قال تعالى(يا ايها اللذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

من المؤسف أن يجد المسلم خرقاً واضحاً من قبل كثير من المسلمين لهذه القاعدة القرآنية المحكمة: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، وازداد الأمر واتسع مع وسائل الاتصال المعاصرة كأجهزة الجوال والإنترنت وغيرها من الوسائل!

وأعظم من يكذب عليه من الناس في هذه الوسائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكم نسبت إليه أحاديث، وقصص لا تصح عنه، بل بعضها كذب عليه، لا يصح أن ينسب لآحاد الناس فضلاً عن شخصه الشريف صلى الله عليه وسلم.

ويلي هذا الأمر في الخطورة التسرع في النقل عن العلماء، خصوصاً العلماء الذين ينتظر الناس كلمتهم، ويتتبعون أقوالهم، وكلُّ هذا محرم لا يجوز، وإذا كنا أمرنا في هذه القاعدة القرآنية: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} أن نتحرى ونتثبت من الأخبار عموماً، فإنها في حق النبي صلى الله عليه وسلم وحق ورثته أشد وأشد.

ومثل ذلك يقال: في النقل عما يصدر عن ولاة أمور المسلمين، وعن خواص المسلمين ممن يكون لنقل الكلام عنهم له أثره، فالواجب التثبت والتبين، قبل أن يندم الإنسان ولات ساعة مندم.

ولا يقتصر تطبيق هذه القاعدة القرآنية: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} على ما سبق ذكره، بل هي قاعدة يحتاجها الزوجان، والآباء مع أبنائهم، والأبناء مع آبائهم. ولله كم من بيت تقوضت أركانه بسبب الإخلال بهذه القاعدة القرآنية!

بسم الله الرحمن الرحيم

أختى الفاضلة

قال صلى الله عليه وآله وسلم: أما علامة الفاسق فأربعة: اللهو واللغو والعدوان والبهتان

وحذر أمير المؤمنين عليه السلام من الانقياد والامتثال لأوامر المتكبرين وإن كانوا من سادة وقادة القوم لما في ذلك من أثر سيئ كما في قوله عليه السلام: «ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم... فإنهم قواعد أساس العصبية، ودعائم أركان الفتنة... وهم أساس الفسوق، وأحلاس العقوق

ووصف الإمام علي عليه السلام الفاسق بأنه يفعل الحرام برغبة ومحبة دون نفور وتردد بل يبقى ملازما للحرام حتى يصيبه الوهن وتعطله الشيخوخة كما قال عليه السلام: «آثروا عاجلا وأخروا آجلا، وتركوا صافيا وشربوا آجنا، كأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه، وبسئ به ووافقه، حتى شابت عليه مفارقه، وصبغت به خلائقه

 عند تأمل الآيات الكريمة في القرآن الكريم نقف على العواقب السيئة للفسق،

وهي كما يلي:   الفسق يوجب هلاك الأمم وعذاب الدنيا قبل الآخرة كما في قوله تعالى  " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا   الفسق يوجب الدخول في جهنم كما في قوله تعالى" وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون).  

   الفسق يوجب العذاب الشديد الذي يجعل الطغاة والجبابرة أذلاء كما في قوله تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون  

  الفسق يوجب سقوط العذاب من السماء على الفاسقين كما في قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون  

   الفسق يوجب عدم الثقة بصاحبه كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين  

  الفسق يوجب الضلال وعدم الهداية والإيمان كما في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين)

.وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين  

  الفسق يوجب عدم قبول الأعمال، كما في قوله تعالى: {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين 

   الفسق يوجب عدم رضى الله تعالى عن الفاسقين: {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين

  يكون الفاسق بمنزلة فرعون وقومه كما في قوله تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين   

الفسق يوجب الخزي يوم القيامة كما في قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين 

الفسق يوجب زيغ القلوب وانحرافها عن الحق كما في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين

شكراً على الدعوة...

الفاسق هو من زادت مادة النفاق في قلبه عن مادة الإيمان فأصبح النفاق يسيرها فتقوم الجوارح بإتباع أوامر القلب وإذا تأملنا نص الآية الكريمة في قوله تعالى : إذا جاءكم فاسق بنبأ ..) فأثبت الله سبحانه وتعالى بأن من يأتيك بنبأ يزرع الفتنة بينك وبين أخوانك المسلمين فهو فاسق لأن من صفات المؤمنيين إصلاح ذات البين لا إشعالها  وقد أتى الله جل جلاله بالعلاج لهذه المشكلة بالتبين فليس كل من أتي إليك بنبأ تصدقه وتقوم بإفعال تندم عليها لاحقاً إذا ثبت إن منبئك كان كاذباً إذاً قبل كل شيء لابد من التبين والتأكد قبل فعل أي تصرف أهوج ولنا في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قدوة حين قال(ليس الشديد منكم بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب أو كمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لابد تهدئة الغضب في حين نقل إليك خبرا تكرهه ثم التأكد من مصداقية الذي نبأك بهذا الخبر وبعد ذلك لك حرية التصرف وفق شرع الله سبحانه وتعالى 

ولكي خالص التحية والتقدير..

نتحرى عن اى خبر يصلنا اولا قبل الحكم بصحته من عدمها . حتى لا نقوم بتصرف كرد فعل نندم عليه فى المستقبل . وصدق الله العظيم فى كل ما اخبرنا به فى القرآن الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم .

اجابة رائعة من السيد هاني بهجت 

نتبين اولا مما نسمعه , ثم نحدد ان كان فاسقا ام لا , حتى لا نكذبة فنظلمة , وحتى لا نصدقة فنبهت الاخرين بدون وجه حق

أتفق مع أجابة الاستاذ هانى وشكرا على الدعوة

صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد

شكرا للدعوه، أتفق مع اﻷساتذه اﻷفاضل في كل ما أدلوا به.

شكرا على الدعوه