أنا شخصيا من لبنان ولكن مقيم في قطر لذا سأتكلم عن لبنان أولا، وسأترك رايي حول الريادية في قطر عندما أرى تفاعلا من الموجودين :)
الريادية في لبنان:
ثقافة الريادية في لبنان مؤصلة في الثقافة المحلية منذ آلاف السنين بسبب الطبيعة الجغرافية البحرية للبنان. فلبنان بلد صغير، جبلي بمعظمه ومعظم التجمعات السكانية التي فيه، نشأت ضمن شريط ساحلي ضيق، في معظمه، خلفه جبال وعره وأمامه بحر فسيح. مما أدى بسكان هذا البلد أن يهاجروا وينشؤوا علاقات تجارية مع الحضارات المحيطة بهم. لذا الجزء الأكبر من الشعب عمل في التجارة منذ القدم.
التجارة هي مهنة ريادية بطبعها وفيها مخاطرة عالية، لذا أدى تبني الجزء الأكبر من سكان لبنان لهذا النوع من الأعمال إلى تجذر الثقافة الريادية في طباعهم الحياتية. الأن يأتي دور النظام السياسي الحاكم لتنظيم حركة هذه الأعمال وتنميتها بشكل يحمي حقوق الرياديين، وهذا ما يفتقده لبنان. ففي تاريخ لبنان الحديث، انهار فعليا نظامه السياسي في سنة ولم يستطع هذا الكيان حتى الأن إنشاء نظام سياسي مستقر منذ حينها. ولكن الثقافة تبقى أقوى وأعمق من أي آليات تنظيم مدنية وسياسية، لذا الثقافة الريادية لا تزال قوية في لبنان وفي نمو ولكن من يقطف ثمارها على الأغلب هم أفراد ومؤسسات خاصة أكثر من المجتمع والبنية التحتية.
بحكم ضعف مؤسسات تطبيق القانون وتطويره في لبنان، لذا يسهل إنشاء مشاريع جديدة ولكن يصعب حمايتها والحفاظ عليها بشكل مستدام وقانوني%، ما يؤدي إلى ضعف نمو الأعمال الريادية المحلية إلا إذا هاجرت ونفذت مشروعها الريادي خارج لبنان ودعمت بالتالي المشروع المحلي.
أما بالنسة لإحترام التجارب الفاشلة فهو موجود ولكن الفاشل هو من يتحمل أعبائه في الغالب أكثر من أن يتم ممارسة الإنعكاس الذاتي والمجتمعي والقانوني على التجربة ومشاركتها ليستفيد منها اآخرين.