Register now or log in to join your professional community.
منذ وجود الحياة والحرائق معروفة، ففي العصور الماضية كانت معظم الحرائق مسببة عن عوامل طبيعية كالحرائق التي كانت في الغابات الكثيفة، ونظراً لعدم الإلمام بطرق مكافحة تلك الحرائق فقد أولى خبراء الإطفاء أمر مكافحة الحرائق والقضاء عليها الاهتمام البالغ وذلك بتقسيم الحرائق إلى أنواع حسب مصادرها والمواد المحترقة، ونتيجة الدراسات التي أجريت في هذا المجال تبين أن طرق مكافحة الحرائق تعتمد على نوع المادة المحترقة فقد بدأت أدوات الإطفاء التي تستعمل للمكافحة بشكل بسيط كالماء والتراب ومن ثم استعملت الطفايات اليدوية على اختلاف أنواعها والمواد الكيماوية الملائمة لإطفاء كل نوع من أنواع الحرائق. وقد توصل خبراء الإطفاء إلى تقسيم الحرائق إلى أنواع متعددة وهي:-
والحريق في أبسط تعريف له عبارة عن تفاعل كيماوي بين ثلاثة عناصر رئيسة هي الحرارة والأكسجين والوقود (المادة القابلة للاشتعال) وتختلف المواد بالنسبة لقابليتها للاشتعال فبعضها يشتعل بسرعة إذا ما توفرت درجة الحرارة والشعلة والبعض الآخر تكون قابليته للاشتعال بشكل أبطأ ولا شك في أن المواد سريعة الاشتعال ذات أخطار كبيرة، فقد يؤدي اشتعالها إلى نشوب حريق كبير نظراً لسرعة انتشاره في هذا النوع من المواد بالإضافة إلى أخطارها الأخرى مثل تعرض الأشخاص إلى الاختناق بسبب تسربها في الحالة الغازية والحروق الجلدية بسبب ملامستها للجلد وهي في الحالة السائلة أو الصلبة ويعتبر خطر الحريق من أشد الأخطار تأثيراً على حياة الموجودين في المبنى عند نشوبه وتعتمد هذه الخطورة على عدة عوامل منها حجم الحريق، نوعه، مكان نشوبه في المبنى، تطوره، نوع المواد المحترقة، نواتج الاحتراق، المسافة ما بين وجود الأشخاص وألسنة اللهب، الطرق المتاحة للموجودين في المبنى للهرب، العوامل التي تعرقل سير عمليات النجاة، نوع التجهيزات ووسائل السلامة الموجودة في المبنى، طبيعة الإنشاء ومدى مقاومته للحريق ودرجة العزل وفاعليته وغيرها.
إن استخدام النار بشكل خاطئ عمل يعرض حياة الإنسان للخطر والحياة أثمن من أن تضيع نتيجة لعدم اكتراث أو لا مبالاة نظراً لما يتسبب عن ذلك خسارة في الأرواح والممتلكات، وفي الواقع فإن بالحيطة والحذر والانتباه والتقيد بالتعليمات يمكن درء الخطر مهما كان نوعه أو سببه فكما يقولون فإن السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه وأملنا أن نصل إلى مرحلة تخلو من الحوادث إن شاء الله تعالى.
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( احترق بيت في المدينة على أهله ليلاً ولما أُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بشأنهم في اليوم التالي قال: (إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم)) متفق عليه.
إن للحريق تأثير مباشر يتمثل في احتراق الموجودات التي أتى عليها أو أصابها أو تأثير غير مباشر يتمثل في توقف العمل وتكاليف إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل نشوب الحريق. إن هذين التأثيرين يصاحبهما ظروف ذات أضرار مذهلة أيضاً ومنها:-
إزاء ما ذكر يمكن اعتبار الخسائر الناجمة عن الحريق ذاته أقل بكثير من الخسائر التي تنجم بسبب الظروف والحالات والأوضاع القائمة أثناء نشوبه، صحيح أن الحريق ينتج عنه خسائر في الممتلكات ولكن يجب أن لا يغرب عن بال أحد أن تعطل العمل وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحريق وتلف الموجودات هو أكبر في غالب الأحيان.
إن موجودات أي منشأة لم تأت إلا بجهود مضنية بذلها مالكوها في سبيل الحصول عليها لتوفير الراحة لهم حتى أن الكثيرين منهم اقتطعوا أثمان شرائها من قوتهم وقوت أسرهم وعلى حساب احتياجات أخرى، وعليه فإن المحافظة عليها واجب أخلاقي ووطني لأن فقدانها بغض النظر أكانت ملكية عامة أم خاصة له مردوداته السلبية على الاقتصاد الوطني بشكل عام وعلى المالكين أنفسهم بشكل خاص.
أما إذا نظرنا إلى مسببات الحرائق فإن جانباً كبيراً منها كان مرجعه لأمور مرتبطة بتصرفات بشرية وبسلوكيات خاطئة من إنسان إما يجهل ما يمكن أن يترتب على سلوكه الخاطئ أو إنسان يهمل في تصرف أو سلوك برغم معرفته لاحتمالات الخطورة التي قد تنجم عن الحريق.