ما الفرق بين القوة القاهرة والحادث الفجائي؟

المسئولية الجنائية بين القوة القاهرة وبين الحادث الفجائي, فكلاهما يعدم هذه المسئولية ماديا. فهما ينفيان لدى المتهم السلوك المطابق لنموذج الجريمة كما هو موصوف في القانون, فلا يعتبر الحادث ناشئا عن سلوك المتهم وإنما من القوة القاهرة أو من الحادث الفجائي ومن ثم فلا وجه لان ينسب إلى الفاعل حينئذ أي فعل لم يكن في مقدوره تجنبه, فتدور رابطة السببية المادية كما يزول في الواقع السلوك الإرادي المعبر عن شخصية الفرد, أي ينعدم الركن المادي وتنتفي الجريمة

القوة القاهرة والحادث الفجائي هو الحادث الذي لا يمكن توقعه، وإذا وقع يستحيل دفعه وقد ثار جدل فقهي كبير حول التفرقة بين القوة القاهرة والحادث الفجائي هل كل واحد منهما يكون سببا مختلفا عن الأخر أو هما معا – القوة القاهرة والحادث الفجائي – تعبير واحد لحدث واحد – فقد ذهب أنصار التفرقة إلى أن القوة القاهرة هي الحدث الذي ينجم عن ظروف خارجة عن الشيء نفسه، كحدوث زلزال مثلا أن فيضان أو جفاف أو هجوم عدو، أو إي حدث أخر غير متوقع وأجنبي عن الشيء، ويستحيل دفعه عند وقوعه .

أما الحدث الفجائي فهو الحدث الذي ينجم عن الشيء نفسه كانفجار آلة في مصنع أو انفجار محرك سيارة أو احتراقها، وأنصار الوحدة يرون أن كلا من القوة القاهرة والحادث الفجائي حدث لا يمكن توقعه ولا دفعه عند حدوثه سواء كان ناتجا عن الشيء نفسه أو خارج عنه .

والحقيقة انه لا وجود لأي فرق – ولا ينبغي أن يكون هذا الفرق – بين القوة القاهرة والحادث الفجائي، سواء في المدلول أو النتيجة، ذلك أن كلا منها : القوة القاهرة والحادث الفجائي غير ممكن التوقع وغير ممكن الدفع، وان حرف العطف "و" الذي يجمع بين العبارتين هو عطف تفسير، لا عطف تعدد، أو اشتراك. وهذا ما أكده المشرع المغربي فقد نص الفصل من قانون الالتزامات والعقود على انه (( لا محل لأي تعويض إذا اثبت المدين أن عدم الوفاء بالالتزام أو التأخير فيه ناشئ عن سبب لا يمكن أن يعزي إليه، كالقوة القاهرة أو الحادث الفجائي أو مطل المدين)) كما نص الفصل من نفس القانون على أن (( القوة القاهرة هي كل أمر لا يستطيع الإنسان أن يتوقعه، كالظواهر الطبيعية، (( الفيضان والجفاف والعواصف والحرائق والجراد )) وغارات العدو وفعل السلطة، ويكون من شانه أن يجعل تنفيذ الالتزام مستحيلا .