Register now or log in to join your professional community.
من المعروف أن هناك علاقة وثيقة بين الإعلان والعلاقات العامة في سوق العمل، فكلاهما يهدف إلى الاتصال بالرأي العام ومحاولة بلورته وتعديله والتأثير فيه. هل يوجد فرق بين التخصصين.. لنرى ذلك.
رغم التشابه إلا أنهما يختلفان عن بعضهما البعض. فالإعلان يهدف إلى الترويج للمنتج أو الخدمة لقاء مقابل مادي. أما العلاقات العامة فتهدف إلى التعريف بالشخص أو المنتج وتحسين صورته أمام الجمهور بأساليب أخرى لا تعتمد على دفع مقابل مادي. فكما يقول البعض، “الدعاية هي ما تدفع للحصول عليها، أما العلاقات العامة فهي ما تأمل في الحصول عليها.”
ويمكن توضيح الاختلاف بين المجالين من خلال المثالين التاليين. عندما يذهب العميل إلى وكالة دعاية وإعلان، فانه يتوقع من المتخصصين أن ينظموا حملة للترويج للمنتجات أو الخدمات التي يقدمها. ويتطلب هذا العمل بعض اللمسات الفنية والإبداعية الخاصة جنبا إلى جنب وضع إستراتيجية جيدة لعرضها على اكبر عدد ممكن من المستهلكين- وذلك من خلال شراء بعض المساحات لنشر الإعلانات في الصحف والمجلات أو عرضها في الإذاعة والتليفزيون والانترنت.
كذلك، عندما يذهب العميل إلى وكالة علاقات عامة، فإنه يسعى أيضا إلى الاتصال بالجمهور. لكن، على عكس أخصائي الدعاية والإعلان، يقوم أخصائي العلاقات العامة بإقناع الصحفي بالترويج للعميل دون أن يدفع له أي مقابل مادي. ولا يتوقف دور أخصائي العلاقات العامة على إقناع الصحفي بذلك إذ أن عليه أن يتأكد أن العميل سوف يظهر في أفضل صورة ممكنة.
في الواقع، تحقق حملات العلاقات العامة نتائج أفضل من الحملات الإعلانية وذلك لتأثيرها الايجابي على الجمهور الذي يميل لتصديق المقالات والتقارير الصحفية أكثر من الإعلانات المدفوعة- لكن المشكلة هنا هي أنه لا يوجد ضمانات لنجاح مثل هذه الجهود. على سبيل المثال، قد يقوم مدير مؤسسة تجارية كبرى بتحسين صورة مؤسسته أمام الجمهور من خلال افتتاح مشروع خيري أو حضور مناسبة عامة ترصدها الصحف. لكن قد تتصادف تغطية هذا الحدث مع وقوع زلزال أو حادث مأساوي يجذب اهتمام الرأي العام. وفي المقابل، إذا قام نفس العميل بالترويج لما يقدمه من خدمات من خلال حملة إعلانية تليفزيونية فإنه سوف يضمن عرض سلعته على الجمهور مهما كانت الظروف، وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة أنه سوف يحقق أرباحا كبيرة.
وختاما، تظل العلاقات العامة والإعلان من أكثر المجالات المتداخلة التي لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح في سوق العمل دون توظيفها بشكل جيد. فكثير من خبراء الدعاية والإعلان يرون أنه من غير المنطقي أن ينفق العميل آلاف الريالات على الإعلان عن منتجاته في الوقت الذي لا تحظى مؤسسته بمصداقية وسمعة جيدة في السوق. لذلك، تعتمد العديد من وكالات الدعاية والإعلان في برامج التسويق على خطط تجمع بين الدعاية التقليدية، والتسويق المباشر، والإعلانات التفاعلية، والترويج للمنتجات، وتحسين صورة الشركة، بالإضافة إلى بعض الأدوات الأخرى. كما أن غالبية وكالات الدعاية الكبرى لديها أقسام علاقات عامة, فمن خلال تحسين الوعي بالمنتج، تضمن العلاقات العامة نجاح البرامج الإعلانية والدعائية.