أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
افيزياء والكيمياء
الذرة هي أصغر وحدة بنائية للمادة في كلاً من الكيمياء و الفيزياء؛ إلا أن الكيمياء تتعامل مع الذرات كما لو كانت المكعبات الدقيقة التي يتكون منها البناء الكوني و بذلك يتمركز علم الكيمياء فقط في دراسة طريقة ارتباط هذه المكعبات مع بعضها. و تتلخص معظم تجارب الكيمياء التقليدية في تكوين أشكال مختلفة "مركبات" بإستخدام نفس المكعبات "الذرات" دون إجراء أي تغيرات في داخل بنية نواة الذرة بالظبط كما يمكن لنا بناء أبنية مختلفة بإستخدام نفس المكعبات دون اجراء أي تغيير على المكعب المفرد
في حين أن الفيزياء تتعامل مع الذرة كنظام يتكون من جسيمات أصغر، بالضبط مثل النظام الشمسي فهناك نواة (مثل الشمس) تدور حولها الإليكترونات (كما تدور الكواكب حول الشمس) وهذه النواة تتكون من جزيئات أصغر و هي البروتونات و النيترونات (كما تتكون الشمس من هيليوم و هيدروجين) و الإليكترونات بدورها تتكون من جزيئات أصغر كالكواركات و الهيجس بوسونات (بالظبط كما تتكون الكواكب من جبال و بحار و غلاف جوي...) و هكذا تجد أن الفيزياء مختصة أكثر بإجراء تجارب على الجسيمات المكونة للذرة (أو المكعب المفرد) و بذلك تكون الفيزياء أعم و أشمل من الكيمياء لأنها تدرس نفس القوانين العامة التي تنطبق على الجسيمات متناهية الصغر المكونة للذرة كما تنطبق على الأجرام السماوية هائلة الحجم
إلا أن الكيمياء و الفيزياء يتقاطعان في أحد فروع العلم التطبيقي و هو "الكيمياء النووية"، و هو مختص بإجرا تفاعلات على أنوية الذرات بمعنى أننا نأخذ مكعباً واحداً ثم نقسمه و نعيد لحمه مع جزء من مكعب آخر و هكذا نعيد بناء المكعبات بخواص جديدة
و إذا أخذنا الحديد على سبيل المثال:
فإن الكيمياء مختصة بتغيير خواص الحديد بتحويله لمركبات مختلفة في الذوبانية و الصلابة و درجة الإنصهار إلا أن نواة ذرات الحديد تظل نفسها في جميع المركبات بالرغم من اختلاف خواص هذه المركبات
في حين أن الفيزياء تكون مختصة بتفتيت نواة الحديد و تحويلها لجسيمات ألفا و بيتا و جسيمات كونية أخرى أصغر من الذرة
أما الكيمياء النووية فتمكننا من اعادة بناء نواة ذرة الحديد لنحصل على ذرة آخرى تماماً كالصوديوم أو الكالسيوم مثلاً