Register now or log in to join your professional community.
طرق التزوير المعنوي : هذه الوسيلة تفترض أن تكون عملية تنظيم الصك أو المخطوط بحدِّ ذاتها تشويهاً لمضمونه وبياناته ( تشويهاً للحقيقة ) . وتتم هذه الوسيلة بالطرق التالية : • تدوين مقالات أو أقوال غير التي صدرت عن المتعاقدين أو أملوها : كأن يدوِّن الموظّف أقوال شخص في مستند خلافاً لما نطق به أو صرّح مثلاً أنّه قبض الثمن في حين أنّه لم يقبض . • إثبات وقائع كاذبة على أنّها صحيحة أو وقائع غير معترف بها على أنّه معترف بها : والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها : أن تتقدّم امرأة على أنّها صاحبة العلاقة وتصرح بذلك أمام المأمور الرسمي أو الكاتب العدل ، فيدوّن تصريحها وتتم المعاملة على هذا الأساس ، مع أنّها انتحلت شخصية وإسم المرأة المعنية ، ونشير إلى أنّه إذا كانت المرأة المنتحلة قد وقّعت بإسم المرأة الحقيقية على المحضر فتكون هنا قد ارتكبت التزوير المادي والتزوير المعنوي معاً . • تحريف الواقعة بإغفال أمر أو بإيراده على شكل غير صحيح : وفي هذا المجال نسارع إلى القول أنّه : إنّ إغفال أمر من الأمور لا يؤلف تزويراً إلاّ إذا كان يؤدي إلى فساد الحقيقة ، وفي هذه الحالة يتم التزوير بعملٍ سلبي خلافاً للحالات الأخرى التي تتطلّب عملاً إيجابياً ، كأن يتصرف موظّف بمبلغ من المال قبضه بحكم وظيفته فيغفل تدوين ما قبضه حتى يستر على فعله فتظهر قيوده ناقصة غير كاشفة لحقيقة ما قبضه وما حاسب به الجهة الرسمية المختصة ، في هذه الحالة يتوفّر جرم التزوير في الأوراق الرسمية بشرط توفر عنصر القصد في الإغفال ، أمّا السهو الذي أدّى إلى الإغفال فلا يؤدي إلى التزوير . ثالثاً – إساءة استعمال إمضاء على بياض : وتتحقق هذه الطريقة بوجود ورقة موقّعة على بياض سلمت إلى المدّعى عليه لكي يملأ فراغها بحسب إرادة وتوجيهات صاحب التوقيع ، فيعمد الفاعل إلى وضع بيانات في الورقة على عكس ما اتُّفق عليه ، وهنا يتحقق التزوير بوجهه المعنوي ، لأنّه ليس هناك من آثار مادية تدل على التزوير ، كالمحو أو التحشية …… ، إلاّ أنّنا نكون أمام حالة التزوير بوجهه المادي فيما لو عمد الفاعل إلى تقليد خط صاحب التوقيع ليوهم بصدور الكتابة عنه .
اما طرق التزوير المادي : يتحقق التزوير المادي وفقاً للقانون في الحالات التالية : 1. إساءة استعمال إمضاء أو خاتم أو بصمة إصبع وإجمالاً توقيع إمضاء كاذب : والمثال على ذلك : الحصول على توقيع شخص عن طريق المباغتة وذلك بالدس بين أوراقه ورقة تتضمّن التزاماً لمصلحة الفاعل ، فوقّع الشخص الورقة دون أن ينتبه لها ، وكذلك يقع التزوير إذا وضع الفاعل على الورقة إمضائه الخاص ثم نسبه إلى شخصٍ يحمل الاسم ذاته ليجعله مستنداً ضده ولا يقع التزوير إذا وقّع الفاعل المخطوط بإسمٍ اشتهر به دون أن يلازم توقيعه سوء نية . ولا فرق بين أن يزوِّر الفاعل توقيع الشخص أو يسيء استعماله ، وبين أن يزوِّر خاتمه أو بصمته أو يسيء استعمالها ، وسواء قلّد الفاعل خاتم الغير أو كان غافله واستعمل خاصته خفيةً عنه .2. صنع صك أو مخطوط : وذلك بإعداد مستند غير موجود أصلاً ، أو بإنشاء نسخة عن مستند موجود وإعطائها إلى شخص على أنّها الأصل ثمّ التصرف بالأصل لغاية شخصية .3. الحذف أو الإضافة أو التغيير في مضمون الصك أو المخطوط : وهذه الحالة تفترض أن يحصل التشويه بعد تنظيم الصك أو المخطوط ، فلو حصل التشويه بهذه الطرق عند تنظيم الصك فيكون هذا التشويه من قبيل التزوير المعنوي ، وهذه الوسيلة تعرض بالصور التالية : • بإزالة أو محو عبارات أو كلمات كانت في المستند عند إنشائه بشرط أن تكون الإزالة مفسدة للحقيقة فمحو كلمة زائدة ردِّدت غلطاً في غير موضعها لا يشكِّل تزويراً . • بإضافة كلمات على مستند نظِّم سابقاً بحيث تشوّه حقيقته ، ولا فرق بين أن تكون الإضافة في مستهلّ السند أو في خاتمته أو بين أسطرهِ أو في بياضٍ باقٍ فيه أمّا زيادة الكلمة الساقطة سهواً والتي لا تغيِّر في مضمون الصك ، فإنّها لا تشكِّل التزوير . • بتغيير مضمون الصك أو المخطوط وذلك بإعدامه كلّه أو جزء منه ، كأن ينظّم سند معيّن ثم يضاف إليه في آخره ملحق يعدِّل في الالتزام أو يلاشيه ، فيعمد الفاعل إلى تمزيق الموضع الذي حوى الملحق ليبقي على السند الأصلي مجرّداً عنه ، فهنا تقع جريمة التزوير .