Register now or log in to join your professional community.
كيف تجد حالك مع الله عندما تكون في نعمه وسعاده والعكس ؟
شكرا على الدعوة أخي جمال وبارك الله لك في غيرتك على أهل الايمان ....الرد طويل لأن مأساتنا أطول وأكبر وكتابا من ألف صفحة لايكفي لهذه الآية لو أسقطناها على واقعنا المعاصر .... القرآن الكريم كلام الله، وحي السماء، كلام الخبير، كلام العليم، كلام الذي خلق الإنسان، كلام الذي يعلم السر وأخفى، في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن حقيقة الإنسان وقد تنتمي موضوعات هذه الآيات إلى ما يسمى في العصر الحديث (بعلم النفس الإسلامي) الإنسان المخلوق الأول ما حقيقته ؟ ما جوهره ؟ ما طبيعته ؟ ما خصائصه ؟ ما أحواله ؟ ما الذي يسعده ؟ ما الذي يشقيه ؟ ما خصائصه قبل الإيمان ؟ ما خصائصه بعد الإيمان ؟ متى يسلم ؟ متى يسعد ؟ متى يرقى ؟ متى يسقط، هذه قضايا دقيقة جداً القرآن الكريم، عالجها، ولكن العلماء لهم أحياناً توجه، بأن كلمة الإنسان إذا جاءت معرفة بـ ( أل ) تعني الإنسان قبل أن يؤمن.
1 – هلوع:مثلا قال تعالى : ( إن الإنسان خلق هلوعا) ومن خصائص الإنسان قبل أن يؤمن:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
فقبل أن يؤمن، وقبل أن تصبح له له خصائص، وبعد أن يؤمن، وبعد أن يتصل بنور الله ونور الايمان له خصائص ومميزات أخرى، من خصائص الإنسان الغير مؤمن آيات كثيرة
2 – اللجوء إلى الله في الضرّاء فقط :من هذه الآيات الكريمة:﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً ﴾
الإيمان بالله مركب في أصل فطرته.. فإذا أصابه الضر يدعو الله وحده، بل إنني سمعت قصة عجيبة، هي أن طائرة تقل خبراء من بلاد رفعت شعار ( لا إله )، ركاب هذه الطائرة لا يؤمنون بالله أصلاً، ملحدون، دخلت هذه الطائرة في سحابة مكهربة، فاضطربت، وكادت تسقط، فإذا بهؤلاء الخبراء يرفعون أيديهم إلى الله متوسلين.
﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً ﴾
كذلك الذي يركب البحر، فإذا اضطرب الموج، قال تعالى:
﴿ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾
إن الإنسان حين الشدة في أصل فطرته يتجه إلى الله.. ولكن المؤمن يعرفه في الرخاء، أن يعرفه وهو على الأرض، قبل أن يكون راكبًا طائرة، أو باخرة، أن يعرفه وهو صحيح قوي نشيط، أن يعرفه وهو شاب، لذلك المؤمن يعرف الله في الرخاء، وغير المؤمن يعرف الله في الشدة.
3 – يَئُوسٌ كَفُورٌ: قال تعالى:﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴾
إيمانه بالله لا يكفي لفهم حكمة هذا الحدث، حتى إنهم قالوا: " من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر " قال تعالى:﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ﴾ أعطاك الله الصحة ...ودخل كافٍ...و زوجة و أولاد.. ووظيفة تسترك
ولكن ماذا لو نزع الله تعالى هذه النعمة ..؟ المؤمن يفهم أن لهذا النزع حكمة، الله عز وجل يقول:
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾
فإيتاء الملك خير، ونزعه خير، والإعزاز خير، والإذلال خير:﴿ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
إذاً: حينما تنزع منه ( أي الانسان) هذه الرحمة إنه ليئوس كفور، يقنط من رحمة الله، أما المؤمن فلا يقنط، لا ييئس، لا يشعر بالإحباط، يرى أن هناك حكمة بالغة، يقول: يا رب... أنا راض بقضائك وقدرك.. أنا راض بما أنا فيه.. إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي.. ولك العتبى حتى ترضى..من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف :
(( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب المستضعفين، إلى من تكلني ؟ إلى صديق يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي ))
الايمان لا يظهر في الرخاء، بل المؤمن يظهر ايمانه في الشدة، والرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقينعند المؤمن وإذا أحب الله عبده ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن شكر اقتناه.
إذاً: لا يمكن أن يكون المؤمن يئوساً ولا كفوراً، لذلك أخطر شيء يصيب الأمة أن تهزم من الداخل، أن تيئس، أن تحس بالإحباط، أن يقول المسلم القانط من رحمة الله : انتهينا......
﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾
يغلب على الإنسان قبل أن يؤمن أنه يؤوس، ويغلب على الإنسان قبل أن يؤمن أنه كفور، لكن المؤمن متفائل شكور..
3 – خَصِيمٌ مُبِينٌ:قال تعالى:﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾
يكون نطفة لا ترى بالعين يستحيا بها لو كانت على الثياب، هذه النطفة تخرج من عورة، وتدخل في عورة، ثم تخرج من عورة، ويكون طفلا جميلا في بطن أمه، ثم وليدا يحتاج إلى عناية، إلى تنظيف، إلى إرضاع، فإذا صار شخصية مرموقة بدأ ينشر أفكار الكفر والإلحاد، ويقول: أنا.أنا..أنا.. وإنسان العصر، والتأله..والابتكار والقوة والسرعة ...مسكين اغتر بنعم الله وظن بأنها دائمة عليه ونسي أنه مخلوق لايملك لنفسه نفعا ولاضرا .. يستخدم طلاقة لسانه وبيانه في تفنيد بعض ما في الدين من حقائق، زاعماً بأنه حر التفكير، لا يخضع لشيء إلا لعقله، ونسي أن الله عز وجل يقول:(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴾
4 – وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ:
ومن خصائص الإنسان قبل أن يؤمن قال تعالى:﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ﴾
يلوح له مكسب مادي..منصب وهمي فيتعدى على هذا ويستهزء بهذا ويصف ذلك بأنه عجوز وهو شباب غروره وتلبيس ابليسه جعلوه ناصرا للشر وسوء العاقبة وسوء الحساب، ويعقبه عذاب ومساءلة، وقد ينتهي إلى النار.
﴿ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِوكان الإنسان عجولا ﴾
إقبال الناس على الدنيا، على مالها حلالاً أو حراماً، على نسائها نكاحاً أو سفاحاً، إقبال الناس على الدنيا من دون أن ينتبهوا إلى مشروعية عملهم، أو عدم مشروعيته..
المؤمن يسعى إلى أهداف بعيدة، يسعى إلى الجنة، والجنة بعد الموت، يتحمل في الدنيا كل شظف، وكل عيش خشن في سبيل مبادئه وإيمانه ونقائه، ويرفض أي دخل فيه شبهة، يرفض أية امرأة لا تقيم شعائر الله، يرفض أي منصب لا يستطيع أن يوظفه لخدمة الخلق، بعيد عن المكاسب المادية، مؤمن بما عند الله، لذلك لأنه آمن بالله، وآمن باليوم الآخر نقل أهدافه الكبرى إلى الآخرة، فيتحمل كل متاعب الحياة من أجل أن يبقى منيباً لله، مطيعاً له
لذلك المؤمن يختار هدفاً بعيداًوعظيما وملكا لاينفى عيشة سرمدية وليست دنيا فانية : " الدنيا كحاوية القمامة لايتقاتل عليها إلا الكلاب " بينما غير المؤمن يختار الدنيا، الشيء العجول الذي أمامه، حق أو باطل، خير أو شر، مشروع أو غير مشروع، يرضي الله، أو يسخط الله، يريد المال، يريد المنصب، يريد المتع، هكذا الإنسان قبل أن يؤمن، اختياره حسي، اختياره مادي أحياناً.
5 – وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ:
يعني بادر بالأعمال الصالحة، قال عليه الصلاة والسلام:
((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ؟( مفاجآت كبيرة، معك وكالة لشركة سحبت منك، معك مشروع تجاري لأسباب طارئة أصابه الإخفاق، أعلنت إفلاسك )ـ هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ؟( كاد الفقر أن يكون كفراً) ـ أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ؟ (غنى حملك على معصية الله). مستحيل، وألف ألْف ألف مستحيل أن تستيقظ كل يوم كاليوم السابق إلى ما شاء الله، لا بد في أحد الأيام، وهذا نخضع له جميعاً من طارئ يطرأ على الصحة، وقد يكون هذا الطارئ سبب الموت، أنا أسميه بوابة الخروج، في المطار بوابات، وفي الدنيا بوابات، البوابة التي تخرج منها من الدنيا إلى الآخرة هي مرض الموت.
نسي الله، نسي واجباته الدينية، نسي الآخرة، نسي المرض، نسي العقاب، نسي البلاء، نسي أن الله له بالمرصاد، نسي أنه في قبضة الله.
أما المؤمن فيزداد في الرخاء إقبالاً على الله، يزداد في الرخاء محبة لله وإن إنسانًا كان يطوف حول الكعبة يقول: يا رب، هل أنت راضٍ عني ؟ كان الإمام الشافعي يمشي رواءه، قال له: " يا هذا، هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له: سبحان الله ! من أنت ؟ قال: أنا محمد بن إدريس، قال: كيف أرضى عن الله، وأنا أتمنى رضاه ؟! قال: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله ".
﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً ﴾
﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾
6 – وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا:
ومن صفات الإنسان قبل أن يؤمن أنه قتور، يحرص على ما في يديه لا ينفق حتى أنه يعيش فقيراً ليموت غنياً بل إن الشح مرض خبيث من أمراض النفس، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
لا ينفق، يده ليست سحاء، يده قابضة، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾
إذاً: الإنسان لا ينفق، يجمع الأموال، والله هناك قصص لبخلاء هم في غباء لا يوصف، يعيش أحدُهم مقتراً على نفسه، والله هناك أناس حينما ترى حالهم البائس تتوقع أنهم فقراء، وقد تحدثك نفسك أن تعطيهم مساعدة، فإذا هم يملكون الملايين، لكنه قتور، كيف عندنا في الجسم أمراض خبيثة عضالة قاتلة مميتة ؟ الشح مرض يصيب النفس، مرض عضال قاتل مهلك
7 – (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا):
جاء أعرابي النبي عليه الصلاة والسلام، قال: يا رسول الله، عظني ولا تطل، تلا عليه النبي عليه الصلاة والسلام فقرة من سورة:﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ﴾
قال: كفيت، اكتفى بجزء من سورة، اكتفى بآيتين، قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا ً﴾ألا تكفيك أيها المغرور بنفسك تتآمر على الابرياء وبعد أن تسدد لهم ألف طعنة بالخفاء تأتي لتقول لقد غابت عني الحقيقة ...بل سولت لك نفسك الرديئة سوء فعلك ...ألا يكفيك قوله تعالى :﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾
ألا تكيفيك هذه الآية :﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾نعم فدم المسلم حرام وعرضه حرام كحرمة أيام الله وحرمة بيته العتيق أيها المغرور المتبجح بنفسك الخوارة التي نفخ فيها الشيطان فساقك إلى هلاكك
ألا تكفيك الآية : ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ألا تخاف من الله وأنت تعلم بأنه يراك ويعلم ماتتآمر به على الآخرين في الخفاء وتسميه (منافسة) ؟
ألا تكفي ؟ :﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾قوله تعالى:﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
ألا تكفي ؟
ستمئة صفحةفي القرآن الكريم كل آية قانون وقاعدة ومبدأ، ومنهج ودستور، ومع ذلك يقرؤون القرآن، ولا يعملون به، عندها يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ورُبَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه ))
يحب المجادلة، يحب المماحكة، يحب الكلام الفارغ، يغرق في الجزئيات، ينسى مقاصد الشريعة، ينسى سر وجوده وغاية وجوده، يدخل في خصومات، في موضوعات صغيرة جداً.
مرة ألقيت محاضرة في التخطيط الاستراتيجي فذكرت أن النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة تبوك كان أصحابه يزيدون على الألف والرواحل ثلثمائة إلا قليلا.. ما الحل ؟ هو قائد الجيش، هو زعيم الأمة؟ فقال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، لقطة رائعة جداً، ما هذا التواضع ؟ قائد الجيش، زعيم الأمة، قمة المجتمع، رسول الله يسوي نفسه مع أقل جندي، قال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، فلما انتهت محاضرتي وجلست في مكاني كان إلى جانبي رجل يعمل في الدعوة... قال: هناك خطأ، قلت: أين الخطأ ؟ قال: الرواحل كانوا ثلاثمئة وأربعة عشر، الرقم الآن غير معني إطلاقاً...أمثال هذا هو من جعل امتنا في تخلف تعلق بأشياء لاتقدم ولاتؤخر لم يلتفت للحكمة من الكلام والحدث بل التفت يتصيد الأخطاء الغير مقصودة إنهم أعداء الداخل كل داعية جاهل وكل دجال لبس لحية مزيفة وقصر ثوبه وحفظ بعضا من السيرة بأرقامها وغفل عن معناها فأصبح داعية ....أحيانا ترى الإنسان غارقا بالجزئيات، لدرجة أنه نسي الكليات، ونسي مقاصد الشريعة.
الجدال ليس ممدوحاً في القرآن الكريم، نحن في عصرنا المطلوب هو الحوار، أما الجدال ففيه مماحكة، حتى يقول الإمام الغزالي: " ما جادلت عالماً إلا غلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني ".
إذا قلت: الأعور نصف بصير، أليس كذلك ؟ والأعور نصف أعمى، الآن في الرياضيات إذا كان حدان يساويان حداً مشتركاً فهما متساويان، نصف البصير يساوي أعور، ونصف الأعمى يساوي أعور، وعندنا حد واحد مشترك يساوي الحدين، إذاً: الحدان فيما بينهما متساويان، إذاً: نصف الأعمى يساوي نصف البصير، اضرب باثنين الأعمى كالبصير.
في القرآن بالعكس، هل يستوي الأعمى والبصير ؟ بالجدل استويا، عند شخص عنده نفَسٌ طويل للجدال.
تسعة أعشار وقته في مناقشات وجدل لا يقدم ولا يؤخرعندنا قاعدة مهمة جداً: أيّ قضية في الدين لا يبنى عليها حكم فهي باطلة.
مرة سألني مشاهد على التلفاز في السودان وكنت ضيف البرنامج وعلى الهواء مباشرة قال: كيف قَتل قابيل هابيل ؟ قلت له: اختلف علماء السلف منهم من قال :بمسدس بريتا9ملم ومنهم من قال برشاش500 ؟ أنا أشعر عندهؤلاء الأشخاص أسئلة سخيفة جداً لا تقدم ولا تؤخر
ما الذي يعنينا أن نستورد حوادث تاريخية، ثم نتقاتل من أجلها، ثم تسيل الدماء، والخلافات القديمة، الفتنة ماذا تنفعنا ؟ قال تعالى:
﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾التاريخ كله بهذه الآية، ينتهي الجدال فيه، لنا هدف واضح، والوسائل واضحة، ونحن قادمون على دار آخرة فيها جنة يدوم نعيمها، أو نار لا ينفذ عذابها.
هل يستقيم إيمانك حينما ترى في الأرض أقوياء وضعفاء وفقراء، وظالمون ومظلومون ؟ لا بد من الحساب:
إنسان عاش عمرا مديدا، وإنسان مات في سن مبكرة، امرأة وسيمة جداً، وامرأة ذميمة جداً، وتنتهي الحياة، ولا شيء بعد الموت .....أيعقل هذا ؟ أيستقيم إيمانك بهذا ؟ قال تعالى:﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾
أن يأتي طاغية يفني بحرب عالمية ثانية خمسين مليون إنسان بقرار منه، يدير حربا عالمية، وتنتهي الحياة ولا شيء عليه ؟
ما من حساب، ولا إله يحاسب، والله الذي لا إله إلا هو مرة ثانية، ما من قطرة دم تراق من آدم إلى يوم القيامة إلا ويتحملها إنسان يوم القيامة:﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ))
فكيف بمن يبيد أمما، مليون قتيل، أربعة ملايين مشرد، مليون معاق، بقرار واهم، من أجل شيء لم يعثر عليه زوج ظالم يسحق زوجته، يبالغ في إذلالها وإهانتها، وضربها وأخذ أموالها، ثم يطلقها، وتنتهي الحياة هكذا ؟!
إنسان يتاجر بالمخدرات، يفسد شباب الأمة، وينتهي الأمر هكذا ؟
إنسان يدير ملهى يفسد به الشباب والرجال والسائحين، وتنتهي الحياة هكذا ؟
قال تعالى:﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾
كأنه يحسب، هذا يظن القضية بقوته وبغناه، وبقراره، ولن يحاسب.
9 –: ( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ):
يقوم بسياحة حول العالم، يرتكب المعاصي والآثام كلها، يقول لك: إذا أحب عبده أراه ملكه، من قال: إن الله يحبك ؟ إذا أحب عبده أطلعه على ملكه، من فندق إلى فندق، ومن فاحشة إلى فاحشة، ومن ملهى لملهى، ومن نواد ليلية إلى نوادٍ ليلية، ويقول لك: إذا أحب عبده أطلعه على ملكه، قال تعالى:لولا الله أن يحبني لما جعلني غنياً، لا، الله أعطى المال لقارون، وهو لا يحبه، قال تعالى:﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾
أعطى الملك لفرعون، وهو لا يحبه، فلذلك الإنسان غير المؤمن ساذجأو مغرور أو ظالم أو شرير يستند إلى أشياء مضحكة، لأنه جعله غنيا يعد الغنى محبة من الله، لأنه جعله قويا يعد القوة محبة من الله.
10 – (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى)..ومن صفات الإنسان قبل أن يؤمن:
ما دام قويا وغنيا، وبيده الأمور، مدير قوي، أمره نافذ، معه سلطة قانونية يفصل هذا الموظف أو يخصم منه ظلما ...ونسي أن لديه أولاد وسوف يقتص الله منه في نفسه وفي أولاده وبناته ينسى أن الله سيحاسبه.
لذلك المؤمن دائمُ الافتقار إلى الله، ولو كان غنياً، ولو كان متمكناً، يقول: يا رب، تبرأت من حولي وقوتي وعلمي، والتجأت إلى حولك وقوتك وعلمك، يا ذا القوة المتين.
في بدر الصحابة افتقروا إلى الله فانتصروا، لكن في حُنين، وهم علية القوم، وهم صفوة الله من خلقه، وفيهم رسوله، قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾
11 – إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ:
الإنسان قبل أن يعرف الله خاسر، أيّ إنسان، قال تعالى:﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾
لماذا هو خاسر ؟ لأن مضي الزمن يستهلكه، أنت بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك.
تصوروا إنسانا عمره عند الله سبع وستون سنة، وثمانية أشهر، وثلاثة أسابيع، وأربعة أيام، وخمس ساعات، وثمانية عشر دقيقة، وأربع ثوان، هذا عمره، كلما مرت ثانية يقترب من عمره، لأن مضي الزمن يستهلكه.
طبعاً إلا الذين آمنوا، بعد الإيمان هناك وصف آخر، أما الحديث الآن فعن حقيقة الإنسان قبل أن يؤمن، فهو خاسر، عنده تسعون مليار دولار ( بيل غيت )، هو خاسر، أنت وكيل شركة عملاقة، أرباحك اليومية بالآلاف خاسر، هذا كلام الله، أنت عندك وكالة حصرية، خاسر أنت خاسر، الرقم فلكي، الآن هناك أراضٍ ارتفع سعرها من خمسين ألفا إلى خمس ملايين، ارتفعت، يقول لك: بيته في الجنة، فوق الرياح، هذا كلام فارغ. الإنسان قوته وحجمه المالي، ومكانته وهيمنته، ومناصبه ومكتسباته، وشهاداته وسيرته الذاتية، وكم بلدا زار، وعضو في عشرين أو ثلاثين جمعية، حضر أربعين مؤتمرا، كله منوط بنمو الخلايا، فإذا نمت نمواً عشوائياً يأتي النعي على الجدران، عظم الله أجركم، انتهى.
الإنسان تحت رحمة هرمون تفرزه الغدة النخامية، الغدة النخامية وزنها نصف غرام، ملكة الغدد، كل هرمون لو قلّ إفرازه لأصبحت حياة الإنسان جحيماً لا يطاق:
الإنسان سريع العطب.
لا اله الا انتا سبحانك يا الله انى كنت من الظالمين
اللهم لا تزغ قلبى بعد اذ هديته و انتا العفو و القوى وارحم الراحمين
والحمد لله تعالى حمدا طيبا مباركا فيه كما ينبغى
لجلال و عظيم وجهه الكريم وكما ينبغى لعظيم ملكه وسلطانه رب العالمين
شكرا للدعوة
سؤالك في مكانه
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
شكر الله عز وجل ينبغي ان يكون من اولويات حياة المسلمين
فما رايك بالانسان الذي لا يصلي ولا يسجد لله تعالى الا عندما تحل به مصيبة والعياذ بالله
الحمد لله اشكره في السراء واتوكل عليه في الضراء
واتمنى ان يكون جميع المسلمين كذلك لان الله وحده هو القادر على كل شيء في الرزق والنفع والضر .....ألخ
والحمد لله على كل شيء
والله لا ادري ماذا اقول عن حالى عند جلالته سبحانه وتعالى
ولاكني احب ان اقول
اللهم أرزقنا رأيا وجه جلالتك تضحك يوم القيامة
واحشرنا مع المتحابين في جلالك يوم القيامة
واجعلنا اسرع من يجوز الصراط
وابني لنا قصور جار قصور الانبياء
ولا تحاسبنا ولا تعاتبنا ولا تفتنا ولا تضلنا ولا تطردنا ولا تقلنا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. اشكرك اخى الفاضل على الدعوة ..وبخصوص الاية الكريمة (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ) أي : أعرض عن الطاعة ، واستكبر عن الانقياد لأوامر الله ، عز وجل ، كقوله تعالى : ( فتولى بركنه ) [ الذاريات :39 ] .
( وإذا مسه الشر ) أي : الشدة ، ( فذو دعاء عريض ) أي : يطيل المسألة في الشيء الواحد
ولنا مع الاية الكريمة وقفات :
1/أن النعم كلها من عند الله وحده (واذاانعمنا) من مال وصحة ووظيفة ومكانة اجتماعية فعلى الانسان ايطلبها منه ويباشر الاسباب المشروعة لطلبها
2/ أن صفة المؤمن الموفق الاستجابة لله فى وقت الشدة والرخاء وان صة التعرف للالتعرف على فى الرخاء من الصفات التى تجلب عون الله وعنايته فى وقت الشدائد كما جاء فى الحديث (تعرف على الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة
3/ فى الآية اشارة الى سنة كونية أن طبيعة الحياة لا تدوم على على واحد (وتلك الايام نداولها بين الناسى ) حال واحد فهى رخاء وشدة لانها دار الاختبار والباء والخير امتحان كما قال تعالى ( ونبلوكم بالخير والشر فتنة والينا ترجعون )
4/فى الآية لطيفة واشارة الى أهمية التطوير والتغيير فالأ صل فى الإنسان أن كنود وجهول و(ان الانسان لفى خسر) و(واذاانعمن على الانسان أعرض ..) كما فى هذه الآية فعلى الانسان التطور ووالتغيير من هذه الصفات السالبة والتحلى بالصفات الحميدة مستضيئا بنور الكتلاب والسنة مادة التطوير والاولى ولا مانع من الاستفادة من الاساليب الحديثة العلمية التى تقود الى التطوير والتغيير للافضل
4/وجوب شكر نعم الله تعالى وعدم جحودها فهو سسبب الحصول على السعادة ا التى ينشدها كل انسان فقد قال العلماء اسباب العبد للوصول الى السعادة ثلاثةة اذا ابتلى صبر واذا انعم عليه شكر واذا اذنب واستغفر
**هذا ماستفدته من التأمل فى هذه الية الكريمة - نفعنى الله واخوانى بهذه الاشارات
اللهم ثبت قلوبنا على دينك
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
اللهم لا تجعلنا ممن قلت فيهم: " وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونآى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض"
آميــــن آميــــن آميــــن
لا الة الا الله سبحانك انى كنت من الظالمين ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾
قوله تعالى:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾
( سورة فصلت: الآية46)
ألا تكفي ؟ قوله تعالى:
﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾
( سورة سبأ )
ألا تكفي ؟ قوله تعالى:
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾
( سورة الرحمن)
ألا تكفي ؟ قوله تعالى:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
( سورة طه)
ألا تكفي ؟ قوله تعالى:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
( سورة البقرة )
ألا تكفي ؟
شكرا أخي الكريم جمال جملك الله في الدنيا وألآخرة ,,,, واشكر كافة ألأخوات وألأخوة ألكرام أصحاب ألأجابات ألقيمة وقد صوت لأستحقاق اجاباتهم ألقيمة ,,, ولكني أقدم وأثني عل اجابة أخي الكريم وأستاذي ألفاضل ألدكتور ألجليل محمد ألجفالي اطال ألله عمره فلم يدع لي ما يقال بعد وكيف لتلميذ أن يجيب بعد استاذه ,,, وفقكم ألله جميعا لما فيه خيركم ورضاه وجعلنا وأياكم من الشاكرين الحامدين ألذين يتقونه حق تقاته وألذين يذكرونه في السراء وألضراء ومن كظمي ألغيظ وألعافين عن ألناس وألله يحب ألمتقين ,,, وشكرا اخي جمال على حسن أختيارك فيما تجمع ألأحبة عليه وفقك الله وأياهم واينا أجمعين