ممارسة العادات السبع على المستوى الشخصي والاجتماعي والإداري والتنظيمي، فهناك تضافر تفاعلي بين كلى من المستويات الأربعة. أما الإبداعية فزادها من نفسها. في هذه القصة الملهمة نرى أيضاً قدراً هائلاً من النشاط التجديدي لشحذ المنشار، شخصياً واجتماعياً وإدارياً.. ها هو ذا رئيس مدهش يفهم أهمية الأداء والقدرة على الأداء -الإوزة والبيضة الذهبية -ويفهم أن جوهر الفعالية هو أن يكون المرء قادراً على الحصول على نتائج الآن بطريقة تمكن في النهاية من الحصول على مزيد من النتائج مستقبلاً.
تحية واحترام وبعد ...
اشكرك على الدعوة الكريمة وعلى المعلومات القيمة
مع احترامي وتقديري
شكرا لدعوتك
وشكرا للمعلومات القيمة. والمفيدة
شكرا للدعوة والمعلومة القيمة
معلومات مفيدة و تجارب انسانية رائعة ولكن اين السؤال؟
لاتوجد اسلة فى مجال ادارة السلامة
السلام عليكم
تحياتى للاستاذة و الاساتذة الكرام
فى صفحة السيدة الأنيقة و المتميزة
لا نأتى لنجيب على السؤال
و إنما نأتى لنرقب جمال الدمج بين الكلام و الفعل ,الأمل و العمل , الأفكار و هى ترتدى ثياب البشارة
لا أملك إلا الشكر على صفحة العمل المتأدب و أدب العمل
شكرا علي الدعوة
أستاذن / نسرين معلوماتك قيمة وجميلة