أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
عندما نقول ادارة فهي كلمة مطلقة تدل على اي ادارة دون تقييد، وعندما نقول ادارة المشتريات، المبيعات، المالية، والموارد البشرية وما إلى آخره من ادارت مقيدة باسم معين فانها تدل على الادارة بما لحقا من وصف لتقييدها به، فالنتحدث ابتداء عن الادارة من خلال الامثلة العملية الحية، وخير مثال على الادارة هو جسم الانسان، والمكون من مجموعة من الاجهزة، ولكل منها عمله، فمنها ما تنتهي حياة الانسان خلال ثوان من تعرضه لاي اصابة خطرة، ومنها ما تكون اصابته ممكنة المعالجة ولكل وقت معين محدد ولكن في النهاية اهمال اي جهاز لمدة معينة يؤدي حتما الى تلف الجسم كاملا.
فالجهاز العصبي المركزي يتكون من الدماغ والنخاع الشوكي فتعرض النخاع الشوكي لاصابة معينة قد تودي الى شلل في الجسم واعاقة دائمة ولكن تعرض الدماغ الى اصابة بالغة تؤدي وحسب تقدير الخالق الى تلف الجسد كاملا خلال مدة لا تزيد على دقيقة ان لم يتم اسعافها لانه مصدر تلقي الاشارات وتحليلها خلال مدة زمنية قياسية تكاد تصل الى اجزاء الاجزاء من الثانية واصدار الامر لاتخاذ الاجراء المناسب لحماية جسم الانسان، اذا فالدماغ هو الادارة المركزية لجميع الجسم وهو مع فارق التشبيه يمثله على الارض وفي جميع المؤسسات على اختلاف طبيعة عملها ومهامها الادارة العليا المركزية وهي لا تكون الا لفرد واحد وليس لغيره صلاحيات بعده.
اما الجهاز القلبي الوعائي، الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي، والبولي وكل اجهزة الجسم فلكل منها مهمات مهمة متعلقة بذاتها واخرى بغيرها ويترتب عليها ان ترسل احتياجاتها وشكواها عند اي خلل الى الدماغ لينسق تعامل كل هذه الاجهزة لحمايتها وحماية انفسهم التي ستتضرر ان لم تتعاون في حل مشاكل غيرها من الاجهزة في ذلك الجسم، وأقرب مثال على ذلك وأهمها هو الجهاز القلبي الوعائي بقيادة عضلة القلب، فعند حدوث انخفاض في ضغط الدم الذي تتأثر به جميع اجزة الجسم دون استثناء ماذا يحدث؟
قبل ان يبادر القلب برفع الشكوى التي تأتيه من الشرايين وطلب المساعدة من الدماغ بانه غير قادر على ضخ الدم لاعضاء الجسم يكون الدماغ قد استشعر الحال (بسبب انخفض ورود الدم الى الدماغ) واعطى الاوامر للكليتين لانتاج انزيم الرنين الذي باختصار شديد يعمل بع غيره بنظام يسمى نظام الرنين-أنجيوتنسين-الدوستيرون (renin-angiotensin-aldosterone system) حيث يتم بهذه الالية رفع نسبة الصوديوم والتقليل من خروج الماء من الجسم وبالتالي زيادة حجم الدم وزيادة الضخ الى كامل الجسد ليحافظ الجسم على كينونتة وبقائه.
والآن متوجب علينا معرفته أن قلة ورود الدم في الاوعية الدموية يؤدي الى ما يعرف بانخفاض ضغط الدم أي انه لن يرد لأي عضو من أعضاء الجسم حاجته التي تمكنه من القيام بوظائفه ومهامه وبالتالي تهالك الجسد كاملا، فعصب أي مؤسسة مهما صناعية أم تجارية هو السلع او الخدمات التي تقدمها للغير لتقوم بتحقيق كسب مادي يؤدي الى توزيع هذه المكاسب المادية على شكل ارباح ونفقات على كل اعضاء المؤسسة وأداء التزاماتها وديمومتها.
وهذا ما أراه دور إدارة المشتريات في أي مؤسسة فهي التي تؤمن الاحتياجات لقيام المؤسسة بعملها فلو تعطل هذا الدور تضاءلت ثم انتكست العملية الانتاجية وإن توقفت لفترة معينة خسرت المؤسسة ولربما ادى الامر الى اغلاقها واعلان افلاسها وذهبت كل الادارات الى بيوتها بما فيها الادارة المركزية (رأس الهرم (ألدماغ))