Register now or log in to join your professional community.
أجمل ما في الشعر الموزون المقفى هو موسيقاه وأجمل ما في شعر التفعيلة روحه
حيث أن الأول يعتمد على الوزن ابتداءً حتى لو أخل بجزء من المشاعر كقول امرء القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ...بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فقد ذكر المشاعر كلها في شطر البيت الأول ثم وقع في المحظور المشاعري فلم يذكر مشعراً واحداً في البيت الثاني وذلك لأن ضرورة الوزن والقافية اضطرتاه إلى أن يكمل البيت بكلمات موسيقية حتى لو لم تكن مشاعرية . فتأمل ذلك في البيت
وأما شعر التفعيلة أو الشعر الحر فإنه يقع -معترفاً بذلك- في المحظور الشعري ويخرق الموسيقى والقافية إلا أنه لا يكون له أي معنى ولا ينتسب إلى الشعر إذا خلا من المشاعر والكلمات المؤثرة
أنظر مثلاً قول الشاعر:
يا سيدي .. أنسيت أني في هواك متيم؟ أنسيت أني لا أقول أحب إلا أن أكون لها صدوق.. ولها أتوق.. وللحظة القرب التي تجمع ذاك الشمل أهوى!!
أتشك في هذا الهوى يا من هويت؟ وإذا التقيت بك استرقت السمع أسمع منك لحنا لا يزال يعانق الأوتار في قلبي السقيم؟!!
وللإنصاف فإن الشعر العمودي قبل الإسلام وحتى الخلافة الراشدة كان -في معظمه- يحمل المزيتين ويتسم بالصفتين ويتحلى بالحسنيين ذلك لأن الشعراء كانوا مطبوعين على الأوزان الموسيقية له فكان الشاعر منهم يصيغ ما في قلبه من المشاعر في هذه القوالب الموسيقية دون عناء . وأقول (في معظمه) لأن الشعراء في هذا العصر أيضاً قد وقعوا في بعض ما وقع فيه المحدثون وما بيت امرء القيس الذي مر آنفاً عنا ببعيد.
وللإنصاف أيضاً فإن بعض الشعراء الذين يدعون الشعر الحر قد دعاهم إلى شعرهم هذا عدم القدرة على محاكاة الأولين في موسيقاهم ومشاعرهم فطفقوا ينشدون المشاعر دون الحفاظ على الأوزان والموسيقى. والله أعلم
أنا أحب الشعر الحر و أنا اكتب بعض الابيات و أتنمي أن أنهي ديواني في الشعر الحر
لكا منهما جماله الخاص فالموزون المقفى له سحر القافية وجودة الصياغة وجمال اللغة ومثال ذالك
والقى الشرق منها في ثيابي دنانيرا تفر من البنان
اما شعر التفعيلة فيتميز بالقدرة على الرمز والايحاء والاسقاط ومثال ذالك
قال امل دنقل
لا تصالح
اترى لو فقأت عينيك وثبت مكانهما جوهرتين
هل ترى
هي اشياء لا تشترى
اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْـسِي *** اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسـِي وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَـبابٍ *** صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَـسِّ
عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ *** سِنـــَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خـلْسِ
أما الشعر غير المقفى،وهو شعر التغعيلةأو ما نسميه بالشعر الحر؛لأنه تحرر من كل سمات شعرنا العربى:
يا حبّ لم تبق لنا ذكرى لم يطوها الموت كان لنا ماض وقد مرّا ولّفه الصمت سراب لا شيئين, لا معنى لا لفظ لا ظلاّ تدفعنا الآهات والأحزان وما لنا مأوى نبكي فلا تحنو علينا يد بربتة من حنان
فرغم الإحساس العالى للشاعرة نازك الملائكة ،فهى تفتقد ما نجح فيه شوقى من إطراب السامع و جودة الإحساس باللون و الصوت و الحركة وجمال وبهاء الصورة التى رسمها مدعومة بموسيقاه !