هل الأصل في الأفعال البناء و لماذا كان الفعل المضارع معرباً ؟

شكرا على الدعوة الكريمة 

أتفق مع الأستاذ عبد الرحمن والأستاذ الحسين

الأصل في الأفعال البناء لعدم افتقارها لشيء ويعرب المضارع منها خروجا عن الأصل لمشابهته الاسم ولذلك سمي مضارعا لأن المضارعة المشابهة فهو مماثل مشابه لاسم الفاعل في الحركات والسكنات يفرح = مفرح ، يفهم = مفهم ، يصارع= مصارع، وفي الإبهام والتخصيص فهو يصلح للحال والاستقبال،وتضمن معنى الاسم إذ الهمزة تدل على المتكلم والتاء على المخاطب والياء على الغائب فلما تضمن بها معنى الاسم ضارعه فأعرب كما أن الاسم إذا تضمن معنى الحرف بني، و أشبه الاسم في ان كل واحد منهما يتوارد عليه معان تركيبية لا يصح التمييز بينها إلا بالإعراب فمن المعاني التي تورد على الاسم الفاعلية والمفعولية والاضافة مثلا لوقلت: ما أجمل القمر فإن رفعتالقمر كان فاعلا ونفيت جمال القمر،وإن نصبته كان مفعولا به وصار تعجبا من جمال القمر، وإن جررته كان مضافا وصار استفهاما عن أجمل ما فيه. وكذلك الفعل تطرأ عليه معان منها النهي لا تأكل السمك وتشرب اللبن فإذاجزمت الفعلين ( تأكل و تشرب ) أي أنه لا يجوز لك أكل السمك و شرب اللبن. وإذا جزمت الأول ورفعت الثاني ـ لا تأكل ِ السمكَ و تشربُ اللبنَ .صار المعنى لا تأكل السمك ولك أن تشرب اللبن . وإذا جزمت الأول وفتحت الثاني لا تأكل ِ السمكَ و تشربَ اللبنَ .النهي على الجمع بينهما أي لا يجوز أن تأكل السمك و أن تشرب اللبن في وقت واحد . وهكذا كلما كثرت مشابهة الفعل المضارع للاسم تمكن في الاعرابية وكلما قلت المشابهة قلت الاعرابية إلى أن يرجع لأصله إذا اتصلت به نوني التوكيد ونون الاناث.

تنبيه : شاع في الاصطلاح عند المعربين قولهم نون النسوة وهذا فيه تجاوز، والصواب نقول: نون الاناث؛ لأن نون النسوة للعاقل ونون الاناث للعاقل وغيره فإذا قلنا نون النسوة فلا يعقل أن نقول البقرات يرتعن نونه نون نسوة مثلا فهو لا يشمل الغير العاقل فتأمله.

اتفق مع إجابة الأستاذة مها فقد وفت

الأصل في الأفعال البناء ، وهناك َ فعلان مبنيان بصورة دائمة هما الفعل الماضي وفعل الأمر ، أما الفعل المضارع فيعد فعلا ً معربا ً إلا َّ في حالتين هما اتصاله بنوني التوكيد الخفيفة والثقيلة ، أو اتصاله بنون النسوة .

وفيما يلي توضيح لحالات بناء الأفعال الثلاثة :

أولا ً - أحوال بناء الفعل الماضي :

أ - البناء على الفتح في المواضع الآتية :

ــ إذا لم يتصل به شيء ، مثل : نجح َ الطالب ُ في الإمتحان .

ــ إذا اتصلت به ألف الاثنين ، مثل : الطالبان ِ نجحا .

إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة ، مثل : فازت الفتاة في المسابقة .

ب - البناء على السكون في المواضع الآتية :

ــ إذا اتصلت به تاء الفاعل ( للمتكلم أو المخاطب ) .

ــ إذا اتصلت به ( ن ) الدالة على الفاعلين 

ــ إذا اتصلت به نون النسوة .

ج - البناء على الضم في الموضع الآتي :

إذا اتصلت به واو الجماعة ، مثل :

العرب أسسوا حضارة تالدة

الصيادون رَمَوا الشبكة في البحر

فالفعل رموا فعل ماض ٍ مبني على الضم على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة ، فأصل الفعل ( رَمَيُوا ) .

ملحوظة :

إذا كان آخر الفعل الماضي ألفا ً فتقدر الفتحة على الألف للتعذرفي حالة البناء ، مثل :

مضى العام ُ

ثانيا ً - أحوال بناء فعل الامر :

فعل الأمر مبني دائما ً ، وأحوال بنائه أربعة ، هي :

أ - البناء على السكون في حالتين ، هما :

ــ إذا كان صحيح الآخر ولم يتصل بآخره شيء ( أي إذا كان للمفرد المذكر ) ، مثل :

اجلس ْ ، اكتب ْ ، اخرج ْ

ــ إذا اتصلت به نون النسوة ، مثل :

ادرسْن َ ، اكتبْنَ ، اخرجْنَ

وتعرب النون عندئذ ٍ ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل للفعل الماضي الذي اتصلت به .

ب - البناء على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد ، مثل :

اجتهدَ ن َ ، تواضعَنَ

ج - البناء على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر ، مثل :

ادع ُ إلى الخير

اسْع َ في الصلاح

وأصل الفعلين ( يدعُو ، يسْعَى )

د - البناء على حذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، وهي كل فعل مضارع أو فعل أمر اتصلت به واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة ، مثل :

يكتبون ..... اكتبوا ( واو الجماعة ) فعل أمر مبني على حذف النون

يفهمان ..... افهما ( ألف الاثنين ) فعل أمر مبني على حذف النون

تحرصين ..... احرصي ( ياء المخاطبة ) فعل أمر مبني على حذف النون

ثالثا ً - أحوال بناء الفعل المضارع :

الأصل في الأفعال البناء ، ولايعرب منها إلا الفعل المضارع المجرد من نوني التوكيد ( الخفيفة و الثقيلة ) أو من نون النسوة ، فإذا اتصل الفعل المضارع باحدى النونين كان مبنيا ً .

ــ البناء على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد ، مثل :

يَنْبُذَن َّ

ــ البناء على السكون إذا اتصلت به نون النسوة ، مثل :

الكسولات يرسُبْنَ في الدراسة ِ .

لإعراب تغيرٌ يحدثه عاملٌ، فأما الأمر، فلا عامل فيه، ولذلك لا يكون إلا مبنيًّا، وأما الماضي، فليس له من الإعراب حظٌّ إلا في صورة واحدة، وذلك في المحلّ، والمضارع لا يكون إلا معربًا، وإن بني، فإعرابه محليّ، فهو لا يخلو من إعراب -على الحقيقة-لتسلطِ العامل عليه دائمًا.وإنما كان الأصل في الفعل البناء لكونه لا تعرض له معانٍ مختلفة تفتقر في التمييز إلى الإعراب ، وإنما كان الأصل في الاسم الإعراب لكونه يعرض له أن تطرأ عليه معانٍ مختلفة تفتقر إليه ؛ كالفاعلية والمفعولية والإضافة.اهـ

الإعراب يوجد في الكلام للتمييز بين المعاني المختلفة للمواقع الإعرابية ، ولذلك يعرب الاسم ولا يعرب الفعل ولا الحرف ، وذلك لأنهما لا يتوارد عليهما من المعاني ما يحتاج إلى الإعراب ، أما الفعل المضارع فأعرب لشبهه الاسم .