أنشئ حسابًا أو سجّل الدخول للانضمام إلى مجتمعك المهني.
ماذا فعلت الحروب بمُستقبل أطفالنا ؟.. بسمة الحياة ونبض القلب وعشق الفؤاد
الأستاذة الفاضلة فتون ...لقد نكأت جرحاً عميقا في صميم الإنسانية التي تناست إنسانيتها وركضت خلف نزواتها في حب المال والرئاسة واتباع الشهوات الأطفال وهم بالحقيقة براعم الورد وأجمل وأعذب مافي الحياة بسمة طفل أو حركة بريئة يقوم بها وهم رجال ونساء المستقبل والمفروض يتم إعدادهم وهم أهم رسالة لنا بالحياة إعداد الأجيال القادمة للنهوض نحو مستقبل زاهر لهم ولكن تربص المتربصين الذين انحدروا من قمة الإنسانية إلى قاع دون الوحشية ولتعذرني الوحوش فإنني رأيت وحوشا تحن على صغارها أكثر من الإنسان بل رأيت مرة أسدا يدافع عن خشف غزال من أسد آخر وهو وحش ...مايحصل الآن في العالم من انتهاك صارخ للطفولة والرأي العام العالمي صامت ويتفرج وكأنهم يستعرضون مسرحية وينتظرون ختام قصتها ....ماذا ننتظر من الجيل القادم بعد التشرد أو قتل الوالدين أمامهم إن الترسبات السلوكية السلبية سوف تخلق جيلا للخطورة أقرب منه إلى الصلاح إلا أن يتداركهم الله برحمته ....التشرد قمة البؤس والحرمان وهو عش لتفريج كل ماهو قبيح وهؤلاء الأطفال لن يتركوا من أجرم بحقهم وحرمهم حق الحياة الطبيعية مهما كان أو في أي مكان ...سوف يقتص لنفسه ممن سلبه نعمة العيش الآمن ومن المجتمع الذي سكت عن مجرمه ولم يحاسبه قال تعالى : ( إن ربك لبالمرصاد ) واللام هنا لتوكيد المراقبة للفعل والله يمهل ولايهمل .....الجرح أكبر من كل الكلام
بداية" من هو الطفل ؟
الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره
يُجيبنا عن جميع هذه التساؤلات نص المادة /2 / من البروتوكول الإختياري لإتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء والمواد الإباحية حيث نصت على ما يلي :
( أ _ يُقصد ببيع الأطفال أي فعل أو تعامل يتمُ بمُقتضاه نقل طفل من جانب أي شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر لقاء مُكافآة أو أي شكل آخر من أشكال العوض
ب _ يُقصد بإستغلال الأطفال في المواد الإباحية تصوير أي طفل بأي وسيلة كانت يُمارس مُمارسة حقيقية أو بالمُحاكاة أنشطة جنسية صريحة أو أي تصوير للأعضاء الجنسية للطفل لإشباع الرغبة الجنسية أساسا")
ونصت المادة /34 / من اتفاقية حقوق الطفل على ما يلي :
( تتعهدُ الدول الأطراف بحماية الطفل من جميع أشكال الإستغلال الجنسي والإنتهاك الجنسي ولهذه الأغراض تتخذ الدول الأطراف بوجه خاص التدابير المُلائمة الوطنية والثنائية والمُتعددة الأطراف لمنع :
( أ ) حمل أو إكراه الطفل على تعاطي أي نشاط جنسي غير مشروع
( ب ) الإستخدام الإستغلالي للأطفال في الدعارة أو غيرها من المُمارسات الجنسية غير المشروعة
( ج ) الإستخدام الإستغلالي للأطفال في العروض والمواد الداعرة )
وأكدت المادة /35 / من إتفاقية حقوق الطفل على ما يلي :
( تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المُلائمة الوطنية والثنائية والمُتعددة الأطراف لمنع إختطاف الأطفال أو بيعهم أو الإتجار بهم لأي غرض من الأغراض أو بأي شكل من الأشكال )
وعليه يجب أن يكون للمؤسسات والإدارات والمرافق المسؤولة عن رعاية وحماية الأطفال دور كبير
حيثُ يقعُ على عاتقها تأمين كل المُساعدات المُناسبة للأطفال ضحايا جرائم البيع والإستغلال بما في ذلك إعادة إدماجهم الكامل في المجتمع وتحقيق شفائهم الكامل بدنيا" ونفسيا"
لذلك فقد حققت سورية بلدي إنجازات جديرة بالإهتمام في مجال حماية الطفل ونخصُ بالذكر :
المُصادقة على إتفاقية الأمم المُتحدة بشأن حقوق الطفل في عام (1993 م )
المُصادقة على البروتوكول الإختياري المُلحق بإتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال وإستغلالهم في البغاء والمواد الإباحية في عام (2003 م )
صدور القانون (42 ) لعام (2003 م ) القاضي بتأسيس الهيئة السورية لشؤون الأُسرة
فكان للهيئة السورية لشؤون الأُسرة خطة وطنية تقوم على ثلاثة محاور :
المحور الأول حماية الأطفال
ولم يغفل قانون العُقوبات السوري عن إنزال أشد العقوبات على مُرتكبي الجرائم الواقعة على الأطفال
حيثُ ميز المُشرع بين جرائم االإغتصاب والفحشاء والخطف والإغواء والتهتك وأفرد لكل منها قواعدا وأحكاما خاصة تضبطها
ولم يكتفي قانون العقوبات السوري بعقوبة الجاني فحسب بل إتجه المُشرع إلى تشديد العُقوبة فيما إذا إرتكبها بالقاصر أحد أصوله شرعيا" كان أو غير شرعي أو أحد أصهاره لجهة الأصول وكل شخص مارس على القاصر سلطة شرعية أو فعلية أو أحد خدم هؤلاء الأشخاص
أو فيما إذا كان الجاني موظفا" أو رجل دين أو كان مُدير مكتب استخدام أو عاملا" فيه فإرتكب الفعل مُسيئا" استعمال السُلطة أو التسهيلات التي يستمدها من وظيفته
إنّ المعيار الذي تُقاس به حضارة الأمم والشعوب هو مدى الحماية والمُساعدة اللواتي ينبغي أن تقدمها لأطفالها ليتم إعدادهم إعدادا" كاملا" وتربيتهم بروح المثل العليا روح السلم والكرامة والتسامح والمساواة والرخاء
كي تترعرع شخصيتهم ترعرعا" كاملا" ومتناسقا" ليتمكنوا من الإضطلاع الكامل بمسؤولياتهم داخل المجتمع
أطفالنا يا زهر الياسمين الأبيض كم عبثت الحروب بمُستقبلكم
تبا" لكل أنواع القتل والعنصرية والتمييز
تبا" لكل الأيادي العابثة بمُستقبل أطفالنا
تبا" للمرتزقة والإرهابيين ونجار الحروب