Register now or log in to join your professional community.
ن وسائل الإعلام في العصر الحديث تعتبر من أهم الوسائل التربوية حيث تقدم مواد علمية وثقافية متنوعة من خلال المسرح والسينما والإذاعة المرئية والمسموعة والصحف والمجلات المختلفة ولعلها تعتبر من الوسائل التربوية الشيقة فهي تجذب الناس من مختلف الأعمار ومن الجنسين وهي أداة هامة من أدوات التربية المستديمة ومن أدوات النهوض بالمجتمعات ثقافيا كما أنها تمتاز بميزات لا تتوافر في غيرها من وسائط الثقافة الأخرى حيث أنها سريعة الاستجابة لنشر المستحدثات في مجال العلم والمعرفة والتطبيق سريعة الإذاعة لها وقد مكنها من ذلك اعتمادها أساسا علي العلم الحديث وتطبيقاته في مجالها . الإعلام هو وسيلة تفاهم قوم علي تنظيم التفاعل بين الناس ويقوم الإعلام علي الاتصال بواسطة اللغة اللفظية ويذكر بأن الإعلام ككل قد بدأ وتكون مع الصحافة في القرون السابقة فإن ظهور وسائل إعلامية جديدة في القرن وسائل الإعلام المختلفة بما تنشره من معلومات وحقائق ووقائع وأفكار لتحيط الناس علما بموضوعات معينة من السلوك مع إتاحة فرصة الترفيه والترويح وهي بذلك قد مكنت كل الناس من التعرف علي أشياء وأماكن كثيرة قد يصعب الوصول إليها مباشرة مما يثير حماسهم ونشاطهم واهتمامهم ببعضهم وتتبع نهضاتهم . وهي بذلك ذات تأثير قوي علي الرأي العام وتكوينه وتوجيهه في القضايا المصيرية والمعاصرة والقضايا الاجتماعية والقومية الهامة . وهي تختلف عن وسائط الثقافة الأخرى في انها تنقل إلي الناس خبرات ليست في مجال تفاعلاتهم البيئية والاجتماعية المباشرة .كما أنها تنقل موادا ثقافية متنوعة جدا مما يكون له أثره علي تربية الأجيال ولذلك فهي في حاجة إلي أن تتكامل مع وسائط التربية الأخرى في أهداف عامة مشتركة حتى لا تؤكد اتجاهات قد تكون مختلفة عما تؤكده الأسرة أو المدرسة مثلا ولذلك فمن الضروري مشاركة المجتمع في تخطيط برامجها . ومما يزيد من أهمية هذه الوسائل أن التربية المدرسية نفسها أصبحت في كثير من دول العالم تعتمد عليها في تنفيذ كثير من برامجها وأهدافها . * خصائص وسائل الإعلام : 1- وسائل الإعلام غالبا فهي ذات اتجاه واحد . 2- فهي تضمن قسطا كبير من الاختيار (اختيار البرامج) . 3- تسعى لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الجمهور . 4- الإعلام مؤسسة الاجتماعية تستجيب إلي البيئة التي تعمل فيها أهداف وسائل الإعلام تسعى وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ومسمياتها إلي تحقيق العديد من الأهداف وهي علي النمو التالي : 1- تربية الناس وتعليمهم وتوجيههم إلي إتباع الأصول والعادات والأعراف الاجتماعية. 2- تثبيت القيم والمبادئ والاتجاهات العامة والمحافظة عليها . 3- جمع الأخبار وتفسيرها والتعليق عليها . 4- خدمة الناس عن طريق الدعية والإعلان . 5- تتيح فرصة التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات . 6- ترفيه الناس وإقناعهم وتسليتهم . 7- الإرشاد والتوجيه وبيان المواقف والاتجاهات . 8- التثقيف . 9- تنمية العلاقات الاجتماعية بين الناس . 10- التربية والتعليم بطريق هادفة وموجهه من خلال التلفزيون التربوي والإذاعة أو الصحف أو المجلة المدرسية .
نعم الاعلام يلعب دور كبير في المجتمع يستطيع ان يبني مجتمع من خلال التحفيز كما يستطيع ان يهدم مجتمع كذلك
نعم يلعب الاعلام دور هام في تربية الابناء وهدا في زيدة درجة الفهم و التوعية و هناك اشياء اجابية و اخرى سلبية ودالك حسب تربية الابناء و المحيط و المجتمع
تعتبر الأسرة أهم المؤسسات التربوية التي يعهد إليها المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتأمين استقراره، ويشارك الأسرة العديد من المؤسسات التربوية التي يتوقع أن تعمل بصورة متساندة ومتكاملة لتحقيق الاستمرار والتوازن للمجتمع.
أثر الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام تعتبر الأسرة أهم المؤسسات التربوية التي يعهد إليها المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتأمين استقراره، ويشارك الأسرة العديد من المؤسسات التربوية التي يتوقع أن تعمل بصورة متساندة ومتكاملة لتحقيق الاستمرار والتوازن للمجتمع. وفي عصرنا الراهن تعددت مؤسسات التربية، وظهر العديد من ملامح عدم التكامل والتساند فيما بينها، بل اتضح أن هناك تبايناً بين ما تنقله هذه المؤسسات وما تعمل الأسرة على نقله للأبناء من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.
للإعلام دور كبير في نشر المعلومات المتعلقة بجميع المجالات وهذا شيئ ايجابي بغض النظرعن قيمة صحتها ،وبطبيعة الحال أن لهذه المعلومات انعكاسات حول مجرى توجيه الرأي العام وخصوصا عند الفيئة الصغيرة التي تسعى الى بناء شخصية مثقفة مستقبلا .
يساهم الاعلام في توجيه الفكر و العقل البشري من خلال رسم طريق للتفكير
وظيفة الإعلام في الاساس تثقيفة حتي تساعد المواطنين على اتخاذ قرارات صائبة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث تتمثل أهمية الاعلام في استخدامها في كافة المجالات، إذا ارد أحد السفر إلى أحد الأماكن لابد من الاطلاع الى الظروف الامنية والاجتماعية عن هذا المكان وأن رغب أخر في العمل سيبحث عن الشركات المستقرة وكل هذه المعلومات يوفرها الاعلام الهادف الصادق
يجمع الباحثون في مختلف الميادين على أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في حياة الناشئة والأطفال، وهم بذلك ينطلقون من الأهمية الخاصة لمرحلة الطفولة على المستوى البيولوجي والنفسي والاجتماعي. وتؤثر الأسرة على بناء شخصية الطفل بفضل عاملين أساسيين هما : النمو الكبير الذي يحققه الطفل خلال سنواته الأولى جسدياً ونفسياً، ثم قضاء الطفل لمعظم وقته خلال سنواته الأولى في عملية التعليم .ويشير بلوم في هذا الصدد أن الطفل يكتسب 33% من معارفه وخبراته ومهاراته في السادسة من العمر، ويحقق 75% من خبراته في الثالثة عشرة من عمره. ويصل هذا للاكتساب إلى أتمه في الثامنة عشرة من العمر. ويشير علماء البيولوجيا أيضاً أن دماغ الطفل يصل إلى 90% من وزنه في السنة الخامسة من العمر، وإلى أن 95% من وزنه في العاشرة من العمر.ويؤكد غلين دومان أن 89% من حجم الدماغ الطبيعي ينمو خلال السنوات الخمس الأولى. وهذا من شأنه أن يؤكد أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الإنسان على المستوى البيولوجي ومن المعروف أن نمو الدماغ أثناء الطفولة يترافق بزيادة مرموقة في القدرات العقلية عند الأطفال. ويرجع فرويد، كما هو معروف، الأمراض النفسية من مخاوف وإضطرابات، وعقد نفسية إلى مرحلة الطفولة المبكرة, وإلى الخبرات النفسية القاسية التي يعيشها الطفل في هذه المرحلة، فإذا وجد الطفل خلال هذه المرحلة في كنف الأسرة، فإن للأسرة دوراً حاسماً في تحديد شخصية الطفل، وتحديد مستوى نمائه وتكامله. على مختلف المستويات الانفعالية والمعرفية والجسدية والاجتماعية.حيث يلاحظ زازو في هذا السياق Zazo: ان الطفل يكون في غضون السنوات الثلاث الأولى من عمره قد حقق ما يلي: a. يكون قد أنجز الجانب الأساسي من تراثه الو راثي.b. اكتسب الوقوف على قدميه.c. اكتسب اللغة.d. تكونت لديه خصائص انفعالية متنوعة.وهذا كله يعني أن الراشد ليس هو الذي يمنح الطفل معنى بل الطفل هو الذي يمنح الراشد هذا المعنى." ( وطفة : 1998 ,142-143)يرى الباحث :بأن الطفل في عصرا الحاضر يتمتع بجميع وسائل الراحة والترفيهية التي تساعد على تطور نمو العقلي وتوسع معارفه , ولكن من المؤسف جدا هو غياب دور ألام عن الطفل وتركة للخدم مما يؤثر في نموه اللغوي وكذلك يكتسب من الخدم قيم وعادات تؤثر على شخصيته ولا تتناسب مع المجتمع الذي يعيش فيه .سابعا :دور العلاقات الأسرية في التنشئة الاجتماعية للأطفال:ومن خلال ذلك يمكن نبين للقارئ أهميه العلاقات الأسرية ودورها في بناء شخصية الطفل :تشتمل الأسرة، بحكم بنيتها ووظائفها على نسق من العلاقات التي تقوم بين أفرادها. وتعد العلاقة القائمة بين الأبوين المحور الأساسي لنسق العلاقات التي تقوم بين أفراد الأسرة، والمنطلق الأساسي لعملية التنشئة الاجتماعية. حيث تعكس العلاقة الأبوية ما يسمى "بالجو العاطفي" للأسرة والذي يؤثر تأثيراً كبيراً على عملية نمو الأطفال نفسيا ومعرفيا. وتمثل العلاقة الأبوية نمطا ملوكيا لأفراد الأسرة. وهذا يعني أن الطفل يكتسب أنماطه السلوكية من خلال تمثل هذه العلاقات السلوكية القائمة بين أبويه.فالأطفال، كما هو معروف، يتقمصون شخصية آبائهم، ويتمثلون سلوكهم، كنموذج تربوي بشكل شعوري أو لا شعوري، ويتحدد النمط السلوكي داخل الأسرة بتصورات الدور والمواقف، وسلوك الدور الذي يقوم به أفراد الأسرة.ويلاحظ أن الأسرة تتضمن منظومة من الأدوار: كدور الأب، ودور الأم، ودور الزوجة، ودور الأخ، ودور الأخت، ودور المربية، وكل دور من هذه الأدوار تجري وفق تصورات قائمة في ثقافة المجتمع العامة أو في ثقافاته الفرعية. وتشكل هذه الأدوار منظومة العلاقات التي تسود في وسط الأسرة. والتي تشكل بدورها محور التفاعل الاجتماعي والتربوي داخل الأسرة. وتتباين العلاقات القائمة في إطار الأسرة الواحدة من حيث درجة الحرية، ودرجة الشدة. ويتمثل التصلب التربوي في استخدام الشدة و العنف في العلاقات الأسرية كالضرب، والشجار، والعقاب الشديد، والاستهتار والظلم، وغياب المرونة في إطار التعامل الأسري.أما التسامح فيتمثل بالمرونة، والرقة، والحرية، واحترام الآخر، والتكافؤ والعدل والمساواة. ويطلق على الجانب الأول من العلاقات علاقات التسلط والقوة، وعلى الجانب الآخر العلاقات الديمقراطية. ويكاد يجمع المربون اليوم بأن أسلوب الشدة لا يتوافق مع متطلبات النمو النفسي والانفعالي عند الأطفال، بل يؤدي في جملة ما يؤديه، إلى تكوين مركبات وعقد النقص، والضعف، والإحساس بالقصور، وإلى تنمية الروح الاستلابية الانهزامية عند الطفل. وعندما تلجأ الأسرة إلى أسلوب الشدة فإنها تمارس دوراً سلبياً يتناقض مع مبدأ خفض التوتر النفسي الدائم عند الأطفال. ويؤدي أسلوب الشدة، في جملة ما يؤديه أيضا، إلى تحقيق مبدأ الاغتراب النفسي الانفعالي عند الأطفال.ولقد بينت الدراسات الجارية في هذا الميدان أن العلاقات الديمقراطية المتكاملة التي توجد داخل الأسرة تؤدي إلى تحقيق التوازن التربوي والتكامل النفسي في شخص الأطفال: كالجرأة، والثقة بالنفس، والميل إلى المبادرة،والروح النقدية، والإحساس بالمسؤولية، والقدرة على التكيف الاجتماعي, كما حث الإسلام على العلاقة المتبادلة بين الأب والأبناء كما قال : عمر بن الخطاب علموا أبنائكم لزمان غير زمانكم .ومن الدراسات التي أجريت في هذا المجال دراسة " بلودوين Bloduun التي تناول فيها أثر المعاملة الديمقراطية المنزلية على سلوك 17 طفلاً، حيث وجد أن ديمقراطية البيت تخرج أطفالاً نشيطين هجوميين، غير هيابين، مخططين، فضوليين خوارج ميالين إلى التزعم، وعلى خلاف ذلك وجد أن الأطفال الذين يأتون من أسر متسلطة ميالون إلى الهدوء، غير هجوميين، محدودي الفضول قليلي الأصالة ، وضعاف الخيال".(وطفة: 1998, 143). " كما تتفق نتائج دراسات عديدة على أن الأطفال الذين ينتمون لأسر ديمقراطية يتميزون عن الأطفال الذين ينتمون لأسر متسلطة بأنهم: 1. أكبر اعتماداً على الذات وميلاً إلى الاستقلال وروح المبادرة.2. أكثر قدرة على الانهماك في نشاط عقلي تحت ظروف صعبة.3. أكثر تعاوناً مع الأطفال الآخرين.4. أكثر اتصافاً بالود وأقل اتصافاً بالسلوك العدواني .5. أكثر تلقائية وأصالة وابتكاراً. وتبين دراسات أخرى وجود ارتباط بين معدل الذكاء ونوع المعاملة التي كان يجدها الأطفال في وسطهم المنزلي وأن الطفل الذي ينشأ في أجواء مشحونة بالمشاجرات والانفعالات القاسية ينشأ مشحوناً بالعصبية والقلق والتوتر والخوف. فالطفل يتعلم أول درس له في الحب والكراهية في المنزل، وتحت تأثير العلاقات الأسرية القائمة"(وطفة: 1998, 147-148).يرى الباحث :فالبيت الذي يتمتع فية الأطفال بالحوار الديمقراطي الذي يتسم بالاحترام والأخلاق يكون خير موقع للطفل على المستوى الانفعالي، وعلى العكس من ذلك، فإن البيت الذي تنبعث فيه الخلافات العائلية، وتشيع فيه روح الأنانية والحقد يؤدي الى الانحراف مما يدفع ذلك الى سلوك غير مقبول في المجتمع ويبعث لدى الطفل القلق والخوف ، والميل إلى العزلة، والانطواء وعدم القدرة على تبادل العواطف مع غيره من الأفراد , مما يصبح عنصرا غير فعال في المجتمع.ومن هنا تكمن أهمية الأسرة في تربية الأبناء تربية تصب في خدمة الطفل والمجتمع ما .ثامنا : العامل الثقافي للأسرة ودوره في التنشئة الاجتماعية: يلعب العامل الثقافي للوالدين دورا هام في بناء شخصية الطفل والمحافظة على نموه اللغوي والجسمي وتحصيلة الدراسي . حيث بينت الدراسات الجارية في هذا الخصوص، أن هناك تبايناً في أساليب التنشئة الاجتماعية بين الأسر بتباين المستويات الثقافية للأم والأب. وقد تبين ايضاً أن الأبوين يميلان إلى المعرفة العلمية في العمل التربوي كلما ارتفع مستوى تحصيلهم المعرفي أو التعليمي.وعلى العكس من ذلك يميل الأبوان إلى استخدام أسلوب الشدة كلما تدنى مستواهما التعليمي." وتبين نتائج الدراسة التي أجراها صفوح الأخرس في سوريا على عينة واسعة تقدر بأربعمائة (400) أسرة سورية أن هناك علاقة ارتباطية قوية بين مستوى تعليم الأبوين ومدى استخدام الشدة في العمل التربوي: أبدى 7.6% من الآباء حملة الشهادات الجامعية ميلهم إلى استخدام الشدة في التربية مقابل 25% عند الآباء الأميين. وعلى العكس من ذلك أعلن 9.48% من الآباء الجامعيين اعتمادهم على أسلوب التشجيع مقابل 15% فقط عند الآباء الأميين وتشير الدراسة إلى نتائج مماثلة فيما يتعلق بأسلوب التربية ومستوى تعلم الأم. وفي سياق آخر تبين الدراسات الجارية أن مستوى تحصيل الأطفال أبناء الفئات التعليمية العليا يكون أفضل من مستوى تحصيل أبناء الفئات التعليمية الدنيا. وتلك هي النتيجة التي توصل إليها الباحث الفرنسي بول كليرك Paul Clerc في دراسة له حول دور الأسرة في مستوى النجاح المدرسي في فرنسا على عينة وطنية من التلاميذ، في مستوى المرحلة الإعدادية عام 1963، أن النجاح المدرسي للأطفال يكونون على وتيرة واحدة بالنسبة للأطفال الذين يكونون لآباء ذي مستوى تحصيل واحد وذلك مهما يكن التباين في مستوى دخل العائلة الاقتصادي، وعلى خلاف ذلك إذا كانت دخول العائلة المادية متفاوتة فإن نجاح الأطفال يتباين بمستوى تباين المستوى التحصيلي لآبائهم . وفي هذا الخصوص يعلن كل من بورديو Bourdieu وباسرون Passoron في جل أعمالهم عن الدور الكبير الذي يلعبه العامل الثقافي على مستوى التحصيل المدرسي للأطفال. ولقد تبين لنا في دراسة أجريناها عام 1985 حول عينة من طلاب جامعة دمشق أن عدد الطلاب في التعليم العالي يميل الى التزايد وفقاً لتدرج ثقافة الأب الحاصلة وأنهم يتوزعون في الفروع العلمية الهامة كلما تم التدرج في السلم التعليمي للأب. وتشير نتائج دراسات أخرى إلى أهمية العلاقة بين المستوى الثقافي للأب وحاصل الذكاء عند الأطفال، ونمط شخصياتهم ومدى تكيفهم وتدل هذه الدراسات إلى ارتباط قوي بين طموح الأطفال العلمي والمهني، والمستوى التعليمي لرب الأسرة. ويعود تأثير العمل الثقافي إلى جملة العوامل: كمستوى التوجيه العلمي للأبوين، وأنماط اللغة المستخدمة ومستوى التشجيع الذي يقوم به الآباء نحو أطفالهم.تشير الدراسة التي قام بها المعهد العالي في هينو، في فرنسان التي أجريت على تسع وعشرين صفاً، وعلى عينة تقدر بحوالي 620 طالباً وذلك من أجل تحديد مستوى الذكاء وفقاً لمستوى دخل أسرة التلاميذ، إلى أن هناك علاقة ترابط قوية بين المستوى الاقتصادي للأسرة، وحاصل الذكاء عند التلاميذ. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى فوارق كبيرة بين حاصل الذكاء بين هؤلاء الطلاب، حيث بلغ متوسط الفروق المؤية للمتوسطات بين أبناء الفئة الميسورة والفئة الفقيرة (37) نقطة، وهي (+20) نقطة لصالح أبناء الفئة الميسورة، و(170) نقطة عند أبناء الفئة الفقيرة، وقد بلغ هذا التباين (85) نقطة في اختيار القراءة، و(96) نقطة في اختيار الإملاء، و(45) نقطة في اختيار الحساب. وقد بينت الدراسة نفسها أن الأطفال الذين يتعرضون للرسوبهم في الأغلب من أبناء الفئات الفقيرة حيث بلغت نسبة الرسوب عند أبناء الفئة الميسورة 5.5%، و2.28% عند الفئة المتوسطة، و4.47% عند أبناء الفئات الفقيرة، ويذهب كثير من الباحثين اليوم في مجال علم الاجتماع التربوي، إلى الاعتقاد بأن الطب التربوي من قبل الأسرة يتم عبر مفاهيم التوظيف والاستثمار، وبالتالي فإن الأسرة الميسورة تستطيع أن تمول دراسة وتحصيل أبنائها من أجل تحقيق مزيد من النجاح والتفوق. وعلى خلاف ذلك فإن الأسرة الفقيرة تدفع أبناءها إلى سوق العمل في مراحل مبكرة من حياتهم وقبل إتمام دراستهم. وفي هذا الصدد يذهب المفكر إيليتش غلى الاعتقاد بأن اللامساواة المدرسية تنبع من اللامساواة الاقتصادية بشكل مباشر.ويؤكد على أهمية هذه الفكرة أيضاً المفكر الفرنسي بودون Boudon حيث يذهب إلى القول بان العامل الاقتصادي للأسرة يلعب دوراً محدداً على مستوى نجاح أبنائها. ويرى جاك هالاك في هذا السياق أن الأسرة توظف بعضاً من داخلها في عملية التربية والتعليم وذلك من شأنه أن يعطي للأطفال الذين ينحدرون من أسر غنية فرص أفضل في متابعة تحصيلهم المدرسي والعلمي ".(وطفة: 149,1998-150)تاسعا: اثر الوضع المهني للأب في عملية التنشئة الاجتماعية: يلاحظ الباحثون وجود ترابط وثيق بين الأب ومستوى النمو العقلي عند الأطفال. ويتمثل القانون الناظم للعلاقة بين المهنة وحاصل الذكاء، في أن حاصل الذكاء يرتفع تدريجياً كلما تم الصعود في السلم المهني للأب." ومن أهم الدراسات التي أجريت في هذا المجال البحث الذي أشرف عليه المجلس الأسكوتلاندي للبحوث التربوية والذي تناول عينة واسعة قدرت بحوالي سبعون ألف طفل. وقد بلغ عدد الأطفال الذين أظهروا حاصل ذكاء عالي (113 وما فوق) 20% من مجموع عدد أفراد العينة. وتم توزيع هؤلاء الأطفال وفقاً للفئات المهنية لآبائهم وقد تبين أن 66% من أبناء أساتذة الجامعة والمهن الحرة ينتمون إلى فئة الأطفال الأذكياء مقابل 10% من أبناء العمال المهنيين غير المؤهلين".(وطفة:153,1998).يرى الباحث:ان في بعض الدول العربية لا يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص في الوظائف , حيث توجد كثير من أرباب الأسر لديهم شهادات دراسية عالية ولكن من المؤسف جدا وضعهم المهني لا يتناسب مع تلك الشهادات , مما يسبب ذلك إحباطا للكثير من الإباء والأبناء في عدم الاهتمام بالتعليم لأنه لا يحقق المكانة الاجتماعية, ويتجهون إلى الأعمال الحرفية التي تدر مكاسب أكثر , مما يؤدي ذلك حراما الكثير من أبناء تلك الأسر من التعليم , ويتسبب في انتشار الأمية في المجتمع .عاشراً : العامل الاقتصادي للأسرة :يتم تحديد العامل الاقتصادي للأسرة بمستوى الدخل المادي الحاصل، ويقاس ذلك من خلال الرواتب الشهرية أو الدخول السنوية التي يتقاضاها أفراد الأسرة. وغالباً ما تحسب نسب الدخل بتقسيم الدخول المادية على عدد الأفراد. ويقاس المستوى الاقتصادي أحياناً بقياس مستوى ممتلكات الأسرة من غرف، أو منازل، أو سيارات، أو عقارات، أو من خلال الأدوات التي توجد داخل المنزل: كالتلفزيون والفيديو.. إلخ. وتتباين هذه المؤشرات بتباين مناهج البحث المستخدمة في هذا المجال. ويلعب الوضع الاقتصادي المادي للأسرة دوراً كبيراً على مستوى التنشئة الاجتماعية للأطفال، وذلك في مستويات عديدة : على مستوى النمو الجسدي والذكاء، والنجاح المدرسي وأوضاع التكيف الاجتماعي. وتبين الدراسات العديدة أن الوضع الاقتصادي للأسرة يرتبط مباشرة بحاجات التعلم والتربية فالأسرة التي تستطيع أن تضمن لأبنائها حاجاتهم المادية بشكل جيد من غذاء، وسكن ، وألعاب، ورحلات علمية، وامتلاك الأجهزة التعليمية: كالحاسب، والفيديو والكتب،والقصص. تستطيع أن تضمن من حيث المبدأ الشروط الموضوعية لتنشئة اجتماعية سليمة. وعلى العكس من ذلك فإن الأسر التي لا تستطيع أن تضمن لأفرادها هذه الحاجات الأساسية لن تستطيع أن تقدم للطفل إمكانيات وافرة لتحصيل علمي، أو معرفي مكافئ. وبالتالي فإن النقص والعوز المادي سيؤدي إلى شعور الأطفال بالحرمان والدونية، وأحياناً إلى السرقة والحقد على المجتمع. ويلعب هذا العامل دوره بوضوح عندما تدفع بعض العوائل أطفالها للعمل المبكر، أو الاعتماد على مساعداتهم وهذا من شأنه أن يكرس لدى الأطفال مزيداً من الإحساس بالحرمان والضعف ويحرمهم من فرص تربوية متاحة لغيرهم.
يجمع الباحثون في مختلف الميادين على أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في حياة الناشئة والأطفال، وهم بذلك ينطلقون من الأهمية الخاصة لمرحلة الطفولة على المستوى البيولوجي والنفسي والاجتماعي. وتؤثر الأسرة على بناء شخصية الطفل بفضل عاملين أساسيين هما : النمو الكبير الذي يحققه الطفل خلال سنواته الأولى جسدياً ونفسياً، ثم قضاء الطفل لمعظم وقته خلال سنواته الأولى في عملية التعليم .ويشير بلوم في هذا الصدد أن الطفل يكتسب 33% من معارفه وخبراته ومهاراته في السادسة من العمر، ويحقق 75% من خبراته في الثالثة عشرة من عمره. ويصل هذا للاكتساب إلى أتمه في الثامنة عشرة من العمر. ويشير علماء البيولوجيا أيضاً أن دماغ الطفل يصل إلى 90% من وزنه في السنة الخامسة من العمر، وإلى أن 95% من وزنه في العاشرة من العمر.ويؤكد غلين دومان أن 89% من حجم الدماغ الطبيعي ينمو خلال السنوات الخمس الأولى. وهذا من شأنه أن يؤكد أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الإنسان على المستوى البيولوجي ومن المعروف أن نمو الدماغ أثناء الطفولة يترافق بزيادة مرموقة في القدرات العقلية عند الأطفال. ويرجع فرويد، كما هو معروف، الأمراض النفسية من مخاوف وإضطرابات، وعقد نفسية إلى مرحلة الطفولة المبكرة, وإلى الخبرات النفسية القاسية التي يعيشها الطفل في هذه المرحلة، فإذا وجد الطفل خلال هذه المرحلة في كنف الأسرة، فإن للأسرة دوراً حاسماً في تحديد شخصية الطفل، وتحديد مستوى نمائه وتكامله. على مختلف المستويات الانفعالية والمعرفية والجسدية والاجتماعية.حيث يلاحظ زازو في هذا السياق Zazo: ان الطفل يكون في غضون السنوات الثلاث الأولى من عمره قد حقق ما يلي: a. يكون قد أنجز الجانب الأساسي من تراثه الو راثي.b. اكتسب الوقوف على قدميه.c. اكتسب اللغة.d. تكونت لديه خصائص انفعالية متنوعة.وهذا كله يعني أن الراشد ليس هو الذي يمنح الطفل معنى بل الطفل هو الذي يمنح الراشد هذا المعنى." ( وطفة : 1998 ,142-143)يرى الباحث :بأن الطفل في عصرا الحاضر يتمتع بجميع وسائل الراحة والترفيهية التي تساعد على تطور نمو العقلي وتوسع معارفه , ولكن من المؤسف جدا هو غياب دور ألام عن الطفل وتركة للخدم مما يؤثر في نموه اللغوي وكذلك يكتسب من الخدم قيم وعادات تؤثر على شخصيته ولا تتناسب مع المجتمع الذي يعيش فيه .سابعا :دور العلاقات الأسرية في التنشئة الاجتماعية للأطفال:ومن خلال ذلك يمكن نبين للقارئ أهميه العلاقات الأسرية ودورها في بناء شخصية الطفل :تشتمل الأسرة، بحكم بنيتها ووظائفها على نسق من العلاقات التي تقوم بين أفرادها. وتعد العلاقة القائمة بين الأبوين المحور الأساسي لنسق العلاقات التي تقوم بين أفراد الأسرة، والمنطلق الأساسي لعملية التنشئة الاجتماعية. حيث تعكس العلاقة الأبوية ما يسمى "بالجو العاطفي" للأسرة والذي يؤثر تأثيراً كبيراً على عملية نمو الأطفال نفسيا ومعرفيا. وتمثل العلاقة الأبوية نمطا ملوكيا لأفراد الأسرة. وهذا يعني أن الطفل يكتسب أنماطه السلوكية من خلال تمثل هذه العلاقات السلوكية القائمة بين أبويه.فالأطفال، كما هو معروف، يتقمصون شخصية آبائهم، ويتمثلون سلوكهم، كنموذج تربوي بشكل شعوري أو لا شعوري، ويتحدد النمط السلوكي داخل الأسرة بتصورات الدور والمواقف، وسلوك الدور الذي يقوم به أفراد الأسرة.ويلاحظ أن الأسرة تتضمن منظومة من الأدوار: كدور الأب، ودور الأم، ودور الزوجة، ودور الأخ، ودور الأخت، ودور المربية، وكل دور من هذه الأدوار تجري وفق تصورات قائمة في ثقافة المجتمع العامة أو في ثقافاته الفرعية. وتشكل هذه الأدوار منظومة العلاقات التي تسود في وسط الأسرة. والتي تشكل بدورها محور التفاعل الاجتماعي والتربوي داخل الأسرة. وتتباين العلاقات القائمة في إطار الأسرة الواحدة من حيث درجة الحرية، ودرجة الشدة. ويتمثل التصلب التربوي في استخدام الشدة و العنف في العلاقات الأسرية كالضرب، والشجار، والعقاب الشديد، والاستهتار والظلم، وغياب المرونة في إطار التعامل الأسري.أما التسامح فيتمثل بالمرونة، والرقة، والحرية، واحترام الآخر، والتكافؤ والعدل والمساواة. ويطلق على الجانب الأول من العلاقات علاقات التسلط والقوة، وعلى الجانب الآخر العلاقات الديمقراطية. ويكاد يجمع المربون اليوم بأن أسلوب الشدة لا يتوافق مع متطلبات النمو النفسي والانفعالي عند الأطفال، بل يؤدي في جملة ما يؤديه، إلى تكوين مركبات وعقد النقص، والضعف، والإحساس بالقصور، وإلى تنمية الروح الاستلابية الانهزامية عند الطفل. وعندما تلجأ الأسرة إلى أسلوب الشدة فإنها تمارس دوراً سلبياً يتناقض مع مبدأ خفض التوتر النفسي الدائم عند الأطفال. ويؤدي أسلوب الشدة، في جملة ما يؤديه أيضا، إلى تحقيق مبدأ الاغتراب النفسي الانفعالي عند الأطفال.ولقد بينت الدراسات الجارية في هذا الميدان أن العلاقات الديمقراطية المتكاملة التي توجد داخل الأسرة تؤدي إلى تحقيق التوازن التربوي والتكامل النفسي في شخص الأطفال: كالجرأة، والثقة بالنفس، والميل إلى المبادرة،والروح النقدية، والإحساس بالمسؤولية، والقدرة على التكيف الاجتماعي, كما حث الإسلام على العلاقة المتبادلة بين الأب والأبناء كما قال : عمر بن الخطاب علموا أبنائكم لزمان غير زمانكم .ومن الدراسات التي أجريت في هذا المجال دراسة " بلودوين Bloduun التي تناول فيها أثر المعاملة الديمقراطية المنزلية على سلوك 17 طفلاً، حيث وجد أن ديمقراطية البيت تخرج أطفالاً نشيطين هجوميين، غير هيابين، مخططين، فضوليين خوارج ميالين إلى التزعم، وعلى خلاف ذلك وجد أن الأطفال الذين يأتون من أسر متسلطة ميالون إلى الهدوء، غير هجوميين، محدودي الفضول قليلي الأصالة ، وضعاف الخيال".(وطفة: 1998, 143). " كما تتفق نتائج دراسات عديدة على أن الأطفال الذين ينتمون لأسر ديمقراطية يتميزون عن الأطفال الذين ينتمون لأسر متسلطة بأنهم: 1. أكبر اعتماداً على الذات وميلاً إلى الاستقلال وروح المبادرة.2. أكثر قدرة على الانهماك في نشاط عقلي تحت ظروف صعبة.3. أكثر تعاوناً مع الأطفال الآخرين.4. أكثر اتصافاً بالود وأقل اتصافاً بالسلوك العدواني .5. أكثر تلقائية وأصالة وابتكاراً. وتبين دراسات أخرى وجود ارتباط بين معدل الذكاء ونوع المعاملة التي كان يجدها الأطفال في وسطهم المنزلي وأن الطفل الذي ينشأ في أجواء مشحونة بالمشاجرات والانفعالات القاسية ينشأ مشحوناً بالعصبية والقلق والتوتر والخوف. فالطفل يتعلم أول درس له في الحب والكراهية في المنزل، وتحت تأثير العلاقات الأسرية القائمة"(وطفة: 1998, 147-148).يرى الباحث :فالبيت الذي يتمتع فية الأطفال بالحوار الديمقراطي الذي يتسم بالاحترام والأخلاق يكون خير موقع للطفل على المستوى الانفعالي، وعلى العكس من ذلك، فإن البيت الذي تنبعث فيه الخلافات العائلية، وتشيع فيه روح الأنانية والحقد يؤدي الى الانحراف مما يدفع ذلك الى سلوك غير مقبول في المجتمع ويبعث لدى الطفل القلق والخوف ، والميل إلى العزلة، والانطواء وعدم القدرة على تبادل العواطف مع غيره من الأفراد , مما يصبح عنصرا غير فعال في المجتمع.ومن هنا تكمن أهمية الأسرة في تربية الأبناء تربية تصب في خدمة الطفل والمجتمع ما .ثامنا : العامل الثقافي للأسرة ودوره في التنشئة الاجتماعية: يلعب العامل الثقافي للوالدين دورا هام في بناء شخصية الطفل والمحافظة على نموه اللغوي والجسمي وتحصيلة الدراسي . حيث بينت الدراسات الجارية في هذا الخصوص، أن هناك تبايناً في أساليب التنشئة الاجتماعية بين الأسر بتباين المستويات الثقافية للأم والأب. وقد تبين ايضاً أن الأبوين يميلان إلى المعرفة العلمية في العمل التربوي كلما ارتفع مستوى تحصيلهم المعرفي أو التعليمي.وعلى العكس من ذلك يميل الأبوان إلى استخدام أسلوب الشدة كلما تدنى مستواهما التعليمي." وتبين نتائج الدراسة التي أجراها صفوح الأخرس في سوريا على عينة واسعة تقدر بأربعمائة (400) أسرة سورية أن هناك علاقة ارتباطية قوية بين مستوى تعليم الأبوين ومدى استخدام الشدة في العمل التربوي: أبدى 7.6% من الآباء حملة الشهادات الجامعية ميلهم إلى استخدام الشدة في التربية مقابل 25% عند الآباء الأميين. وعلى العكس من ذلك أعلن 9.48% من الآباء الجامعيين اعتمادهم على أسلوب التشجيع مقابل 15% فقط عند الآباء الأميين وتشير الدراسة إلى نتائج مماثلة فيما يتعلق بأسلوب التربية ومستوى تعلم الأم. وفي سياق آخر تبين الدراسات الجارية أن مستوى تحصيل الأطفال أبناء الفئات التعليمية العليا يكون أفضل من مستوى تحصيل أبناء الفئات التعليمية الدنيا. وتلك هي النتيجة التي توصل إليها الباحث الفرنسي بول كليرك Paul Clerc في دراسة له حول دور الأسرة في مستوى النجاح المدرسي في فرنسا على عينة وطنية من التلاميذ، في مستوى المرحلة الإعدادية عام 1963، أن النجاح المدرسي للأطفال يكونون على وتيرة واحدة بالنسبة للأطفال الذين يكونون لآباء ذي مستوى تحصيل واحد وذلك مهما يكن التباين في مستوى دخل العائلة الاقتصادي، وعلى خلاف ذلك إذا كانت دخول العائلة المادية متفاوتة فإن نجاح الأطفال يتباين بمستوى تباين المستوى التحصيلي لآبائهم . وفي هذا الخصوص يعلن كل من بورديو Bourdieu وباسرون Passoron في جل أعمالهم عن الدور الكبير الذي يلعبه العامل الثقافي على مستوى التحصيل المدرسي للأطفال. ولقد تبين لنا في دراسة أجريناها عام 1985 حول عينة من طلاب جامعة دمشق أن عدد الطلاب في التعليم العالي يميل الى التزايد وفقاً لتدرج ثقافة الأب الحاصلة وأنهم يتوزعون في الفروع العلمية الهامة كلما تم التدرج في السلم التعليمي للأب. وتشير نتائج دراسات أخرى إلى أهمية العلاقة بين المستوى الثقافي للأب وحاصل الذكاء عند الأطفال، ونمط شخصياتهم ومدى تكيفهم وتدل هذه الدراسات إلى ارتباط قوي بين طموح الأطفال العلمي والمهني، والمستوى التعليمي لرب الأسرة. ويعود تأثير العمل الثقافي إلى جملة العوامل: كمستوى التوجيه العلمي للأبوين، وأنماط اللغة المستخدمة ومستوى التشجيع الذي يقوم به الآباء نحو أطفالهم.تشير الدراسة التي قام بها المعهد العالي في هينو، في فرنسان التي أجريت على تسع وعشرين صفاً، وعلى عينة تقدر بحوالي 620 طالباً وذلك من أجل تحديد مستوى الذكاء وفقاً لمستوى دخل أسرة التلاميذ، إلى أن هناك علاقة ترابط قوية بين المستوى الاقتصادي للأسرة، وحاصل الذكاء عند التلاميذ. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى فوارق كبيرة بين حاصل الذكاء بين هؤلاء الطلاب، حيث بلغ متوسط الفروق المؤية للمتوسطات بين أبناء الفئة الميسورة والفئة الفقيرة (37) نقطة، وهي (+20) نقطة لصالح أبناء الفئة الميسورة، و(170) نقطة عند أبناء الفئة الفقيرة، وقد بلغ هذا التباين (85) نقطة في اختيار القراءة، و(96) نقطة في اختيار الإملاء، و(45) نقطة في اختيار الحساب. وقد بينت الدراسة نفسها أن الأطفال الذين يتعرضون للرسوبهم في الأغلب من أبناء الفئات الفقيرة حيث بلغت نسبة الرسوب عند أبناء الفئة الميسورة 5.5%، و2.28% عند الفئة المتوسطة، و4.47% عند أبناء الفئات الفقيرة، ويذهب كثير من الباحثين اليوم في مجال علم الاجتماع التربوي، إلى الاعتقاد بأن الطب التربوي من قبل الأسرة يتم عبر مفاهيم التوظيف والاستثمار، وبالتالي فإن الأسرة الميسورة تستطيع أن تمول دراسة وتحصيل أبنائها من أجل تحقيق مزيد من النجاح والتفوق. وعلى خلاف ذلك فإن الأسرة الفقيرة تدفع أبناءها إلى سوق العمل في مراحل مبكرة من حياتهم وقبل إتمام دراستهم. وفي هذا الصدد يذهب المفكر إيليتش غلى الاعتقاد بأن اللامساواة المدرسية تنبع من اللامساواة الاقتصادية بشكل مباشر.ويؤكد على أهمية هذه الفكرة أيضاً المفكر الفرنسي بودون Boudon حيث يذهب إلى القول بان العامل الاقتصادي للأسرة يلعب دوراً محدداً على مستوى نجاح أبنائها. ويرى جاك هالاك في هذا السياق أن الأسرة توظف بعضاً من داخلها في عملية التربية والتعليم وذلك من شأنه أن يعطي للأطفال الذين ينحدرون من أسر غنية فرص أفضل في متابعة تحصيلهم المدرسي والعلمي ".(وطفة: 149,1998-150)تاسعا: اثر الوضع المهني للأب في عملية التنشئة الاجتماعية: يلاحظ الباحثون وجود ترابط وثيق بين الأب ومستوى النمو العقلي عند الأطفال. ويتمثل القانون الناظم للعلاقة بين المهنة وحاصل الذكاء، في أن حاصل الذكاء يرتفع تدريجياً كلما تم الصعود في السلم المهني للأب." ومن أهم الدراسات التي أجريت في هذا المجال البحث الذي أشرف عليه المجلس الأسكوتلاندي للبحوث التربوية والذي تناول عينة واسعة قدرت بحوالي سبعون ألف طفل. وقد بلغ عدد الأطفال الذين أظهروا حاصل ذكاء عالي (113 وما فوق) 20% من مجموع عدد أفراد العينة. وتم توزيع هؤلاء الأطفال وفقاً للفئات المهنية لآبائهم وقد تبين أن 66% من أبناء أساتذة الجامعة والمهن الحرة ينتمون إلى فئة الأطفال الأذكياء مقابل 10% من أبناء العمال المهنيين غير المؤهلين".(وطفة:153,1998).يرى الباحث:ان في بعض الدول العربية لا يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص في الوظائف , حيث توجد كثير من أرباب الأسر لديهم شهادات دراسية عالية ولكن من المؤسف جدا وضعهم المهني لا يتناسب مع تلك الشهادات , مما يسبب ذلك إحباطا للكثير من الإباء والأبناء في عدم الاهتمام بالتعليم لأنه لا يحقق المكانة الاجتماعية, ويتجهون إلى الأعمال الحرفية التي تدر مكاسب أكثر , مما يؤدي ذلك حراما الكثير من أبناء تلك الأسر من التعليم , ويتسبب في انتشار الأمية في المجتمع .عاشراً : العامل الاقتصادي للأسرة :يتم تحديد العامل الاقتصادي للأسرة بمستوى الدخل المادي الحاصل، ويقاس ذلك من خلال الرواتب الشهرية أو الدخول السنوية التي يتقاضاها أفراد الأسرة. وغالباً ما تحسب نسب الدخل بتقسيم الدخول المادية على عدد الأفراد. ويقاس المستوى الاقتصادي أحياناً بقياس مستوى ممتلكات الأسرة من غرف، أو منازل، أو سيارات، أو عقارات، أو من خلال الأدوات التي توجد داخل المنزل: كالتلفزيون والفيديو.. إلخ. وتتباين هذه المؤشرات بتباين مناهج البحث المستخدمة في هذا المجال. ويلعب الوضع الاقتصادي المادي للأسرة دوراً كبيراً على مستوى التنشئة الاجتماعية للأطفال، وذلك في مستويات عديدة : على مستوى النمو الجسدي والذكاء، والنجاح المدرسي وأوضاع التكيف الاجتماعي. وتبين الدراسات العديدة أن الوضع الاقتصادي للأسرة يرتبط مباشرة بحاجات التعلم والتربية فالأسرة التي تستطيع أن تضمن لأبنائها حاجاتهم المادية بشكل جيد من غذاء، وسكن ، وألعاب، ورحلات علمية، وامتلاك الأجهزة التعليمية: كالحاسب، والفيديو والكتب،والقصص. تستطيع أن تضمن من حيث المبدأ الشروط الموضوعية لتنشئة اجتماعية سليمة. وعلى العكس من ذلك فإن الأسر التي لا تستطيع أن تضمن لأفرادها هذه الحاجات الأساسية لن تستطيع أن تقدم للطفل إمكانيات وافرة لتحصيل علمي، أو معرفي مكافئ. وبالتالي فإن النقص والعوز المادي سيؤدي إلى شعور الأطفال بالحرمان والدونية، وأحياناً إلى السرقة والحقد على المجتمع. ويلعب هذا العامل دوره بوضوح عندما تدفع بعض العوائل أطفالها للعمل المبكر، أو الاعتماد على مساعداتهم وهذا من شأنه أن يكرس لدى الأطفال مزيداً من الإحساس بالحرمان والضعف ويحرمهم من فرص تربوية متاحة لغيرهم.
من المؤكد ان الاعلام يلعب دورا هاما في حياتنا الاجتماعيه فاذاكان الاعلام يناشد الجمهور بالحق دون تزيف للحقائق فمن الطبيعي انا يخرج جيال كامل من االاياء والامهات يقومو بتربيه اولادهم علي ماتربه عليه دون خوف دون تزيف للواقع الذي نعيشه وهم جزء منه وكيان يكتمل به الوطن ومن اهم هذه المبادئ ان الاختلاف في الرائ لايفسد للود قضيه ولكن مانراه هذه الايام من مسرحيات هزليه في برامج التوك شو وصفحات التواصل الاجتماعي لايمكن ان يتج عنه سوا مانراه من لامبالاه من الجميع كبار وصغار علي السواء