أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
مسابقة الاسبوع (كن مشرف)
سؤال مثير لكثير من العواطف و التعاطف . بحسب ما مررت به من تجارب ، أعتقد أن أول شيء يمكن تقديمه في مجال رعاية المريض المحتضر هو التأكد أولاً من أنه مريض يحتضر ، إذ لا يخفى ما سيكون من نتائج سيئة فيما لو تم التعامل مع المريض على أنه في آخر مراحل حياته ، و من ثم ثبت أنه يمر بحالة أو نوبة ما . من الضروري التنويه أن حالة الاحتضار التي يمر بها أي مريض لا تلغي تقديم أية محاولات للتدخل و إسعافه عند اللزوم (مثلاً صدمات القلب الكهربائية أو إجراءات التنفس أو اية إجراءات طبية و إسعافية ضرورية) . من المهم أن يتم توثيق الحالة و الإجراءات و تطورات الحالة بشكل كامل و بحسب الأنظمة و الإجراءات المتبعة . في بعض الدول يتم التأكد من أن المريض في حالة الاحتضار مسجل بين الراغبين في التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم ، و يتم بدء التحضير لهذه العملية .
يجب أن يعلم الطاقم الطبي و الإداري في المستشفى أن هناك فرصة واحدة فقط لتقديم رعاية مناسبة لمريض يحتضر ، على خلاف الحالات المرضية الأخرى ، حيث يمكن في حال حصول خطأ أو مشكلة ما أن يتم تفاديها في المرات القادمة ، أما بالنسبة لحالة الاحتضار ، فهي إن حصلت تحصل لكل حي مرة واحدة فقط .
هذه الحالة تتطلب أن يتم تدريب الطواقم الطبية بشكل مخصص للتعامل معها ، و في أحد المستشفيات التي عملت بها ، كان هناك شخص واحد فقط من الفريق مخول بالتعامل مع الأهل و إعلامهم و الإجابة عن تساؤلاتهم و تلبية متطلباتهم .
ينبغي على الطاقم المعني بالمريض (أطباء - تمريض - فنيون - إدارة - ...) أن يتمتعوا بالحس الإنساني الكامل ، و أن يشعروا بالتعاطف مع هذا المريض الذي يوشك أن يفقد حياته و أن يفقده محبوه و عائلته ، و إن هذا التعاطف سيكون له دور كبير في تمرير المعلومة ، و في دعم عائلة المريض ، و التخفيف عنهم . إن هذه اللحظة هي لحظة لا تنسى لمن يحضرها من أهل و ذوي المريض ، و هي لحظة مشحونة بكثير من الحزن و الشعور بالعجز و أحياناً الغضب ... ينبغي على الطاقم أن يحسن تقدير الرعاية الطبية ليس للمريض فحسب و إنما لذويه و عائلته و اصدقائه حتى تكون أخف ألماً و حسرة . كما ينبغي الاستمرار بتقديم الأدوية و العلاجات الموصوفة ، و لا سيما مسكنات الألم ، لنجعل آخر لحظات المريض أخف ألماً ، لكن يتم التخلص من الأدوية الغير ضرورية ، أو الأدوية و العلاجات التي ربما ترهق المريض أو يكون لها تأثيرات جانبية مزعجة أو مرهقة ، جتى لا تكون آخر لحظاته في الدنيا عصيبة . بعض المرضى يشعر بكثير من الخوف و القلق على حياته في هذه اللحظات الحرجة ، و يشعر بها . أذكر مرة أن مريضاً كان يحتضر قام بشتم الطبيب و المستشفى قبل وفاته . ينبغي أن يتحلى الطاقم بأقصى حدود الصبر و التفهم و التغاضي . في أحد المستشفيات التي عملت بها ، كان هناك شبخ موظف بقسم الشؤون الدينية في المستشفى ، و كا يتم استدعاؤه في مثل هذه الحالات ليصبر المريض و ذويه . في حال كان المريض مسلماً فيحاول الطاقم تلقينه الشهادة و لو بشكل غير مباشر . ينبغي ألا يتم الاستعجال بقطع الأكسجين أو الأجهزة الأخرى عن المرضى المشخصين بالوفاة الدماغية ، و كل مستشفى و كل بلد لها إجراءات و بروتوكولات محددة في هذا . بمجرد أن يتم التأكد من أن المريض ينازع و يحتضر يفضل أن يتم تحضير الأهل لذلك ، و أن يتم شرح المشكلة شرحاً وافياً لهم ، و أن يظهر المعنيون تعاطفهم و تفهمهم ، و ان يتقبلوا منهم أي رد فعل في حينه .
في حال كانت الوفاة مشبوهة ، أو كانت نتيجة حالات معينة مشكوك في أمرها لا بد من أن يقوم الفريق بأخذ العينات اللازمة من الأنسجة و يحفظها ، و من ثم أن يتم تحويل المتوفى للطب الشرعي للمتابعة .
التواصل مع المرضى وأسرهم في هذه المرحلة بالأخص الطريقة المناسبة لإخبارهم التشخيص الطبي الذي يعلمهم بأن حالتهم لا يمكن معالجتها وأن نسبة الشفاء من المرض ضئيلة, كإعلام المرضى وأسرهم عن حالة المريض في المراحل النهائية من داء السرطان. تشجيع المريض وأسرته وإشراكهم الفاعل قي خطة الرعاية. تقديم الرعاية الروحانية وكيفية تقديمها للمرضى وأسرهم في مرحلة الاحتضار لما لها من تأثير إيجابي على تكيفهم مع المرض ورفع معنوياتهم وطمئنة نفوسهم.
للأسف الشديد لا يوجد في مفاهيم الطب الحديث مصطلح مريض في حالة احتضار يوجد مصطلح Gassping وهو يستدعي طبيا اجراءات الكود الأزرق من الاسعاف وربما تزهق روح المريض أثناء هذا الاجراء ولا يتم تلقينه الشهادتين
وفي كثير من مشافينا الممرضات أجنبيات وربما غير مسلمات ولا يعرفن شيئا عن الاحتضار وسننه
مطلوب توعية أكثر بسسن الاحتضار بحيث لا تتعارض مع الإجراءات الطبية