ما الفرق بيم الرسم المجرد والرسم التصويري ؟

إن الرسم عادة ما يكون تمثيلاً على الورق (أو على جدول) للحقيقة. خلال فترة الدراسة، يكون على كل تلميذ القيام بعمل رسوم الملاحظة ولاسيما في الأحياء. والرسم محايد وموضوعي وليس هناك أي نية من خلاله، إلا أنه يكون أقرب شئ للواقع. أما الصورة فهي على العكس نهائية البرهنة. عادة ما توضح الصورة مبدأ ما أو مفهوم لا يظهر في الرسم. سوف آخذ مثال الدورة الدموية. إذا استطعت أن ارسم بأكثر تشابه ممكن حقيقة الأوعية الدموية، لن نصل إلى رؤية دائرة موحدة يمر بها الدم في النصف الأيمن من القلب ثم في النصف الأيسر. إن أبسط صورة ممكنة – إذا كانت الأسهل في تذكرها وكذلك الأكثر تجريداً- أي الأصعب في تكوينها تكون ثمرة عمل طويل. هنا أيضاً تكون الدورة الدموية مثالاً جيداً لأنه من خلال الصورة يتضح استحالة تكوينها في المدرسة الابتدائية لكن يمكننا الاستعانة بأمثلة أخرى. يمكن أن تترجم صورة الحشرة بصورة معينة: ثلاثة أشكال بيضاوية للرأس والصدر والبطن، وثلاثة أزواج من الأرجل تأتي من الصدر، وذلك كافٍ لتعريف الحشرة. ويمكننا أيضاً التقليل بعدم رسم إلا نصف واحد فقط بما أنه يوجد تماثل في الناحيتين، وأخيراً، فإن التمثيل بالصور هو الاختصار أي اختصار الأشياء غير الضروريّة للتعريف أو التعرف على مفهوم معين. إن الحشرة أو العربة أو الدراجة هي مفاهيم يمكن تمثيلها بالصور: سوف نزيل جرس العجلة والفانوس الموجود في العربة... وأجنحة الحشرة (ملحوظة: البعد عن الحشرات) بعض الأمثلة القديمة للصور في المدرسة الابتدائية. ١) السلسلة الغذائية التي توضح عمل النظام البيئي أكثر من جدول الحيوانات والنباتات التي تأكل بعضها في الغابة. ٢) الدائرة الكهربية التي يتم تجريدها في شكل البطارية. ٣) التهوية الرئوية (الرسم الوظيفي لـ...) التي نشير لها بالشرط أو النقط وكذلك الأزمنة T١ (الشهيق) وT٢ الزفير وكذلك توضيح دور الحجاب الحاجز. ٤) يمكننا أيضاً تمثيل التجربة بالصور... مكان الرسم والصور في المدرسة الابتدائية: أطفال رياض الأطفال يرسمون. قد نطلب منهم رسم ما يرونه (مثال: الحشرات في مستنقع وضعناه في حوض السمك) وتتعدد الأمثلة (التنوع الحيوي) قبل دراسة القاسم المشترك بين جميع الحشرات والقدرة على التجريد تتكوّن تدريجياً في المدرسة الابتدائية. بعد تعدد أمثلة الحيوانات وبعد معرفة مميزاتها يمكن أن نصنفها وأن نعمل رسماً تخطيطياً للمجموعات الحيوانية. وسوف نقوم بتنمية القدرة على التجريد (التعريف – التصنيف) وإدراك تنوع الكائنات الحية. وأنهى القول أنه يوجد كلُّ الوسائط بين الرسم والصور وكذلك بين المجرد والمعنوي. وأخيراً فلنشْر إلى كاتب له كتاب مهم في هذا الصدد: جون فرانسوا فيزان، تكامل الشفهي وغير الشفهي في الحصول على المعارف، CNRS، ١٩٨٠ برنار لونجلييه IUFM باس – نورماندى، مركز ألونسون.