Register now or log in to join your professional community.
الشاعر العربي الكبير أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، الجعفي الكوفي الكندي، المولود بالكوفة سنة 303 هـ (915م) والمتوفي بالنعمانية قريباً من دير العاقول، في سنة 354هـ (965م)، عرف بين الناس بلقب (المتنبي)، أي مدعي النبوة. فهل هو قد ادعى النبوة بالفعل، وإلا فما هو سر هذه التسمية العجيبة ؟؟!هنالك أقوال مختلفة حول سبب إلصاق هذا اللقب بأبي الطيب:ـ1) قيل أنه ادعى النبوة في بادية السماوة بين الكوفة والشام فتبعه خلق كثير من بني كلب وغيرهم. وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد، فأسره وتفرق أصحابه، وحبسه مدةً ثم استتابه وأطلق سراحه بعد أن تاب ورجع عن دعواه.وفي شعر أبي الطيب ما يؤيد هذا القول ويدعمه؛ من ذلك قوله:سأطلب حقي بالقنـا ومشـايخٍ *** كأنهم من طول ما التثمـوا مُردثقالٍ إذا لاقوا خفـافٍ إذا دعوا *** كثيرٍ إذا شدوا قليلٍ إذا عُـدُّواوطعنٍ كأن الطعنَ لا طعـنَ عنده *** وضربٍ كأن النار من حره بردإذا شئتُ خفَّتْ بي على كلِّ سابحٍ *** رجالٌ كأن الموت في فمها شهدوقوله:وإن عَمَرتُ جعلتُ الحرب والدةً *** والسمْهـريَّ أخـاً والمشرفيَّ أبابكل أشعثَ يلقى الموتَ مبتسمـاً *** حتى كأن لـه في قتلـه أربـاقحٍ يكاد صهيل الخيـل يقذفـه *** من سرجه مرحـاً بالغزو أو طرباالموت أعذر لي والصبر أجمـل بي *** والبرُّ أوسـع، والدنيـا لمن غلباوقوله:لقد تصبَّرتُ حتى لات مصطبرٍ *** فالآن أقحمُ حتى لات مقتحـملأتركنَّ وجـوهَ الخيل ساهمةً *** والحرب أقـومَ من ساقٍ على قدموالطعن يحرقها والزجر يقلقها *** حتى كأن بهـا ضربـاً من اللممقد كللتها العوالي، فهي كالحةٌ *** كأنما الصاب مذرورٌ على اللجـمبكل منصلتٍ ما زال منتطري *** حتى أدَلْتُ له من دولـة الخـدمشيخٍ يرى الصلوات الخمس نافلةً *** ويستحل دم الحجاج في الحرموقوله:ولا تحسبن المجـد زقـاً وقينـةً *** فما المجد إلا السيف والفتكة البكروتضريب أعناق الملوك وأن ترى *** لك الهبوات السود والعسكر المجروتركك في الدنيـا دوياً كأنَّمـا ***تداول سَمـع المرء أنْمُلُـه العشر2) القول الثاني هو الذي رجحه الدكتور/ عبد الله الطيب في كتابه الماتع (مع أبي الطيب)، وهو أنه إنما أطلق عليه لقب المتنبي بسبب أبيات قالها حين كان في بادية كلب، وهي:ما مقامي بأرض نخلة إلا *** كمقام المسيح بين اليهودأنا في أمَّـةٍ تداركها الله *** غريبٌ كصـالح في ثمودتماماً كما لقب المثقب العبدي بقوله:ردَدْنَ تحيةً وكنَنَّ أخرى *** وثقَّبنَ الوصاوصَ للعيون وكما لقب المرقش الأكبر بقوله: الدار قفرٌ والرسوم كما *** رقَّشَ في ظهر الأديم قلموكما لقب المتلمس الضبعي بقوله:وذاك أوان العرْض جُنَّ ذبابه *** زنابيرُه والأزرقُ المتلمِّسُ3) وهناك قول ثالث مفاده أن أبا الطيب هو متنبئ الشعر، استناداً على تفوقه في الشعر على كافة أقرانه من معاصريه ومن سبقهم ومن جاء بعدهم، قال عنه الحافظ الذهبي في كتابه: (ليس في العالم أحدٌ أشعر منه، أما مثله فقليل)، وقال عنه ابن رشيق: (ملأ الدنيا، وشغل الناس)، وقال عنه أبو منصور الثعالبي: (وسافر كلامه في البدو والحضر، وكادت الليالي تنشده والأيام تردِّده) وكان الصاحب بن عباد يقول: (بدئ الشعر بملك، وختم بملك، يقصد امرأ القيس وأبا فراس الحمداني )، ولكن الدكتور عبد الله الطيب قال: إنما يقصد امرأ القيس وأبا الطيب، إذ أن كلاهما من كندة، وكلاهما طمعا في الملك) وقيل: إنه قال: أنا أول من تنبأ بالشعر. وهذا يمكن أن يفهم من الحكاية التالية:يحكى أن ابن وهبون الشاعر الأندلسي دخل يوماً على المعتمد بن عباد، صاحب قرطبة وإشبيلية، فوجده ينشد بيتاً للمتنبي ويردده استحساناً له، وهو قوله:وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له *** إذا لم يكن في فعله والخلائقفما كان من ابن وهبون إلا أن أنشد ارتجالاً:لئن جاد شعر ابن الحسين وإنما *** بقدر العطايا واللُّهى تُفتَح اللهاتنبَّأ في نظم القريض ولو درى *** بأنك تروي شعـره لتـألَّهـاهذا وفي شعر المتنبي الشيء الكثير الذي يفيد اعتداده بنفسه وفخره على جميع شعراء العرب، سواءً أكانوا من معاصريه أو سابقيه:وما الدهر إلا من رواة قصائدي *** إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدافسـار به من لا يسير مشمـراً *** وغنى بـه مـن لا يغـني مغـرِّداأجزني إذا أُنشدتَ شعـراً فإنمـا *** بشعـري أتاك المادحـون مُردَّداودع كل صوت غير صوتي فإنني *** أنا الصائحُ المحْكِيُّ والآخر الصدىلا تجسر الشعراءُ تنشد ههنا *** بيتـاً ولكني الهـزبْرُ الباسـلُما نال أهلُ الجاهلية كلهـمْ *** شعري ولا سمعتْ بسحريَ بابلُوإذا أتتك مذمـتي من ناقصٍ *** فهي الشهـادة لي بأني كامـلُبلغت بسيف الدولة النور رتبةً *** أثرت بها ما بين غربٍ ومشرقِإذا شاء أن يلهـو بلحية أحمقٍ *** أراه غباري، ثم قال له الْحَـقِوما كمدُ الحسَّاد شيئاً قصدتُه *** ولكنه من يزحمِ البحـرَ يغرقِ.وهو من شعراء العصر العباسي.
المتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكندي .
ولقب بذلك لأنه اتهم بادعائه النبوة بسبب قوله :
أنا رب الندى ورب القوافي .. وسمام العدا وغيظ الحسود
أنا في أمة تداركها الله .. غريب كصالح في ثمود
وقوله :
أي محل أرتقي ؟ .. أي عظيم أتقي ؟
وكل ما خلق الله .. ومالم يخلق
محتقر في ذمتي .. كشعرة في مفرقي .
وهو من شعراء العصر العباسي ، ويعد أفضل من قال شعرا في العربية
وتعرب المتنبي في السؤال : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .