Register now or log in to join your professional community.
اسماء عبد الرحمن *****************متألقة دوما *****************أيضا
هو مفهوم وافد من علم المواد، ليصف المادة التي تستعيد خواصها بعد التعرض لعوامل خارجية، إذن هو مفهوم دينامي دال على نشاط المادة، ولم توفق في بداية الأمر إلى مصطلح يحقق هذا المعنى وفي الوقت نفسه يحقق سهولة الإستخدام والتداول – إلى أن توصلت إلى مصطلح الصمود حيث يمكن توظيفه ليتجاوز المسمى إلى المضمون، وذلك بتحليله ليشير كل حرف من حروفه إلى عملية :
* يشير حرف "ص" إلى الصلابة، حيث مقاومة الإنكسار أمام التحديات والمحن.
* يشير حرف "م" إلى المرونة، حيث القدرة على تعديل المسار وخلق البدائل.
* يشير حرف "و" إلى الوقاية الداخلية والخارجية، حيث العوامل الشخصية والبيئية التي تحمي وتقي من الخطر.
* يشير حرف "د" إلى الدافعية، حيث المثابرة والدأب.
وهكذا تم إختيار مصطلح " الصمود " ترجمة لمفهوم Resilience.
حيث يمثل الصمود لبنة في منظومة علم النفس الإيجابي، ذلك المنحنى الذي يعظم القوى الإنسانية ويسعى لإكتشافها وتنميتها – فالصمود هو القوة التي تسمح للإنسان أن يتجاوز التحديات وينهض وينهض مما يتعرض له من عثرات ليحقق النمو والكفاءة، ويستمد مفهوم الصمود مكانته على الخريطة العلمية من المشهد الإجتماعي، حيث تحيط بالإنسان منذ نشأته تحديات لا قبل له بتجنبها ولا قبل له بالتغلب عليها، وعليه أن يواجهها أو يتعايش معها أو يتجاوزها، وهنا تكتشف لنا فاعلية الصمود ودوره المحوري في بناء الشخصية، فإذا كانت القوى الخارجية لا قبل لنا بمواجهتها أو التغلب عليها – فكيف لنا أن ننمي القوى الداخلية كي نحيد تأثيراتها وتداعياتها السلبية بما يمكن أطفالنا من تحقيق النمو والتكامل.
(صفاء الأعسر،2011،9-10 )
وأيضا هو عملية التكيف بشكل جيد في مواجهة الشدائد، والصدمات النفسية، والأزمات أو التعرض للتهديدات او لمصادر كبيرة من الضغوط – مثل المشكلات الأسرية أو المشكلات في العلاقات مع الآخرين، والمشكلات الصحية الخطيرة أو ضغوط العمل، والضغوط الإقتصادية . وهو مايعني " الإرتداد " من التجارب الصعبة.
( American Psychological Association,2000 )
وهو العملية المستمرة للتكيف الشديد مع أي صدمة أو أزمة أو مأساة أو تهديد أو أي مصدر ضلغط ذي دلالة. وهو مقاومة الخبرات القاسية والمواقف الضاغطة، والنهوض بفاعلية بعد هذه الضغوط والأزمات الخطيرة.
باختصار ك هو نهج سلوكي يتبع لمواجهة ضعوط الحيا بمختلف نواحيا
عندما ننظر فى علم النفس الى مصطلح الصمود النفسي نجد معناه يشبه المعنى فى عالم البناء والتشيد حيث يوصف المواد التى تستعيد خواصها بعد التعرض للطرق أو التمدد أو الأنكماش، وغيرها من المؤثرات الخارجية، وهو نفس المعنى الذى يحمله الصمود النفسي فى علم النفس إذ يعنى القدره على استعادة الفرد لتوازنه بعد التعرض للمحن والصعاب، بل وقد يوظف هذه المحن والصعاب لتحقيق النمو والتكامل، وهو بالتالى مفهوم يحمل فى معناه الثبات، كما يحمل الحركة.
فالصمود النفسي يعتبر من الركائز الأساسية الكبرى فى علم النفس الإيجابى، فهو المنحى الذى يثمن ويعظم القوى الإنسانية، باعتبارها قوى أصلية فى الإنسان مقابل المناحى السائدة الشائعة والتى تعظم القصور وأوجه الضعف الإنسانى، وهذا الاختلاف فى الرؤى لا يتعارض مع وحدة الهدف وتحقيق جودة الحياة.
ونجد أن هناك مجموعه من العوامل التى يمكن ملاحظتها وقياسها لتحديد درجة صمود الفرد ومنها كيفية تفاعل الفرد مع المواقف والأحداث التى يتعرض لها بكل ما لديه من جوانب إيجابية معرفية (تفاؤل، نظره ايجابيه للأحداث)، ووجدانيه (الرضا عن الذات، والشعور بالسلام الداخلى، والطمأنينه والهدوء النفسي، ومفهوم ذات ايجابى)، وسلوكيه (تحقيق أهداف واقعيه على أرض الواقع، تفاعل إيجابى مع البيئة المحيطة، ردود أفعال إيجابيه تجاه المجتمع).
وأيضاً من خلال بيئة أسرية متماسكه تقوم بوظيفتها النفسيه والإجتماعية، ومعايير وعادات اجتماعيه تؤكد العدالة الإجتماعية وثقافة تنمى القيم الأخلاقية والجمالية باسلوب متزن، وبناء على تفاعل تلك العوامل مجتمعة مع بعضها البعض فإن الصمود منتج أو مخرج لمحصلة الجوانب الإيجابية للفرد والبيئة المحيطه وليس سمة يتسم بها فرد عن آخ ، ويقاس الصمود بمدى تحقيق الفرد لنواتج إيجابية مصاحبة أو لاحقه للتعرض للمحن أو الصعوبات.
ونتيجه لهذه التركيبة الشبكية يقاس الصمود النفسي بصوره مباشره أو غير مباشره من خلال المتغيرات الأكثر ارتباطاً به من ناحية وهى عوامل الوقاية أو التعويض من ناحية ، وحجم المشكلات التى يعانى منها الفرد كدالة للنواتج الإيجابية أو السلبية من ناحية أخرى.
ونحن ما أحوجنا فى الوقت الراهن إلى الصمود النفسي ، لتحصين أنفسنا ضد الضغوط المتمثله فى الأحداث المليئة بالتوترات والإرهاب والفكر المتطرف، والفكر المغلوط، والتلوث الأخلاقى الذى أصبحنا نعانى من ويلاته، وما يقلقنا حالياً هو أنعكاس تلك الأحداث على البيئة النفسية والاجتماعية التى هيأناها لنعد أطفالنا ليصبحوا راشدين فعالين، ونحن حالياً نشمر عن صواعدنا لبناء وطن جديد بأيادى أبنائنا وبناتنا المخلصين الجادين فى تحقيق آمالهم على أرض الواقع وفقاً للعدالة الاجتماعية والحرية الفكرية.