أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
ارجو أن تجدو الإجابة الشافية في محتوى هذا التقرير الذي كتبته سابقا
صحيفة ينبع – تقرير – صلاح الحوات
تالا الشهري الروح الملائكية البريئة التي أزهقت حياتها في أحضان منزلها الدافئ أكثر الأماكن يؤمن فيها على حياة طفلة الأربعة أعوام من الأخطار فشأت الأقدار ان يتحول منزلها الآمن في ليلة وضحاها إلى جدران تحتجزها مع وحش في هيئة آدميةً تجردت من أبسط القيم الإنسانية والأخلاق والسلوكيات البشرية التي كرم الإنسان بها عن الحيوان ، لحظة موحشة كشفت فيها خادمة منزل المواطن الشهري عن حقيقة روحها الجوفاء التي تخبئها في جسد إنسانه تملكتها طبائع وغرائز حيوان مفترس تربصت بروح تالا الطاهرة لتصطدم معه بتفاصيل كابوس مفجع وفاجعة ألمت بأسرة الشهري.
الخادمة الاندونيسية “كارني” التي ائتمنتها عائلة الشهري على ابنتها تالا هي من صاغة سيناريو الألم والحزن الذي وللأسف أصبح مشاهد تتكرر أمام أنظار مجتمعنا الخليجي عندما أقرت بذنبها في قتل الطفلة، وأرجعت أسباب ذلك إلى ما أسمته “الشيطان” الذي دفعها لذبح تالا ذات الأربع سنوات. حيث تخضع الخادمه الاندنوسية إلى كشف طبي لتحديد وضعها النفسي ومعرفة ما إذا كانت تعاني من أية اعتلالات نفسية أو عقلية، وذلك بعد أن طلب الطبيب المتابع لحالتها تحويلها بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية إلى مستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة.
وتعتبر ظاهرة عنف الخادمات في المملكة ظاهرة متفشيه في الأونة الاخيرة وليست الطفلة تالا الضحية الأولى أو الأخيرة حيث سبق وان اقدمت عاملة منزلية من جنسية آسيويه تجردت من مشاعر الإنسانية في حي الناصرية بمدينة عرعر على قتل طفل مكفولها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره وذلك بعد أن نحرته باستخدام سكين حيث لاحظ أهل البيت تأخرها وسماع صوت في الشباك الخارجي وبعد كسر الباب عليها وجد انها قد هربت من المنزل، وشاهد أهل البيت الطفل يسبح في دمائه، وقام والده بإسعافه لمستشفى المركزي بعرعر إلا أنه لفظ أنفاسه. فيعتبر تعامل بعض الاسر الطيب يؤدى لدخول بعض الخادمات غير المسلمات في الاسلام نتيجة قناعتهم الكاملة في الاخلاق والصفات الجميلة في الاسلام والتي رأوا تطبيقها الحي امام اعينهم. رغم الحرص على احترام ادميتهم وان نعكس الصورة الجيدة لانسان ومواطن هذا البلد و تبادل تلك العمالة الاحترام والتقدير لأن النفوس جبلت على تقديم المعروف لمن احسن اليها حيث ان هناك بعض الخادمات استمرن في العمل لدى بعض الاسر لأكثر من ثلاثين سنة بسبب ما يجدنه من تلك الاسر من احترام وتقدير ومراعاة لمشاعر تلك الخادمة التي تركت أهلها وأبناءها وقدمت للبحث عن الرزق الحلال الطيب في هذا البلد ووجدت لدى الأسرة السعودية الاحترام والتقدير مما جعلها تواصل العمل لدى تلك الاسر لفترة طويلة.
لكن ذالك لا ينطبق على كل الحالات فهنالك من لا تستطيع تغيير طباعه واخلاقه ولكي نكون منصفين أن نعترف بالمشكلة وخطورتها على التركيبة الاجتماعية وأثرها السلبي في ضياع الروابط الأسرية مما سيؤدي بناء جيل يفتقر إلى العاطفة الأسرية , فكيف بنا اليوم نوكل بمهمة تربية اجيال المستقبل الى غرباء لنلغي بذلك ما حثنا عليه ديننا الحنيف من تنشئة الابناء التنشئة الصالحة فلا نستغرب اليوم من تنامي حالات الإجرام في عقر المنازل السعودية , وتوالي الفواجع المؤلمة التي تتقطع لها نياط القلب من قتل وتعذيب لفلذات الأكباد وضحايا الإهمال الأسري من قبل الخادمات في المنازل ألا يكفي ما حصدناه من ماسي وأحزان جراء فقدان أطفالنا وما نتكبده من خسائر بشرية ومادية حيث تشير التقارير والإحصائيات إلى انه بلغ عدد الجرائم ضد أطفالنا بأيدي ألعماله في البيوت في حين بلغ أجمالي ما يصرف لاستقدام العماله مبلغ العشر الاف ريال برواتب تجاوزت الالفين ريال شهريا .
يجب أن تتعامل كل الأطراف المعنيه ابتداءً من المنزل المستقدم وحتى شركات الاستقدام بحرص وبإحترافيه عاليه ودقّه لامتناهيه , فالقضية قضية أرواح وموت أبرياء في ربيع العمر . بعد فاجعة الطفله تالا , يجب أن تعيد الأسر السعودية نظرتها وبعنايه في تحديد مدى احتياجها للخادمات في المنازل , حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تصبح عادة استقدام الخادمه جزء من ثقافة المجتمع , يجب ان يتعامل معها المنزل السعودي على انها أمر لا ينبغي الاقبال عليه الا عند الضروره القصوى . يجب ان ينظر الى مسألة استقطاب العماله المنزليه على انها عيب وليست ميزه , فالمنزل الذي يحتاج لتلك العماله بيت يعاني من نقص في هيكله الداخلي .
وبخصوص الدور الرقابي والإشرافي على العمالة وخاصة الخادمات خص صحيفة ينبع الاستاذ عوده القاضي مدير عام مكتب ينبع النموذجي للاستقدام يؤسفنا ما حدث للطفله تالا من قبل الخادمه الاندنوسية “كارني ” و ان الخادمات وللأسف الشديد لا يتحملون أى خسائر لنا تترتب على عملية استقدامهم، حتى وان كانت الخادمة هى السبب فى الخسارة وهذا لا يرضى اصحاب العمل ولا يرضينا كمكاتب الاستقدام .. ولكن هذه هي أوضاع الخدم ولابد من قبولها أذا رغبن استقدام لأن ظروف الخدم لا تسمح بتحملهم أي شيء حيث يمكن مشاركة الخادمة أذا كانت قد عملت لفترة ما وحصلت على بعض الرواتب ولكن دون فرض عليها أو ضغط يجعلها تشتكى للسلطات ولكن أذا كانت المشكلة فى البداية قبل تحصيل الخادمة أي رواتب فلا مفر من أن يتحمل الكل صاحب العمل ومكاتب الاستقدام) لخسارة تعاونا بين جميع الأطراف ومن الضمانات توفير بديل مجانا للخادمة أذا توفرت الشروط التالية عمل مخالصة وأخلاء طرف مع العاملة، وضمان عدم شكوتها في مكتب العمل فى السفارة أو بعد العودة من بلدها و إرسال المستندات التي تثبت الحالة و مستندات المرض أو الحمل و صورة تأشيرة الخروج و صورة تذكرة العودة.
ويبقى القول : أن استقدام العمالة من أجل استخدامها في بيوتنا أصبح اليوم مشكلة خطيرة أثرت بأبعادها سلباً على الاسرة والمجتمع السعودي باعتبارها ظاهرة دخيلة على أعرافنا وعاداتنا المجتمعية الأصيلة إضافة إلى ما تخلفه هذه الظاهرة الوافدة من أضرار بشرية ومادية وأمنية واقتصادية واجتماعية على مجتمعنا السعودي كل ذلك لم ينتج من فراغ بل هو في الأساس تراكمات لأخطاء لم نعترف بها ومسؤولية قصرنا في تمثيلها أذا فالمسؤولية مسؤولية جماعية يتشارك فيها الجميع .