Register now or log in to join your professional community.
شكراً للدعوة أنسة حفصة. صراحة ليس كثيراً فاليوم جميع الدول تسعى لأن تكون سباقة في عالم الصناعة والعمل على ازدهار هذا المجال دون الأخذ بالحسبان لما يترتب على ذلك من تلوث للمياه والجو وما ينجم عن ذلك من أضرار.
شكراً للدعوة ،،
(الموضوع مقتبس من المقالة الرائعة للدكتور المحامي مسلم اليوسف)
إن أهم أركان تلوث البيئة لعظم خطرها على الإنسان ، و حياته ، واستمراره ، هي تلوث الهواء ، و تلوث الماء و أخيرا تلوث الغذاء بالمبيدات .
أولا – تلوث الهواء:
و يعتبر الهواء ملوثا إذا حدث تغير كبير في تركيبه لسبب من الأسباب ، أو إذا اختلط به بعض الشوائب ، أو الغازات الأخرى بقدر يضر بحياة الكائنات التي تستنشق الهواء . و تتعدد أشكال المواد المسببة لتلوث الهواء ، و هي قد تدخل جسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي ، فتصل إلى الدم مباشرة ، أو تدخل إلى الجسم عن طريق مسام الجلد ، أو عن طريق الجهاز الهضمي مع الأغذية ، و المشروبات الملوثة . و أغلب العوامل المسببة لتلوث الهواء عوامل مستحدثة من صنع الإنسان نتيجة لما يسمى التقدم التكنولوجي ، و ظل التلوث يزداد يوما بعد يوم مع ازدياد الأخذ بالأساليب الصناعية ، و التكنولوجية الحديثة ، و ظل أثر هذه العوامل يتراكم على مر السنين حتى شعر الإنسان بخطرها المدمر على حياته .
ثانيا – تلوث الماء :
قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) [5]. إن الماء ضروري للحياة ، و لا غنى عنه لجميع الكائنات الحية ، و تأتي أهميته للإنسان بعد أوكسجين الهواء مباشرة ، فالإنسان يحتاج إلى بعض لترات منه كل يوم ، لذلك يجب أن يكون هذا الماء نقيا في حدود سليما ، و إلا أصيب الإنسان بكثير من الأمراض
والأضرار الجسيمة .
وتعتبر مياه الأمطار من أنقى صور المياه الطبيعية ، و مع ذلك فإن يد التلوث قد تطالها ، فتحمل معها بعض الشوائب العالقة بالطبقات السفلى من الغلاف الجوي ، وتحملها معها إلى سطح الأرض . كما قد تتلوث مياه الأمطار فوق المناطق الصناعية ، ومناطق التجمع السكاني بسبب التلوث الهواء بدخان المصانع ، و بعوادم السيارات . فعند سقوط الأمطار تبدأ هذه المياه في إذابة كثير من المواد الموجودة في التربة من أمثال مبيدات الحشرات ؛ و غيرها ، كما أنها تجرف معها في طريقها كثيرا من الشوائب لتلقي بها في المجاري المائية مثل الأنهار ؛ و البحيرات .
و من هنا يتضح ضرورة الاهتمام بالمكان الذي تؤخذ منه مياه الشرب للاستعمال الآدمي ، فيجب أن يكون ذلك من مكان يخلو من الشوائب ، و المواد العالقة ، و لا تحتوي على مواد ذائبة ، و بعيدا عن كل مصادر التلوث .
و الحقيقة أن أغلب المدن ، و التجمعات السكنية تقع على ضفاف الأنهار ، والبحيرات ، فتؤخذ مياه الشرب للاستعمال الآدمي من المجاري المائية ، لذا يجب أن تكون هناك قوانين حازمة للمحافظة على هذا المصادر المائية من أي تلوث لتكون صالحة للاستعمال البشري .
فمعظم النشاط الصناعي يطلق الشوائب ، و الفلزات السامة في الهواء ، و الماء دون أي رادع ، أو محاسب ، أو حتى رقيب حقيقي .
لذلك أرى أن من المناسب قوله أن تلوث مصادر المياه قد بلغ درجة خطيرة جدا حتى وصل إلى المياه العميقة ، و قيعان البحار ، و بذلك أمتد أثر التلوث إلى كثير من أنواع الكائنات الحية التي تعيش في هذه البحار ، و المحيطات .
ومن خلال تجاهل كثير من الحكومات لمشاكل التلوث من التوقع أن تزداد مشكلة التلوث خطورة بزيادة عدد سكان المدن ، و زيادة مياه الصرف الصحي ، و الفضلات الآدمية إضافة إلى مخلفات الصرف الناتجة من التجمعات الصناعية ، و التي يزداد حجمها ، و عددها يوما بعد يوم ، و ساعة بعد ساعة .
ثالثاً – تلوث الغذاء:
أفرط الإنسان في هذا العصر في استخدام المواد الكيمائية في كل الميادين ، و تعتبر المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة الآفات من أخطر هذه المواد ، و أكثرها انتشاراً .
ولا تزول أثر هذه المبيدات المتبقية في التربة إلا بعد انقضاء مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من عشر سنوات ، وقد تحمل مياه الأمطار بعض هذه المبيدات من التربة إلى المجاري المائية ، و تسبب كثيرا من الأضرار لما بها من كائنات حية ، وقد تصيب بالضرر كلا من الحيوان ، و الإنسان .
و قد تمتص النباتات التي تزرع في هذه التربة جزءا من هذه المبيدات ، و تختزنها في أسجتها ، ثم تنقل هذه المبيدات بعد ذلك إلى الحيوانات التي تتغذى بهذه النباتات ، وتظهر في ألبانها ؛ و لحومها ، و تسبب كثيرا من الضرر لمن يتناول هذه اللحوم ؛ و الألبان .
و بعد الذي عرضت ، و بينت يتبين لنا حجم الخطورة ، و التهديد للبشر ، وجميع الأحياء ، فماذا يجب علينا أن نفعل أمام هذا الخطر الذي دخل جسمنا من الماء ، والهواء ، و الغذاء ، و الله المستعان .
يجب علينا جميعا أفرادا ، و مجموعات ؛ و جمعيات أهلية ؛ و حكومية وطنية ؛ ودولية أن نهتم بما يلي :
· توعية الناس بخطورة التلوث ، و أساليب انتشاره ، و مقاومته ، والقضاء عليه.
· إنشاء منظمات خاصة أهلية مستقلة بقرارها و تمويلها تهتم بشأن التلوث ، وسبل مقاومته ، و فضح أسبابه و مرتكبيه .
· إيجاد البدائل الممكنة للاستعاضة عن مسببات التلوث بدعم من المنظمات المدنية الحديثة ، و الحكومات الوطنية و الأمم المتحدة أيضا.
· سن تشريعات صارمة موحدة بين الدولة العربية خاصة بحماية البيئة من التلوث و أسبابها .
ولعل أهم النقاط التي أحب أن أبينها ، و أشرحها التشريعات الخاصة بحماية البيئة من التلوث :
أن التشريعات الخاصة بحماية البيئة ليست أمرا مستحدثا في عالمنا العربي ، و لعل الشريعة الإسلامية كانت ، و ما زالت السباقة إلى هذا ، و من أمثلة ذلك قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم الوارد عن أبي هريرة : ( لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ) [6]. و في رواية أخرى رواها النسائي : ( لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه ) [7].
و في رواية الطبراني عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم : نهى أن يبال في الماء الراكد و الجاري )[8] . لا شك أن منطوق ، و مفهوم هذا الحديث يحرم البول في الماء الراكد ، و الجاري ، فما بالك بأعظم ، و أخطر من البول من أمثال مصارف المدن ، و التجمعات السكنية ، و مخلفات المعامل ، و المصانع ، فلا شك أن حرمتها أشد لعموم خطورتها على عموم البشر ، و الأحياء . و هذا مما حرمه الإسلام ، و قاومه ، و شجع على القضاء عليه . فأتمنى من رجالات الشرع ، و القانون أن يستنبطوا تشريعات خاصة بحماية البيئة من الشريعة الإسلامية ، لأنها ستحترم ، و ستطبق أكثر من أي قانون أو تشريع آخر لمكانة الشريعة الإسلامية عند جميع المسلمين . هذا ، و قد صدر في كثير من دول العالم العربي تشريعات تستهدف حماية كثير من عناصر البيئة من التلوث ، بيد أن هذه القوانين ظلت في كثير من الأحيان حروف دون روح بسبب انتشار الفساد في كثير من الأنظمة العربية ، فرجالات الأعمال و من يتحالف معهم يتحملون القسط الأوفر من المشكلة ، فمن يستطيع أن يعقب مصنع أو منشأة صناعية يضر البيئة ، و يخالف القوانين ، و هو مملوك لزيد ، أو عمرو من المسئولين ، أو المتحالفين معهم ما دام هذا المسؤول بيده سن القوانين ، و تجاهلها إذا وقفت ضد مصلحته الضيقة.
أختم القول بأن مشكلة تلوث البيئة في العالم العربي تكمن في تجهيل المواطن العربي بهذا الركن الهام من حياته الصحية ، و الجمالية و البيئية . وكذلك تجاهل كثير من الأنظمة العربية لمكافحة هذه المشكلة ، و التي تتحمل هي حصة الأسد منها لإسهامها فيها ، ولتجاهلها الحلول العملية النافعة فيها ، لذلك على المواطن ، و هو صاحب المصلحة ، و المشكلة ، و هو المتضرر الأول منها أن يتخذ موقف لإجبار الأنظمة العربية المتخاذلة ، و المتجاهلة لحل هذه المعضلة من جذورها من خلال فضح أساليبهم في كافة الطرق ، و الأساليب الممكنة ، و خصوصا في المواقع العلمية ، العربية العالمية في الشبكة العنكبوتية و المحطات الفضائية و كذلك على المختصين إقامة المحاضرات ، و الندوات ، و محاولة ترخيص جمعيات لكي تتبنى مسألة البيئة ، و مشاكلها من خلال الكشف عن مسببها ،و اقتراح الحلول المناسبة لها ،
و الله الموفق
تحياتي الطيبة للجميع
شكرا لدعوتك
لا هي لاتقوم بكامل واجباتها تجاه التلوث والحد منه
لالاتقوم بأي واجب تجاه العالم الذي نحن كالبشر ندمره كل دقيقة من تلوث جوي ارضي و الماء ولا ننسى التنوع البيئي من نبات،حيوان،حشرات و بكتيريا فإذا اردنا المحافضة علينا التعايش و الانسجام مع الطبيعة
ياافندم احنا بقينا عايشينا على التلوث ولو قطاع البيئة اشتغل بما يرضى الله هانعيش ازاى