Register now or log in to join your professional community.
ظاهرة العنوسة لدى الشباب والبنات تمثل مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من المجتمعات . ولاسيما أنهم ركيزة المجتمع وعماد مستقبله . واستقرارهم مطلب لدولهم . يتمثل ذلك في قدرتهم على العطاء . وقيادة نهضــة ومسيرة بلادهم . وظاهرة العنوسة نتيجة تراكمات وافرازات سنوات ماضية لعدة اسباب منها :
تعد مشكلة العنوسة أو تأخر زواج الفتاة من المشاكل الإجتماعية التي أصبحت تعاني منها البلاد العربية بشكل كبير…وقد يخلف البعض على تحديد سن العنوسة
وهذا يكون بناءًا على المفاهيم المتعارف عليها لسن الزواج بالنسبة لكل شريحة في المجتمع….فنجد أن المجتمعات الريفية وأهالي القرى تعتبر أن تجاوز الفتاة لسن العشرين من عمرها يعتبرعنوسة)
أما المجتمعات المتمدنة فتحدد الثلاثين وما بعدها نظراً إلى أن الفتاة يجب أن تتم تعليمها قبل الإرتباط والإنجاب….
عوائق الزواج
- دراسة المرأة.- مغالاة أولياء أمور البنت في المهر والتكاليف المصاحبة التي تجلب التعاسة إلى بيت ابنتهم إن حصل زواج.- القنوات التلفزيونية والمجلات، أفسدت الشباب فجعلتهم لا يصلحون لإقامة البيت، وأخبرتهم أن هناك شيء يسمى الجمال ولا يوجد إلا في أصحاب الشعر الأشقر والعينان الزرقاوان.- عدم إحساس الناس بالمشكلة، الأب عنده زوجته ما شاء الله عليه، والأم عندها زوجها، والتنظير أحياناً إن لم يكن كثيرا يبتعد عن الواقع، والواقع لا نحكمه من داخل عقولنا بل بمعرفته والعمل فيه. والولد هيمان يريد زوجة وكذلك البنت. ولا أحد يدري.
- النهضة التعليمية وإصرار الشباب والبنات على إكمال تعليمهم . واستبعاد فكرة الزواج أثناء الدراسة .
- البحث عن عمل بعد التخرج . وتأمين مستقبلهم والسنوات تمضي سريعا .
- انتظار فارس الاحلام كامل المواصفات من قبل الفتاة ورفض المتقدمين لها .
- التشدد في اختيار زوج البنت من قبل الاهل .- غلاء المهور وتكاليف الزواج . وعدم قدرة الشاب عليها .
- طمع الآباء في مرتبات ابناءهم وبناتهم . وتأخير فكرة الزواج . مما يؤدي ضياع الفرص منهم .
- الرفاهية الزائدة للأبناء التي تؤدي الى الإنحراف وعدم التفكير في الزواج .
- البطالة وعدم توفر فرص العمل لدى الكثير من الشباب .
- القيود المفروضة من قبل بعض الدول . بعدم زواج مواطنيها من الخارج ادى الى عنوسة كثير من الشباب .
- عدم قبول البنت بالمتزوج من امرأة اخرى .
*ومن هنا نجد ان الاسباب كثيرة جدا و متعددة ومتنوعة .واتذكر قول الاعرابية لوالدها عندما اصر ان لايزوجها الا على فارس من القبيلة قالت له : ’يابه العمر يمضي والوحدة عذاب ,واضرب مثالا واحدا . يوجد مدرسة للبنات يعمل فيها معلمة . منهن معلمة اعمارهن فوق سنة ولم يتزوجن بعد .وهذا امر خطير للغاية يترتب عليه مشاكل كبيرة للبنت وأهلها ومجتمعها .
وتعزي بعض الدراسات هذه الظاهرة الى اسباب كثيرة اهمها
1. الوضع الاقتصادي الذي يتضمن، في جملة ما يتضمن، غلاء البيوت، سواء كانت مستأجرة أم مملوكة، وما يرافق ذلك من ضعف دور الجمعيات التعاونية – هذا بالنسبة للبيوت. وعن هذه النقطة تحديدًا، أي عن الوضع الاقتصادي، نستطيع التوسع في صفحات لأنها لا تمس في طريقها السكن حصرًا، بل أثاث المنزل كاملاً، مما يقودنا إلى تكاليف الزواج، والمهر، وتكاليف حفلة العرس، والجهاز، إلخ. إن هذه الالتزامات أدَّت إلى تقليل فرص الزواج لعدم قدرة العريس على القيام بكلِّ هذه الأعباء. وهنا نلفت النظر إلى ظاهرة حديثة بدأت بالانتشار في مناطق عدة من العالم، وأعني ظاهرة الأعراس الجماعية وما يمكن أن توفره على العرسان من تكاليف باهظة. وقد اعتبرت أن هذه النقطة هي الأساس لأن معادلة المداخيل والنفقات غير المتوازنة هي، على ما يبدو، من المسببات الجوهرية لعنوسة الطرفين.2. هجرة الشباب، وتتضمن:أ?. هجرة الشباب للعمل خارج البلاد بسبب ضعف فرص العمل وقلة المداخيل. فالكثير من الشباب مسؤول ليس فقط عن نفسه، بل أيضًا عن والديه.ب?. هجرة الشباب الذين يسافرون من أجل الدراسة ويتزوجون من أجنبيات ويستقرون في بلاد الغربة؛ ولعل أحد أسباب زواجهم من أجنبيات هو رخص تكاليف الزواج.ت?. إن هجرة الشباب للدراسة قد أدت إلى نتيجة مفادها أن الطلاب الذين حصلوا على أعلى الشهادات العلمية وعادوا إلى الوطن عاشوا في تناقض فكري بين طريقة زواج تقليدية، يجد المرء فيها نفسه مضطرًا إلى الارتباط بشخص لا يعرفه، وبين الرغبة في زواج عصري. وهذه الأسباب قد أدت بقسم هام منهم إلى عدم الزواج خوفًا من نتائج غير مضمونة، خاصةً أن التكافؤ الفكري والمساواة الثقافية بين الجنسين غير موجودين لأن الاختيار كثيرًا ما يتم عن طريق الصدفة أو عن طريق “الخطَّابة”. وأيضًا…3. شاءت الطبيعة ازدياد نسبة الإناث عمومًا عن نسبة الذكور. وهذا الذي يبدو خللاً طبيعيًّا نلحظه في البلدان المتقدمة أكثر منه في البلدان النامية، ومنها سورية. وهذا قد يكون لحكمة ربانية، ربما لتخفِّف الطبيعة من غليان الذكور وتوتر العالم العسكري والسياسي. وأيضًا…4. لعل من أهم أسباب العنوسة التفاوت الاجتماعي والثقافي، حيث غالبًا ما يرفض الأهل الزواج بسبب الوضع الطبقي و/أو الاجتماعي لأحد الطرفين لأنه “غير مناسب للطرف الآخر”، بغضِّ النظر عن الملائمة الفكرية أو العلاقة العاطفية التي قد تربطهما؛ مما يقود إلى تلك الحجة التي تتكرر دائمًا: “مو مناسبين لبعض”! ويأتي هنا دور الأهل التقليدي في منع هذا الزواج بحجة “عدم التكافؤ”.وهذا الجانب يقودنا إلى الجانب الآخر الذي سأتطرق إليه بشكل موجز، المتعلق بالمستوى التعليمي؛ وهو جانب هام جدًّا، خاصةً منه ذلك الشق الذي يتعلق بموضوع تعليم الفتاة الناجم خاصةً عن إلزامية التعليم للذكور والإناث. فهذا الجانب هو الذي يجعل من العلم والشهادات، في الواقع، أحد أسباب العنوسة. وقد يكون من مسبباته أن طرق الزواج التقليدية لم تعد مناسبة للفتاة المتعلِّمة العاملة – هذه الفتاة، التي فتح العلمُ أمامها آفاقًا واسعة، أصبحت ذات شخصية قوية ومتطلبة، وصارت تضع شروطًا قد لا يقبلها الذكر العادي، وخاصة في بلد كبلدنا. فهذه الفتاة أضحى لها الحق والقدرة، بحكم كونها تعمل وليست بحاجة لمعونة الأب أو الأخ؛ هذه الفتاة، التي قد تكون أحيانًا هي المعيل لأسرتها، أصبح بوسعها أن تقول رأيها وأن تعيش، إلى حدٍّ ما، مستقلة على هواها. وهذا مما يزيد من عامل العنوسة، وخاصة في بلادنا، لأن الكثير من الشبان الشرقيين، مع الأسف، مازال يفضل الفتاة ذات المستوى التعليمي المتوسط أو الضعيف، بحجة أن الفتاة المتعلِّمة خبرت الحياة وأن الرجل، حين يبغي تأسيس أسرة، يفضل امرأة خاضعة مستكينة، وليس امرأة تناقشه وتحاوره؛ وبالتالي، فهو بحاجة لأن يضمن سيطرته الكاملة على الأسرة التي ينوي إنشاءها. وهذا الوضع يُبعِده عن الفتاة المتعلِّمة التي تفضل لذلك البقاء دون زواج على ارتباط قائم على سيطرة ذكورية متخلفة. وأيضًا تُمنَع الفتاة أحيانًا من الزواج ظاهريًّا لإحدى الحجج التي ذكرناها؛ لكن سبب حرمانها من الزواج فعلاً هو عدم خروج الإرث من العائلة.5. إذا كانت كل الأسباب التي ذكرناها أعلاه تؤدي في النهاية إلى العنوسة فإن العنوسة ليست دائمًا عنوسة قسرية، بل هناك أيضًا عنوسة اختيارية؛ بمعنى أن اختيارها يتم بمطلق الإرادة وبكامل التصميم. لماذا؟ربما يكون ذلك لعدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال – وهذا ينطبق على الجنسين. أو قد يكون لأسباب نفسية، كتجربة تعرَّض لها أحد الطرفين وأدَّت إلى اتخاذ هذا الموقف (منها، مثلاً، قصص الحب الفاشلة، أو خيانة أحد الطرفين، أو الموت). وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى نقطة هامة من الجدير التطرق إليها، ألا وهي ذلك التطور الذي جعل من مجتمعنا مزيجًا متناقضًا ومتفجرًا من موروث قديم يعيش في قاع عقولنا، من جهة، وانفتاح لا مناص من قبوله والاعتراف به، من جهة أخرى. فبعض الفتيات يُعجَبن مثلاً بأحد الشباب ويفضِّلن الارتباط به وتكملة مشوار العمر معه؛ لكن المجتمع والأعراف والتقاليد لا تسمح للفتاة بالتقدم لطلب يد الشاب، فتبقى هذه الفتاة تنتظر هذا الشاب الذي قد يكون غير شاعر بوجودها؛ وتستمر هذه الفتاة في رفض العرسان وانتظار هذا “الآخر” الذي قد لا يأتي. وهذا الأمر يؤدى، كما هو واضح، إلى عنوسة هي، في نفس الوقت، اختيارية وقسرية. فالمجتمع هو الذي يفرض شكل التعارف واللقاء، وهو الذي يمنع ما يبدو وكأنه خارج عن المألوف.وأيضًا هناك وجه آخر لما أسميناه بالعنوسة الاختيارية، ألا وهو أن المرأة المستقلة اقتصاديًّا تستطيع العيش وحدها في مسكن خاص بها؛ وهي، مع تقدم السن، تصبح مقبولة اجتماعيًّا، خاصة وأن الأمان الاجتماعي في بلدنا، بشكل عام، قد زرع في نفسها الجرأة على اتخاذ قرار الاستقلالية عن الأخ المتزوج أو الأخت المتزوجة؛ وبالتالي، أصبحت هذه الفتاة غير مضطرة للزواج من أجل “السترة”. إذن، نستطيع أن نقول إن العنوسة الاختيارية تحمل في داخلها عنوسة قسرية يتحمل المجتمع جزءًا من مسؤوليتها بسبب عدم تغييره للكثير من عاداته وأعرافه.ولأن المجتمع لا ينمو ولا يتطور إذا لم يقم على خلايا أسرية تنقل الموروث الفكري والحضاري إلى الأجيال اللاحقة عن طريق التنشئة والتعليم، ولأن هذا الموروث الحضاري ينتقل قسمٌ كبير منه من الأهل إلى الأولاد ثم الأحفاد، فإننا مضطرون للتوقف قليلاً أمام…نتائج العنوسةلو بحثنا في نتائج العنوسة في الغرب وفي الشرق لوجدنا أن بعض هذه النتائج مشترك وبعضه مختلف.فمن أهم نتائجها المشتركة بين الشرق والغرب، باعتراف الجميع، شعور الوحدة الذي يصيب العانس، ذكرًا أو أنثى – هذا الشعور الذي يمكن تعويضه نسبيًّا بالكثير من العلاقات الاجتماعية والصداقات. لكن يبقى واقعُ أنه لا شريك يقف مع الآخر في لحظات الفرح والحزن من أكبر النتائج السلبية للعنوسة، وخاصة بالنسبة لنا. فنحن، كما هو معروف، من الشعوب الاجتماعية والمحبة للآخر، وأصحاب لهفة قد تصل إلى درجة المبالغة في التدخل في حياة الآخرين.والنتيجة الثانية للعنوسة بالنسبة للذكور، في بلادنا تحديدًا، هو عدم استمرار اسم العائلة ونسبها إلى أجيال قادمة، مما يجعلها غير مستحبة. كما أن العانس غالبًا ما تواجَه بالانتقاد و/أو تُدفَع لانتقاد ذاتها لكثرة التعليقات التي توجَّه لها بسبب كونها “غير شاطرة” لأن غيرها من البنات فزن بالعريس، بينما فشلت هي في ذلك!ثم إن العنوسة غالبًا ما تؤدي، وخاصة عند البنات، إلى نوع من القمع الذكوري من الأب أو الأخ بحجة أنها بحاجة إلى حماية وأن “كلام الناس لا يرحم”؛ و/أو إلى الكبت الجنسي الذي يمارَس على الفتاة العانس، خاصة أن المجتمع لا يقبل بعلاقات جنسية خارج إطار الزواج الكلاسيكي، فتعيش العانس ضمن جدران سجن غير مرئي، محاط بفكرة حمايتها من المجتمع الذي “لا يرحم”. وأيضًا…من النتائج السلبية للعنوسة كبت مشاعر الأمومة عند الفتاة العانس لأن مجتمعنا يرفض إشباع هذه الغريزة عن طريق التبني لان فكرة أطفال الغير ليست محبذة.لكن تبقى للعنوسة بعض الإيجابيات، ومنها أننا مجتمعات كثيرة الولادات؛ وعدم الزواج يخفف، بشكل أو بآخر، من هذه المعضلة القائمة. وهذا يقودنا إلى التوقف قليلاً عند…الجانب الاجتماعي للعنوسة وانعكاساتهفالعنوسة، في الأساس، ظاهرة اجتماعية؛ وهي انعكاس مباشر للوضع الاقتصادي السائد. وارتفاع معدلات العنوسة عند الذكور والإناث مرتبط بالوضع الاقتصادي، والتطور التعليمي والثقافي والدراسي، وتحديد السن الملائمة للزواج. والظروف الخاصة التي تسهل الزواج أو تعرقله مرتبطة بالمجتمع، وتتغير مع التغيرات المرتبطة بالتعليم والعمل والمهور وغير ذلك. ونلاحظ في هذا الخصوص ما يلي:1. نسبة العنوسة عند النساء أعلى من نسبتها عند الرجال. ونتساءل عن السبب الذي يدفع بالمرأة لأن تضحي بأمومتها ولا ترضى بالزواج من أيٍّ كان: هل السبب لأن المرأة أكثر قدرة من الرجل على العيش مستقلة ووحيدة؟ أم هي أكثر قدرة منه على مجابهة المجتمع؟2. لو أخذنا شريحة من النساء غير المتزوجات لوجدنا أن أكثريتهن متعلِّمات و/أو عاملات، ومن شريحة اجتماعية متوسطة أو أعلى؛ أي أنهن يتمتعن بوضع مادي جيد ولسن عبئًا على أحد من الأهل والإخوة؛ مما يعني أن مشكلة العنوسة غير مطروحة كمشكلة عند الفقراء، إنما هي مشكلة الطبقات الوسطى والعليا من المجتمع، أي، عمليًّا، مشكلة المرأة المتعلمة والقادرة نسبيًّا على شكل من أشكال الاستقلال المادي. فتلك الفئة من النسوة قادرة على اختيار هذا الشكل من الحياة عن قناعة. وهذا واقع لا ينفيه أن هناك من يقول إن ازدياد عدد العوانس، نساءً ورجالاً، بسبب ارتفاع المستوى التعليمي للمرأة، هو أمر ضار. فما فائدة العلم إذا كان على الفتاة أن تتزوج في النهاية وتعلق شهاداتها العلمية في المطبخ، ومادام الهدف الأول والأخير للبنت والوظيفة الأولى والأخيرة التي تهيِّئ نفسها لممارستها هي الزواج؟ وهذا رأي خطير يجب الوقوف ضده بحزم.يبقى أن من أسباب العنوسة عند المرأة، من أحد الجوانب، تفتُّح وعيها وعدم قبولها، بالتالي، ذلك المبدأ الشعبي المصري القائل: “ظل راجل ولا ظل حيطة”! وتفضيلها لهذا الطريق، على صعوبته، دليل على قوة الشخصية والإرادة، حيث يترتب على النساء اللواتي اخترن هذا الطريق أن يجابهن ليس فقط أسرهنَّ، بل المجتمع بكامله.3. نلاحظ أن العنوسة، كظاهرة اجتماعية، تتطور مع ازدياد الوعي. وليس أدل على ذلك من ارتفاع سن الزواج. فمثلاً ارتفع سن الزواج عند الفتيات والشباب للأسباب الأنفة الذكر. ففي لبنان ارتفع متوسط عمر الشباب إلى اثنين وثلاثين عامًا، وعند النساء إلى سبعة وعشرين؛ ويُتوقَّع أن تصبح نسبة العزوبة% في العام. وفي الجزائر ارتفع أيضًا سن الزواج عند الشباب إلى سنة، وعند النساء إلى سنة؛ بينما في مصر تجاوز خمسة عشر مليون رجل وامرأة سن الثلاثين دون زواج. وبلغت نسبة العنوسة في الكويت%. وأيضًا…4. لا بدَّ من التوقف قليلاً أمام ما سبق وأشرت إليه مما يتعلق بالفرق بين عنوسة الرجل وعنوسة المرأة، لأنه على الرغم أن كلمة عانس تُطلَق لغويًّا على الجنسين لكن نظرة مجتمعاتنا إلى عنوسة الرجل والمرأة مختلفة جدًّا، مع أن هذه المجتمعات تدَّعي نظريًّا المساواة بين الجنسين. والحقيقة هي أنه، على الرغم من القوانين التي قد تكون متطورة، فإن شريحة هامة من الفتيات مازالت، في الواقع الاجتماعي، بعيدة كلَّ البعد عن التحرر والمساواة، رافضة لحقوقها، عاشقة لصورة الرجل القوي المدافع عن حقوقها والقادر على حمايتها. مازالت بعض الفتيات، مع الأسف، يردِّدن أقوال الجدات، مقتنعات بتفوق الرجل؛ ومازالت هناك بعض الجمعيات والمؤسَّسات النسائية الداخلية أو المحلية التي، من منطلق ديني خاطئ، تكرس واقع دونية المرأة. فالرجال “قوَّامون على النساء”؛ والرجال مسؤولون عن تأمين المال وإعالة العائلة؛ والرجل، مادام يملك المال تحديدًا، يبقى بوسعه اجتياز مرحلة العنوسة في أية لحظة، من خلال اختياره لأية عروس، حسب المواصفات. فهو، بعد أن يكون قد فقد من يقوم على خدمته من أمٍّ أو أخت، أو ملَّ حياة اللهو وبدأ يفكر في فوائد الأسرة والنَّسَب الصالح، بوسعه، إن ملك المال، أن يتزوج حين يريد.*ولعلنا نضع بعض الحلول لهذه الظاهرة منها :
* يجب أن يعرف كل شاب وبنت انه لا يوجد إنسان كامل الكمال لله سبحانه وتعالى .
* ان لايكون هدف الشاب جمال البنت والبنت وسامة الشابالجمال جمال العقل والروح .
* التخفيف من غلاء المهور . وعدم إثقال كاهل الشاب بالمصاريف الزائدة .
* الاقتداء بقول النبي صلى الله عليه وسلم ’ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ,.
* عقد جلسة مصارحة مع الأهل . ووضع الحلول الناسبة .وان لا يفسد الحياء مستقبل حياتك .
* على الآباء تقوى الله في أبناءهم . فهم يدمرون مستقبل حياة أبناءهم وهم لا يشعرون .
* إعطاء الشاب والبنت حرية الاختيار من أي جنس أو بلد يختاره في حدود ضوابط معينة .
* الموافقة على قبول المتزوج لان هذا هو الأصل كما ورد في القرآن الكريم .
* عدم التدليل الزائد للأبناء . والتربية الصالحة لهم
الأسرة أساس المجتمع، فمنها يبدأ، وعليها يعتمد، وبقدر ما تكون الأسرة مترابطة بقدر ما يكون المجتمع قويًّا مترابطًا.والزواج هو الوسيلة المثلى لبناء مجتمع هادئ قوي مستقر، والأسرة تتكون عن طريق الزواج، الذي يشبع الحاجات النفسية والجسدية للأفراد، ويقمع الانحراف والشذوذ، ويحقق الحياة الوادعة، ويوفر الهدوء والاستقرار، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم:].ومن يُعْرض عن منهج الله وشريعته يكون عقابه المزيد من الآلام، فتزداد بالتالي المشكلات التي تصيب المجتمع، ومنها مشكلة العنوسة. تلك المشكلة التي تشغل بال بعض الأسر، وتحزن الآباء والأمهات قبل البنات. وجوهر المشكلة يكمن في تأخر سن زواج بعض الفتيات عن السن الطبيعية، مما يترتب عليه كثير من الآثار النفسية والاجتماعية الخطيرة.أسباب العنوسة:والتغلب على هذه المشكلة الخطيرة يتطلب معرفة أسبابها، التي تتفاوت ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية، ومن ذلك:- عدم إقبال كثير من الشباب على الزواج؛ لعجزهم المادي أمام ارتفاع المهور، بدرجة كادت أن تصبح عرفًا سائدًا وعادة محكمة، ويصل الأمر بالفقير إلى العجز عن التقدم لأية امرأة، فإذا حاول كان مثارًا للسخرية والاستهزاء به.- امتناع الحكومات في كثير من الدول الإسلامية عن معاونة الشباب الراغب في الزواج، من خلال تهيئة الظروف المساعدة على الحياة الكريمة في مختلف المجالات.- انخفاض مستوي المعيشة في العديد من الدول الإسلامية، مع الارتفاع المطرد للأسعار.- العصبيات التقليدية؛ كأن نجد عائلة لا تتزوج إلا من عائلة معينة، أو لا تزوِّج بناتها للغرباء عنها؛ حفاظًا على شرف العائلة أو ميراثها أو حسبها.- تعنت بعض الفتيات، ورفضهن الزواج من الأشخاص الذين لا يقيمون معهن في منطقة قريبة من بيت الأسرة.- الحروب التي يذهب ضحيتَها الآلافُ من الشباب، فتزيد نسبة الإناث إلى الذكور.- انسياق بعض الفتيات وراء التيارات الفكرية المنادية بتحرير المرأة، والمساواة مع الرجل، وتحقيق الذات، وهنا ترفض بعض الفتيات الزواج حتى ينتهين من التعليم، ويحصلن على وظيفة مناسبة، فتزيد أعمارهن، وتقل فرصهن في الزواج.- كثرة المشاكل العائلية بين الأبوين، فتنشأ الفتاة ولديها فكرة سيئة عن الزواج، فترفض الإقدام عليه خوفًا من الوقوع في نفس المشاكل.- الاختلاط الفاسد والانحلال وفساد المجتمع، فيجد الشباب الطريق ميسورًا لإشباع شهواته وقضاء حاجاته دون التزام أو قيد، إضافة إلى أن هذا الاختلاط يدفع العديد من الشباب إلى عدم الثقة في النساء بوجه عام، فيحجم عن الزواج.- معارضة بعض الآباء في تزويج بناتهم الموظفات طمعًا في أموالهن، مع تبرير موقفهم بحجج واهية، ومن ذلك القول: (إنه لم يحدث نصيب)، أو (لا يوجد أحد في مستواها) إلخ.آثار العنوسة:وأمام هذا التعدد والتنوع في الأسباب التي أفضت إلى هذه المشكلة الخطيرة، فقد أفرزت هذه المشكلة العديد من الآثار التي تهدد المجتمع الإسلامي، وتؤثر في تماسكه، وتظهر خطورة العنوسة على عدة مستويات:خطورتها بالنسبة للفتاة:بحيث تصاب الفتاة (العانس) بالعديد من الآلام النفسية، فتشعر بالحزن والاكتئاب، والنفور من الناس خشية السخرية والتلميح الجارح، وهذا قد يترتب عليه العديد من الآلام العضوية. والأخطر أن الفتاة قد تنحرف عن الطريق السوي التماسًا للسكن والعاطفة.خطورة العنوسة بالنسبة للأسرة:تُحْدِثُ العنوسة آثارًا نفسية سيئة على كل أسرة فيها عانس، حيث يشعر أفرادها بالهم والغم، بل الخزي والعار في بعض المجتمعات، حيث الخوف من نظرات الناس وتفسيرها بغير معناها واعتبارها نوعًا من الاتهام لهم ولبناتهم، مما يؤثر بصورة سلبية على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.خطورة العنوسة بالنسبة للمجتمع:حيث يؤدي انتشار ظاهرة العنوسة لأخطار شديدة على المجتمعات، إذ يحدث التفكك والتحلل في المجتمع، وتنتشر الأحقاد والضغائن بين أفراده، كما ينتشر الفساد والرذائل والانحرافات، التي تندفع إليها بعض الفتيات في ظل الدوافع النفسية التي يعانين منها.كما تنبت وتترعرع في ظل مشكلة العنوسة بعض العادات الجاهلية؛ كالسحر والدجل والشعوذة، ظنًّا من البعض أن هذا سيؤدي إلى زواج بناتهم.وأمام كل هذا الخطر ما الحل؟إن الإسلام لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الظاهرة، بل وضع العديد من الأسس والمبادئ التي تقضي عليها، وتجنب المسلمين أخطارها، ومن ذلك:- الحث على الاعتدال والوسطية في كل شيء، ومن ذلك المهور؛ فلا تكون فوق الطاقة، ويراعي الحرص على الخلق والدين قبل المال عند اختيار الزوج المناسب، فإذا توفر الخلق النبيل والحرص على الدين، فهذا هو الفوز والمغنم، قال (: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي].- تأكيد مسؤولية الحاكم في توفير فرص الحياة الطيبة لرعيته، والنهوض بأعبائهم، والسهر على حل مشكلاتهم.وقد أفتى العلماء بجواز تزويج المعسر من مال الزكاة، وقد أمر عمر بن عبد العزيز بالمال -من بيت المال- لتزويج الشباب.- العمل على تحقيق التنمية في الدول الإسلامية، بما يرفع من أحوال المعيشة، لتسهيل فرص المعيشة الكريمة وبناء أسر جديدة بالزواج.4- إزالة الفجوات وتقريب المسافات بين مختلف أفراد المجتمع، حتى لا يكون الاختلاف الطبقي مبررًا لعدم الزواج من صاحب الخلق والدين.- الأخذ بمبدأ (تعدد الزوجات)؛ الذي يُعَدُّ متنفسا شرعيًّا عظيم الفائدة، في الحالات التي يزيد فيها عدد الإناث عن الذكور، وخاصة في زمن الحرب وما يعقبها. نهى الإسلام الآباء عن منع بناتهن من الزواج، لهوى في نفوسهم أو لمآرب يسعون إليها.إن العودة إلى شريعة الله وهدي النبي ( هي الشفاء من كل ما يصـيب المجتمع من مشكلات، وهي الواقي للمجتمع من التدهور والانهيار تحت معاول الاختلاط والانحلال والغرائز والشهوات، قال (: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي) [مالك].كلمة أخيرة:يجب على المرأة -وهي مشغولة بعملها أو بتحصيل العلم- أن تتذكر أن المصير الطبيعي لها هو الزواج؛ لتسكن إلى زوجها، لإنشاء بيت جديد وعش هادئ، ولذا وجب عليها ألا تنغمس في مثل هذه المشاغل حتى يكبر سنها، فلا تجد الأنيس الذي يؤنس وحشتها، والأليف الذي يملأ فراغها، وإلا فالندم هو المصير، وعليها التيقن من عدم التعارض بين دائرة العلم والعمل، ودائرة الزواج والأسرة، فإذا اضطرت أن تختار إحدى هذه الدوائر فعليها أن تعرف أولى هذه الأمور فتختاره.
أهم الأسباب الرئيسية لظاهرة المتأخرات في سن الزواج (العنوسة) -الفقر والهجرة والتشرد وأرتفاع معدلات البطالة وعدم القدرة على تأمين العمل والمسكن الملائم. -التفاوت العلمي بين المرأة والرجل بالإضافة إلى المستوى الاجتماعي والتعليمي. -طموح المرأة يعلو أكثر فأكثر من الناحية المهنية تحديدا،ً كما أن طموحها في أن تكمل تعليمها للحصول على الشهادات العلمية وبالتالي تأجيل فكرة الزواج خلال الدراسة، وتأمين حياتها الخاصة بها واستقرارها المادي. -المغالاة في المهور وأرتفاع تكاليف الزواج. -إنتظار الفتاة فارس الأحلام بكامل المواصفات ورفض المتقدمين لها. -تدخل الكثير من العائلات والأهل في أختيار زوج الفتاة. -عدم قبول الفتاة بالمتزوج من امرأة أخرى (متوفاة أو مطلقة..). -السمعة السيئة على الفتاة أو أهلها يؤدي إلى جنوح الشباب عن زواجها وعدولهم عن خطبتها. -المشاكل الأسرية وأستفحال النزاعات والخلافات في البيوت سبب في صرف الناس عن خطبة الفتاة. -بعض الفتيات المرموقات والذكيات ربما يصيبهم الغرور وتأخذها العزة بالكبر إلى الاعتقاد أن زوجها لا يكون إلا رجل في مستواها وفي مقامها وأن لا أحد يستحقها إلا من كان فارس أحلامها أو خيالاتها. -تكوين نظرة لدى الفتاة الموظفة حتى بعض أفراد من عائلتها بأن من يخطبها يطمع في راتبها وبالتالي رفضهم الكثير من الخاطبين. -فشل العلاقات العاطفية وعدم إيجاد الشريك المناسب، ووضع أسرتها الاقتصادي تؤثر في إتخاذها قرار الزواج. -(العنوسة) ليست قسرية في أغلب الأحيان، بل اختيارية بمعنى أنها تتم بمطلق الإرادة وبكامل التصميم، وربما يكون ذلك بعدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال، وقد يكون لأسباب نفسية تعرض لها أحد الطرفين. -الرفاهية الزائدة للأبناء التي تؤدي إلى الانحراف وعدم التفكير في الزواج. أهم آثار المتأخرات في سن الزواج (العنوسة) على الفتاة والمجتمع أولاً-الآثار الفيزيولوجية: منحنى الخصوبة في المرأة تبدأ من سن 18 إلى 35 عاماً ويصل ذروته في سن 30 عاماً ويبدأ المنحنى في الهبوط. وبالتالي فالفتاة المتزوجة في سن متأخرة تقل فرص الحمل لديها، إما الرجل فتأخر الزواج لديه لا يؤثر على الإنجاب إطلاقاً ما لم يكن يعاني من أمراض الجهاز التناسلي أو أرتفاع ضغط الدم أو أي مرض عضوي أخر. ثانياً-الآثار النفسية: إن إخفاق المرأة في الحصول على شريك شرعي يحرمها من سعادة تتمناها وتترقبها والتي تنحصر في تحقيق ذاتها كربة أسرة بعيداً عن أسرة والدها، وإن إخفاق المرأة في الحصول على شريك يحاصرها بكوابيسه المخفية من وحدانية ودونية وقلق واكتئاب. وتوصلت الباحثة أيت مولود يسمينة من جامعة مولود معمري- تيزي وزو- في رسالتها في الماجستير من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجزائر والتي نشرت في عام 2012، بعنوان: (تقدير الذات وعلاقتها بظهور السلوك العدواني عند النساء المتأخرات في سن الزواج "دراسة مقارنة")، إلى نتيجتين هامتين: الأولى: على وجود علاقة أرتباط إيجابية بين تأخر سن زواج المرأة والسلوك العدواني فكلما تقدمت المرأة في السن ولم تتزوج إلا وازدادت عدوانيتها أكثر فأكثر تجاه محيطها والمجتمع وأحياناً تجاه نفسها. والثانية: على وجود علاقة أرتباط سلبية بين تأخر سن زواج المرأة وتقديرها لذاتها فكلما أرتفع سن المرأة ولم تتزوج أنخفض تقديرها لذاتها أكثر فأكثر وهذا يرجع إلى شعورها بالقلق والتهديد بالخجل والخوف من بقائها وحيدة بعد رحيل والديها وزواج أخواتها بالإضافة إلى إحساسها بالنبذ والتهميش والرفض من المجتمع. ثالثا-الآثار الاجتماعية: تزداد المشكلة سوءاً لدى الفتاة التي لا تعمل ففي العديد من العائلات لا زالت الفتاة التي يتأخر سن زواجها تعاني من ضغوط اجتماعية وأسرية والكل يحاول استغلالها من أخواتها ووالديها فهم يريدوها أن تخدم عليهم وإذا تزوج أخواتها أن تخدم عليهم وعلى زوجاتهم.وإضافة إلى الآثار السابقة على الفتاة هناك آثار أخرى على الأب والأم والأخت الصغرى والأخوة والأخوات المتزوجات. أهم الحلول المقترحة للتقليل من ظاهرة المتأخرات في سن الزواج (العنوسة) -إن توفر الاستقرار السياسي والاقتصادي سيخلق بيئة اجتماعية مستقرة للشباب. -وضعت طالبات جامعيات من الخليج صورة لمجموعة منهن على تويتر وقد أشرن بأصابعهن الأربعة في إيحاءً منهن إلى جواز التزوج من أربعة زوجات. (مع أني لست مع فكرة تعدد الزوجات). -التخفيف من غلاء المهور، وعدم تثقيل كاهل الشباب بالمصاريف الزائدة. -الابتعاد عن الترتيب بين الفتيات في الزواج. -دفع قروض للزواج وإنشاء صناديق لها. -على الجمعيات الخيرية إقامة أعراس جماعية، ودفع مكافأة للمتأخرين في سن الزواج للتزوج. وبالتالي فإن المتأخرات في سن الزواج (العنوسة) هي كلمة مؤلمة على النفس تخاف منها معظم الفتيات الواقعات أصلاً بين مطرقة الآراء وسندان العادات والتقاليد ونظرة المجتمع، وهي معاناة إنسانية تهدد البناء الاجتماعي، وتعتبر واقعاً سلبياً يهدد مستقبل المجتمع بتراجع نموه الديمغرافي وتناقص القوة العاملة، ولا بد من البحث عن المزيد من الحلول للتقليل من هذه الظاهرة، وآثارها على المرأة والمجتمع. وتقديراً لمشاعر المرأة لا بد من التأكيد على مصطلح المتأخرات في سن الزواج بدلاً من مصطلح (العنوسة).
اما عن الاسباب اعتقد اهم سبب هو المغالاه فى المهور
اما عن الحل اننا نرجع لأصل الاسلام بالتعدد
الحل الوحيد للعنوسه هو التعدد ووالله انه شرع الله
للعلم الاسلام لم يترك اى مشكله مجتمعيه بدون حل ولو ركزنا فى القرأن هتلاقى فيه حلول لمشاكل كتير جدا جدا جدا
الزكاة و تعدد الزوجات ، و تغيير العادات الإجتماعية المتعلقة بتكاليف الزواج و تشجيع الإبتعاد عن المدن الكبيرة لتقليل تكاليف السكن