أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
طرائق تدريس النحو العربي:
بالرجوع إلى الأدبيات النحوية والمراجع العلمية يتضح أن، طرائق تدريس النحو يمكن تقسيمها حسب نشاط المعلم والمتعلم وإلى ثلاث مجموعات هي:
1. طرائق قائمة على نشاط المعلم:كالطريقة المحاضرة والطريقة القياسية والطريقة الاقتضائية.2. طرائق قائمة على نشاط المعلم والمتعلم:كالطريقة الاستقرائية والطريقة المعدلة وطريقة الاكتشاف وطريقة المناقشة.3. طرائق قائمة على نشاط المتعلم:
مثل طريقة حل المشكلات.(الزهراني،1429ه) وطريقة التمثيل الدرامي، وطريقة النشاط، طريقة الموديلات التعليمية، طريقة التعلم التعاوني.أولا: طرائق قائمة على نشاط المعلم:أ-المحاضرة: هي عبارة عن قيام المعلم بإلقاء المعلومات والمعارف على التلاميذ في كافة الجوانب و تقديم المساعدة التي يصعب عليها بطريقة أخرى. (أبو الهيجاء، 2001) تعتبر طريقة المحاضرة الأكثر شيوعا لأنها أكثر الأساليب سهولة ويسرا حيث يفضل المدرسون أن تتاح لهم فرصة لتوصيل أفكارهم ومعلوماتهم إلى الطلاب في جو نظامي هادئ، يكون فيه الطلاب مستمعين بانتباه إلى ما يقوله المعلمون.(الربيعي، 2006) من مزايا هذه الطريقة أنها توفر وقت المعلم والمتعلم وتقدم كما كبيرا من المعلومات الإضافية وتساعد المعلم على توضيح ما جاء في الكتب. (ياسين، 1974)على الرغم من مزايا المحاضرة إلا أن لها بعض العيوب: فهي تدعو التلميذ لأن يتخذ موقفا سلبيا لا ايجابيا، وتتهم المحاضرة بأنها عرضة للزيغ عن الموضوع، وعدم ملائمة نضوج التلاميذ للإلقاء المتواصل، ومن سلبياتها أيضا أنها تقتصر على تنمية مستويات عقلية دنيا كالمعرفة والتذكر وأحيانا الفهم. كما أنها لا تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ فإذا لم ينتبه المعلم إلى الفروق الفردية فقد يضيع الطلاب الضعاف والمتأخرين دراسيا. (دروزة، 2000)ب-الطريقة القياسية:وهي أقدم الطرق، وقد احتلت مكانة عظيمة في التدريس قديما، وتسير وفق ثلاث خطوات: يستهل المدرسون الدرس بذكر القاعدة أو التعريف العام أو المبدأ العام، ثم يوضحون هذه القاعة وبذكر بعض الأمثلة التي تنطبق عليها؛ ليعقب ذلك تطبيق على القاعدة. أما الأساس الذي تقوم عليه عملية القياس حيث ينتقل الفكر فيها من الحقيقة العامة إلى الحقيقة الجزئية، ومن القانون العام إلى الحالات الخاصة، ومن المبادئ إلى النتائج، وهي بذلك إحدى طرق التفكير التي يسلكها العقل في الوصول من المعلوم إلى المجهول، وهي بذلك إحدى طرق التفكير التي يسلكها العقل في الوصول من المعلوم إلى المجهول، ولقد كانت سائدة في تدريس القواعد النحوية في مطلع هذا القرن، فيعمد المدرس إلى ذكر القاعدة مباشرة موضحا إياها ببعض الأمثلة، ثم يأتي بالتطبيقات والتمرينات عليها، ولقد ألفت بعض الكتب النحوية على هذا الأساس. (شحاتة، 1996)وأشار السيد (1415هـ) إلى عيوب الطريقة القياسية: فهي تبعث في الطالب الميل إلى الحفظ، وتعوده على المحاكاة العمياء، والاعتماد على غيره وتضعف فيه قوة الابتكار في الفكر والرأي، إن مفاجأة التلميذ بالحكم العام فقد يكون سببا في صعوبته، وقد تؤدي هذه الصعوبة إلى الخطأ في التطبيق، إنها تتنافى مع قواعد التدريس والتعريف على الأمثلة والتطبيقات، إن هذا النوع من التفكير لا يضيف إلى المعرفة فهو لا يكشف شيئا جديدا، حيث إنه لا يبدأ من عدم معرفة ليصل إلى معرفة، ولا يبدأ من جزيئات ليصل إلى تعميمات أو قوانين، كما إنه لا يؤدي إلى زيادة المعرفة بل يجعلها تدور حول نفسها، ولعل هذا يبدو من كثرة التحقيقات اللفظية والاستعراضات الفكرية والتحديات العقلية، ومن الواضح أن التفكير الهندسي والتفكير المنطقي هم من هذا القياس أو الاستدلالي. ( الخماش، 1429هـ).ج-الطريقة الاقتضائية:وهي تدريس المدرس طلابه القواعد النحوية عرضا أثناء دروس المطالعة أو المحفوظات أو الأدب تدريسا عمليا من غير حصص مستقلة وإن هذا التدريس يقتصر على مجالين أساسين هي المراجعة النحوية والتدريس لموضوع واحد غير أن هذه الطريقة هي أيسر على المدرس بل لابد منها لممارسة التطبيقات النحوية على نطاق واسع لتكوين العادات النحوية في كل مجال لغوي.(أبو شتات، 2005، ص28)ثانيا: طرائق قائمة على نشاط المعلم والمتعلم:أ-الطريقة الاستقرائية:وهي الطريقة التي ينتقل فيها الفكر من الجزء إلى الكل ومن الحالة الخاصة إلى الحكم العام، من خلال الاستنباط إلى القاعدة. وهي من طرق التفكير الطبيعي التي يسلكها العقل. وتعتمد على عرض أمثلة كثيرة، من الأمثلة التي تنطبق عليها القاعدة ومناقشتها بغية استنباط القاعدة. ويرى أنصار هذه الطريقة، أن طريقتهم هذه خير سبيل لتحقيق أهداف القواعد النحوية، لأنها تهيج في الطلبة قوة التفكير وطريقة توصيلهم إلى الحكم العام تدريجيا، ويصلون بأنفسهم إلى استنباط القاعدة.(خلف الله، 2002)حيث يرتب الدرس إلى عدة نقاط يسميها هربات "خطوات الدرس"وهي: المقدمة، العرض، الربط، القاعدة أو الاستنباط، التطبيق.إلا أن النقاد عابوا عليها ما يلي: البطء في إيصال المعلومات إلى أذهان التلاميذ، الاكتفاء أحيانا بمثال أو مثالين أو ثلاثة لاستنباط القاعدة، وفي هذا التفريط ما يجعلها غير سليمة، هي لا ترمي إلى غاية تعبيرية خاصة، ولا تثير في نفوس التلاميذ شوقا إليها ولا إلى القاعدة التي سيدرسونها في ظلالها، مع أن كل دروس اللغة العربية ترمي في نهاية أمرها جميعا إلى شيئين هما: الفهم والإفهام، هي تستخدم التطبيق بشكل تعجيز للطلاب، كما أن استنباط القاعدة من أمثلة معينة لا خير فيه ولا غناء، وهي عملية ثبت أنها مستحيلة وليس لها أصل علمي. (شحاتة، 1996).ب-الطريقة المعدلة:نشأت هذه الطريقة نتيجة تعديل في طريقة التدريس السابقة، ولذا أسميناها الطريقة المعدلة، وهي تقوم على تدريس القواعد النحوية في خلال الأساليب المتصلة، لا الأساليب المنقطعة، ويراد بالأساليب المتصلة قطعة من القراءة في موضوع واحد، أو نص من النصوص، يقرؤه الطلاب ويفهمون معناه، ثم يشار إلى الجمل وما فيها من الخصائص، ويعقب ذلك استنباط القاعدة منها، وأخيرا تأتي مرحلة التطبيق. لقد تبنت المناهج في البلاد العربية هذه الطريقة؛ إذ أبانت أن الغرض من تدريس القواعد هو أن يكون وسيلة تعين الدارس على تقويم لسانه وعصمة أسلوبه من اللحن والخطأ، وأن الطريق لتحقيق هذه الغاية هو أن تدرس القواعد في ظل اللغة، وذلك بأن تختار أمثلتها وتمريناتها من النصوص الأدبية التي تسمو بأساليب التلاميذ، وتزيد في ثقافتهم، وتوسع دائرة معارفهم، بالإضافة إلى ما توضحه من القواعد اللغوية، وأن تربط المادة اللغوية التي تختار لشرح القواعد أو التطبيق عليها بميولهم، ومصادر اهتمامهم، ونواحي نشاطهم في هذه المرحلة.مزايا هذه الطريقة: أنها الطريقة الفضلى في تحقيق الأهداف المرسومة للقواعد النحوية؛ لأنه يتم عن طريقها مزج القواعد بالتراكيب وبالتعبير الصحيح المؤدي إلى رسوخ اللغة وأساليبها رسوخا مقرونا بخصائصها الإعرابية، تعتمد أول ما تعتمد على المران المستمد من هذا الاستعمال الصحيح للغة من كافة مجالاتها الحيوية، وسائر أحوالها في مجرى الاستعمال الواقعي. (شحاتة، 1996).يذكر خليفة ( 1424هـ) عددا من الانتقادات التي توجه إلى هذه الطريقة: حيث أنها تعمل على إضاعة زمن الحصة في غير هدفها الأساسي لأن المعلم في هذه الطريقة يقضي جل وقته في قراءة النص ومعالجته مع الطلاب، ولا يعطي القواعد النحوية إلا وقتا محددا، وهذا بجانب أن بعض المؤلفين يتكلفون صياغة النصوص ليضمنوها ما يحتاجون إليه من أمثلة. (الخماش، 1429هـ، ص32)ج- طريقة التعليم التعاوني: هي طريقة تدريس حديثة تقوم على تنظيم البيئة الصفية، بحيث يوزع الطلاب إلى مجموعات صغيرة متكافئة ، يتراوح عدد كل مجموعة ما بين (4-6) طلاب حسب حجم الصف من مختلف المستويات، ويطلب إليهم العمل بعضهم مع بعض في حوار متكامل حول ما يتعلق بالمادة الدراسية لتحقيق الأهداف التي يرسمها المعلم، بحيث يتم التنافس بين المجموعات، والتعاون بين أفراد المجموعة الواحدة، ويقتصر دور المعلم على التوجيه والتنظيم لعمل هذه المجموعة وإعطاء التغذية الراجعة عند الحاجة لكافة المجموعات وتقديم التعزيز بشكل جماعي وذكر البهدل (2004) أن هذه الطريقة تمتاز بـأنها: تجعل المتعلم يعي ما يتعلم من خلال المشاركة الفاعلة، تنقل المتعلم من تعلم لا يستجيب لحاجاته ورغباته، إلى تعلم ممتع يلبي هذه الرغبات والحاجات، تحقق تحصيلاً أعلى، كما تزيد من الاحتفاظ بما تم تعلمه، تتيح للمتعلم حرية التفكير والتعبير والتركيز على تحمل مسؤولية تعلمه وتعلم غيره، كما توفر له تعلماً ينشط فيه العقل والبدن والعاطفة بدلاً من تعلم مركز على العقل فقط، تزيد من مهارات المشاركة والمهارات الاجتماعية للعمل الفعال مع الآخرين. د-طريقة المناقشة:وتعتبر المناقشة من الأساليب المتبعة في التدريس في معظم المواد الدراسية، عندما يكون عدد التلاميذ في الفصل معقولا ويحق بالطبع أن يشاركوا في المناقشة.و يرى زقوت (1997) أن هذه الطريقة تقوم على السؤال والجواب، أو طريقة الحوار، وذلك؛ لإن السمة الغالبة على هذه الطريقة هي النقاش والحوار، ومع أن كل طرق التدريس تقريبا لا تخلو من طرح الأسئلة، إلا أن طريقة المناقشة تتخذ من السؤال والجواب منطلقا لمعالجة النشاط التعليمي. (أبو شتات، 2005، ص28).ثالثا: طرائق قائمة على نشاط المتعلم:أ-طريقة حل المشكلات: يقول إسماعيل (1995) إن هذه الطريقة تعتمد على النشاط الذاتي للمتعلم من خلال ما يقرأ أو يكتب أو يعبر حيث يقوم المعلم بملاحظة الأخطاء المشتركة بين الطلاب، ويناقشهم، وبين أسباب الوقوع فيها، سواء كانت قاعدة نحوية درسها الطلاب أم بصدد التدريس.(الزهراني، 1429هـ).إن إتباع خطوات حل المشكلات يتطلب من المتعلم نشاط ذهني معرفي يسير في خطوات معرفية ذهنية مرتبة ومنظمة ويمكن تلخيص عناصرها فيما يلي:1.تحديد المشكلة المراد دراستها وحلها. 2. الربط بين عناصر المشكلة وخبرات المتعلم السابقة.3. ذكر الحلول (الفروض) الممكنة للمشكلة. 4. إيجاد الحلول الممكنة للمشكلة.5. تجريب الحلول (الفروض)الممكنة واختيارها. 6. تعميم النتائج التي توصل إليها المتعلم.7. نقل الخبرة والتعلم إلى مواقف جديدة. (أبو رياش، قطيط، 2008).ب- طريقة التمثيل الدرامي: هي طريقة يتم فيها تنظيم المادة التعليمية على شكل نصوص درامية حيث يتم تشكيل هذه المادة في مواقف عملية، مع التركيز على العناصر والأفكار المهمة المراد توصيلها ويقوم الطلبة بتمثيل الأدوار للمواقف المتضمنة بعد تدريبهم على أداء هذه الأدوار لخدمة المادة التعليمية تحت إشراف المعلم.( هنية، 2008). ج-طريقة الاكتشاف: يقول السبحي(1417هـ) تتطلب هذه الطريقة من المتعلم القيام بدور نشط للحصول على المعلومة في ظل مساعدة المعلم وتوجيهه بشكل علمي، وتسمى هذه الطريقة بالاكتشاف الحر أو الموجه؛ لأنه تعلم بحثي مقصود. وهذه الطريقة تنمي التفكير العلمي المنظم لدى المتعلم وتؤكد على التجريب والتفكير الابتكاري. وبهذه الطريقة يستطيع المتعلم الوصول إلى القاعدة النحوية بعد مروره بخبرات متنوعة كالأمثلة والشواهد النحوية، ويذكر سمك (1986) "أن التعليم بالاكتشاف في النحو يلقى اهتماما كبيرا في الوقت الحاضر، والمتعلم حين يتعلم بالاكتشاف تتاح له خبرات متنوعة تمكنه من استخلاص القاعدة ومن استخدامها في سياقات جديدة. (الزهراني، 1429هـ).ومما يندرج تحت الاكتشاف الطريقة المعروفة "بطريقة النشاط" وهي تقوم على استغلال فاعلية التلاميذ؛ إذ يكلفون جمع الأساليب والنصوص والأمثلة التي تتناول قاعدة من القواعد النحوية التي يمكن استخلاصها مما يقرءونه في كتب المطالعة الأساسية أو الإضافية في داخل الفصل أو خارجه أو في نشاط القراءة الحرة، أو في الصحف وغيرها، ثم تتخذ هذه الأساليب وتلك الأمثلة أو الجمل والعبارات محورا للمناقشة التي تنتهي باستنباط القاعدة التي يراد استنباطها.(سمك، 1979، ص779).د- طريقة الموديولات التعليمية : إن الموديول التعليمي عبارة عن وحدة تعلم صغيرة ، تقوم على مبدأ التعلم الذاتي تفريد التعليم وتتضمن هذه الوحدة أهدافاً محددة، وخبرات تعلم معينة يتم تنظيمها في تتابع منطقي لمساعدة المتعلم على تحقيق الأهداف وتنمية كفاياته وفقاً لمستويات الإتقان مسبقاً وبحسب سرعته الذاتية وعندما ننظر للتعريفات العديدة لهذا الأسلوب من التعلم كتعريف الطوبجي (1980) وفتحي النمر(1985) والوكيل والمفتي (1987) نرى إن هذه التعريفات أشارت أن الموديول التعليمي يقوم على إستراتيجية التعلم الذاتي الذي يسمح للمتعلم بالتعليم الذاتي حسب قدراته وسرعته وتحت إشراف وتوجيه المعلم ، كما أن له أهدافاً تعليمية محددة، ومجموعة من الأنشطة التعليمية يختار منها المتعلم ما يناسبه، ويقوم الموديول بتوجيه المتعلم من خلال الإرشادات التي يتضمنها إلى مجالات النشاط فيتيح لها اختيار ما يناسبه منها، و أنه محدد المدى يمكن استيعابه في وقت قصير نسبياً ربما تكون حصة دراسية أو أكثر أو بضع دقائق. وذكر جامل (2003 ، ص54) أن للموديول التعليمي مجموعة من الخصائص من أهمها:· مراعاة الفروق الفردية بين الدارسين: وذلك عن طريق التشخيص الدقيق لكل متعلم، وتقديم بدائل متنوعة من الأساليب والأنشطة والوسائل يختار منها الدارس ما يناسبه.· الاهتمام بالمتعلم وإيجابيته: فالتلميذ هو الذي يقوم بعملية التعلم بنفسه، وهو الذي يقرر متى وأين يبدأ ومتى ينتهي، وأي البدائل يختار بحيث يصبح مسؤولاً عن تعلمه .· تحقيق مبدأ التعلم الهادف: فعند تصميم الموديول التعليمي يتم تحديد أهداف التعلم وصياغتها بصورة سلوكية وبحيث ينتقل التلميذ أثناء عملية التعلم من هدف إلى آخر بصورة منظمة لأن وضوح الهدف في ذهن المتعلم يجعله على علم بما هو مطلوب منه، ويؤدي إلى تحقيق التعلم بالمستوى المطلوب.· التعزيز المباشر للإجابة: أن الطالب الذي يتعلم عن طريق الموديولات يمكن أن يتحقق له التعزيز المباشر بعد إجابته عن السؤال، وموقفه من خلال نموذج الإجابة المزود بها الموديول وهنا يتحقق للتلميذ تكرار التعزيز أكبر مما قد يحصل عليه في حجرة الدراسة مع الأعداد الكبيرة من التلاميذ.· التعلم للإتقان والتمكن: تستخدم الكثير من الموديولات التعليمية إستراتيجية في التقويم، وهي إجادة أهداف الموديول بدرجة من الإتقان والتمكن تصل إلى (80%) قبل أن يسمح له بالانتقال إلى موديول آخر وتعرف هذه الإستراتيجية بالتعلم من أجل الإتقان فهي تقلل من إخفاق التلميذ في التعلم .وفي خضم الآراء المختلفة حول طرائق التدريس، فإن هناك شروطاً أشار إليها الكخن (1992) ينبغي أن تتوفر في طريقة التدريس ومن هذه الشروط ما يلي: ملائمة الطريقة للأهداف التربوية المحددة، ملائمة الطريقة للمحتوى، ملائمة الطريقة لطبيعة المتعلمين ومستوياتهم، مدى مشاركة المتعلم في الطريقة المستخدمة، مدى التنوع والتجديد في طرائق التدريس، مدى اهتمام الطريقة بالأحداث الجارية على المستوى المحلي والعالمي، استناد الطريقة إلى رغبة المدرس الحقيقة وشخصيته ومراعاته للأسس العامة للمتعلم. (الخماس، 1429هـ)الأمور التي يجب على معلم الدراما مراعاتها أثناء تطبيقه للدراما التعليمية.لضمان عنصر التشويق في العمل الدرامي يجب مراعاة ما يلي:1. اختيار الموضوع الملائم لاحتياجات المشاركين وأعمارهم.1. اختيار العمل الدرامي ذي البداية المثيرة، الذي قد يستحوذ على خيال المشاركين بمجرد الاستماع إليه.2. اختيار العمل الدرامي المتنوع الأساليب والمضامين، لتشجيع المشاركين على إثراء ردود أفعالهم أن هذا الأسلوب ينمي وعي المشاركين، ويعتبرهم مصدراً ثرياً للدراما، لأنهم يأتون من بيوت ذات خلفيات ثقافية وبيئية متنوعة.3. اختيار العمل الدرامي ذي التركيب البسيط، الذي له حبكة واضحة، مفرداتها بسيطة مواضيعها مثيرة، لها تأثير وجداني، ويجب أن لا يتم اختيار العمل الدرامي الذي تكثر فيه التفسيرات والوصف حيث يؤدي ذلك إلى تشويش في توافق أحداثه.4. علّم الدراما كما لو أنك مؤلفها، اقرأها من البداية إلى النهاية عدة مرات، تصور تسلسل المشاهد والأحداث، أضف روحاً حيوية إلى الشخصيات والمكان والزمان.5. تجنب حفظ العمل الدرامي، ودّون لمحة عامة عن الأحداث، واذكرها حدثاً بعد حدث، ارسم خارطة لهذه الأحداث حتى تتمكن من تذكرها وتصورها ذهنياً.6. اعكس إيمانا وانخراطا تامّين في القصة، فالمشاركون الصغار يبدون اهتماماً كاملاً بمشاعر الراوي للقصة أكثر من اهتمامهم بأسلوب روايتها وقراءتها. 7. اروِ القصة الدرامية بإسهاب وبسرعة أقل من العادة، فالمشاركون الصغار يحتاجون إلى وقت معين لاستيعاب الكلمات وتصور الأحداث.
8. قم بتغيير حدة الصوت لتسليط الضوء على بعض النقاط أو الأحداث. 9. استخدم مقاطعات صامتة تعبيرية لأن الصمت يعني التأثير الدرامي للقصة، حيث أن الصمت يعطي الفرصة للمشاركين الصغار للتكهن بالأحداث والتفكير بها.10. اجعل شخصيات البحث متحدثة، أعطهم كلاماً وصوراً كلما أتاحت الفرصة ذلك، وأعط تنغيماً صوتياً معيناً لكل شخصية، وبسرعة تختلف عن الشخصية الأخرى.11. اطرح بعض الأسئلة من أجل إثارة التفكير عند المشاركين، ومن الأمثلة على بعض الأسئلة المستخدمة في بداية القصة تلك التي تبدأ بـ (متى، أين، كيف) ولكن من الأسئلة المستخدمة في نهاية القصة المبدوءة بـ ( لماذا).12. لا يتوقع المشاركون منك أن تكون ممثلاً موهوباً عند سرد القصة الدرامية ويكمن مفتاح الحل بإضافة بعض العناصر الدرامية، لتجعل من أدائك للقصة نجماً لامعاً، وحتى لا تشتت المستمعين يجب التركيز على القصة الدرامية فقط، وأن تكون ثقتك بنفسك عالية أثناء السرد.القضايا الأساسية التي يجب على المعلم أن يعرفها عند استخدام الدراما التعليمية.هنالك بعض القضايا التي يجب أن يدركها المعلم قبل القيام بأي عمل درامي أو أثناءه وهي كالآتي: 1. الدراما عبارة عن أسلوب تدريس، وليس هدفاً بحد ذاته، فنحن لا ندرس الدراما في المدارس لأعداد ممثلين.2. التخطيط المسبق قبل القيام بالنشاط الذي على المشاركين القيام به، قبل الاستمرار في النشاط كذلك كتابة الأسئلة المفتاحية والسابرة، التي ستتحدى تفكير المشاركين ككل.3. ترتيب غرفة الصف من خلال مراعاة الأمور التالية: وجود فراغ يتيح تحرك المشاركين بحرية، تمكن المشاركين من رؤية التعابير المختلفة لوجه المعلم عن قرب.4. عدم التدريب على مشاهد الدراما مع المشاركين، قبل أن يراها المشرف أو المدير، أو أي زائر آخر، لأنها تفقد قيمتها عند المشاركين، وإن كان لا بد من التدرب على بعض المشاهد مسبقاً فيجب فوراً الانتقال إلى طرح الأسئلة الجيدة والانتقال إلى مناقشة الهدف مع المشاركين، وتحت كل الظروف، يمنع التدريب على الأسئلة المطروحة وإعادتها في المرة التالية.5. الثناء على ملاحظات واقتراحات المشاركين، وتطوير الدراما بناء على ذلك.1. ليس من الضرورة أن تستمر حصة الدراما لمدة 45 دقيقة، بل يمكن أن تكون 5 دقائق، لإثراءعملية التعلم أو الاستعداد لها، و يمكن أن تكون نصف ساعة أو ساعة أو حتى تستمر لأسابيع كجزء من الأعمال اليومية داخل الصف.2. فكرة واحدة وبسيطة في الدراما أفضل من الأفكار المركبة والكثيرة.3. لعب المعلم لأحد الأدوار مهم، اختيار المعلم للدور الذي يلعبه يعتبر ضرورياً.4. إن رسم بعض المشاهد بعد نهاية كل عمل درامي قد لا يكون دائماً فعالاً، فالرسم يكون فعالاً عندما يكون مدخلاً للتقدم في الدراما، والدخول إلى مناحٍ أخرى، وليس فقط رسم بعض المشاهد التي يتذكرها بعض المشاركين من الموقف الدرامي، استخدام العديد من الرموز لقصة الدراما ليس ضرورياً، (المقصود بالرمز هو شعار القصة فمثلاً قصة مهجة القلب التي ستمر لاحقاً شعارها إبرة خياطة). استخدم واحداً أو اثنين من الرموز المتعلقة بالقصة، و تأكد من أن المشاركين أخذوا الوقت الكافي لرؤيتها، والتمعن فيها، لأن النظر والتمعن في الشيء المحسوس أبقى في ذهن المشارك من الشيء المجرد.10. إذا استخدمت الدراما لربط المباحث الدراسية تأكد من أن الربط كان واضحاً.
الاستخدام المستمر للدراما مهم لتطوير مهارات المعلم، ويعتبر خطوة ضرورية حتى يصبح بالإمكان استخدامها لإثراء المنهاج في المباحث المختلفة لاحقاً.(الرجعي، 2002).النشاط الدرامي يخطط له المعلم ويجعله عمل منظم بعد مروره بمراحل عدة تتمثل:أولا: صياغة الأهداف ضمن مستوياتها المختلفة المعرفية والمهارية والوجدانية.ثانيا: تحديد قواعد هذا النشاط الذي سينفذه الطلبة داخل غرفة الصف وأخيرا تحديد طريقة عرض هذا النشاط ومن ثم تأتي عملية التقويم والمتمثلة بالتقويم التكويني الذي يرافق كل مرحلة من مراحل تنفيذ النشاط ولمعرفة الاستجابات للموقف تأتي التغذية الراجعة وعلى المعلم الذي يعد موجها لهذا النشاط الدرامي ومخططا له إتاحة الفرصة لكل طالب من طلبة الصف في أن يكون لاعبا في النشاط مراعيا بذلك الفروق الفردية بين الطلبة.والنشاط الدرامي المنفذ في الموقف التعليمي ليس بالضرورة أن يستغرق وقت الحصة الدراسية كاملا وإنما يكون بحدود فترة زمنية من عشرة دقائق إلى خمس عشرة دقيقة وهذه الألعاب الدرامية التي يمكن للمعلم تنظيمها داخل غرفة الصف وبحدودها الزمنية السابقة يمكن تصنيفها كما يلي:1- ألعاب تركز على الانتماء ومساعدة الآخرين.2- ألعاب وتمارين تعمل على تطوير الحواس الخمس.3- ألعاب تحث على العمل الجماعي.4- ألعاب تركز على النظام والنظافة.5- ألعاب إحماء يقوم بها الطلبة قبل الدخول في النشاط الدرامي.6- ألعاب تنفذ داخل النشاط الخاص بالدرس.7- ألعاب تتم بعد الانتهاء من الدرس.وبما أن هذا اللعب الدرامي لعب منظم ومخطط له ليحقق الهدف منه في بناء الموقف التعليمي الصفي فانه يحتاج لمنظم له يحدد قواعده ويشرح طريقة تنفيذه هنا يظهر دور المعلم هذا المعلم الذي باستخدامه لأسلوب الدراما باستراتيجياتها المختلفة يحقق خصائص المعلم الفعال الذي يحتاج له لتجاوز الأسلوب التقليدي في تنظيم وتنفيذ الموقف التعليمي إلى أسلوب يثير دافعية الطالب في التعلم ويدفعه إلى الكشف الذاتي عن المعرفة حيث يقوم المعلم هنا بتنظيم الحدث الدرامي المتضمن المادة التعليمية بطريق متسلسلة، ومنطقية ومتنوعة تحترم أفكار الطلبة، وتقدر دورهم في بناء الموقف التعليمي، وتمنحهم أيضا الفرصة المناسبة لاستخدام قدراتهم التعبيرية والجسدية وهذا المعلم المستخدم لأسلوب الدراما في التعليم لابد أن تتوفر فيه بعض المواصفات والتي يمكن أن نجمل بعضها وهي:1- أن يكون صاحب خيال واسع بحيث ينير خيال الأطفال على الإبداع والتفكير المنظم وإيجاد الحلول المناسبة واتخاذ القرارات الناجحة والسليمة.2- أن يفهم الأطفال فهما علميا يقوم على الإطلاع بحيث يرتكز على دراسة واضحة لسيكولوجية الطفل وأن يحترمهم ويدرك وجهة نظرهم وعدم الاستخفاف بهم وبذكائهم.3- أن تكون لديه القدرة على إدارة الحوار والمناقشة بينه وبين الأطفال بأسلوب منفتح وذكي ومتبادل بحيث لا يفرض رأيه ويستمع إلى رأي الأطفال في اتخاذ قرار يجمع عليه الجميع. 4- أن يكسب ود الأطفال ويكون صديقا لهم وأن يعرف ما يثير انتباههم وما يحرك في صدورهم مشاعر العطف وما يدعوهم إلى الضحك بإخلاص.5- استخدام أسلوب طرح الأسئلة وإثارتها وانتظار ردود الأفعال والإجابات من الأطفال كما ويثني على إجاباتهم ويطورها بحيث يصل إلى الهدف الذي يتوخاه.6- أن يكون صاحب تفكير وأسلوب منظم فمثلا إذا أراد أن يقدم تمرينا ادراميا تعليميا يبدأ بطرح ماهية التمرين ثم الهدف من إقامة هذا التمرين ثم البدء بإجراء التمرين عمليا وبعد الانتهاء منه تتم مناقشة ما دار من نشاط ادرامي بينه وبين الطلبة وذلك لتعميق الوعي والتجربة.7- أن يدع مجالا متسعا دائما للأطفال ويلعب هو دور المراقب من بعيد ويدخل في الوقت المناسب فقط لتعليم أو شرح موقف معين ثم المشاركة الفعلية في الفصل الدرامي مع الطلبة. (نصار، صوالحة، 2000)8- أن يكون قادراً على إلقاء القصة الدرامية بطريقة مشوقة، قادراً على تقليد بعض الأصوات، لبقاً ومتعاوناً وصبوراً، قادراً على تقمص بعض الشخصيات، قادراً على اختيار الوقت المناسب للوقوف عنده في سرد أحداث القصة كموقف مثير للتفكير عند المشاركين في الأحداث اللاحقة، أن يكون قادراً على اختيار الزمان و المكان المناسبين للسرد وعلى معالجة المواقف الطارئة متعايشاً مع الموقف. (الرجعي، 2002)