أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
الصيام في حالة السكر لايرتفع كثيرا ويحصل خسارة للسوائل ومضبوط بالأدوية الفموية التي يمكن أخذها في فترة الإفطار جائز وحتى حقن الأنسولين باعتبارها لاتتصل بجوف أكثر المذاهب قالت أنها لاتفطر ولكن في حال انخفاض السكر الشديد عند الصيام أو ارتفاع السكر وتأثر الكلية بالصيام جاز عندها الإفطار الذي حلله اللله تعالى في حالة المرض
من خلال قراءة سريعة ومبسطة لآيات الصيام في سورة البقرة ، نجد أن البيان القرآني العظيم يدعو المرضى بعدم الصيام في شهر رمضان إذا تصادف حصول مرضهم في هذا الشهر رحمة بهم ، وإنتظار الشفاء لقضاء هذا الصوم (( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر )) الآية184وتتكرر هذه الدعوة تأكيداً وتثبيتاً في الآية التالية185 (( ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر )) وغابت كلمة ( منكم ) من الآية185 ليتسع التعميم ويعم اليسر على حساب العسر (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ))ومن غير اللائق أن يواجه البيان القرآني الرخصة والإستثناء للمرضى بعدم الصيام في رمضان مرتان ، ثم يصر المريض على الصوم ، فذلك أقرب إلى مخالفة أمر الله عز وجل ، وقد يحتج بعض المرضى بقوله تعالى في الآية183(( وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )) ولكن أغلب الظن أن المحتج بالآية لم يلحظ معنى جملة (( إن كنتم تعلمون )) ، والتي يمكن فهمها على الشكل التالي : إن كنتم تعلمون أن في الصيام خير لكم صحياً ، وهذا الجزء من البيان الإلهي يتوافق مع المرضى الذين يعتبر الصيام وإنقاص الوزن والتقليل من الطعام وتغليب العمل على التخمة من الطعام علاجاً أساسياً لهم ، كما هو الحال عند بعض الأنواع من مرض السكري التي سيرد ذكرها لاحقاً ، وللآية مدلول آخر لبعض من نسميهم مرضى بلغتنا الطبية ، بينما هم قادرون على الصيام ، مثل المصابين بالإعاقة الجسدية كالأعمى والأعرج والأخرس ، فمثل هؤلاء يمكنهم الصيام وهو خير لهم ، على الرغم من إصابتهم بمرض مزمن قد لا يبرأ ، وينضوي تحت هذا التفصيل مرضى إرتفاع ضغط الدم ومرضى الشحوم ، والمرضى المؤهبين للإصابة بالداء السكري من النوع الثاني .وفي الحقيقة ، فإن مصطلح (الداء السكري ) يتضمن أنواعاً متعددة من مرض السكري تتشابه فيما بينها بكون سكر الدم يرتفع فوق المستوى الطبيعي ، سواء على الريق ، أو بعد تناول الطعام ، وبشكل عام فإن للسكري أنواع متعددة وشائعة ، ولكل نوع منها خصوصية مختلفة فيما يتعلق بالصيام:1- السكري النوع الأول ، أو السكري المعتمد على حقن الإنسولين : ومرضى هذا النوع من السكري يحتاجون إلى حقن الإنسولين مرتان في اليوم أو أكثر ، وبشكل يومي ، إذ يتميز هذا النمط بانعدام إفراز الإنسولين من البنكرياس تماماً ، ولابد من تعويض الإنسولين بواسطة حقن الإنسولين تحت الجلد في مواعيد ثابتة من كل يوم ، ولا يكتمل العلاج به إلا بتوزيع الطعام اليومي على5-6 وجبات في أوقات محددة لا ينصح بتأخيرها أو إلغائها ، وإلا حدث اضطراب شديد وخطير في سكر الدم قد يضطر المريض إلى دخول المشفى لتلقي العلاجات الإسعافية المناسبة ، وبالتالي لا يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يصوموا رمضان في كل الأحوال ، إذ مع الصوم وفقدان السوائل من الجسم نهاراً ، وحصر الوجبات الطعامية في الفترة المسائية، واضطراب مواعيد حقن الإنسولين يزداد احتمال تعرضهم لمضاعفات السكري الحادة مثل الهبوط الحاد لسكر الدم أو ارتفاع سكر الدم الشديد أو الحماض الخلوني 2- السكري من النوع الثاني ، أو السكري غير المعتمد على حقن الإنسولين : ويقسم مرضى هذا النوع إلى فئات متعددة حسب العلاج المستخدم لضبط سكر الدم :أ- سكري النمط الثاني الذي يعالج بالحمية فقط أو بالحمية مع الحبوب المنظمة لسكر الدم : ينصح مرضى هذه الفئة بصوم رمضان ، فلهم فيه فائدة صحية كبيرة ، خصوصاً إذا استمروا على الحمية المتوازنة في الفترة المسائية بعد أذان المغرب ، ومع ذلك ، عليهم استشارة طبيبهم ليوضح لهم كيفية تنظيم علاجهم في الفترة النهارية والمسائية من أيام رمضان المبارك ب- سكري النمط الثاني الذي يعالج بالحمية والأقراص الخافضة لسكر الدم : يمكن لهذه الفئة أن تصوم ، ولكن بعد استشارة الطبيب ، الذي قد يقلب نظام أخذ الحبوب فيجعل الجرعة الصباحية عند أذان المغرب والمسائية قبل السحور في وقت الفجر ، وقد ينقص الجرعات الدوائية إذا كان الصائم ملتزماً بقواعد الحمية الغذائية بعد أذان المغرب ، أو قد يغير نوع الحبوب فيصف لك الحبوب ذات المفعول السريع والقصير . استشره واعمل برأيه فهو خبير في ذلك ت- سكري النمط الثاني الذي يعالج بجرعة إنسولين واحدة فقط في اليوم : وهؤلاء يمكن لهم أن يصوموا ، ولكن يصبح موعد حقن هذه الجرعة الوحيدة قبيل أذان المغرب في أغلب الحالات ، ولابد من استشارة الطبيب ليعطي رأيه بدقة أكثر وفق الحالة العامة للمريض ووفق نوع الإنسولين الذي يحقنه .ث- سكري النمط الثاني الذي يعالج بالحمية والحبوب الخافضة لسكر الدم وحقن الإنسولين تحت الجلد : وهذه الفئة تقسم إلى نوعين ، الأول أدخل له الإنسولين في العلاج بسبب عدم ضبط سكر دمه ، ولكنه ليس لديه مضاعفات خطيرة كالإصابة القلبية أو الكلوية أو العينية أو القدم السكرية أو أية إصابة إنتانية ، وفي هذه الحالة قد يسمح له بالصوم ، ولكن تحت إشراف طبي مباشر واستعداد يسبق بدء شهر رمضان ، مع إجراء عدة مراجعات للطبيب خلال الشهر المبارك . . أما الثاني فهم المرضى المذكورين آنفاً ولكن لديهم مضاعفات سكرية خطيرة مثل أمراض القلب والشرايين وأمراض الكلية وارتفاع الضغط والإعتلالات العصبية السكرية ونقص التروية ، وهؤلاء المرضى يشكل الصيام ونقص السوائل خلال النهار لديهم خطورة بالغة ، ولا ينصح لهم بالصيام أبداً ، وعليهم مراجعة طبيبهم ليوضح لهم مدى هذه الخطورة .ج- مرضى النمط الثاني الذين يعالجون بالحمية وحقن الإنسولين مرتان يومياً أو أكثر : وهذه الفئة مثل سابقتها ، ومثل مرضى النمط الأول ، لا ينصح لهم بالصيام لما يحمله لهم نقص السوائل واضطراب مواعيد تناول الوجبات الطعامية من خطورة صحية كبيرة .3- السكري الحملي : وهو الذي يصيب بعض النساء في فترة الحمل فقط ، وقد يغيب بعد الولادة بفترة قصيرة ، وأغلب الحالات تعالج بحقن الإنسولين طيلة مدة الحمل ، ولذلك ، وحفاظاً على الجنين وعلى الحامل ، فإنه لا ينصح لها بالصيام تجنباً لأي مضاعفات حادة مثل هبوط سكر الدم أو ارتفاع سكر الدم الشديد ، ويمكن قضاء رمضان بعد الولادة في وقت مناسب لها ولرضيعها ، لأن السكري الحملي يعتبر إنذاراً مبكراً لإمكانية إصابة هذه المرأة بالسكري من النمط الثاني مستقبلاً ، وبالتالي ، ففي قضاء الصيام فائدة وقائية وعلاجية من هذا النوع من السكري ( السكري النمط الثاني )4- السكري من النوع ( المودي ) : وهذا النوع من السكري ربما لم تسمع به من قبل ، ولكنه بدأ يظهر ويشيع في مجتمعنا بين أطفالنا وشبابنا ، وهو يشبه إلى حد ما السكري من النمط الثاني الذي يصيب الكهول وبعض الأطفال أيضاً ، ويعتبر الصيام مع تنظيم الحمية الغذائية في فترات الإفطار ذو فائدة علاجية كبيرة ، ولا يمنع ذلك من استشارة الطبيب المختص أولاً ، لأنه حتى هذا النوع من السكري له أنواع مختلفة وتدابير علاجية متنوعة .5- السكري من النوع ( لادا) : وهذا النوع من مرض السكري أيضاً ربما لم تسمع به من قبل ، ولكنه موجود عند بعض الكهول والمسنين الذين ظهرت لديهم الإصابة لأسباب مجهولة لا تتعلق بوجود بدانة أو زيادة في الوزن ، ومعظم هؤلاء المرضى يعالجون بحقن الإنسولين ، تماماً مثل مرضى النمط الأول من السكري ، وبالتالي لا ينصح لهم صيام شهر رمضان المبارك ، مثلهم في ذلك مثل مرضى النمط الأول .