هل المرأة لها الحرية المطلقة في مواصلة مسيرتها الدراسية؟

قضية مواصلة المرأة لمسيرتها الدراسية قضية لا نقاش فيها، فهذا حق مطلق يقع خارج نطاق الجدل . بل ان حرمانها من التعليم لهو قمة التخلف و الرجعية. و لن أخوض في مسألة عدم مقدرتها في استيعاب الواجبات الزوجية و التوفيق بين اعباء الأسرة و التعليم فهي مخلوق وضع فيه  الله عز وجل قدرة هائلة على التحمل منقطعة النظير. و لكن دعني اعرج -أخي اكريم- على المبرر الديني في هذه القضية، لإنه باعتقادي هو الوحيد الجدير بالوقوف عنده. فقضية الاختلاط مزعجة جدا، و يجب ايجاد حل جذري لها، فلم وجدت اصلا في مجتمعاتنا الاسلامية و العربية المحافظة ؟ و لم الأصرار عليها؟ أعتقد انه يجب علينا الرجوع الى ديننا الحنيف في هذه المسألة، فما الضير في ان تكون هناك جامعات و مدارس للذكور و أخرى منفصلة للإناث؟ ما الهدف من الاختلاط؟ قد يقول   البعض: "ان الشخص الذي انبت نباتا حسنا لن ينجرف و ينحرف". كلام جميل، و لكن لم نضع أنفسنا كفئران تجارب؟ فالوقاية خير من العلاج. أظن أخي عبد الله ان هذه هي الثغرة الوحيدة التي يمكن ان يحاججنا بها هؤلاء الأشخاص. و هي الوحيدة الجديرة بالتمعن فيها.

الشرح الذي جاء مع السؤال أهم من السؤال نفسه - لذلك سأعلّق على المسائل التالية: 

• الحريّة المطلقة والمساواة بين الرجل والمرأة 
• العدل في رأيهم
• الاختلاط
• الزواج وما يرافقه من مسؤوليات

1. ان الله تعالى قد خلق الانسان في أحسن تكويم وميّزه عن باقي مخلوقاته بخاصيّة أنه قادر ويتمتع بالقدرة على الاختيار، وهذا يعني أن كل انسان، رجل أو امرأة، يملك الحريّة المطلقة، ولكن الله تعالى وضعنا في اختبار وأوضح لنا كيف ننجح بهذا الاختبار من خلال الحلال والحرام. وانطلاقاً من مبدأ الحريات، كل انسان حر بشرط أن لا يتعدّى على حريّة الآخرين وأن لا تؤدّي حريته الى فساد في المجتمع - وتختلف مفاهيم الحريات واطارها بين مجتمع وآخر أي ما هومسموح في بلد قد لا يكون مسموح في بلد آخر
2. على المستوى الديني، عندما جاء الاسلام، رفع من قيمة المرأة وعظّم من شأنها، وحرص على حمايتها وأعطاها حقوقها كاملة والنقطة الأهم، أن الله تعالى جعلها متساوية للرجل ولكن الله تعالى أعطى الامرأة في المراث نصف حق الرجل لتحقيق العدالة أي اذا توفي الأب ، يقع على عاتق الولد أن يعيل أمه وأسرته وليس على البنت تلك المسؤوليّة والواجبز - المهم، أن المساواة محفوظة في الدين لتسقط عبارة ( العدل في رأيهم) 
3. الاختلاط ليس حجّة، فالمجتمعات التي لا تقبل الاختلاط، تتوفّر فيها المدارس الغير مختلطة. والاختلاط أيضاً يساهم في حماية المرأة ولكنه ليس المعيار الوحيد، أي يمكنن أن تتواجد حتّى في المدارس الغير مختلطة ، بنات غير أخلاقيات وفاسدات ، لذلك المعيار الأقوى لحفظ البنت وكذلك الرجل من الفساد، هي التربية المنزليّة الصحيحة والتربية الدينيّة بالفطرة
4. بين الزواج ومتابعة الدراسة، خيار الزواج يتقدم على خيار الدراسة، حيث من الممكن أن لا يكون الزواج عامل لايقاف الدراسة - اجنماعياً ومنطقيّاً، الحياة أصبحت شاقة وتتطلّب من الرجل والامرأة المشاركة في اعباء مصاريف الاسرة وفي هذه الحالة تكون الامرأة التي أنهت دراستها، عاملاً ايجابيّاً، ولكن اذا تقدّم رجل للزواج ويتمتع بالأخلاق والدين وقادر على الباء وحده ، هل ترفضيه لاكمال الدراسة؟؟ وفي أحيان كثيرة، قد يكون الزوج متعاون ومشجّع لزوجته لتتابع الدراسة، المهم أن كل هذه التفاصيل يمكن التفاهم حولها قبل الزواج أو حتى بعده

حق التعليم: دلَّت نصوصُ السيرةِ النبويةِ على حقِّ المرأة في التعليم في أكثر من موضع، منها ما (رُوي عن رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام حيث قال: أيما رجلٍ كانتْ عندَه وليدةٌ، فعلَّمها فأحسنَ تعليمَها، وأدَّبها فأحسنَ تأديبَها، ثم أعتَقها وتزوَّجها فله أجرانِ، وأيُّما رجلٍ مِن أهلِ الكتابِ، آمَن بنبيّه وآمَن بي فله أجرانِ، وأيُّما مملوكٍ أدَّى حقَّ مواليه وحقَّ ربِّه فله أجرانِ)[٧]إقرأ المزيد على موضوع.كوم: http://mawdoo3.com/%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D8%B9%D9%86_%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9