Register now or log in to join your professional community.
بالرغم من الدور القيادي الإداري للسومريين فانه لا ينبغي التقليل من الدور التاريخي للاقوام الاخرى. في الوقت الذي يمكن تقديم تواريخ تقريبية عن فترة ما قبل التاريخ، تتطلب الفترات التاريخية اطارا ثابتا للتسلسل الزمني والذي وللاسف وإلى الآن لم يتم تثبيته للنصف الاول من الالفية الثالثة ق م. ان اسس التسلسل الزمني مابعد1450 ق م قد تم تامينها ببيانات تتضمن قائمة باسماء ملوك الآشوريين والبابليين، والتي غالبا مايمكن تدقيقها عن طريق الرقم المؤرخة والقائمة الاشورية للاشخاص المؤسسين ( الموظفين الذين يعينون سنويا والذين تشير اسماؤهم الى سنة معينة). والتي ارخت بعدة اشكال1594 ق م (وسط)1530 ق م (قصير) او1730 ق م (تسلسل طويل). وكحل وسط فقد استخدم هنا التسلسل الوسط .العديد من السلالات المتسلسلة تتداخل منذ1594 ق م لتصل الى بداية سلالة اور الثالثة، حوالي2112 ق م. ومن هذه النقطة الى بداية السلالة الاكدية (2334 ق م) فالفترة يمكن ان تحسب ضمن40 الى50 سنة من خلال حكام لكش والتقليد غير المؤكد بخصوص نواب الملك كوتيان. هناك احتمالية اختلاف من70 الى80 سنة مع "أور نانشه" الملك الاول في سلالة لكش (2520 ق م)، والتواريخ السابقة ما هي الا محض تخمين: يعتمدون على عوامل ذات صلة محدودة، مثل تخمين مستويات الاحتلال او التدمير، ومستوى التطور في النص ( علم دراسة الكتابات القديمة)، شخوص المنحوتات، والفخاريات، والاختام الاسطوانية، وعلاقتها بالمواقع المختلفة. وباختصار، فان التسلسل الزمني للنصف الاول من الالف الثالث هو محض تخمين الكتاب انفسهم. ان الكربون –14 كشف عن تواريخ تعتبر حاليا قليلة وابعد من ان تعطى وزنا كبيرا. وعليه فينبغي قبول التحول من الالفية الرابعة الى الثالثة بتحفض وحذر، حيث ان ازدهار حضارة اوروك القديمة واختراع الكتابة.
لقد قام السومريون في اوروك ولربما في مدن اخرى بذات الحجم بالعيش حياة المدن والتي يمكن تخيلها كالاتي: معابد ومناطق سكنية؛ زراعة مكثفة، تربية المواشي، وصيد الاسماك، وزراعة اشجار النخيل مشكلين بذلك اعمدة الاقتصاد الاربعة الرئيسة؛ وصناعات عالية التخصص تمثلت بالنحت ونقش الاختام والتعدين والنجارة وبناء السفن وصناعة الفخار وعمال القصب والاقمشة. كان البعض من الشعب يمون بالارزاق من قبل نقطة مركزية للتوزيع، والتي اغاثت الناس المحتاجين بتامين احتياجاتهم من المواد الغذائية الرئيسة مقابل عملهم يوميا لمعظم ايام السنة. وقد ادامت المدينة ارتباط تجاري فعال مع الاراضي الاجنبية.
احد اهم الاسئلة التي ينبغي معرفة الاجابة عنها عند بحث "التنظيم" و " حياة المدينة" هو " البناء الاجتماعي" وشكل الحكومة؛ وعلى كل فيمكن الاجابة عليه بصعوبة وان استخدام الدلائل من مراحل لاحقة يحمل معه خطورة المفارقة التاريخية. ان الكلمة السومرية للحاكم، والجودة هي "لوكال" والتي تعني حسب جذر الكلمات " الشخص الكبير". ان اول ظهور لهذه الكلمة هو من زمن "كيش" حوالي2700 ق م ، مادام ان الظهور الاقدم منذ "اوروك" غير اكيد حيث يجوز ان القصد منها هو اسم شخص:" المسيو ليغراند". كان اللقب الخاص للحاكم في اوروك هو " إن" . وعرفت هذه الكلمة في حقب لاحقة، ووجدت ضمن اسماء مقدسة مثل "إنليل" و " إنكي" والتي غلب عليها المفهوم الديني والتي تترجم الى السعي الى مركز افضل، مثل كاهن او كاهنة. ان لفظة " إن" كلقب للحاكم، قد جاء ذكرها في الملاحم القليدية للسومريين (كلكامش هو إن الكولاب" منطقة في اوروك) وخاصة في اسماء الاشخاص.
وقد أكدت كتب الادب والمصادر التاريخية الأخرى ان الصورة التي يعكسها الموروث الادبي لبلاد مابين النهرين واضحة جدا ولكن ليست بالضرورة تعبر عن الارتباط التاريخي. كانت قائمة ملوك السومريين على مر الزمان مركزا للاهتمام. ان هذا هو انشاء ادبي، يعود الى ايام بابل الاولى والذي يصف الملوكية ( نام لوكال بالسومرية) في بلاد مابين النهرين من العصور البدائية الى نهاية سلالة إيسن الاولى.
ان السؤال الذي يبرز هو كم كانت سرعة انتشار الكتابة ومن هم الاقوام الذين استخدموها في حوالي3000 ق م او بعد ذلك بقليل. في كيش، شمال بابل، حوالي120 ميلا شمال غرب اوروك، عثر على رقم صخري بنفس مجموعة العلامات القديمة التي عثر عليها في اوروك ذاتها. ان هذه الحقيقة توضح انه كان هناك تماس ثقافي بين شمال وجنوب دولة بابل. ان انتشار الكتابة بشكل غير محور يفترض وجود مدارس في العديد من المدن والتي عملت على نفس المبادئ والتصقت ببعضها بنفس الذخيرة من العلامات المعترف بها. ان من الخطأ الافتراض بان اللغة السومرية كانت تنطق في كل المنطقة التي تبنت الكتابة. اضافة الى ان الخط المسماري للغات غير سومرية كان موجودا منذ القرن السابع والعشرين ق م.
كان في بلاد مابين النهرين وباستمرار ناطقون باللغات السامية. من السهل اكتشاف هذه الظاهرة في بلاد مابين النهرين القديمة، اما اذا كان الناس قد يدأوا بالمساهمة في حضارة المدينة في الالف الرابع ق م او فقط في الالف الثالث كما هو معروف. منذ4000 سنة مضت كان بعض الساميين ( الاموريين، والكنعانيين، والآراميين والعرب) بدوا رحلا يجوبون حافات البلاد العربية او الهلال الخصيب، والبعض استقر واستوطن؛ ويمكن ملاحظةالانتقال الى حياة الاستقرار من خلال ايقاع ثابت لكنه غير متساو. وعليه فهناك ارضية جيدة لافتراض ان الاكديين (واقوام اخرى سامية سبقت الاكديين غير معروفين بالاسم) كانوا يعيشون ايضا حياة البداوة بدرجة اكبر او اقل. على كل فقد يكونون رعاة دجنوا الغنم والماعز، والتي تتطلب تغيير المرعى حسب الوقت من السنة ولا يمكنهم المكوث اكثر من مسيرة يوم واحد بعيدا عن مصادر المياه. ان حياة البدو التقليدية ظهرت بتدجين الجمال في فترة الانتقال من الالف الثاني الى الالف الاول ق م.
ومن الصعب وصف العلاقات الخارجية لدولة مثل لكش، والاصعب منه القاء الضوء غلى تركيبتها الداخلية. فلاول مرة، تشكلت دولة تحوي اكثر من مدينة مع المقاطعات المحيطة، لان حكاما اصحاب شخصيات عدائية استطاعوا ان يوسعوا تلك المقاطعة الى ان اصبحت لا تشمل جيرسو فحسب، العاصمة، والمدن مثل لكش و نينا (زورغول) ولكن العديد من المحلات الصغيرة وحتى ميناء بحري "جوابا". بالرغم من كل ذلك فانه ليس واضحا الى اي حد تكاملت المقاطعات المحتلة اداريا. في مناسبة واحدة استخدم اوروك اكينا معادلة " من حدود نينجيرسو ( وهو اله مدينة جيرسو) الى البحر،" واضعا في باله مسافة125 ميلا. ليس من الحكمة الظن بان الدولة المنظمة في ذلك الوقت كانت تفوق هذا الحجم.
ولقد كانت نظرة الدارسين والباحثين ولعدة سنوات مرتبطة بمفهوم السومريين لدولة المعبد، والتي كانت تستخدم لايصال فكرة نظام ان الحاكم، كممثل لالهه، يملك نظريا كل الاراضي، اما الاراضي المملوكة لافراد فكانت حالات نادرة وشاذة. ان مفهوم مدينة المعبد قد اشتق جزئيا من التفسير المفرط لمقطع من النص الاصلاحي لأوروك اكينا،بينت الحفريات (تنقيب) والنصوص الكتابية المتبقة من المدن السومرية وجود العديد من المهن والحِرف التي مارسها النساء والرجال، ويمكن تعدادها أهمها كالتالي:
صناعة المعجنات (فران)- مهنة تحضير اللحوم (جزار) - مهنة تحضير الطعام (طباخ) - صناعة القصب كالسلال والبسط - صناعة الفخار (فاخوري) - مهنة قطع وإعداد الحجر (حجار) - صناعة التماثيل (نحات) - صناعة الخشب (نجار) - صناعة أدوات الوزن - صناعة القوارب - صناعة الملابس (خياط) - مهنة التزيين (حلاق) - مهنة الطب (طبيب) - مهنة التعليم (مدرس) - مهنة الكتابة (كاتب) - مهنة البناء (معمار) - أدارية وقيادية - رئيس بلدية - ضابط - سفير - مدير معبد - كاهن - مدير مكتبة - ناظر أشغال - مدارس......
وتوصف المدارس في التقليد السومري على أنها بيوت الألواح، وقد كشفت البعثة الفرنسية في ماري بيتي ألواح، حيث كان الطلاب يجلسون على مقاعد من الأجر، كما أن قوائم الكلمات تشير إلى وجود نظام مدرسي في الألف الرابع ق.م، وشكلت النصوص المدرسية التي وجدت في شورباك والتي تعود إلى منتصف الألف الثالث ق.م دليل مباشر على ذلك، وقد وجد على نهايات ألواح التمارين أسماء الطلبة وأسماء ابائهم الذين كانوا يعملون في المهن الإدارية والقيادية بشكل أساسي ،هذا وكان على الطلبة في البداية تعلم2000 مقطع-رمز مسماري، ومن بعض النصوص يمكن تتبع آليات التعليم من قبل المدرسين الذين يسمون آباءً، حيث نجد بعض الفكاهة كطريق لأيصال المعلومات، من مثل قصة" الذئب الذكي والذئاب التسعة الأغبياء"، لتعليم عملية الجمع
و من المرجح أن المعارف التي توجب على الطلبة إتقانها هي رسم (تخطيط) المقاطع الكتابية، واللغة السومرية مما يعني القدرة على الكتابة والقراءة، فقد توجب كتابة القصص التعليمية والحِكم والأناشيد والملاحم
لقد قدمت الحضارة السومرية أقدم ما هو معروف حتى الآن على الاشتغال بالرياضيات، فهم من طور استخدم النظام الستيني في العدّ، وأول من أوجد القبة، وأول من بنا الصروح الضخمة في أور وأوروك ولكش، كما هو معروف من الزقورات، الأمر الذي يحتاج إلى حسبات هندسية رياضية، كما تبين النصوص أنهم عرفوا بعض الكواكب منها كوكب عطارد
ادارة الأقاليم، والجيش، والقضاء، والتعليم، والبريد، والنقل والمواصلات، والزراعة والري، والتجارة، والصناعة
أدارة الملك للبلاد
مع اجابه المستشار : عادل مصطفى حسين
والاستاذ الفاضل :عبد الكريم محمد
كان اهم مبداء هوا استقلال كل ادارة منطقه او مدينه بذاتها بحيث تدير شؤنها الداخليه بنفسها دون تدخل من الادارات الاخري
(والذي يشبهه في عصرنا الحالي هوا( مبداء الفصل بين السلطات
(في القانون الأداري المصري)
اؤيد اجابة ا. اسامة احمد رجب :)
في انتظار اجابة تحليلية رائعة منك دكتورنا الكريم
اشتهر السومريين بالرقابة الشديدة التى مارسوها من خلال نظام المعابد و الكهنة حيث استخدموا نظاما ضريبيا محكما في جباية الضرائب وادارة أموال الدولة
فقد كان كل كاهن مكلفا بالاشراف على جباية الاموال التى كانت في حوزته كما مارس هذا النظام عملية تسجيل المعلومات و البيانات المالية في المعابد و كافة المعاملات التى كان يقوم بها الكهنة و هذا ما نسميه في الوقت الحاضر بالارشيف .
الحضارة السومرية مثلا اهتمت بحفظ السجلات و الوثائق
الفراعنه اول