Register now or log in to join your professional community.
أخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بالنسبة لهذا السؤال فإنه من الأسئلة التي تلفت انتباهي بشدة و يعتبر من أخطر الأسئلة في عالم العمارة و بالرغم من ذلك للأسف فإن الكثير من المختصين في مجال العمارة لا يعرفون هذه النسبة و لا من اكتشفها؟؟!!!....
في الحقيقة أود أن أوضّح أمراً مهمّاً للغاية و هو بأن النسبة الذهبية ليس هنالك من اكتشفها (مفهوم خاطئ) بل هنالك من أوجدها و هو الفنان لوكوربوزييه
لاحظوا أيها السادة أنه عند الحديث عن النسبة الذهبية أنه من الظلم طرح لقب معمار أو مهندس على السيد لوكوربوزييه و لذلك يفضل أن نقول و نوجه الآخرين على أن لوكوربوزييه هو فنان (فنان النسبة و التناسب).
إخوتي الكرام سوف ألخص لكم تاريخ نشوء النسبة الذهبية و تطورها و تبلورها إلى النتيجة التي وصلت إليها مؤخراً وهي:
1- إن أول من عرف تحديد أبعاد الجسم الإنساني بتقاسيم هندسية هم المصريون القدماء و قد انتقل هذا الاتجاه المصري فيما بعد إلى الإغريق.
2- فيما بعد حاول الإغريق تطبيق هذا المفهوم الهندسي في الفن و الفن هو الجمال و الانسجام، و الانسجام هو المراعاة الملائمة للنسب و هكذا حتى تبلورت نسبة ذهبية عرفت بالقطاع الذهبي عدة قرون من الزمان مفتاحاً لأسرار الفن و هي تطبيق عالمي، ليس في ميدان الفن فحسب.. بل في الطبيعة أيضاً، حتى أه كان لها في بعض الأزمان احترام ديني خاص.
3- لقد جعل الفنان لوكوربوزييه النسبة الذهبية مشروعه الخاص و أطلق العديد من دراساته الخاصة (حول المثلث القائم لن أفصل في شرحه فالكل يعرفه ) و مع ذلك ظلّ هذا الموضوع غامض.
4- مع ذلك فإن كل الاعمال التي تتناول الذوق الفني غالباً ما تتضمّن بعض الاعتبارات لهذه المسألة، و في مقدورنا أن نفترض أن الفنان الحساس الواعي يطبّق القطاع في وعيٍ بنّاء عن علمٍ و معرفة، أو أنّه يطبقه في إحساسه الغريزي بالشكل.
5- كما أن القطاع الذهبي يستخدمه المهندس في الأعمال المعمارية للحصول على النسب الصحيحة المتناسقة في الطول و العرض في المستطيلات التي تتكون من النوافذ و الأبواب، و يقال أنّ كل جزء من آلة الكمان تخضع لهذا القانون.
6- كان الفنان لوكوربوزييه الموجه الأول لهذا الموضوع، حتى تبلور مفهوم جديد من نظرياته التي أحدثت ثورة في عالم العمارة و هي نظرية الموديولار.
إخوتي الكرام حاولت أن تكون إجابتي مقتضبة نوعا ما و أكتفيت بالتحث فقط عن تاريخ النسبة الذهبية دون تطبيقاتها و التي نجدها بشكل صريح في جميع أعمال لوكوربوزييه (مرحلة الفيلات - ستينيات القرن المنصرم).