Register now or log in to join your professional community.
ان جرير أشعر أهل عصره ،وعاش عمره كله يداعب ويهجو شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق.. وحينما مات الفرزدق رثاه بإحدى روائعه .. إذ قال فيها :
لعمري لقد أشجي تميمـاً وهدها......... علي نكبات الدهر موت الفرزدق
عشيـة راحـوا للفـراق بنعشه......... إلي جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي....... إلي كل نجم فـي السمـاء محلـقِ
ثوي حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ...... ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ
عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا............ وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ
فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ.......... لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ
ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب............. وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ
ومن يطلق الأسري ومن يحقن الدما........... يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ
وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه........ وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ
وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ....... إذا مـا أتـي أبوابـه لـم تغلـق
تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه...... بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوي........ فتي مُضرٍ في كل غـربٍ ومشـرقِ
فتيً عاش يبني المجد تسعيـن حجـةً....... وكان إلي الخيرات والمجـد يرتقـي
فما مات حتي لـم يُخلـف وراءه....... بحيـة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ.
قائل البيت هو الشاعر الأموي جرير وهو من شعراء النقائض فكانت بينه وبين الشاعر الفرزدق حرب شعرية شهيرة في عصريهما وشهر بأنه كان سليط اللسان في شعره وهجاءه للفرزدق
الشاعر جرير وقال
قال جرير :
أَتَلتَمِسُ السبَابَ بَنُو نُمَير.ٍ
فـقـد وأبـيـهُمُ لاقُوا سِبَابا .
فلا صلّى الإلهُ على نُـمَيرٍ .
ولا سُقيتْ قَبُورُهُم السحابَا**
ولو وزنتْ حلومُ بني نُمَيرٍ .
على الميزانِ ما وزنتْ ذُبابَا .
فصبراً ياتيـوسَ بـني نُـمَيرٍ .
فإن الحربَ موقِدةٌ شِهابَا .
فغض الطرْفَ إنكَ من نُمَير.ٍ
فلا كــعباً بـلغتَ ولا كِـلابَـــا .
إذا عَضبتْ عَليْكَ بنو تَمِيم .
حَسِبت الناسَ كلهم غِضابَا.وهو من الشعراء الأمويين. جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي (33 هـ - 110 هـ/ 653 - 728 م) شاعر من بني كليب بن يربوع من قبيلة بني تميم وهي قبيلة في نجد، ولد في بادية نجد و يؤكد ذلك قوله في إحدى مطلع قصائده انظر خليلي بأعلى ثرمداء ضحى ـ والعيس جائلة، أعراضها جُنُفُ. حيث أن ثرمداء مدينة في منطقة الوشم في قلب نجد و في باديتها وادي إسمه وادي الكليبية نسبةً إلى بني كليب قبيلة الشاعر.
من أشهر شعراء العرب في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا. كان جرير أشعر أهل عصره، ولد ومات في نجد، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل. كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً. بدأ حياتة الشعرية بنقائض ضد شعراء محليين ثم تحول إلى الفرزدق "ولج الهجاء بينهما نحوا من أربعين سنة" [1] و إن شمل بهجائة أغلب شعراء زمانة [2] مدح بني أمية ولازم الحجاج زهاء العشرين سنة [3)
وصلت أخباره وأشعاره الآفاق وهو لا يزال حيا، واشتغلت مصنفات النقد والأدب به. اقترن ذكره بالفرزدق والأخطل. وقالت العرب في المفاضلة بين جرير والفرزدق :
جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت في صخر
و ذلك دلالة علي أن شعر جرير ذو طابع رقيق منساب بينما كان شعر الفرزدق يتميز بالفخامة وكثرة التنقيح والتدبيج.
وقال الفرزدق في هذا الصدد :
ما أحوج جرير مع غفته إلي صلابة شعري، وأحوجني مع قجوري إلي رقة شعرة.
ما معنى كلمة غض الطرف انك من نميري ***فلا كعبا بلغت ولا كلابا