هل عشنا حياة تملؤها/أفراح أم فيض أماني/وصراخ الوجد تئن به/أحزان تلو الأحزان هل عشقك ذنب أذنبه/وظلام يعقبه ظلام/ اشرح ثم حلل بلاغيا / أعرب حياة ـ تئن.

هنا الشاعر يتحدث عن تساؤل واستعطاف لمحبوبته. هل ما عشناه كان فرحا وهناء أم هو مجرد أماني وأحلام. ثم يقول وصراخ الوجد الحب يصدر الأنين والاوجاع لشدة حرقته. وها هي الأحزان تنتابني تلو الأحزان. وما الذنب الذي اقترفته اني أحبك. لتزيد حياتي ظلمة وعذاب. إذا الشاعر يتكلم بحالة استنكارية تظهر الحالة النفسية والعاطفية التي حلت به. هو يريد أن يوصل كلامه ولكن بطريقة تبين كيف يسأل وفي الوقت نفسه كيف وصل به الحال. إذا هو يبدأ بالأسلوب الإنشائي بالاستفهام الاستنكاري الذي وجد فيه طريقا ليخرج الآهات التي تسيطر عليه. فقوله هل عشنا حياة تملاؤها. إذا هو يستنكر ويستعطف. ويتبع أسلوب موجه الى المحبوبة. الذي أخرجه من معناه الحقيقي إلى معناه المجازي. الذي يفيد التقرير. فهو لا ينتظر الجواب. بل قرره بطريقة غير مباشرة في قوله أفراح أم فيض أماني. .ثم ينتقل مباشرة الى عقدته الأساسية التي لحقت به وهي صراخ الوجد يئن. ففي هذه الصورة استطاع الشاعر أن يقرب حالته النفسية بطريقة مبدعة .بقوله صراخ الوجد يئن. فهنا شبه الوجد بإنسان يصرخ و يئن. فنجد هنا استعارة مكنية. ولكن يبدو الشاعر في حالة ارتباك. نجد في الشطر الثاني انتقال لحالة سوداوية عامة تملأ حياته بشكل كامل فالحزن تلو الحزن. إذا حالته غير مستقرة وحياته غير مطمئنة فالحزن يلف كل شيء ويسيطر على كل بريق أمل ربما يمكن ان ينتظره. فهنا في قوله أحزان تلو أحزان. كناية عن الحالة السيئة التي حلت بالشاعر بسب ما يعتلجه من مشاعر مرهفة ويتيمة تعيق حبه. كما نجد في قوله مجاز تفاعلي فالحزن يخلف حزن. ثم يقول. وهل عشقك ذنب اذنبه. هنا يعود الشاعر إلى الاستفهام وهنا يقر بشكل صريح هل عشقه لمحبوبته هو ذنب يقترفه. إذا هو يعود إلى الاستفهام الاستنكاري الموجه بطريقة مباشرة وواضحة فهو لا يريد أن يخفي شيئا بعد ذلك فهو ينطلق من منطلق الصراحة والمواجهة ويعزم على إطلاق ما يعتريه من آهات الحب والكتمان. الذي سبب له الظلام والعذاب. إذا يعود الشاعر ببيان حاله. ويقول وظلام يعقبه ظلام. هنا أيضا كناية عن الحال التي تسيطر على حياة الشاعر. تئن:فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.حياة:مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.