Register now or log in to join your professional community.
قوله: (الْكَلِمَةُ قَوْلٌ مُفْرَدٌ) بدأ المصنف - رحمه الله تعالى - بتعريف الكلمة. لأنها موضوع هذا العلم، ولأن الكلمة جزء الكلام، والجزء مقدم على الكل.والقول: هو اللفظ الدال على معنى مفيدٍ أو غير مفيد، مفرداً كان أم مركباً نحو: خالد، ونحو: خرج الغلام. ونحو: إن خرج.وخرج بقوله: (مفرد) الجملة، لأنها وإن كانت قولاً إلا أنها من المركب، وليست من المفرد. فـ (الكلمة) : لفظة واحدة تدل على معنى مفرد. مثل: باب. كتاب. وقد تستعمل أحياناً بمعنى: الكلام المفيد نحو: ألقيت في المسجد كلمة. قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} (1) إشارة إلى قوله: {رَبِّ ارْجِعُون..} ، وقال - صلى الله عليه وسلم - (الكلمة الطيبة صدقة) متفق عليه.
شكرا على الدعوة وأتفق مع إجابة الأستاذة مها شرف
ص الكلمة قول مفرد,
ش تطلق الكلمة في اللغة على الجمل المفيدة كقوله تعالى كلا إنها كلمة هو قائلها إشارة إلى قوله رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت,
وفي الاصطلاح على القول المفرد,
والمراد بالقول اللفظ الدل على معنى كرجل وفرس,
والمراد باللفظ الصوت المشتمل على بعض الحروف سواء دل على معنى كزيد أم لم يدل كديز مقلوب زيد ,
وقد تبين أن كل قول لفظ ولا ينعكس,
والمراد بالمفرد ما لا يدل جزوه على جزء معناه وذلك نحو زيد فإن أجزاءه وهي الزاي والياء والدال إذا أفردت لا تدل على شيء مما يدل هو عليه بخلاف قولك غلام زيد فإن كلا من جزئيه وهما الغلام وزيد دال على جزء معناه فهذا يسمى مركبا لا مفردا,
فإن قلت فلم لا اشترطت في الكلمة الوضع كما اشترط من قال الكلمة لفظ وضع لمعنى مفرد,
قلت إنما احتاجوا إلى ذلك لأخذهم اللفظ جنسا للكلمة واللفظ ينقسم إلى موضوع ومهمل فاحتاجوا إلى الاحتراز عن المهمل بذكر الوضع ولما أخذت القول جنسا للكلمة وهو خاص بالموضوع أغناني ذلك عن اشتراط الوضع,
فإن قلت فلم عدلت عن اللفظ إلى القول,
قلت لأن اللفظ جنس بعيد لانطلاقه على المهمل والمستعمل كما ذكرنا والقول جنس لاختصاصه بالمستعمل واستعمال لأجناس البعيدة في الحدود معيب عند أهل النظر.
عرف ابن هشام رحمه الله الكلمة لغة واصطلاحا فقال في تعريفها,
لغة:تطلق الكلمة في اللغة على الجمل المفيدة ,
واستشهد بقوله تعالى (كلا إنها كلمة هو قائلها ) إشارة إلى قوله ( رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت ...) سورة المؤمنون-,
أما اصطلاحا (فتطلق) على القول المفرد ,
ثم شرع في تفسير التعريف فقال,
القول: هو اللفظ الدال على معنى كرجل وفرس,
واللفظ عامة: هو الصوت المشتمل على بعض الحروف سواء دل على معنى كزيد ,
أم لم يدل على معنى ( كديز ) مقلوب زيد,
أي أن القول لفظ,
واللفظ قد يكون قولا أو قد لا يكون والعبرة بالدلالة على المعنى,
فقولنا محمد( هذا لفظ لأنه صوت وقول لأنه يدل على معنى)
وقولنا دمحم ( مقلوب محمد ) ( لفظ لأنه صوت وليس قولا لأنه لا يدل على معنى )
هذا ما يخص القول أما الجزء الثاني من التعريف وهو المفرد,
فشرحه رحمه الله تعالى بقوله ( ما لا يدل جزؤه على جزء معناه)
أي أن أجزاءه لا تدل منفردة على أجزاء ما تدل عليه إذا اجتمعت نحو زيد فحروفه الزاي والياء والدال إذا أفردت لا تدل على شيء من زيد'
بخلاف غلام زيد فإن غلام تدل على جزء من الجملة وزيد تدل على الجزء الآخر وهذا يسمى المركب وهو عكس المفرد'
ثم شرع رحمه الله في وضع أسئلة والإجابة عليها فقال
(فإن قلت فلم لا اشترطت في الكلمة الوضع كما اشترط من قال الكلمة لفظ وضع لمعنى مفرد)
أجاب رحمه الله بما معناه'
لما وضعوا اللفظ ضمن تعريف الكلمة واللفظ يشمل الموضوع لمعنى والذي لم يوضع احترزوا بذكر الوضع.
أما هو فلما استخدم القول في تعريف الكلمة وهو خاص بالموضوع لمعنى فقط ولا يطلق على غيره أغناه ذلك عن ذكر الوضع.
ثم بين سبب اختياره للقول وإهماله للفظ بقوله:
(قلت لأن اللفظ جنس بعيد لانطلاقه على المهمل والمستعمل كما ذكرنا والقول جنس لاختصاصه بالمستعمل واستعمال لأجناس البعيدة في الحدود معيب عند أهل النظر)
فلأن اللفظ أوسع وأشمل من القول تركه إلى القول الذي هو أقرب للكلمة حتى لا يقع عيب في تعريفه للكلمة.
الفوائد:
1- تعريف الكلمة لغة واصطلاحا.
2- تعريف القول
3- تعريف المفرد
4- تعريف اللفظ
5- تعريف المركب
6- الفرق بين القول واللفظ
كان الغرض لابن هشام أن يتدرج بقارئه في مستويات اللغة ناهيك عن موضوع الكتاب، فكان يريد أن يبسط القول لطالب العلم في بداية الأمر.
والله أعلم.