Register now or log in to join your professional community.
<p>القانون الدولي العام</p>
الجريمتان تشتركان في خصائص التخطيط المحكم والأهداف القذرة
يشكل الإرهاب تهديدا مستمرا للأمن والسلم والاستقرار في دول العالم، فضلا عما يسببه من انتهاكات لحقوق الإنسان، وتكمن خطورته، حسب دراسة مصرية، في تنامي العلاقات بين الجريمة المنظمة والإرهاب، فالتشابه الكبير في التنظيم الهيكلي لكل منهما وفي استخدام أساليب العنف وإدارة العمليات في سرية تامة وتنفيذها في دقه شديدة، أدى إلى ذهاب البعض إلى اعتبار الإرهاب صورة من صور الجريمة المنظمة. وتتداخل أحيانا طبيعة عمل الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية إلى الحد الذي يصل إلى التحالف الوثيق، إلا أن ذلك لا يعني الخلط بين الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية. وتتمثل الخصائص المشتركة في أن كلا منهما يتخذ العنف غير المحدود لتحقيق غايته غير المشروعة، فضلا عن نشرهما الرعب والذعر بهذه الوسائل، ثم تشابه الهيكل التنظيمي لكل منهما والقائم على العلاقة الهرمية بين أعضائه.وتعتبر شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة غاية في التنظيم والدقة، فضلا عن السرية في تنفيذ المهام، كما تعتبر شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة عقبة أمام التنمية الاقتصادية. وتمتد الشبكات الإرهابية والجريمة المنظمة في بعض الأحوال عبر حدود الدول .هذه الخصائص المشتركة لكل من الإرهاب والجريمة المنظمة جعلت البعض يرى أن الإرهاب هو أحد أشكال الجريمة المنظمة بأبعادها الجديدة بالنظر إلى آثارها السلبية التي تمتد إلى مناطق متعددة من العالم.لكن،
رغم أوجه التقارب هذه، إلا أن هناك رأيا مخالفا يرى عدة اختلافات بين الإرهاب والجريمة المنظمة. فالإرهاب ممكن أن يقع من شخص واحد في حين إن الجريمة المنظمة لا تقع إلا من مجموعة أشخاص وذلك لأنها جريمة جماعية كما أن العنف في الإرهاب يوجه إلى مجموعة أشخاص دون تمييز كما يحصل في العمليات الإرهابية بينما يكون العنف في الجريمة المنظمة بالقدر اللازم لتحقيق أغراضها غير مشروعة .وغالبا ما تقوم الحكومات بالتفاوض مع الجماعات الإرهابية وهو ما يعبر عن الاعتراف بها ويضفي عليها صفة الشرعية بغض النظر عما ترتكبه من جرائم، الأمر الذي لا يتصور حدوثه مع جماعات الجريمة المنظمة. ويعتبر الدافع هو الاختلاف الأساسي والجوهري بين الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة فالجماعات الإرهابية تسعى إلى إسقاط الحكومات والأنظمة للوصول إلى السلطة في حين يعتبر الدافع الأساسي لجماعات الجريمة المنظمة الربح المادي فتعمل داخل الأنظمة القائمة دون الرغبة في إسقاطها.