فقل : مديرون ولا تقل مدراء. لأن جذر مدير رباعي وهو (أدار) واسم الفاعل من الرباعي عادة على وزن مضارعه مع إبدال يائه ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر. فنقول: أقبل يقبل مُقبـِل، وأحسن يحسن مُـحسِن على وزن مُفعــِل ، ومثلها أدار يدير مُـدْيِرعلى وزن مُفعـِل، ولكن لثقل اللفظ، نقلنا كسرة الياء إلى الدال . فكسرت الدال وسكنت الياء ، فصارت مدير. أمَّا أمراء ، وزراء ، وجهاء ... إلخ فجذرها ثلاثي، وربما من هنا جاء الخلط .=======================================قل : الفِرار (بكسر الفاء) وتعني الهروب ، ولا تقل الفرار ( بفتح الفاء ) . لأن الفَرار (بفتح الفاء) تعني الكشف عن أسنان الدابة لمعرفة كم بلغت من السنين. ======================================قل : تَنَـصّت (بمعنى استرق السمع) ولا تقل: تَصَنـّت . النون والصاد والتاء كلمة واحدة تدل على السكوت وانصت لاستماع الحديث ونصت ينصت وفي كتاب الله (وَأَنْصِتٌوا) ونصت على وزن فعل وهي مثل نشد وفي حالة زيادة التاء والتضعيف تصبح ( تنصّت ) ومثلها ( تنشّد ) =========================================قل: حار في أمره ولا تقل: احتار في أمره؛ لأن احتار لم يرد في لغة العرب. ========================================قل: على الطلاب أن يُوجَدُوا الساعة التاسعة، ولا تقل: على الطلاب أن يتواجدوا؛ لأن التواجد من الوجد، والوجد معناه الحب، ومنه الوجدان. ========================================قل: فتاوى وشكاوى ولا تقل: فتاوي وشكاوي فهما جمع لأسماءٍ مقصورةٍ فتوى وشكوى
by
مها شرف , معلمة لغة عربية , وزارة التربية السورية
إن ما يكلم القلب ويدمع العين تلك العجمة في ألسنة كثير من المتصدرين المشهورين ومن هم في طريقهم إلى الشهرة بفعل الفضائيات وتلك المواقع، وقليل من يحسن العربية إلقاء وكتابة وتحدثا مع المشاهدين. ونجد اللحن في كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يؤدي إلى تحريف كلام الله عن مواضعه والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولن تستطيع أن تصغي بانصات أذا سمعت الفاعل منصوبا والمفعول به مجرورا. وصارت العجمة هي الشعار للأسف ونجد المبتدئين يتصدرون للتدريس والفتوى دون تأهيل حتى هزلت وبدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس. وراحو يتحررون من قيود اللغة وآدابها كالتحرر من قيود الوزن والقافية وتبسيط النحو. ونجد من يدخل مصطلحات أجنبية ليري محدثه طلاقته في الحوار ومدى ثقافته وإن تحدثت أمامه بالفصحى ازدراك كأنما تعيده إلى العصور المظلمة. وكان علماؤناالافذاذ قد يختصون في فن ما. لكنهم لم يكونوا يلحنون ويضيعون عربيتهم الأصلية. فقد دخل النضر بن شميل على المأمون ليلة فتفاوضا الحديث، فروى المأمون عن هشيم بسنده إلى ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم"اذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد من عوز"بفتح السين. فقال النضر:يا أمير المؤمنين صدق هشيم، حدثنا فلان ابن فلان. ..إلى علي بن أبي طالب، فذكر الحديث، فقال فيه:"سداد من عوز"وكسر السين، وكان المأمون متكئا فاستوى جالساً وقال:كيف قلت، "سداد"بكسر السين؟ قلت:لأن السداد بالفتح ها هنا لحن، فقال:اتلحنني؟ قلت:إنما لحن هشيم فتبعه أمير المؤمنين، فقال ما الفرق بينهما. قلت:السداد بالفتح:القصد والسبيل، وبالكسر:البلغة، وكل ما سددت به شيئا فهو سداد، فقال المأمون:او تعرف العرب ذلك؟ قلت:نعم، هذا العرجي يقول:
اضاعوني وأي فتى اضاعو
ليوم كريهة وسداد ثغر
بكسر السين. فاستوى جالساً وقال:قبح الله من لا أدب له. رحمة الله على علمائنا الذين صانو العلم فصانهم، واعزوا العلم فاعزهم الله!